حلقات بودرقة.. قصة بحث غريبة عن مصير الشاب اللبناني المجهول أبو فادي الذي توفي في سجن سري ودفن بجوار سد
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
يواصل مبارك بودرقة عضو هيئة الانصاف والمصالحة، حكاية قصص مثيرة لضحايا الاختفاء القسري خلال سنوات الرصاص التي عرف فيها المغرب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
في هذه الحلقة يتحدث عن قصة شاب لبناني يدعى “أبو فادي” لقي حتفه في سجن سري ووري الثرى بجوار أحد السدود في قبر وحيد.
لم يرد اسم أبو فادي في لوائح المفرج عنهم أو لوائح المتوفين، ولم تتلق هيئة الانصاف والمصالحة أي طلب من أحد أقاربه بشأن معرفة مصيره، فقررت من تلقاء نفسها التحري عنه.
ملف هذا الشاب وصفه بودرقة بــ”الظاهرة”، بالنظر لتداول اسمه ضمن شهادات الذين عايشوه في مراكز الاحتجاز التعسفي، ومن ذَلك شهادة عضو الهيئة لطيفة اجبابدي التي أفادت بأنها مازالت تتذكر هذا الشاب عندما كانت معتقلة بدرب مولاي الشريف بالدار البيضاء، كما تضمنت شهادة مجموعة بنو هاشم معطيات حول مرور هذا الشاب في معتقلي اكدز وقلعة مكونة بورزازات.
يقول بودرقة في حديث مع اليوم 24 “طرحنا الملف على وزارة الداخلية التي أكدت لنا بأنه تم اعتقال أبي فادي رفقة شخصين هما بهلول الذي ينحدر من ليبيا والعلوي، وتم تنقليه بين عدة معتقلات سرية إلى حين وفاته ودفنه في قبر بجوار سد المنصور الذهبي بعد وضعه تحت مراقبة حراس هذا السجن”.
وأضاف بأنه بعد الاستماع الى حراس هذه المنطقة وبعض الشهود، تأكد بأنه عقب اطلاق سراح معتقلي قلعة مكونة، بقي منهم ثلاثة أشخاص بينهم هذا الشاب اللبناني ومحمد البهلول الليبي والعلوي المغربي تقرر نقلهم الى هذا السد بالنظر الى توفره على حراسة دائمة، وفيما بعد تم ترحيل الليبي واطلاق سراح المغربي فيما تم الاحتفاظ باللبناني وهو ما تسبب في تدهور حالته النفسية واسودت الدنيا في عينيه ليستسلم للموت سنة 1992، بعدما قضى 16 سنة في الاعتقال التعسفي السري، ولم تفلح محاولات الحراس مواساته بمرافقته لاصياد السمك بالسد.
وتوصلت الهيئة إلى أن الإسم الكمال لهذا الشاب الذي اعتقل وهو في سنة 26، هو امحمد بن أحمد عباس المراكشي، ولوجود لفظتي “بن” و”المراكشي” في اسمه طرحت الهيئة فرضية أن تكون فيه “ريحة المغرب”، فراسلت سفارة المغرب في لبنان، ليأتي الرد بأن هذا الشاب رحمه الله من أب مغربي اسمه أحمد المراكشي وأم لبنانية، له أخت تسمى عليا المراكشي تشتغل طبيبة في ألمانيا، وأخ اسمه إبراهيم المراكشي رجل أعمال في لبنان.
ربطت لطيفة اجبابدي الاتصال بشقيقته، وعرضت عليها ملف أبي فادي، وبأنه ليس هو الوحيد الي تعرض لهذه المعاناة، بل عانى من ذلك مئات المغاربة خلال سنوات الرصاص.
تم تخيير أسرة أبو فادي بين نقل جثمانه إلى لبنان أو دفنه في المغرب، وبعد تشاور قررت الأسرة دفنه في مقبرة قلعة مكونة لكي لا يبقى قبره وحيدا بجوار السد. كلمات دلالية الانصاف والمصالحة بودرقة حقوق الإنسان سنوات الرصاص
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الانصاف والمصالحة بودرقة حقوق الإنسان سنوات الرصاص هذا الشاب
إقرأ أيضاً:
خطط ترمب لترحيل المهاجرين تقود الصناعة والزراعة إلى المجهول
واشنطن"أ.ف.ب": تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اعتماد سياسة متشددة على صعيد الهجرة، واعدا بعمليات ترحيل جماعية موضع جدل، غير أن المحللين يحذرون من بأن نهجا كهذا قد يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد ولا سيما في قطاعات تعول بشكل كثيف على العمال الأجانب.
ومن القطاعات التي قد تكون الأكثر تضررا من هذه الإجراءات قطاعا الزراعة والبناء اللذان يوظفان آلاف المهاجرين بما في ذلك مهاجرون بطريقة غير نظامية.
وتقدر السلطات الأميركية عدد المهاجرين المقيمين بصورة غير نظامية في الولايات المتحدة بـ11 مليون شخص، قدموا بغالبيتهم الكبرى من المكسيك، وكان نحو 8,3 ملايين منهم يعملون خلال العام 2022، بحسب أرقام مركز بيو ريسيترش، أي ما يوازي 5% من القوة العاملة.
لكن المجلس الأميركي للهجرة يؤكد أن عدد المهاجرين العاملين أكبر بكثير في بعض القطاعات الأساسية.
وأوردت المنظمة في تقرير أصدرته قبل فترة قصيرة أن "قطاعي البناء أو الزراعة سيخسران عاملا من كل ثمانية عمال، وقطاع الضيافة سيخسر عاملا من كل 14، في حال طرد العمال في وضع غير نظامي من البلاد".
وسيكون وقع هذه السياسة أكبر في بعض المهن المحددة، إذ سيطال على سبيل المثال "ما يزيد عن 30%" من الدهانين و25% من عمال التنظيف.
وقدر تقرير مشترك لمعهد بروكينغز والمعهد الأميركي لأبحاث السياسة العامة وطأة سياسة ترامب في حال نفذ وعيده بترحيل المهاجرين بـ0,4 نقطة مئوية من النمو عام 2025.
وسينعكس الأمر بالمقام الأول على الإنتاج مع تراجع عدد الموظفين العاملين، كما سيتسبب بتراجع في الاستهلاك مع غياب إنفاق هذه الفئات الديموغرافية.
وأوضح التقرير أنه في ظل سيناريو كهذا "ستكون الهجرة النظامية أدنى بقليل مما كانت عليه في ولاية ترامب الأولى ما قبل وباء كوفيد، فيما جهود الترحيل تصل إلى مستويات غير مسبوقة في العقود الأخيرة".
وبحسب التوقعات، فقد يتم طرد 3,2 ملايين شخص من الولايات المتحدة بحلول نهاية ولاية ترامب الثانية، مع تراجع عدد المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة من 3,3 ملايين عام 2024 إلى -740 ألفا (سلبي) عام 2025 تحت تأثير الرحيل الطوعي.
وفي حال تحقق السيناريو الأكثر تطرفا لعمليات الترحيل والذي يستبعده المحللون، فإن التأثير على النمو قد يكون أكبر من ذلك.
ووضع معهد بيترسون في تقرير أصدره مؤخرا نموذجا لوطأة ترحيل جميع المهاجرين غير النظاميين الـ8,3 ملايين العاملين في الولايات المتحدة، فقدر أن النمو بحلول 2028 قد يكون أدنى بـ7,4% من المستوى المتوقع في ظروف عادية، ما يعني أن النمو الاقتصادي سيكون معدوما على مدى ولاية ترامب الثانية.
ومن عواقب هذه السياسة أيضا أن التضخم سيكون أعلى بـ3,5 نقطة مئوية بحلول العام 2026، فيما سيعمد أصحاب العمل إلى زيادة الأجور لاجتذاب عمال أميركيين.
لكن حتى في ظل سيناريو أقل تطرفا، فإن عمليات الترحيل المكثفة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار برأي محللين.
وقال مدير الدراسات الاقتصادية في المعهد الأميركي لأبحاث السياسة العامة مايكل ستراين ردا على أسئلة وكالة فرانس برس "أظن أن خطط الرئيس المنتخب بشأن الهجرة قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار في بعض القطاعات الاقتصادية، ما قد يؤدي إلى تسجيل تضخم".
غير أن خبراء الاقتصاد في معهد بانتيون للاقتصاد الكلي اعتبروا قبل فترة قصيرة في مذكرة أن التأثير على التضخم سيكون طفيفا، "مع ضغط تصاعدي في بعض القطاعات، يعدله تراجع الطلب في قطاعات أخرى مثل السكن".
بصورة إجمالية، يرى المحللون أن الصعوبات القانونية والمالية واللوجستية ستمنع ترامب من تنفيذ أقصى مقترحاته، مثلما حصل في ولايته الأولى، وستقتصر النتيجة النهائية على مجرد تباطؤ في الهجرة العام المقبل، بالمقارنة مع ولايته السابقة.
وقال خبراء الاقتصاد في غولدمان ساكس في مذكرة "نتوقع أن تؤدي سياسة أكثر تشددا إلى خفض صافي الهجرة إلى 750 ألف شخص في السنة، ما يعتبر أدنى بشكل طفيف عن معدل ما قبل كوفيد البالغ مليون شخص في السنة".
وكتب رئيس قسم الاقتصاد الأمريكي في معهد أكسفورد أيكونوميكس راين سويت في مذكرة للعملاء "لدينا شكوك حيال إمكانية تنفيذ نوع عمليات الترحيل التي تم اقتراحها خلال الحملة".
لكن إيلورا مخرجي الأستاذة في جامعة كولومبيا، رأت أنه في حال تمكنت إدارة ترامب من رفع العقبات، فإن الوطأة الاقتصادية ستكون هائلة، محذرة من أنه "إذا تم تطبيق هذه السياسات، فسيكون لذلك تأثير مدمر على الاقتصاد".