نائب رئيس جامعة الأزهر: دور النساء أساسي في نهضة المجتمع وتقدمه
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أكد الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر، لفرع البنات على مكانة المرأة في المجتمع ودورها الأساس في نهضته وتقدمه.
نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات: النساء شقائق الرجال ودورهن أساسي في نهضة المجتمع وتقدمهوأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات خلال كلمته في افتتاح (ملتقى الفتاة الأزهرية) الذي يقام برعاية الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، أنه لمكانة المرأة في الإسلام قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم: «النساء شقائق الرجال».
ووجه نائب رئيس الجامعة لفرع البنات الشكر لإدارة رعاية الطلاب والطالبات؛ لهذه المساعي الحثيثة نحو اتخاذ جميع السبل في دعم المرأة وتعزيز مكانتها، مشيدًا بإعداد وتنظيم هذه الفعالية بالتنسيق مع (طلاب من أجل مصر)، مشيرًا إلى أن الحديث في هذا الجانب ذو شجون، وأتحدث هنا عن مكنون ما أشعر من حب صادق واهتمام بالغ بفتاة الأزهر الشريف؛ الأنموذج المشرق الوضاء الذي هو شريك رئيس في الكيان الأزهري بخاصة وفي الحياة المجتمعية بعامة.
وأوضح نائب رئيس الجامعة أن هذا اللقاء يعد تجميعًا للقاءات سابقة ومناسبات شتى في هذه الفترة؛ فبالقريب كنا نحتفل بيوم المرأة، ومنذ أيام احتفل الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً بالذكرى ال 1084 عامًا من عطاء الأزهر الشريف في خدمة الإنسانية؛ حيث حمل الأزهر مشاعل النور والعلم والثقافة لكل أرجاء الدنيا، فكان يوم الفتاة الأزهرية كأنه تجميع وتأكيد لكل ذلك، وتأكيد على الخصوصية التي يتحلى بها التعليم الأزهري عن غيره بداية من المرحلة الابتدائية وحتى التعليم الجامعي، والتي أثمرت أنموذجًا فريدًا يسعى للكمال دائمًا وسط كل الجهود التي تبذل من أجل ذلك.
وأشار إلى أن هذا ليس هذا بمستبعد أبدًا على مؤسسة اتخذت من كتاب الله أساسًا للتعليم، وأحاطت فتياته بهالة الدين والعفة والوقار، وتركيز ذلك في نفوسهن منذ الصغر، فتنتهي المرحلة الابتدائية وقد قاربت تلك الصغيرة على حفظ ما يقارب نصف القرآن، وتنتهي المرحلة لتصعد إلى مرحلة أكبر وهي المرحلة الإعدادية أراد الأزهر فيه مواكبة تلك المرحلة الفطرية من حياة الأنثى فهى في سن تترقى فيه من الطفولة إلى بعض الأنوثة وبداية حياة الفتيات؛ فتجد نفسها تحاط بعلوم الشريعة من كتاب وسنة وتعليم لمسائل الفقه وأحكام النساء، والتي تتقنها الفتيات على دربة وتؤدة في التعليم قلَّ أن تجد لهما نظيرًا عند أقرانهن من فتيات التعليم العام أو نساء المجتمع واللائي لا يعلمن عن تلك الأحكام شيئًا إلا بقدر ما يسمعن أو يعرفن من خلال المساجد أو وسائل التواصل المختلفة والتي يخشى أن ترسل لهن بصورة مشوشة فاسدة ليست على النسق الأمثل مثلما يكون التعليم في الأزهر الشريف.
وبيَّن نائب رئيس الجامعة أن الفتاة الأزهرية تترقى في مراحل التعليم المختلفة ثانوية أو جامعية وقد أتقنت تأصيل المسائل بالأدلة الواضحة والبراهين الساطعة، فيخلق هذا بداخلها عالمة بالمعنى الحقيقي، ويصبح علمها حصنًا لها من فتن الدنيا ونوائب الزمان، لافتًا إلى أن هنا يتجلي واضحًا جهد الأزهر الشريف الذي أبدع في صنع واستخراج النموذج الأوقع والأمثل للمجتمع كنواة أولى صادقة في بناء وعي جيل هي المسئولة عن تكوينه شريكة حياة وأمًّا تنتج أمثالها من الفتيات الفضليات المتحليات بعظيم مواطن الشرف والعفة.
وأضاف نائب رئيس الجامعة لفرع البنات أن دور فتاة الأزهر الشريف منذ القدم كان أنموذجًا مستلهمًا وبقوة من ذلك النموذج الذي حرصت تعاليم الإسلام والشريعة السمحاء على وضعه وتحقيقه في مجتمع ظلمت فيه المرأة في القديم وامتهنت.
كما أوضح نائب رئيس الجامعة أن الشرع الحنيف جاء ليضبط تلك الأمور ويرسخ في الأذهان ما انفسد من معتقد، فليست الحياة قائمة على الرجال وحسب، وإنما المرأة شريكة للرجل في الحقوق والواجبات، وبين أن الإسلام وقف بجوار المرأة أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجة؛ ليضمن لها جميع الحقوق المشروعة بقدر ما أعطاها الله تعالى من حقوق وواجبات، وصدع في الناس بكلمته الحاسمة عن ذلكم الظلم الواقع عليها بقول الله تعالى: ﴿ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف﴾ وقال تعالى: ﴿ولا تمسكوهن ضرارًا لتعتدوا﴾. ولأجل ذلك كانت مكانة المرأة كبيرة في الإسلام؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: «استوصوا بالنساء خيرًا» لذا كان النبي خير الناس لأهله فقال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
وختم كلمته قائلًا: (أقول لكل بناتي وطالباتي العزيزات اعتزي بأزهريتك؛ فهي شرفك ووسامك على صدرك...ارفعي رأسك وقولي بفخر: إنك أزهرية، تحملين الأمانة والمسئولية، وتحفظين كتاب الله وتعملين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر جامعة الأزهر طلاب من اجل مصر نائب رئیس جامعة الأزهر نائب رئیس الجامعة الأزهر الشریف لفرع البنات
إقرأ أيضاً:
نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل
استكمالًا لسلسلة ندوات "قراءة في كتاب" الذي ينظمها جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، نظم جناح الأزهر اليوم الخميس، ندوة بعنوان "قراءة في كتاب نساء مشرقات" حاضرت فيها أ.د/ نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر، رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين، وأدارتها الأستاذة سالي عبد الحميد، عضو المركز الإعلامي بالأزهر.
قالت أ.د/ نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر، رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين، إن فكرة كتاب نساء مشرقات تلامس حاجات المرأة وحقوقها ودورها في مختلف العصور، وبمثابة سلسلة ملهمة من إشراقات وقصص وسيرة النساء في التاريخ، حيث يحمل الكتاب بين دفتيه سير لنساء خالدات تركن بصمة في التاريخ مثل السيدة هاجر، آسية بنت مزاحم، آمنة بنت وهب، سمية أم عمار، أم عمارة، كما يناقش الكتاب دورهن في الدعوة والارتقاء والعمران والدور الحضاري، ويستخلص الكتاب من سير النساء والصحابيات ومواقفهن والدروس والتجارب العديدة التي تساعد المرأة في بناء وتكوين الشخصية، ثم بناء وتكوين أسرتها ومجتمعها بناءً يتماشى مع المنهج الإسلامي الوسطي ولا سيما في ظل صعود التيار الغربي، وفرض ثقافته بكل مكوناتها في المظهر والجوهر.
وأوضحت مستشار شيخ الأزهر، أن كتاب نساء مشرقات يستهدف استخراج النماذج المشرفة للنساء اللاتي أضأن الدنيا بنور المعرفة والثقافة والتحضر والرقي، وضربن أروع الأمثلة في بناء الأسرة والمجتمع، وفي تشكيل القيادة والمسئولية ليكون زادًا للمرأة المسلمة وعونًا لها في طريقها وذلك لإصلاح علاقتها بالله أولًا، ومن ثم علاقتها بالأسرة والمجتمع، وبيَّنت الصعيدي أن الكتاب بمثابة رسالة قوية لكل امرأة أنه يجب عليها أن تتحلى بالصبر والمثابرة والرضا بالقضاء واليقين في أن لكل ضيق مخرجًا، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين، وبمثابة تحفيز للمرأة وزيادة قناعتها بقدرتها على مواجهة التحديات وبناء الأوطان، مشيرة إلى أن المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتتعامل بإيجابية قادرة على صنع المستحيل، وضربت مثلًا بالسيدة جومانة بنت قيس التي استطاعت جمع شمل أسرتها وتعزيز قيم البر ونبذ الفرقة والاختلاف.
وطالبت الصعيدي في ختام حديثها بضرورة تدريس النماذج المشرقة من النساء في مناهج التعليم لتعلم الفتيات الصغيرات كيفية البر، التوكل، وحسن اليقين بالله، كما شددت على ضرورة دعم المجتمع للمرأة وتمكينها في مختلف العلوم والمجالات لتؤدي رسالتها وتساهم في بناء مجتمع مستقر وآمن.
ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.