واشنطن تتعهد بتقديم مساعدات بـ60 مليار دولار.. وسويسرا تتجه ترسيخ حيادها في الحرب
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
عواصم " وكالات": قال مسؤولون إن روسيا شنت اليوم أكبر هجوم صاروخي لها منذ أسابيع على كييف والمنطقة المحيطة بها مما أسفر عن إصابة 17 شخصا على الأقل وأضرار لحقت بمدارس ومبان سكنية ومنشآت صناعية.
وأفادت القوات الجوية بأن دفاعاتها أسقطت جميع الصواريخ التي أطلقتها روسيا بعد توقف 44 يوما عن مثل هذه الهجمات على العاصمة الأوكرانية.
وقال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف إن الجيش الروسي استخدم قاذفات استراتيجية وأطلق أيضا بعض الصواريخ من أراضيه في حين استهدفت الصواريخ المدينة من اتجاهات مختلفة.
وقال مسؤولون في العاصمة الأوكرانية إن العديد من رياض الأطفال والمدارس والمباني السكنية والمواقع الصناعية تضررت بسبب الحطام الناجم عن الصواريخ الروسية التي أُسقطت في أنحاء المدينة.
وقال مسؤولون بالمنطقة إن ما لا يقل عن 40 منزلا خاصا ومبنيين متعددي الطوابق تضرروا فيها.
وقالت أهيا زهربيلسكا رئيسة سياسة العقوبات في الوكالة الوطنية لمكافحة الفساد لرويترز "أنفقت روسيا 390 مليون دولار على الهجوم الصاروخي الذي وقع اليوم على كييف".
وفي السياق ايضا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم سيطرة قواتها على قرية تونينكي الواقعة غرب بلدة أفدييفكا التي سيطرت عليها في فبراير.
وقالت الوزارة في تقريرها اليومي "في منطقة أفدييفكا، تمّ تحرير قرية تونينكي"، لتواصل القوات الروسية بذلك تقدمها الميداني على حساب القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في القوات والذخيرة.
ووفق قناة "ريبار" المقرّبة من الجيش الروسي على تلغرام والتي يتابعها أكثر من 1,2 مليون شخص، فإنّ قوات موسكو تحاول في هذا القطاع الوصول إلى الضفة اليسرى للنهر المحلي من أجل شنّ هجوم باتجاه قريتي سيمينيفكا وأومانسكي.
وحقّقت القوات الروسية مكاسب على الجبهة منذ الاستيلاء على بلدة أفدييفكا في منتصف فبراير، والتي كانت بمثابة موقع محصّن للجيش الأوكراني.
وبعد سقوط أفدييفكا، بدأت أوكرانيا في بناء خطوط دفاعية من أجل وقف التقدّم الروسي، بعدما أنهكها هجومها المضاد الفاشل في صيف العام 2023، وفي مواجهة نقص الذخيرة بسبب تأخّر المساعدات الغربية.
في غضون ذلك، أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم، بأن القوات الروسية تواصل تركيز عملياتها في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وتحقق مكاسب ضئيلة.
وأشار التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إلى أن القوات الروسية حاولت توسيع مناطق سيطرتها شمال غرب مدينة دونيتسك، ومن المرجح جدا أن تتنافس على سلسلة من القرى، تشمل أورليفكا وتونينكي وبيرفومايسكي ونيفيلسكي.
جدير بالذكر أن التقدم الروسي تباطأ خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك ربما يرجع جزئيا إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواته في حملة أفدييفكا، بحسب ما ورد في التقييم.
وأضاف التقييم أن الوضع لا يزال غير مستقر، حيث من المحتمل أن يؤدي نقص الأفراد والذخائر لدى أوكرانيا، إلى الحد من قدرتها على السيطرة على المواقع.
أوكرانيا:التصدي لهجوم صاروخي استهدف كييف خاركيف
من جانبها، أعلنت أوكرانيا أنّها أسقطت فجر اليوم 31 صاروخاً أطلقتها روسيا في اتجاه كييف أسفر حطامها عن إصابة 13 شخصاً بجروح، وذلك في أكبر هجوم يستهدف العاصمة الأوكرانية منذ يناير، بعدما توعدت موسكو بالانتقام من عمليات القصف التي تستهدف الأراضي الروسية.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع دوي انفجارات قوية في العاصمة اعتبارا من الساعة الخامسة فجرا،" الثالثة صباحا بتوقيت جرينتش "إضافة الى أصوات إطلاق صواريخ من أنظمة الدفاع الجوي.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنّه "تمّ إسقاط جميع الصواريخ في منطقة كييف"، مضيفة أنّ من بينها صاروخان بالستيان من طراز "إسكندر" و"كينجال" إضافة إلى 29 صاروخ كروز أطلقت من قاذفات روسية. ووفق الرئاسة الأوكرانية، فقد أُصيب 13 مدنياً في كييف جراء حطام الصواريخ الذي تسبّب أيضاً بأضرار مادية.
وأوضح رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو على تطبيق تلغرام أن الحطام تساقط على مناطق عدة في كييف، خصوصاً على "مبنى سكني"، مشيراً إلى "اشتعال النيران في عدد من السيارات".
ويأتي الهجوم في وقت تحقق القوات الروسية بعض التقدم الميداني، مستغلة معاناة القوات الأوكرانية من نقص في العديد والذخيرة في ظل تعليق المساعدات العسكرية الأميركية بسبب خلافات سياسية في الكونغرس.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أعقاب الهجوم الصاروخي "يتواصل هذا الإرهاب ليل نهار. من الممكن وضع حدّ له بفضل الوحدة العالمية (...) هذا ممكن اذا أظهر شركاؤنا إرادة سياسية كافية".
كما يأتي الهجون غداة إعلان روسيا وأوكرانيا عن ضربات تسبّبت في مقتل عدد من المدنيين على جانبي الحدود حيث تزايدت عمليات القصف في الآونة الأخيرة.
ففي خاركيف ثاني كبرى مدن أوكرانيا، قُتل أربعة أشخاص وأُصيب سبعة آخرون بجروح في قصف روسي الأربعاء، حسبما أعلن الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف.
وأوضح أنّ جثّة واحدة تمّ انتشالها بينما بقيت اثنتان عالقتان تحت الأنقاض، مضيفاً أنّ اثنين من المصابين في حالة خطيرة.
وتقع خاركيف، التي تتعرّض للقصف الروسي بشكل متنظم، على بعد حوالى أربعين كيلومتراً من الحدود مع روسيا.
على بعد حوالى 70 كيلومتراً من هذه المدينة، في منطقة بيلغورود الروسية، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون بجروح في عمليات قصف "كثيفة"، حسبما أفاد حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.
وشهدت المنطقة قصفا منذ صباح الأربعاء، بحسب غلادكوف، خصوصا من راجمات الصواريخ، موضحا أنّ أضراراً لحقت بمبانٍ سكنية ومدرسة وروضة أطفال. وكانت هذه المواقع خالية بعدما قرّرت السلطات الإقليمية هذا الأسبوع إغلاق المدارس مؤقتاً في المناطق الحدودية بسبب الهجمات.
وكان غلادكوف أعلن هذا الأسبوع أنّه سيتمّ إنشاء نقاط تفتيش عند مداخل عدّة قرى قريبة من أوكرانيا، شهدت توغّلات مسلّحة في الأسابيع الأخيرة.
ونُفّذت مجموعات تقدّم نفسها على أنّها تضمّ مقاتلين روس متحالفين مع كييف ومعارضين للرئيس فلاديمير بوتين، محاولات التسلّل هذه انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية، غير أنّ الجيش الروسي يؤكد أنه تصدّى لها.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنّ المنطقة التي ستقام فيها نقاط التفتيش حول قرية كوزينكا، هي المكان الذي نفّذت فيه هذه المجموعات "الأعمال الأكثر نشاطاً".
وأضاف أنّه خلال الانتخابات الرئاسية الروسية الأسبوع الماضي، "حاول مقاتلون أوكرانيون الاستيلاء على بلدات في منطقتي بيلغورود وكورسك".
تقديم مساعدات بـ60 مليار دولار
من جهة اخرى، دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال زيارة إلى كييف امس إلى الثقة في الدعم المستمر من الولايات المتحدة، والذي يتم عرقلته حاليا بسبب نزاعات سياسية داخلية.
وتحدث سوليفان مع رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، وغيره من كبار المسؤولين خلال الزيارة.
ووفقا لمجلس الأمن القومي في واشنطن، تحدث المستشار الأمني للرئيس جو بايدن عن العديد من برامج المساعدات المختلفة للبلاد، التي تتعرض لهجوم من روسيا.
في الوقت نفسه، دعا سوليفان الكونجرس الأمريكي إلى الإفراج عن أموال جديدة لأوكرانيا. وتعطل الدعم لكييف منذ أشهر بسبب خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس.
وذكرت صحيفة "كييف إندبندنت" أن سوليفان تعهد بأن تقدم الولايات المتحدة حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار.
وقال يرماك بعد الاجتماع: "نعلم على وجه اليقين أن إدارة الرئيس بايدن والفريق بأكمله يبذلون كل ما في وسعهم اليوم لتمرير حزمة المساعدات اللازمة".
وأضاف أن المحادثات تركزت على الاستعدادات لقمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقبلة في واشنطن. كما تمت مناقشة قمة خطة السلام للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي ستعقد في سويسرا.
وتستهدف خطة زيلينسكي انسحابا كاملا للقوات الروسية من أوكرانيا.
كما تحدث زيلينسكي عن قمة السلام المزمعة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم الأربعاء. ووفقا للمكتب الرئاسي، أكد زيلينسكي أهمية مشاركة الهند في القمة.
وحافظت الهند تقليديا على علاقات وثيقة مع روسيا وهي واحدة من أهم عملاء النفط الروسي، الذي لم يعد يشتريه الغرب.
وتؤكد نيودلهي أنها محايدة بشأن حرب روسيا ضد أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين لكنها حذرت موسكو من احتمال استخدام أسلحة نووية.
سويسرا تتجه نحو تصويت على ترسيخ حيادها
وفي سياق منفصل، يتجه السويسريون للتصويت على ترسيخ حيادهم بعد أن أعادت الحرب في أوكرانيا فتح النقاش في الدولة الواقعة في جبال الألب حول مدى تعاونها مع حلف شمال الأطلسي، فضلا عن استئناف العقوبات الأوروبية.
جمعت منظمة "برو سويس" السيادية أكثر من 100 ألف توقيع لإطلاق استفتاء يهدف إلى ترسيخ الحياد السويسري بشكل أفضل في الدستور، حسبما أعلن وولتر ووبمان أحد مسؤوليها في حديث لصحيفة "بليك".
وقال "جمعنا 140 الف توقيع (...) في 11 ابريل سنرفع المبادرة الى المستشارية الفدرالية. حتى ذلك التاريخ سنستمر في جمع التواقيع".
أثار الحياد السويسري، الذي أسيء فهمه في الخارج، العديد من النقاشات منذ بداية الحرب في أوكرانيا، بحيث فسره كل حزب سياسي على طريقته.
وكانت سويسرا - غير العضو في الاتحاد الأوروبي - ثابتة في ما يتعلق بحيادها العسكري، لكنها من ناحية أخرى تبنت العقوبات التي فرضتها بروكسل على روسيا، وهو قرار دانه بشدة الحزب السويسري الرئيسي، الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وهو يميني متطرف.
كما انتقدت موسكو تبني سويسرا العقوبات الاوروبية وترفض مذاك أن تجري المحادثات الاممية حول سوريا في جنيف.
وقال ووبمان النائب السابق عن الاتحاد الديموقراطي المسيحي في المقابلة "بتبني العقوبات الاوروبية على روسيا قطعنا طريقنا. في نظر الروس ابتعدنا عن الحياد".
ينص الدستور الفدرالي السويسري على أن الحكومة والبرلمان "يضمنان الحياد" لكن منظمة برو سويس ترغب في الذهاب أبعد من ذلك.
وتطالب مسودة الاستفتاء التي اقترحتها - ويطلق عليها في سويسرا اسم "المبادرة الشعبية" - بأن يضمن الدستور أن يكون الحياد "مسلحا ودائما" ويطبق "بشكل دائم وبدون استثناء".
كما سيتم حظر التدابير القسرية غير العسكرية، أي العقوبات، إلا عندما تقررها الأمم المتحدة.
وترغب برو سويس التي تعارض أي تقارب مع الحلف الاطلسي، ايضا في ان يحظر الدستور انضمام سويسرا الى حلف عسكري او دفاعي الا في حال تعرض البلاد لهجوم عسكري مباشر.
واضاف ووبمان "يمكننا التحالف مع الآخرين فقط في حال تعرضنا لهجوم مباشر. إذا تحولنا إلى طرف حرب علينا أن ندافع عن أنفسنا".
بعد رفع التواقيع الى المستشارية والتحقق منها، يستغرق الأمر عموما عدة أشهر أو حتى بضع سنوات، قبل إجراء التصويت.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القوات الروسیة فی منطقة
إقرأ أيضاً:
روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا
أعلنت القوات الروسية، اليوم الجمعة، السيطرة على قرية جديدة في شرق أوكرانيا تجاور بلدة "بوكروفسك"، واقترابها أيضا من طريق حيوية للإمدادات اللوجستية للجيش الأوكراني.
ويتقدم الجيش الروسي، منذ أكثر من عام، في شرق أوكرانيا ويسعى إلى تطويق بوكروفسك وقطع الطريق السريعة عند مدخلي البلدة الشرقي والغربي، الأمر الذي سيعوق إمدادات الجنود الأوكرانيين في منطقة دونباس.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية" نوفوفاسيليفكا" بجنوب غرب بوكروفسك، والتقدم نحو منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
سيشكل دخول القوات الروسية هذه المنطقة سابقة منذ بدء الأومة الحالية في فبراير 2022، وضربة قاسية للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبة في احتواء التقدم الروسي.
كذلك، أورد موقع "ديبستايت" القريب من الجيش الأوكراني أن القوات الروسية باتت على بعد مئات الأمتار من طريق تقع شرق بوكروفسك وتربط هذه البلدة بكوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي آخر للجيش الأوكراني.