محاولة لفهم العلاقة بين نقد الحديث والقرآن وبين ما يجري حاليا في تاريخ الأمة
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
لم يمثل طوفان الأقصى، زلزالا سياسيا فقط لجهة إسقاط مقولة الجيش الذي لا يقهر لدولة الاحتلال، وإنما أيضا مثل سؤالا فكريا وثقافيا وفلسفيا لا يزال يتردد منذ عصر النهضة العربية الأولى، عن سر النهضة والتقدم..
صحيح أن طوفان الأقصى وما تبعه من حرب إسرائيلية موغلة في الإبادة والوحشية، هو في ظاهره معركة بين حركات تحرر وطني وشعب يتوق إلى الاستقلال والسيادة، وبين قوة احتلال ترفض الانصياع للقانون الدولي، لكن ما تبعه من اصطفاف دولي غير مسبوق ضد الشعب الفلسطيني هو ما أثار علامات استفهام كبرى، حول مفاهيم الحرية والقانون والسيادة والمساواة والحقوق وغيرها من القيم التي عملت الإنسانية على مدى تاريخها بإسهامات تراكمية في صياغتها.
الفيلسوف والمفكر التونسي الدكتور أبو يعرب المرزوقي يعمل في هذه المقالات التي تنشرها "عربي21" في أيام شهر رمضان المبارك، على تقديم قراءة فلسفية وفكرية وقيمية للقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف باعتبارهما المرجعية الأساسية التي يبني عليها العرب والمسلمون إسهاماتهم الحضارية..
نقد الحديث.. سخافة الحجج تشكك في النوايا
كثر النكير على الحديث والمحدثين. ولست مختصا فيهما. لكن أصحاب النكير هم ما يعنيني فيه. وبصورة أدق دوافعهم وحججهم.
فأما دوافعهم فلو تكلمت فيها لكنت من المحاكمين للنوايا. لذلك فسأتكلم فيها بعد بيان ما عليه من حجج الوهاء. ولكن قبل ذلك فينبغي أن أشرح طبيعة الحجج التاريخية عامة.
وقد بدأت بأن أشرت إلى ما ليس من اختصاصي في المسألة حتى لا أتجاوز حدود علمي. لست محدثا ولا مختصا في الطبقات. ما يعنيني هو نقاد الحديث في عصرنا وخاصة من منظور ما يعتمده التاريخ ـ الحديث علم تاريخي بالضرورة ـ من حجج وهي كالتالي:
ـ الآثار المادية
ـ الوثائق الكتابية
ـ الشهادة المباشرة
ـ ثم الشهادة غير المباشرة أو المروية عن الشاهد المباشر مهما تعددت الحلقات
أي ما اجتمع فيه أكثر من واحد من هذه. وبين أن الحديث هو من النوع الرابع لأنه لم يكتب إلا بعد وفاة صحابة الرسول المباشرين فيكون من المرويات غير المباشرة.
ولكن يمكن بعد جمع الأحاديث أن نميز فيها بين ما له مؤيدات كالمطابقة مع ما يوجد في القرآن من ترجمة لحياة الرسول نفسه أو ما يوجد في ممارسات الأمة وخاصة في العبادات الفعلية. فهذا يستثنى من التشكيك فيه وفي رواته. فلا يبقى إلا ما ليس له ما يؤيده في القرآن أو في عام الممارسة التعبدية.
إن حجة المسافة الزمانية بين البخاري وحصول الأحاديث من أسخف ما يسمع. فمن باب أولى أن الناقد من عصرنا أبعد منه بكثير عن حصول الأحاديث وليس له مصادر خبر أكثر منه لأن الآثار والوثائق المكتوبة منعدمة له مثل انعدامها للبخاري وامتحان الحديث ورواته أيسر للبخاري منه له.فنكون وكأننا استثنينا من التشكيك في الحديث بعض الرابع الذي يمكن اعتباره من فروع الخامس لأننا قبلناه دون تشكيك لما له من مؤيدات من مصادر اخرى غير موضوع تشكيك أعني القرآن والممارسة العامة للعبادات. فيبقى إذن بعض 4 هو محل التشكيك.
وقبل ذلك كتبت ما أبين فيه أن التشكيك في الحديث ككل أو في ظاهرة وجود الحديث في كل دين بمعنى أن كل دين له مرجعية مركزية مصحوبة بسيرة مؤسسه أو مبلغه ومن سيرته حديثه لأن السيرة فعلية وقولية. وعلى هذين الأساسين يمكنني أن أبحث في حجج الناقدين للبخاري مثلا.
وأبدأ بالقول إن حجة المسافة الزمانية بين البخاري وحصول الأحاديث من أسخف ما يسمع. فمن باب أولى أن الناقد من عصرنا أبعد منه بكثير عن حصول الأحاديث وليس له مصادر خبر أكثر منه لأن الآثار والوثائق المكتوبة منعدمة له مثل انعدامها للبخاري وامتحان الحديث ورواته أيسر للبخاري منه له.
بقيت الحجة الثانية وهي أسخف من الأولى: كيف يمكن للبخاري أن يزعم أنه امتحن مائتي ألف حديث في مدة بحثه في هذا العلم -ستة عشر سنة فيما أعلم- وطبعا تبدو الحجة قوية جدا خاصة إذا افترضوا أنه يخصص اقصر مدة لذلك بالنسبة إلى كل حديث (ربع ساعة مثلا) فاستنتجوا الاستحالة.
وطبعا هذا كلام يمكن أن يغالط البلداء. لكن ذوي العقول يعجبون من أصحاب هذا المنطق أكثر من إعجابهم من كلام البخاري.
ومرة أخرى أنا لست مختصا في الحديث ولا في طبقات المحدثين ورواتهم ولا خاصة في البخاري الذي لا يعنيني من قريب ولا من بعيد. لكني لا أقبل استبلاه القراء.
هل فحص الأحاديث يقع بالضرورة واحدا بعد واحد؟ أم هي تصنف بحسب سلسلة رواتها؟ هل الامتحان يتعلق بالنص نفسه أم بتقاطعات الورود في سلاسل الرواة؟ هل سلاسل الرواة تمثل مائتي ألف سلسلة؟
كل هذه الأسئلة يغفلونها ثم يهاجمون الرجل ويشككون في قوله. فهموني فأنا لم أفهم. ما أعلمه علم اليقين أن منهج المؤرخ يعتمد بالأساس على التقاطع بين الوثائق سواء كانت معالم أثرية أو وثائق كتابية أو شهادات حية مباشرة أو شهادات مروية شفويا أو كتابيا. وهذه التقاطعات التي تستخرج منها بينة متناسقة للمعلومة المستمدة منها هي اساس القبول والرفض للخبر.
ما لم يأتني أحد قام بذلك ـ وهو جوهر المنهج التاريخي وأهم ما اكتشفه رجال الحديث مع الجرح والتعديل للرواة ـ فإن أفضل ألف مرة كلام البخاري رغم أني لا أستعمله في كلامي على ما أعتبره من مجال بحثي على كل نقاده ممن ما أسمعه منهم يشككني في نواياهم: فليس حبا في القرآن بل تأسيس للحرب عليه.
ما نعلمه عن الألوهية وعن الإنسانية وما نفهمه من منهج التبليغ ومضمون البلاغ آربعتها وصلتنا في مدونة بسيرة الرسول القولية والفعلية أي بنظام التربية ونظام الحكم اللذين مارسهما الرسول في مرحلتي تلقيه الوحيوليس حبا في الرسول بل تشكيكا في كل من خدمه بصدق ممن دونوا حديثة عندما تجاوزت الامة خطر الخلط بينه وبين القرآن وعندما أرادت بالتدوين الذي كان منهيا عنه منع الوضع الذي علله عدم التدوين. وأخيرا فإن من يدعي إزالة ما يتنافى مع الحداثة ينبغي أن يزيل مع الحديث القرآن المدني: الأحكام.
أما ما يزعم من تناقض بين القرآن والحديث فقد بينت منه موقفي. ليس كل ما يتناقض مع القرآن موضوعا. فأولا لا شيء يقنعني بأن مبدأ عدم التناقض صالح في الدين وخاصة في البعد السياسي منه. وثانيا لست واثقا من أن ما يبدو متناقضا حتى لو قبلت بصلاح المبدأ ثابت لأن التأويل قد يلغيه.
ملاحظة ختامية
حول وحدة فصول هذه المحاولة حول نقد الحديث والقرآن وعلاقتهما بما يجري حاليا في تاريخ الأمة ومحاولات الاستئناف التي تعيد للإمة دورها الكوني. لذلك فلا بد من ختم هذا الفصل الأول بتعريف الحديث وعلاقته بالرسالة الخاتمة بعناصرها المقومة الخمسة:
أي 1 المرسل (الله) 2 والمرسل إليه (الإنسان) 3 والمبلغ (الرسول) 4 ومنهج التبليغ (القراءة على مكث) 5 ومضمون الرسالة (القرآن).
ففي هذا المخمس الذي يمثل الرسول قلبه يمكن اعتبار الاثنين المتقدمين عليه والاثنين المتأخرين عنه جناجي السيرة المحمدية التي أهلته ليكون آخر الرسل وغاية الديني والفلسفي الكونيين.
فما نعلمه عن الألوهية وعن الإنسانية وما نفهمه من منهج التبليغ ومضمون البلاغ آربعتها وصلتنا في مدونة بسيرة الرسول القولية والفعلية أي بنظام التربية ونظام الحكم اللذين مارسهما الرسول في مرحلتي تلقيه الوحي.. أعني تربية الجيل بأخلاق القرآن عامة وخاصة في مجالي التواصل الصادق والتبادل العادل وبسياسته التي ينبغي أن تكون عين ثمرة أخلاق القرآن وجوهرها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي المشروع السياسي الكوني الذي يسعى لتوحيد الإنسانية غاية لاستكمال توحيد الإلوهية للحد من الصراعات الدينية.
لكن هذه الخاتمة التي أنهي بها هذا الفصل تستحق الدرس في فصل خاتم لكل المحاولة سأكتبه في غايتها بعد أن أفرغ منها. وسيكون الهدف بيان علة غلبة سيرة الرسول بهذين البعدين على حضور الفعلي القرآن في حياة جل المسلمين، وهو ما يفهمنا دور الصحابة الذين مثلوا نقلة القرآن والسيرة إلينا. كما يفهمنا علة تشويه الأعداء لسيرة الرسول وسيرة صحابته. فهي الطريقة المثلى لتشويه القرآن والتشكيك فيه بالتشكيك في أمانتهم.
وتلك هي خطة المشروعين الصهيوني والصفوي في كل تاريخ الأمة وخاصة منذ أن شرعت في استعادة دورها. ولهذه العلة فقد قررت ترجمة محاضرتي حول القرآن من حيث هو علم رئيس ـ ارشيتاكتونيك ـ ما بعد خلقية في فلسفة العمل والنظر البديل من للميتافيزيقا التي هي ارشيتاكتونيك في فلسفة النظر والعمل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير القرآن سنة القرآن سنة رأي تاويلات أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التشکیک فی أکثر من
إقرأ أيضاً:
ليلة النصف من شعبان .. صحابيات مجهولات عشن في حياة الرسول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى تلك الايام تشهد الامة لاسلامية الاحتفال بشهر شعبان احدى شهور البركة قبل شهر القران والذى نحرص على اسقبال بالتقرب من الله خاصة فى ليلة النصف ولبركتها واحياءها فتعالى فى هذه الاسطر نتعرف على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن عاصوره وكيف عاشوا معه محاولين تتبع سنته فى اقواله وافعاله.
اذ نستعرض ان ذاك سيره الصاحبيات التى عشن فى عصره اذ انهن مجهولات ولكن باعمالهن صرن قائدات محفور اسماؤهن فى التاريخ الاسلامى فاليك عزيزتى المراة امثالهن حتى نقتدى بهن فى تلك الايام تقربا من الله ذلفى نستعرض اعمالهن وما قدمن فى حياء الرسول "صلى " اقتداء بهن .
أولا : الصحابيات المجهولات الذين عاشتن في حياة الرسول صلي الله عليه والسلام:
أم سليم
كانت من الصحابيات الذين هاجروا إلى المدينة المنورة مع الرسول صلي الله عليه والسلام. كانت امرأة شجاعة وذكية، وقد شاركت في العديد من المعارك.
أم حبيبة
كانت ابنة أبي سفيان، أحد أعداء الرسول صلي الله عليه والسلام. ومع ذلك، فقد أسلمت وأصبحت من الصحابيات المقربات من الرسول صلي الله عليه والسلام.
أم عطية:
كانت من الصحابيات الذين شاركوا في غزوة بدر. كانت امرأة شجاعة وذكية، وقد شاركت في العديد من المعارك.
أم كلثوم بنت محمد:
كانت ابنة الرسول صلي الله عليه والسلام، وقد تزوجت من عثمان بن عفان، أحد الصحابة.
زينب بنت جحش:
كانت من الصحابيات الذين هاجروا إلى المدينة المنورة مع الرسول صلي الله عليه والسلام. كانت امرأة شجاعة وذكية، وقد شاركت في العديد من المعارك.
أم سلمة:
كانت من الصحابيات الذين هاجروا إلى المدينة المنورة مع الرسول صلي الله عليه والسلام. كانت امرأة شجاعة وذكية، وقد شاركت في العديد من المعارك.
أم أيمن:
كانت من الصحابيات الذين هاجروا إلى المدينة المنورة مع الرسول صلي الله عليه والسلام. كانت امرأة شجاعة وذكية، وقد شاركت في العديد من المعارك.
هذه بعض من الصحابيات المجهولات الذين عشن في حياة الرسول صلي الله عليه والسلام. اذ عرفن بالشجاعة والاقدام
ادوراهن فى التاريخ تميزت
الدعم النفسي: قدمت الصحابيات المجهولات الدعم النفسي للرسول صلي الله عليه والسلام والصحابة في أوقات الصعوبة والتحديات.
العناية بالجرحى: شاركت الصحابيات المجهولات في علاج الجرحى في المعارك، مثل غزوة بدر وغزوة أحد.
التعليم والتدريب: شاركت الصحابيات المجهولات في تعليم وتدريب النساء الأخرى في المجتمع الإسلامي، مثل تعليم القرآن
الدفاع عن المدينة: شاركن بالدفاع عن المدينة المنورة في المعارك، مثل غزوة الخندق.
الاستقبال والضيافة: قدمن الاستقبال والضيافة للضيوف والزوار، مثل استقبالهم للرسول صلي الله عليه والسلام والصحابة.
المساهمة في المعارك: شاركن في بعض المعارك، مثل غزوة بدر وغزوة أحد.
التعاون مع الرسول: اظهرن تعاونهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم فى تقديم المشورة والاستشارة.
منهمن " ام سليم ، ام حبيبه ، ام عطيه ، زينب بنت جحش ، ام سلمة ، ام ايمن "
فاليكن تلك االصحابيات لعلهن يصبحن قدوة لكل من تريد ان تتقرب من الله فى هذه الاشهر فكونى مثلهن .تقربا من الله حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم