الجزيرة:
2025-01-18@09:02:28 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

هناك ذكريات مؤلمة في ذهني حول رمضان ومناطق الأزمات. بما أنني كنت أذهب باستمرار إلى مناطق الصراع الساخنة والمناطق المتأزمة كصحفي، فقد شهدت بعض الأمور خلال أشهر رمضان

في عام 2012 خلال الحرب الأهلية في سوريا، كنتُ في حلب في شهر رمضان. وكان جامع حلب في حالة خراب بسبب القصف، وعندما رأيت أن الجهة القبلية للجامع تحت سيطرة قوات النظام، وأن الباب الرئيسي تحت سيطرة المعارضة، فقد تفاجأت كثيرًا.

كانت الأرفف والقرآن الكريم والسجاد كلها تستخدم كدروع داخل الجامع. وتم التقاط صورة أيقونية جدًا في تلك اللحظة. وعندما غادرنا المكان، اندلعت اشتباكات بين المعارضة وعناصر النظام، وشاهدنا الناس يمرون أمامنا وهم ينزفون. قمنا بالإفطار في قرية محاصرة ثم صلينا التراويح في إحدى مساجد ضواحي حلب. وفي صباح اليوم التالي تم قصف ذلك المسجد. شهر رمضان هذا لم يغادر ذاكرتي أبدًا.

في عام 2013 خلال الانقلاب العسكري على مرسي في مصر كنتُ في القاهرة. وكان شهر رمضان قد حل مرة أخرى، فقمت بالإفطار مع الآلاف من الناس الذين كانوا يقاومون الانقلاب في ساحة رابعة. وشهدت ظهور إشارة رابعة أثناء محادثة الشباب في إحدى الخيام وقمت بتغطية الخبر. بعد ذلك، اكتشفت أن العديد من الشباب الذين كنت أتناول الإفطار معهم قد فقدوا حياتهم جراء التدخل بالدبابات. لا يمكنني نسيان شهر رمضان الذي قضيته في مصر أيضًا.

مناظر رمضانية مأساوية في غزة

الآن أنا لست في غزة في شهر رمضان هذا ولكن عندما أشاهد ما يحدث هناك، بدأت أفكر في كيف أن الأزمات في العالم الإسلامي تتحول إلى مأساة مختلفة في رمضان

لا يمكنني تحمل مشاهدة معظم الفيديوهات. ولكن عندما أرى إخواننا المسلمين في غزة يقفون في طوابير بأواني فارغة للحصول على الطعام، وأنهم يأكلون العشب لتناول الإفطار، فإن غضبي تجاه العالم الإسلامي يزداد. لأنني أرى مرة أخرى أننا عاجزون عن حل مشاكلنا الخاصة

خلال الحرب الأهلية في سوريا، والانقلاب في مصر، كانت مواقف الدول الإسلامية بعيدة عن حل المشكلة، وهذا أدى إلى فقدان حياة الآلاف والمئات من الآلاف من الأرواح. الآن، الذين يجلسون ليقطعوا صيامهم على موائد الإفطار الفاخرة، لا ينظرون إلى شاشات التلفزيون كي لا يروا الفلسطينيين في غزة يأكلون العشب. كل يوم يتجاهلون فيه ذلك؛ يفقد مئات الأشخاص حياتهم في غزة، ويصبح الأطفال أيتامًا، والآباء والأمهات يفقدون أبناءهم.

لنرى الحقيقة المؤلمة

لنرى الحقيقة المؤلمة: قضية فلسطين ليست بلا حل بسبب الولايات المتحدة أو الدول الغربية أو القوى العظمى الشرقية.

وإذا كانت القدس قد سقطت، وكانت فلسطين تحت الاحتلال، وتحولت غزة إلى مذبحة، فإن المسؤول الأول عن ذلك هو 54 دولة إسلامية.

دعونا لا نكذب على أنفسنا ونلقي باللوم على الآخرين. إذا كانت هذه الدول تريد حلاً، فلن تتمكن إسرائيل من التحرك في هذه المنطقة مقدار خطوة.

إذا كانت هذه الدول صادقة في حل المشكلة، لن تتحول غزة إلى سجن مفتوح؛ ولم يكن ليموت 31 ألف شخص، ولم يكن ليهاجر ملايين السوريين، ولن يموت آلاف المصريين، ولن يصبح عشرات الآلاف لاجئين، ولم يكن لينقسم العراق إلى ثلاثة، ولن تنقسم ليبيا إلى اثنين، ولن تصبح الصومال في حرب أهلية، ولن تبقى لبنان بلا دولة ومنكوبة… والأمثلة كثيرة…

وفي رمضان هذا، وبينما تحفر في ذهني المشاهد المؤلمة من غزة التي لن تمحى أبدًا، فإنني أؤكد الحقيقة المؤلمة: نحن لا نعترف بأننا غير قادرين على حل مشاكلنا الداخلية، لذا نفضل أن نلقي باللوم على الدول الغربية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات شهر رمضان فی غزة

إقرأ أيضاً:

بلومبيرغ: العالم يستعد لزلزال تجاري جديد مع عودة ترامب

مع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تستعد دول العالم لموجة جديدة من السياسات التجارية الصارمة التي قد تهدد التوازن التجاري العالمي.

ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ، تخطط الحكومات في العالم لمواجهة ما وصف بأنه "زلزال تجاري" جديد، مع اقتراب تطبيق تعريفات جمركية من شأنها إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية العالمية.

إستراتيجيات المواجهة

التقرير يوضح أن الدول تنتهج 3 إستراتيجيات رئيسية: خطوات استباقية لتجنب التصعيد، واستعدادات للرد بالمثل، ومواقف انتظار مشوبة بالحذر.

بعض الدول تسعى لتقليل تأثير السياسات الأميركية على اقتصاداتها عبر اتخاذ خطوات استباقية (غيتي)

1- خطوات استباقية

تذكر بلومبيرغ أن بعض الدول تسعى لتقليل تأثير السياسات الأميركية على اقتصاداتها عبر اتخاذ خطوات استباقية.

فهذه فيتنام، التي تعدّ من أكبر الدول المصدرة للولايات المتحدة، تعزز وارداتها من المنتجات الأميركية مثل الغاز الطبيعي والطائرات، في محاولة لتجنب أي تعريفات جديدة.

وأكد نائب وزير الخارجية الفيتنامي أهمية إزالة أي عقبات تجارية مع الولايات المتحدة لتجنب التصعيد، خاصة بعد ذكر فيتنام بالاسم في مشروع السياسات "Project 2025" الذي أعدّه بيتر نافارو مستشار ترامب التجاري.

وتتبع كوريا الجنوبية وتايوان نهجًا مشابهًا، إذ تدرسان زيادة وارداتهما من الطاقة الأميركية، بما في ذلك الغاز الطبيعي، في محاولة لتعزيز العلاقات التجارية.

إعلان

2- استعدادات للرد بالمثل

وتبنّت الصين إستراتيجيات دفاعية لمواجهة التحديات القادمة.

فوفقًا لتحليلات بلومبيرغ، تشمل هذه الإستراتيجيات:

خفض قيمة اليوان. بيع سندات الخزانة الأميركية. تقييد تصدير المواد النادرة التي تُستخدم في الصناعات التكنولوجية. تقليل اعتمادها على السوق الأميركية من خلال توسيع شراكاتها الاقتصادية مع دول أخرى. إستراتيجيات الصين للمواجهة تشمل خفض قيمة اليوان وبيع سندات الخزانة الأميركية وتقييد تصدير المواد النادرة (غيتي)

 

أما المكسيك وكندا، الجارتان الأكثر تأثرًا بسياسات ترامب، فلم تقفا مكتوفتي الأيدي. فقد صرح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأن بلاده مستعدة للرد بفرض تعريفات جمركية مضادة إذا لزم الأمر.

وفي المكسيك، حذرت الرئيسة كلوديا شينباوم من أن التعريفات الأميركية ستؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة نفسها، مما يجعلها سياسة ضارة للطرفين.

كما تسعى المكسيك أيضًا لتقليل اعتمادها على الواردات الصينية كجزء من إستراتيجيتها لتخفيف الضغوط الأميركية.

3- انتظار وتفاؤل حذر

اختارت بعض الدول الأخرى، مثل البرازيل والهند، اتباع موقف الانتظار بدلًا من المواجهة المباشرة.

فالمسؤولون في البرازيل واثقون من قدرتهم على توجيه صادراتهم إلى أسواق بديلة مثل آسيا إن فرضت الولايات المتحدة تعريفات جديدة.

أما الهند فتعوّل على العلاقات الجيدة بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي وترامب خلال فترته الأولى. ويدرس المسؤولون الهنود تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية كجزء من أي مفاوضات مستقبلية.

من جهته، يتبنّى الاتحاد الأوروبي إستراتيجية مزدوجة، فبينما يعبر عن استعداده للرد إذا لزم الأمر، يعزز قدراته التجارية من خلال قوانين جديدة تمنح الدول الأعضاء صلاحيات للرد على أي قيود اقتصادية تفرضها أطراف خارجية، بحسب بلومبيرغ.

الدول تجد نفسها في موقف صعب للغاية بين مطالب الولايات المتحدة وأهمية استمرار العلاقات مع الصين (الفرنسية) انعكاسات اقتصادية عالمية

وتضع هذه السياسات التجارية الأميركية الجديدة العديد من الدول في مأزق معقد. فمن جهة، تطالب الولايات المتحدة حلفاءها بفك الارتباط الاقتصادي مع الصين، ومن جهة أخرى تحتاج هذه الدول للحفاظ على شراكاتها التجارية مع بكين للحفاظ على استقرار اقتصاداتها.

إعلان

ويقول فريدريك نيومان، كبير اقتصاديي آسيا في بنك "إتش إس بي سي"، لبلومبيرغ "إن الدول تجد نفسها في موقف صعب للغاية بين مطالب الولايات المتحدة وأهمية استمرار العلاقات مع الصين. إنها أزمة تتطلب مناورة دقيقة للغاية".

وإلى جانب ذلك، من المتوقع أن تؤثر هذه السياسات بشكل كبير على الأسواق العالمية، على خلفية تحذيرات من انخفاض الصادرات الإيرانية بمقدار مليون برميل يوميا لدى تصاعد السياسات العقابية، وزيادة أسعار النفط نتيجة لتقلبات الأسواق.

عالم يتأقلم مع عودة ترامب

ووفقًا لتحليل بلومبيرغ، فهذه المرحلة الجديدة من السياسات الاقتصادية لن تؤثر فقط على التوازنات التجارية بل قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في خريطة العلاقات الاقتصادية العالمية.

وتجد دول العالم الآن نفسها في سباق مع الزمن لحماية اقتصاداتها من التأثيرات السلبية، والاستعداد لمستقبل قد يشهد تغيرات غير مسبوقة في القواعد التجارية العالمية، وفق بلومبيرغ.

مقالات مشابهة

  • الغرف السياحية: مصر على رأس قائمة الدول المفضلة للسياحة الخليجية
  • بعد نقل تبعيته للأوقاف.. 10 معلومات عن مسجد مصر الكبير «الصرح الإسلامي العظيم»
  • «الفجيرة للثقافة» تبحث التعاون الإعلامي مع الجامعة العربية و«التعاون الإسلامي»
  • تسريب اسم برنامج رامز جلال في رمضان 2025.. تفاصيل
  • مؤمن الجندي: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟
  • خطوة جديدة من برشلونة نحو إنهاء أزماته المالية
  • ميشيل: مسيرتي كانت جيدة في السعودية رغم الصعوبات
  • حماس: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الوسطاء
  • بلومبيرغ: العالم يستعد لزلزال تجاري جديد مع عودة ترامب
  • إبراهيم عيسى: كتاب معالم في الطريق هو أصل الإرهاب الإسلامي في العالم كله