الجزيرة:
2025-03-18@00:51:01 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

هناك ذكريات مؤلمة في ذهني حول رمضان ومناطق الأزمات. بما أنني كنت أذهب باستمرار إلى مناطق الصراع الساخنة والمناطق المتأزمة كصحفي، فقد شهدت بعض الأمور خلال أشهر رمضان

في عام 2012 خلال الحرب الأهلية في سوريا، كنتُ في حلب في شهر رمضان. وكان جامع حلب في حالة خراب بسبب القصف، وعندما رأيت أن الجهة القبلية للجامع تحت سيطرة قوات النظام، وأن الباب الرئيسي تحت سيطرة المعارضة، فقد تفاجأت كثيرًا.

كانت الأرفف والقرآن الكريم والسجاد كلها تستخدم كدروع داخل الجامع. وتم التقاط صورة أيقونية جدًا في تلك اللحظة. وعندما غادرنا المكان، اندلعت اشتباكات بين المعارضة وعناصر النظام، وشاهدنا الناس يمرون أمامنا وهم ينزفون. قمنا بالإفطار في قرية محاصرة ثم صلينا التراويح في إحدى مساجد ضواحي حلب. وفي صباح اليوم التالي تم قصف ذلك المسجد. شهر رمضان هذا لم يغادر ذاكرتي أبدًا.

في عام 2013 خلال الانقلاب العسكري على مرسي في مصر كنتُ في القاهرة. وكان شهر رمضان قد حل مرة أخرى، فقمت بالإفطار مع الآلاف من الناس الذين كانوا يقاومون الانقلاب في ساحة رابعة. وشهدت ظهور إشارة رابعة أثناء محادثة الشباب في إحدى الخيام وقمت بتغطية الخبر. بعد ذلك، اكتشفت أن العديد من الشباب الذين كنت أتناول الإفطار معهم قد فقدوا حياتهم جراء التدخل بالدبابات. لا يمكنني نسيان شهر رمضان الذي قضيته في مصر أيضًا.

مناظر رمضانية مأساوية في غزة

الآن أنا لست في غزة في شهر رمضان هذا ولكن عندما أشاهد ما يحدث هناك، بدأت أفكر في كيف أن الأزمات في العالم الإسلامي تتحول إلى مأساة مختلفة في رمضان

لا يمكنني تحمل مشاهدة معظم الفيديوهات. ولكن عندما أرى إخواننا المسلمين في غزة يقفون في طوابير بأواني فارغة للحصول على الطعام، وأنهم يأكلون العشب لتناول الإفطار، فإن غضبي تجاه العالم الإسلامي يزداد. لأنني أرى مرة أخرى أننا عاجزون عن حل مشاكلنا الخاصة

خلال الحرب الأهلية في سوريا، والانقلاب في مصر، كانت مواقف الدول الإسلامية بعيدة عن حل المشكلة، وهذا أدى إلى فقدان حياة الآلاف والمئات من الآلاف من الأرواح. الآن، الذين يجلسون ليقطعوا صيامهم على موائد الإفطار الفاخرة، لا ينظرون إلى شاشات التلفزيون كي لا يروا الفلسطينيين في غزة يأكلون العشب. كل يوم يتجاهلون فيه ذلك؛ يفقد مئات الأشخاص حياتهم في غزة، ويصبح الأطفال أيتامًا، والآباء والأمهات يفقدون أبناءهم.

لنرى الحقيقة المؤلمة

لنرى الحقيقة المؤلمة: قضية فلسطين ليست بلا حل بسبب الولايات المتحدة أو الدول الغربية أو القوى العظمى الشرقية.

وإذا كانت القدس قد سقطت، وكانت فلسطين تحت الاحتلال، وتحولت غزة إلى مذبحة، فإن المسؤول الأول عن ذلك هو 54 دولة إسلامية.

دعونا لا نكذب على أنفسنا ونلقي باللوم على الآخرين. إذا كانت هذه الدول تريد حلاً، فلن تتمكن إسرائيل من التحرك في هذه المنطقة مقدار خطوة.

إذا كانت هذه الدول صادقة في حل المشكلة، لن تتحول غزة إلى سجن مفتوح؛ ولم يكن ليموت 31 ألف شخص، ولم يكن ليهاجر ملايين السوريين، ولن يموت آلاف المصريين، ولن يصبح عشرات الآلاف لاجئين، ولم يكن لينقسم العراق إلى ثلاثة، ولن تنقسم ليبيا إلى اثنين، ولن تصبح الصومال في حرب أهلية، ولن تبقى لبنان بلا دولة ومنكوبة… والأمثلة كثيرة…

وفي رمضان هذا، وبينما تحفر في ذهني المشاهد المؤلمة من غزة التي لن تمحى أبدًا، فإنني أؤكد الحقيقة المؤلمة: نحن لا نعترف بأننا غير قادرين على حل مشاكلنا الداخلية، لذا نفضل أن نلقي باللوم على الدول الغربية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات شهر رمضان فی غزة

إقرأ أيضاً:

من يتجرأ يتقدم!

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

تتعدد الشعارات العسكرية، وواحد منها يقول "من يتجرأ ينتصر"، وقد اخترت هذا العنوان اليوم كي أتحدث عن رؤية بها شيء من الشمولية حول الوضع الاقتصادي والباحثين عن عمل في وطني العزيز؛ ولأن الجميع يتفق أن الفرص والأسباب لا تعد في الوطن ولا تحصى وبها الكثير الكثير مما يمكن استغلاله وأن يكون اقتصادنا أفضل بكثير.

لدينا خامات قد لا توجد في دولة أخرى وأيضًا لدينا تباين في الطقس قد لا يوجد في كثير من دول العالم، كما إن لدينا إرث ملموس وغير ملموس يمكن أن يسخّر في كثير من الجوانب، وكذلك فإن الركن الأساسي وهو المواطن العُماني، والذي يمتلك القدرة الفذة في جوانب كثيرة وانه يعد من أفضل الشعوب حول العالم؛ حيث إن إرثه التاريخي تشبع بالحضارة والتجربة إضافة إلى الموقع المتميز لعُمان والعلاقات المحيطة وما وراء البحار هي بأفضل حالًا من كثير من الدول، ولذلك وإذا تمت إضافة جرعة كافية من جرأة الطموح والقرار الشجاع والمغامرة المحسوبة يمكن الوصول إلى الأفضل، وأني أريد أن استدل ببعض الدول التي أصبحت من أفضل وأشهر الوجهات السياحية والتجارية الكبيرة جدًا حول العالم؛ حيث إن الفارق سهلًا جدًا لا يتعدى دراسة من جهة عليا يليها قرار وإدخال شركاء لهم وزنهم وتبادل المنفعة، وأخيرًا ستكون عُمانية دون الحاجة الى دفع الكثير من ميزانية الوطن فهل أن بالفعل اليوم هو النقص الحقيقي جرأة قرار ومغامرة محسوبة، فإذا كانت لدينا حسابات ورؤية فكرية عميقة ومقدرة واقعية على العقاب والحساب بكل حزم او تردد من خلال أجندة واضحة كي تحقق طموح الأمة العُمانية العريقة، فإنه وبعد دراسة ما تزخر به السلطنة من قدرات وإمكانيات، فإن علينا أن نقوم بمشاريع عملاقة هذه المشاريع قد لا تدفع فيها الحكومة أي من المبالغ إنما تكون دراستها وافية وأن تفتح المجال لدول العالم بالمشاركة والاستثمار فيها، وأن تنقل السلطنة من الأفكار التي أرى بأنها متواضعة نوعا ما إلى أفكار ورؤية كبيرة جدًا.

أركزُ في الجانب السياحي على تحديدًا، لدينا الجبل الأخضر من يصدق أن هذا الكنز هذا ما يمكن أن يكون عليه فقط. هل قمنا بعمل المدينة التي اقترحتها يومًا وأسميتها بمدينة المليارديرات وبها مطار وبها ما يتناسب وبها من الكثير من المواصفات والتي يمكن أن تكون مقبولة وتجعل من هذا المكان وجهة للسياحة والإقامة بل حتى العلاج التخصصي والنقاهة والاستجمام وأيضًا في الجانب الآخر محافظة ظفار فإن ما يمكن عمله خلال موسم "الخريف"، وهو في الحقيقة المطلقة ربيع جزيرة العرب دونما منافس، فإنه يمكن أن يكون برؤية أبعد بكثير؛ حيث اني اقترحت يومًا أن نفتح آفاقًا أخرى من خلال مصب للمياه وبركة عملاقة وعليها دائرة كبيرة جدا من المعطيات والتفاعلات، وحتى يمكن أن تكون لما بعد الموسم التقليدي أيضا رمزا ومقرًا للمجال السياحي.

أما وسط عُمان فإنه يزخر بالجبال والآثار والرمال والكثير من المعالم والأحداث التاريخية على مر العصور والتي يمكن من خلال القلاع والحصون أن يتم صناعة سياحة، أما إذا تحدثنا عن محافظة مسندم أيضاً فبها ميزة البحار الواسعة والجبال الشاهقة التي يمكن أيضا أن تسخّر بطريقة أكثر بُعدًا وتطورًا ملموسًا، ولكن علينا أن نفكر في أمرين مُهمين: إن أردنا لهذا الأمر أن يتحقق أن نبتعد من الفكرة المفردة وأن تكون المصلحة العليا للوطن هي الأساس وكذلك علينا أن نواكب العالم في الجوانب الأمنية الدقيقة التي يمكن أن تكون حافظة لحقوق الناس الزائرين وكذلك المحافظة على حقوق المواطن العُماني بالدرجة الأولى. الأمر الآخر الذي يجب علينا أن نحسب له حسابات أن نكون مستعدين ويمكن أن نفكر فيما يسمى على سبيل المثال: الشرطة السياحية وأن تقوم بدورها ومتابعة كل ما يكون يحافظ على السمة ذات المردود العالمي الذي يجعل من عُمان محطًا للأنظار على مستوى العالم، وأن نراعي الزائر بدءًا من وصوله إلى المطار ثم استقلال سيارة الأجرة.

نحن نرى اليوم في بعض الدول أنها قامت وبطرق تقنية جديدة تتسم بالدقة في هذا المجال وتدعم الكثير من الجوانب التي تخدم السياحية، ولا يمكن أن يكون هنالك أي مجال لاستغلال أو شعور لا يتناسب والسمة العالمية لأن هذا الأمر سيدخل في مجاله غير العُمانيين ويمكن أن ينقل الفكرة والانطباع والشعور الذي لا نتمناه.

نحن اليوم وعندما نسافر إلى دول العالم فإننا نركز على كل شيء ونفضّل سرعة إجراءات وصولنا إلى مكان إقامتنا وكذلك معاملة سائق الأجرة الذي هو على درجة كبيرة جدا فوق تصور الكثير ممن لا يعلم عن السياحة، فهو العامل الأساسي في كثير من الجوانب ولذلك وإذا كنت قد وضعت بعض النقاط البسيطة جدًا، غير إنني متأكد أن هنالك من هم أفضل مني بكثير يمكنهم إعطاء أفكار عملاقة يمكن أن تسير بهذا الوطن إلى مصافِ الدول المتقدمة، وأن لا نركن الى النفط والبحث عن البدائل وبسرعة لأن الدول في سباق محموم وأن الفكرة العامة كما كتبت في حلمي الأول وحلمي الثاني حول مسقط، وليتني أرى شارع الكورنيش يُستبدل وأن يكون نفقا بحريا تمر من خلاله السيارات. أما الكورنيش الحالي فيترك للسياحة وللكثير من الفعاليات التي يمكن أن تنقل مسقط من عالم إلى آخر، مستغلين الكثير من المعطيات، وأن تكون مسقط وبحق وجهة عالمية، وأن تكون إحدى أبرز الواجهات السياحية حول العالم. أما الزائرون إلى قصر العلم العامر، فيمكن استخدام طرق أخرى غير النفق ومن الوجهات السياحية (قلعتي الجلالي والميراني)، وكذلك الأسواق الموجودة مثل "سوق مطرح"، والتي يمكن أن تجسد وتوضح التراث العُماني التجاري والحربي عبر العصور وأن الطموح الحالي هو البدء في التعامل مع شركات عالمية وأن يكون لها نصيب وجزء من هذه الأعمال وتطويرها بالشكل الحضاري العالمي وسيعمل الكثير من أبنائنا على فتح آفاق كبيرة.

وأخيرًا.. فإنِّه علينا وبأسرع ما يمكن أن تكون لدينا الجرأة المناسبة حتى نخوض التجربة وأن نعمل على استغلال الفرص بشتى الطرق حتى نكون قادرين على مواكبة التطورات والتقلبات العالمية وأن نعلم أن ديمومة الحياة واستقرار الدول يحتاج إلى المال وأن المال يأتي من خلال أقصى استغلال لما هو متوفر في الدول وأن نعلم يقينًا أن كنوز عُمان لا حصر لها والحمد لله رب العالمين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ‏اليمنيون أبناء الموت الذي لا يموت
  • اتجاهات مستقبلية
  • المفتش العام للقوات المسلحة المغربية يشيد بجهود التحالف الإسلامي في الحرب على الإرهاب دوليًا
  • أقصر وأطول ساعات الصيام في العالم خلال رمضان 2025 دولة تصوم ساعتين فقط
  • الإيسيسكو ترحب بقرار استئناف عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي
  • فيديو. مضران : نهضة بركان الفريق الوحيد في العالم الذي إحتفلت الطبيعة بفوزه بلقب البطولة
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • من هو الجدير بالمنصب؟!
  • من يتجرأ يتقدم!
  • الجزيرة الأقوى هجوماً في كأس «أبوظبي الإسلامي» بـ217 هدفاً