الجزيرة:
2025-04-01@05:51:36 GMT

لماذا يضع طفلك الرضيع قدمه في فمه؟

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

لماذا يضع طفلك الرضيع قدمه في فمه؟

ينتظر الآباء والأمهات تطورات أطفالهم الرضّع خلال الأشهر الأولى بفارغ الصبر. فما بين أول مناغاة من الرضيع، وصولا إلى ابتسامته أو ضحكاته الأولى، تذوب القلوب فور رؤية تلك التطورات، وتصبح حدثا جللا يستحق التصوير والمشاركة مع الأهل والأصدقاء.

لكن من بين تطورات سلوك الطفل الرضيع التي قد لا يفهم مغزاها كثيرون، هي إقدامه من دون مقدمات على وضع أصابع قدميه في فمه، والتي قد يظنها الآباء والأمهات مشهدا كوميديا، بدون أن يعرفوا أنها تدل على كثير من الأمور، فما سبب هذا السلوك وفوائده بالنسبة لوتيرة تطور الطفل؟

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صندوق غداء مثالي لطفلك في حقيبة المدرسة.

. ما مكوناته؟list 2 of 4ما "التعلم بالملاحظة"؟ وكيف يؤثر في سلوك الطفل وتربيته؟list 3 of 4لا تصلح للعب.. 5 أدوات منزلية تهدد سلامة طفلكlist 4 of 4كيف تهيئين طفلك لوظائف المستقبل؟end of list استكشاف العالم من خلال الفم

يتعلم طفلك عن العالم حوله من خلال حواسه، وهذا يشمل التذوق. ولهذا السبب غالبا ما يضع كل ما يستطيع أن يضعه بيديه الصغيرتين في فمه. وهذا يشمل القدمين أيضا.

وبحسب الخبراء، فإن هذا المشهد اللطيف يعد تطورا طبيعيا وصحيا تماما. إذ يحتوي فم طفلك على كثير من النهايات العصبية، وعندما يرغب في معرفة كيف يشعر بشيء ما، فإنه غالبا ما يضعه في فمه ويلوكه مرات عديدة ليكتشف المزيد عنه.

تحمل النهايات العصبية في الفم المعلومات الحسية إلى الدماغ، ووفقا لدراسة أجريت عام 2017 ونشرت في مجلة "مراجعة في اضطرابات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي" الأميركية، عندما يضع الأطفال أيديهم أو أقدامهم أو حتى شيئا مثل لعبة صغيرة في أفواههم، فإنهم في الواقع يحاولون معرفة ماهية هذا الجسم وأبعاده وطبيعته.

وبما أن طفلك يتعلم تدريجيا مزيدا عن جسده، فمن الطبيعي أن يحاول أيضا معرفة مزيد عن أصابع قدميه الصغيرة عن طريق وضعها في فمه، وهو التطور الذي غالبا ما يحدث بين 4 إلى 8 أشهر من عمر الطفل تقريبا.

لمص أصابع القدمين فوائد في تطور شهية الطفل (بيكسلز) لا حاجة لإيقافه

رغم أنه قد يكون من الغريب بعض الشيء رؤية طفلك وهو يمص أصابع قدميه، فإنه ليس هناك حاجة لإيقافه. إذ يساعد هذا الحدث التنموي ذو المظهر المضحك طفلك على تطوير وعي بجسمه والعالم من حوله.

ويرجع ذلك إلى أن الأشياء التي يتم تناولها عن طريق الفم تساعد طفلك على التعود على الأحاسيس وأنواع القوام المختلفة، مما قد يساعده عندما يحين وقت انتقاله إلى الأطعمة الصلبة والشروع في مرحلة الفطام التدريجي.

إذ يتضح أن لمص أصابع القدمين فوائد في تطور شهية الطفل، وبحسب الخبراء، من الممكن أنه من خلال تجربة القوام غير السائل عند "تذوق" اليدين أو القدمين، يتأقلم الأطفال مع المواد الصلبة التي تدربهم على تناول الطعام.

ماذا عن نظافة القدمين؟

بالإضافة إلى ذلك، قد يجد طفلك أن مص أصابع قدميه أمر مهدئ، مثل مص الإبهام. ومع ذلك، حاولي الحفاظ على نظافة قدمي طفلك قدر الإمكان، وهو الأمر الذي قد لا يتحقق بشكل تام بعد الزحف والتدحرج.

صحيح أنه قد يبدو الأمر غير مقبول أن تشاهدي طفلك وهو يمص قدميه بشغف، لكن من الضروري الوضع في الاعتبار أن أقدام الرضع أقل اتساخا بكثير، حتى يبدؤوا في المشي. ولكن إذا كنت لا تستطيعين حقا تحمل الفكرة، فاغسلي أقدام طفلك بشكل دوري منعا لأي تراكمات.

قد يجد طفلك أن مص أصابع قدميه أمر مهدئ مثل مص أصابع يده (بيكسلز)

وعموما، بحلول الوقت الذي يركض فيه الطفل، وتتسخ قدماه بالفعل، غالبا ما سيتخلص آنذاك من عادة وضع قدميه في فمه من تلقاء نفسه.

أما بالنسبة لما إذا كان من الآمن على الطفل أن يثني جسده بهذا الشكل الحاد، يتضح أن الأطفال يتمتعون بمرونة فائقة، لأن عظامهم تتكون إلى حد كبير من الغضاريف التي لم تتكلس بالكامل بعد، وبالتالي، ليس من الصعب أن تصل أقدامهم إلى أفواههم كما قد يتصور البالغون.

مرحلة تدريب تنتهي تلقائيا

مرحلة مص القدمين ليست مثيرة للقلق، بل على العكس. فهي توضح مراحل تطور الطفل واستعداده لمزيد من المهارات الجديدة. ثم بحلول عمر 24 شهرا تقريبا، يتمكن الطفل من تطوير فهم راسخ بأن المواد الغذائية فقط هي التي تدخل الفم.

وبشكل عام، من الضروري مراعاة أن معظم الأطفال قد يستمرون في وضع الأشياء في أفواههم حتى بلوغ حوالي 3 سنوات من أعمارهم تقريبا. وبمجرد أن يتحرك طفلك، من المهم بشكل خاص أن تكوني على دراية بما يحيط به حتى لا يتمكن من الإمساك بأي شيء يمكن أن يختنق به، ويضعه في فمه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات غالبا ما فی فمه

إقرأ أيضاً:

طبيعيٌّ بطريقته الخاصة

يحل بعد أيام؛ وتحديدًا في الثاني من أبريل، اليوم العالمي للتوعية بطيف التوحّد؛ الذي يتزامن هذا العام مع الاحتفال بعيد الفطر السعيد، وقد أغرتني هذه المناسبة بقراءة كتاب قصير، قليل الصفحات (لا يتجاوز 64 صفحة من القطع الصغير) لكنه شديد الأهمية من ناحية تذكيرنا بأن ثمة فئة من الأطفال تحتاج إلى فهم مختلف، واحتواء خاص، ونظرة إنسانية عميقة تتجاوز الأحكام السطحية والمظاهر العامة. هذا الكتاب هو «طبيعيٌّ بطريقته الخاصة: في الدمج التعليمي والاجتماعي لذوي الإعاقة» للكاتبة العُمانية زهراء حسن؛ الصادر عن دار نثر في مسقط عام 2024.

بتنا نعرف اليوم أن التوحد اضطراب نمائي عصبي يؤثر على طريقة تفاعل الطفل مع الآخرين، وتواصله، وسلوكه، ويظهر غالبًا في السنوات الثلاث الأولى من العمر، وتختلف حدّته من حالة إلى أخرى، وقد أُطلِق عليه «طيف» لأنه يشمل مجموعة واسعة من الأعراض والقدرات والتحديات. وأهمية كتاب زهراء حسن تكمن في أنه يحمل تجربتها الشخصية مع طفلها «القاسم»؛ المصاب بالتوحّد، التي خاضتها منذ بدايتها، تشخيصًا وتأهيلا ودمجًا، وسعت من خلال سرد حكايتها إلى مشاركة دروسها العملية مع أسر مشابهة. ولأنها حاصلة على شهادة دراسات عليا في الدمج والاحتياجات التعليمية الخاصة من جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة عام 2020 فإن هذا يمنح الكتاب ميزة إضافية، ويجعله مرجعًا للأسر والمربين والمتخصصين.

في المقدمة تخبرنا زهراء أن حكايتها مع التوحد بدأت بملاحظتها المبكرة لانطوائية القاسم وهدوئه غير المعتاد، ورغم تطمينات الأطباء في البداية، إلا أن حدسها كأم دفعها إلى المضي في البحث والتقييم المبكر، وهو ما تَعُدُّه اليوم نعمة كبيرة. وقد واجهت هي ووالد القاسم تحديات عديدة، من بينها استبعاد الطفل من دور الحضانة، والنظرة المجتمعية للمصابين بالتوحد التي «تركّز عليهم كمشكلة تحتم على المحيطين البحث عن حل لعلاجها»، إضافة إلى الأحكام المسبقة والنصائح الفضولية غير المبنية على فهم حقيقي للواقع. ومع ذلك، خاضت الأسرة تجربة شاملة في التأهيل، تضمنت جلسات علاجية وأنشطة متنوعة، وسعت لفهم القاسم ودعمه، لا تغييره. تقول زهراء بثقة إن المصابين بطيف التوحد «يمتلكون إمكانات غير محدودة في هذه الحياة، تمامًا كالآخرين»، وأن «كل طفل في العالم هو طفل طبيعي بطريقته الخاصة».

وبما أننا مقبلون على أيام عيد فإن السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان: «كيف نجعل الاحتفال بالعيد ملائما وصديقا للتوحديين وأسرهم؟»، وهو ما لَمْ يَفُتْ المؤلفة التطرق إليه في فصل خاص. تقول زهراء حسن: إن التحديات الحسية التي تواجه المصابين بالتوحد، والتي قد تسبب لهم ردات فعل مختلفة تجاه الأصوات، أو الملامس، أو الأصوات، أو الأضواء، قد تجعل العيد مصدر قلق بدلًا من الفرح، ولذلك تتطلّب هذه المناسبة استعدادًا خاصًا يبدأ بشرح معنى العيد للأطفال منذ الصغر باستخدام القصص، والأنشطة، والمقاطع المصورة. وتشدد على أهمية اختيار ملابس للعيد مريحة ومألوفة، وتجنب فرض أزياء تقليدية إذا كانت غير مقبولة من الطفل. وتتحدث عن التجمعات العائلية، التي قد تكون مرهقة لهؤلاء الأطفال بسبب الروائح والأصوات، لذا تنصح بإبلاغ العائلة مسبقًا عن احتياجات الطفل، وتوفير غرفة هادئة يستطيع الطفل استخدامها في حال أراد الانسحاب من التجمع وقضاء بعض الوقت مع أمه أو أبيه، وتحديد أوقات قصيرة للزيارات، مؤكدة على ضرورة احترام قرار الأسرة في حال فضّلت قضاء العيد في المنزل. وتختم هذا الفصل بفقرة مهمة يمكن عَدُّها من أهم نصائح الكتاب، وهي أن «الأفراد التوحديين - بعكس ما يشاع عنهم - يشعرون بالفرح والحب والألفة كغيرهم، ولكنهم يختلفون في طريقة التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، لذا من الضروري النظر في إشراكهم في المناسبات الاجتماعية قدر المستطاع، مع مراعاة أن تكون احتفالاتنا وتجمعاتنا مراعية لاختلافاتهم الحسية والنفسية».

وإذا كانت قد خصصت فصلًا عن العيد، فقد خصصت زهراء حسن أيضًا فصلًا مماثلًا للحديث عن اليوم العالمي للتوحد انتقدت فيه ترَكُّزَ الاهتمام بهذه الفئة على يوم وحيد فقط في العام فيما يعانون من اللا اكتراث بهم بقية أيام السنة، مشددة على أنهم بحاجة إلى «مدارس ومراكز تعليمية تساعد على دمجهم مع أقرانهم»، وإلى فرص من المؤسسات الحكومية والخاصة للتدريب والعمل في قطاعات مختلفة، وإلى تأهيل لمخرجات التعليم العالي في تخصصات تتعامل مع هؤلاء لتساعد في سد العجز في الأخصائيين والممارسين العُمانيين الذين قد يغطّون النقص في الكثير من المدارس، والمراكز التأهيلية، والمستشفيات. وأفتح هنا قوسًا لأقول: إن سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تولي هذه الفئة عناية خاصة في مؤسساتها الرسمية والخاصة، فهنالك الجمعية العُمانية للتوحد التي أُشهِرتْ عام 2014، وهناك المركز الوطني للتوحد في الخوض الذي افتتحته السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم في فبراير 2023، وكذلك مركز صحار للتوحد، ومركز الجودة للتوحد في صلالة، وغيرها من المؤسسات التي تستهدف رعاية هذه الفئة المجتمعية.

تبعث المؤلفة في نهاية الكتاب برسالة مباشرة لابنها المتوحِّد تخبره فيها أنها ممتنة لوجوده، وللسكينة التي أدخلها في حياتها، وللرحلة العميقة التي أخذتها معه لفهم المعنى الحقيقي للحياة، في حين أن الرسالة الأهم في نظري، والتي يتشربها القراء بشكل غير مباشر، هي إعادة النظر لمفاهيمهم حول الاختلاف، الذي لا يعني أن المختلِف عنهم غير طبيعيّ. بل هو طبيعيٌّ جدًّا، ولكن بطريقته الخاصة.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • مقترح إسرائيلي جديد في مفاوضات غزة
  • "الطفولة والأمومة" يشكر صناع مسلسل "لام شمسية" على الرسالة التي حملها طوال مدة عرضه
  • النمر: الملح الزائد في الطعام قد يؤدي إلى احتباس السوائل وتورم القدمين
  • تحذير.. تورم القدمين إنذار مبكر لـ 7 أمراض خطيرة
  • بايرن ميونيخ يخسر خدمات هيروكي إيتو لنهاية الموسم
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • لماذا ينتفض أهل غزة ضد حماس؟ 
  • بعد 380 ألف سنة من الانفجار العظيم.. التقاط صورة للكون الرضيع
  • طبيعيٌّ بطريقته الخاصة
  • أصابع إسرائيلية في جنوب لبنان.. الموساد أبرز المتهمين!