الجزيرة:
2024-07-06@11:51:03 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

هناك ذكريات مؤلمة في ذهني حول رمضان ومناطق الأزمات. بما أنني كنت أذهب باستمرار إلى مناطق الصراع الساخنة والمناطق المتأزمة كصحفي، فقد شهدت بعض الأمور خلال أشهر رمضان

في عام 2012 خلال الحرب الأهلية في سوريا، كنتُ في حلب في شهر رمضان. وكان جامع حلب في حالة خراب بسبب القصف، وعندما رأيت أن الجهة القبلية للجامع تحت سيطرة قوات النظام، وأن الباب الرئيسي تحت سيطرة المعارضة، فقد تفاجأت كثيرًا.

كانت الأرفف والقرآن الكريم والسجاد كلها تستخدم كدروع داخل الجامع. وتم التقاط صورة أيقونية جدًا في تلك اللحظة. وعندما غادرنا المكان، اندلعت اشتباكات بين المعارضة وعناصر النظام، وشاهدنا الناس يمرون أمامنا وهم ينزفون. قمنا بالإفطار في قرية محاصرة ثم صلينا التراويح في إحدى مساجد ضواحي حلب. وفي صباح اليوم التالي تم قصف ذلك المسجد. شهر رمضان هذا لم يغادر ذاكرتي أبدًا.

في عام 2013 خلال الانقلاب العسكري على مرسي في مصر كنتُ في القاهرة. وكان شهر رمضان قد حل مرة أخرى، فقمت بالإفطار مع الآلاف من الناس الذين كانوا يقاومون الانقلاب في ساحة رابعة. وشهدت ظهور إشارة رابعة أثناء محادثة الشباب في إحدى الخيام وقمت بتغطية الخبر. بعد ذلك، اكتشفت أن العديد من الشباب الذين كنت أتناول الإفطار معهم قد فقدوا حياتهم جراء التدخل بالدبابات. لا يمكنني نسيان شهر رمضان الذي قضيته في مصر أيضًا.

مناظر رمضانية مأساوية في غزة

الآن أنا لست في غزة في شهر رمضان هذا ولكن عندما أشاهد ما يحدث هناك، بدأت أفكر في كيف أن الأزمات في العالم الإسلامي تتحول إلى مأساة مختلفة في رمضان

لا يمكنني تحمل مشاهدة معظم الفيديوهات. ولكن عندما أرى إخواننا المسلمين في غزة يقفون في طوابير بأواني فارغة للحصول على الطعام، وأنهم يأكلون العشب لتناول الإفطار، فإن غضبي تجاه العالم الإسلامي يزداد. لأنني أرى مرة أخرى أننا عاجزون عن حل مشاكلنا الخاصة

خلال الحرب الأهلية في سوريا، والانقلاب في مصر، كانت مواقف الدول الإسلامية بعيدة عن حل المشكلة، وهذا أدى إلى فقدان حياة الآلاف والمئات من الآلاف من الأرواح. الآن، الذين يجلسون ليقطعوا صيامهم على موائد الإفطار الفاخرة، لا ينظرون إلى شاشات التلفزيون كي لا يروا الفلسطينيين في غزة يأكلون العشب. كل يوم يتجاهلون فيه ذلك؛ يفقد مئات الأشخاص حياتهم في غزة، ويصبح الأطفال أيتامًا، والآباء والأمهات يفقدون أبناءهم.

لنرى الحقيقة المؤلمة

لنرى الحقيقة المؤلمة: قضية فلسطين ليست بلا حل بسبب الولايات المتحدة أو الدول الغربية أو القوى العظمى الشرقية.

وإذا كانت القدس قد سقطت، وكانت فلسطين تحت الاحتلال، وتحولت غزة إلى مذبحة، فإن المسؤول الأول عن ذلك هو 54 دولة إسلامية.

دعونا لا نكذب على أنفسنا ونلقي باللوم على الآخرين. إذا كانت هذه الدول تريد حلاً، فلن تتمكن إسرائيل من التحرك في هذه المنطقة مقدار خطوة.

إذا كانت هذه الدول صادقة في حل المشكلة، لن تتحول غزة إلى سجن مفتوح؛ ولم يكن ليموت 31 ألف شخص، ولم يكن ليهاجر ملايين السوريين، ولن يموت آلاف المصريين، ولن يصبح عشرات الآلاف لاجئين، ولم يكن لينقسم العراق إلى ثلاثة، ولن تنقسم ليبيا إلى اثنين، ولن تصبح الصومال في حرب أهلية، ولن تبقى لبنان بلا دولة ومنكوبة… والأمثلة كثيرة…

وفي رمضان هذا، وبينما تحفر في ذهني المشاهد المؤلمة من غزة التي لن تمحى أبدًا، فإنني أؤكد الحقيقة المؤلمة: نحن لا نعترف بأننا غير قادرين على حل مشاكلنا الداخلية، لذا نفضل أن نلقي باللوم على الدول الغربية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات شهر رمضان فی غزة

إقرأ أيضاً:

روان مسعد تكتب: في الصيف.. حقا العالم علمين

لم يمر وقت طويل منذ كنت في العلمين الجديدة، لفت نظري هذا الصخب الآتي من «الساحل» مع لمعة المياه الفيروزية حولي، كانت حينها أبراج العلمين الشهيرة في طور البناء، سرحت بمخيلتي كيف سيكون شكل هذا المكان في المستقبل الذي أصبح أقرب مما أتخيل؟، كان ذلك في العام 2020، لا أزال أنظر إلى صورتي أمام الأبراج وأتعجب! ويلفت انتباهي هذا الكم من التغيير و«الأبهة» التي تزين بلدنا.

الأهرامات كانت ولا تزال عنوان الحضارة، والآن ناطحات السحاب تعلن عن البلد، أنت لا تستطيع أن تختلف على جمال وروعة هذه المدينة الساحلية، التي لم تبنى للأغنياء فقط على غير العادة، إذ بها العديد والعديد من الفسح المجانية، فإذا لم يسعفك وجودك هناك لحضور حفلات أكبر فناني الوطن العربي والغربي، فيمكنك أن تتمتع بممشى مجاني، وشاطئ عام، ومول بتقنية تعد الأولى من نوعها في مصر.

أو يمكنك أن تقضي يوما ترفيهيا متكاملا ضمن فعاليات مهرجان العلمين، فالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كعادتها في التطوير، حسنت من النسخة الأولى لمهرجان العلمين، فأضافت له هذا العام مهرجانا للطفل، وآخر للطهي، بالإضافة إلى عرض 6 مسرحيات، فضلا عن إقامة فعاليات رياضية، وحفلات غنائية، ركنا أساسيا من أركانه، فكل فرد من أفراد الأسرة له مكانه في المهرجان، وكذلك الشباب والفتيات.

وأنت لم تأتِ لأفضل جزء بعد، فإن لم تز العلمين الجديدة بعد هذا التطوير الاستثنائي، فأنت مستفيد من مكانك، فهي إحدى مدن الجيل الرابع التي تحسب للحكومة المصرية، وتحقق أهدافها في خلق مراكز حضارية جديدة، بعيدة عن التكدسات المعتادة، كما أنها منطقة جذب ضخمة لقطاع كبير من السكان.

ونوعت مدينة العلمين الجديدة، من السياحة الأجنبية القادمة إلى مصر، التي كانت معظمها شتوي في الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ، لتتحول إلى مقصد صيفي للداخل والخارج، ويطلق عليها مدينة مليونية بجدارة.

4 أعوام حولت ما كنت أقف عنده شبه صحراء إلى جنة الساحل الشمالي، أشعر بفخر استثنائي آأنني جزء من هذا الإنجاز العظيم، كونني مصرية تمتلك على أرضها مدينة متكاملة إلى هذا الحد، فلم أتخيل لحظة أن تصل إلى ما هي عليه الآن.

وإليك نبذة عما تحتويه مدينة العلمين الجديدة: أحياء سكنية متميزة، متحف مفتوح في المنطقة الأثرية، مركزا للمؤتمرات، حي حدائق العلمين، منطقة ترفيهية تقع على طريق الساحل الشمالي بعد قرية مارينا 7، مرسى الفنارة، مركز ثقافي، أرض المعارض، فنادق، جامعة ومركز خدمات إقليمية.

مقالات مشابهة

  • العراق في المرتبة الـ61 عالميا والـ 7 عربيا بين الدول الأكثر أمانًا في العالم
  • السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل
  • مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي يستقبل مدير عام «سيسرك»
  • روان مسعد تكتب: في الصيف.. حقا العالم علمين
  • القنصل العام في هيوستن يستقبل الوفد السعودي المشارك في المخيم الكشفي الإسلامي الدولي
  • عُمان تستضيف مؤتمر وزراء التربية بالدولِ الإسلامية.. 2 أكتوبر
  • المطلوبة رقم 1 بين نساء العالم.. غموض مصير ملكة العملات المشفرة يشعل المنصات
  • المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.. صمودٌ رغم الأزمات
  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • أكتوبر المقبل.. مسقط تستضيف مؤتمر وزراء التربية بدولِ العالم الإسلامي