الداعية حمود العنزي: منع النفس عن الحلال في رمضان يربيها على تجنب الحرام
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
قال الداعية حمود العنزي إن المسلم لا بد وأن يواجه عقبات وهو في طريقه إلى الله، مما يجعله بحاجة إلى التقوى، مشيرا إلى أن بعض الاختبارات تكون بمنع الإنسان مما هو حلال كما هي الحال في الصيام.
وخلال مشاركته في برنامج "الشريعة والحياة"، قال العنزي إن امتناع الإنسان عن المباحات التي ألفها خلال الصوم من طعام وشراب وعلاقة زوجية، تجعله أكثر قدرة على ترك المحرمات من ربا وزنى وأكل حرام.
ومن هذا المنطلق، جعل الله -سبحانه وتعالى- التقوى غاية للصوم (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، لأنه يربي المسلم على ترك ما حرَّم الله من خلال امتناعه عمَّا أحل الله ثلاثين يوما كاملة، كما يقول العنزي.
تدريب على ترك الحرام
ووصف الداعية الإسلامي الصيام بأنه تدريب من الله -عز وجل- لعباده على ترك الحرام، قائلا "إن الصوم ليس الامتناع عن الحلال وإنما عن المحرمات".
ولفت إلى أن الله -وإن أجاز الفدية لمن لا يقدر على الصيام- فإنه وصف الصوم بأنه خير من الفدية بقوله تعالى (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)، قبل أن ينسخها بقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
ومع ذلك، فقد وضع الله استثناءات السفر والمرض التي أجاز فيها استبدال الصوم بالفدية رأفة ورحمة بعباده، لأنه سبحانه (يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
وقال العنزي إن الله حض الإنسان -خلال آيات الصيام- على ستر عيوب أخيه والعفو عنه بقوله تعالى (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) وصولا إلى قوله تعالى (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم).
ومن الأمور التي يقع فيها البعض خلال رمضان -كما يقول الداعية- أن يرتكب الحرام في ليل رمضان بعد امتناعه عنه في نهاره، أو أن يسرف في تناول الحلال وهو أمر منهي عنه أيضا، حسب قوله.
إلى جانب ذلك، فإن أخلاق الصيام تحض المسلم على الامتناع عن الأمور غير المفيدة وموبقاتها مثل المسلسلات والبرامج التي يغضب بعضها الله، أو التبذير والإسراف في تناول الطعام، وفق العنزي الذي يرى أن تجنب هذه الأمور يقرب الإنسان من التقوى التي هي غاية الصيام.
الشعور بأهل غزةوفي جانب آخر، فإن الصوم هو درب من دروب شعور الأغنياء بما يعانيه الفقراء، وما يجري حاليا في قطاع غزة أكبر مثال على ذلك، حيث لا يجد المسلمون ما يأكلونه ولا يشربونه، كما يقول العنزي.
ووفقا للداعية الإسلامي، فإن على المسلمين اليوم دعم غزة وفلسطين بكل قوة، لأنها أرض الرباط التي تدافع عن الأمة كلها، مؤكدا أن الله أمر وحثّ ورغّب المسلمين في نصرة المجاهدين.
وأضاف العنزي "أهل غزة أولى بالطعام، ومن حكم الصيام أن نستشعر حالهم ونحن نأكل أصنافا من الطعام، بينما هم لا يجدون لقمة واحدة منذ أشهر".
وختم العنزي بالقول إن من أخلاق الصيام أن يعطي بعض المسلمين بعضا، وأن يشعر بعضهم ببعض وألا يسلم الواحد منهم أخاه للجوع أو للخوف أو للعدو، مؤكدا أن هذا الأمر ينطبق على غزة حاليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات على ترک
إقرأ أيضاً:
جامعة عين شمس تنظّم ندوة "الصيام تربية نفسية" بالتعاون مع وزارة الأوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم قطاع التعليم والطلاب بجامعة عين شمس بالتعاون مع كلية الإعلام ندوة دينية بعنوان "الصيام تربية نفسية"، بهدف تعريف الطلاب بفضائل الشهر الكريم وأحكام الصيام.
أشرف على الندوة إبراهيم سعيد حمزة، أمين الجامعة المساعد لقطاع التعليم والطلاب، حيث تم افتتاح الندوة بكلمة من د. هبة شاهين، عميد كلية الإعلام، التي هنأت الحضور بحلول شهر رمضان، مشيرة إلى أهمية الاستفادة من هذه الأيام المباركة في العبادة والعمل الصالح.
كما استعرضت فضائل الشهر الكريم عبر التاريخ، مستشهدةً بغزوة بدر وفتح مكة وحرب أكتوبر 1973، وهنأت الحضور بذكرى انتصارات العاشر من رمضان.
كما رحبت د. سلوى سليمان، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، بالحضور، مؤكدة على أهمية هذه الندوات في تعزيز الوعي الديني والفكري للطلاب.
بدأت الندوة بتلاوة من القرآن الكريم بصوت الشيخ أحمد تميم المراغي، كبير أئمة قراء القاهرة، ثم ألقى د. محمود خليل سيد، وكيل مديرية أوقاف القاهرة، محاضرة تناولت فلسفة الصيام كوسيلة لتربية النفس وزيادة التقوى، مؤكدًا أن الصيام يُعَد فرصة لتطهير النفس وتهذيب السلوك، مستشهدًا بقوله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وتم فتح باب الأسئلة أمام الطلاب، حيث أجاب المحاضرون على استفساراتهم حول الأحكام الشرعية للصيام وأثره في السلوك الإنساني.
اختتمت الندوة بأجواء روحانية، حيث قدم المبتهل الشيخ عبد اللطيف العزب وهدان، المبتهل بالإذاعة والتلفزيون، التواشيح والابتهالات الدينية.