بوجبات إفطار الصائمين.. «ساندي» تضرب المثل في الوحدة الوطنية خلال رمضان
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
رمضان شهر الرحمة والعطاء الذي يعلمنا الإحسان إلى المحتاجين والصبر على الجوع والعطش، بما يهذب نفوسنا ويجعلها أكثر عرفاناً بالنعمة، وفي بلادنا لا يقتصر أثر الشهر الكريم على المسلمين فحسب، بل يمتد ليشمل الأخوة المسيحيين، إذ نتشارك جميعاً في عمل الخير بإيمانٍ واحد ينسج تجانساً شعبياً تظلله المحبة، وتشهد عليه ملائكة الأرض والسماء.
ساندي جرجس التي اكتشفت في إدخال السرور إلى قلوب الآخرين قيمة جديدة للحياة، قررت أن ترسم البسمة على وجوه المحتاجين من خلال وجباتٍ مجانية صنعتها بيديها لتقدمها لهم بوجهٍ بشوش تعتليه بسمتها العذبة، ومنذ بدأت العمل الخيري في شهر أكتوبر الماضي، وهي تزداد رغبةً في مساعدة أكبر عدد من المحتاجين الذين تنتظرهم، كما تنتظر الأم أبناءها في شوقٍ ورفق أضفت عليهما لمسةً طيبة من التسامح الديني: «بحس بسعادة وأنا بساعد غيري يمكن أكبر من سعادتهم، وده اللي اكتشفته من العمل الخيري، أننا اللي محتاجين نمد إيدينا بالمساعدة أكتر من حاجة الناس لينا».
إتقان مساعدة الآخرينفي شارع الغابة بمحافظة الإسماعيلية، دأبت «ساندي» على توزيع وجباتها المجانية، حتى أقبل شهر رمضان الكريم بشعائره الروحانية التي تعرفها عن ظهر قلب، مقدرةً أهميته العظيمة في نفوس المسلمين، فقررت أن تنتهز الفرصة لتقدم خدماتها للصائمين، وبدأت بدعمٍ من زوجها تضاعف أعداد الوجبات غير مكتفيةٍ بما تقدمه، وإنما تسأل أصدقاءها ومتابعيها على حسابها الشخصي على «فيسبوك»، عما إذا كانوا يعرفون أشخاصا غير قادرين ماديا فتهب لمساعدتهم.
خير في رمضان يستمر إلى العيدلا فرق بين مسلم ومسيحي فكلنا أخوة في الوطن، هذه الرسالة الإنسانية التي حفزت ساندي جرجس على إطعام الصائمين في شهر رمضان، تجعلها تحلم لما هو أبعد من حدود المساعدة، فهي تتمنى ألا تترك محتاجا على الأرض دون مساعدته ورسم البسمة على محياه: «بعد رمضان هنحتفل بعيدين، عيد الفطر وعيد القيامة، وناوية استمر في تقديم الوجبات المجانية خلال العيدين وطول السنة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التسامح الديني الوحدة الوطنية شهر رمضان العمل الخيري
إقرأ أيضاً:
التقيؤ بين الوجبات إحداها.. اكتشفوا أغرب عادات الرومان القدماء خلال الولائم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في زمن الحضارة الرومانية القديمة، كانت استضافة الولائم الباذخة التي تستمر لساعات طويلة بمثابة استعراض للثروة والمكانة في المجتمع الروماني.
وقال ألبيرتو يوري، أستاذ الفلسفة القديمة في جامعة فيرارا بإيطاليا: "تناول الطعام كان الفعل الأسمى للحضارة واحتفالًا بالحياة".
واستمتع الرومان القدماء بتناول شتى أصناف الطعام، الذي أعد بمكونات استُخدمت لصنع الأطباق الحلوة والمالحة أيضاَ، على سبيل المثال، كانت معكرونة "لاجان" الريفية القصيرة التي تقدم عادة مع الحمّص، تستخدم أيضاً لإعداد كعكة العسل مع جبن الريكوتا الطازجة.
لوحة "ورود هيليوغابالوس" من عام 1888 بريشة السير لورنس ألما تاديما، تصور أجواء المأدبة الرومانية Credit: Active Museum/Alamyأما عن البهارات، فكانت تُحضّر من طريق ترك لحوم الأسماك والدم والأمعاء لتتخمر داخل أوعية، تحت أشعة شمس البحر الأبيض المتوسط.
وكانت لحوم الطرائد مثل لحم الغزال، والخنازير البرية، والأرانب إلى جانب المأكولات البحرية مثل المحار النيء، وسرطان البحر، وهي عبارة عن بعض الأطعمة باهظة الثمن التي ظهرت بانتظام خلال الولائم الرومانية القديمة.
وقديماً، تنافس الرومان فيما بينهم على إستضافة ولائم طعام تقدم أطباقاً فريدة من نوعها، مثل طبق يخنة لسان الببغاء أو طبق لأحد أنواع القوارض.
واستعاد جورجيو فرانشيتي، مؤرخ الطعام وباحث التاريخ الروماني القديم، الوصفات المفقودة من هذه الوجبات، التي شاركها في كتابه بعنوان "تناول الطعام مع الرومان القدماء" مع الباحثة والطاهية كريستينا كونتي.
وينظم الثنائي معاً تجارب تناول الطعام بالمواقع الأثرية في إيطاليا التي توفر لمحة للضيوف عن تجربة تناول الطعام مثل النبلاء الرومان.
لوحة تصور مشاركة الإمبراطور نيرون في احتفال عيد باخوس، هو مهرجان روماني كان يُقام تكريماً لباخوس إله الخمرCredit: Universal History Archive/Universal Images Group/Getty Imagesودعا سلوك الانغماس في تناول الطعام لساعات طويلة إلى ما يمكن اعتباره الآن سلوكاً اجتماعياً غير مرغوب به.
وأوضح فرانشتي: "كانت لديهم عادات غريبة لا تتوافق مع آداب المائدة الحديثة، مثل تناول الطعام أثناء الاستلقاء، والتقيؤ بين الوجبات".
ونظراً لأن الولائم كانت رمزاً للمكانة الاجتماعية واستمرت لساعات متأخرة من الليل، كان التقيؤ ممارسة شائعة مطلوبة لإفساح المجال لمزيد من الطعام. وكان الرومان القدماء من أتباع المتعة والسعي وراء ملذات الحياة، وفقاً لما قاله جوري، مؤلف العديد من الكتب عن ثقافة الطهي في روما.
نقش يجسد مأدبة في منزل القائد الروماني القديم، لوشيوس لوكولوس من حوالي عام 80 قبل الميلادCredit: Ullstein Bild/Getty Imagesومع كل ذلك الطعام، تفادى الرومان مشاكل الانتفاخ من خلال تناول الطعام بوضعية الاستلقاء على أريكة مريحة ومبطنة، وكان يُعتقد أن هذه الوضعية الأفقية تساعد على الهضم، كما أنها كانت بمثابة تعبير عن مكانة النخبة.
وسمح لضيوف الولائم بالاستلقاء في بعض الأحيان والاستمتاع بقيلولة سريعة بين الوجبات، ما يمنح معدتهم استراحة من الطعام.
وكان الاستلقاء أثناء تناول الطعام امتيازاً مخصصاً للرجال فقط، بينما كانت المرأة إما تتناول الطعام على مائدة أخرى، أو تجلس بوضعية جلوس على الركبتين أو بجانب زوجها، فيما يستمتع هو بوجباته.
فسيفساء من القرن الثاني الميلادي تصور أرضية متسخة بعد انتهاء المأدبةCredit: De Agostini/Getty Imagesوكان الرومان أيضاً يؤمنون بالخرافات، إذ أشار فرانشتي إلى أن سقوط أي غرض من المائدة يعني أنه أصبح ينتمي إلى العالم الآخر، ولا يمكن إعادته خوفاً من أن يأتي الموتى سعياً للانتقام، بينما اعتبر رش الملح نذير شؤم. وإذا صاح ديك في ساعة غير معتادة، كان يتم إرسال الخدم لإحضاره، وذبحه وتقديمه على المائدة فورا.
وكانت الولائم في زمن الرومان القدماء وسيلة لإبقاء الموت بعيداً، وفقاً لما قاله فرانشتي.