بوابة الوفد:
2025-03-04@01:21:09 GMT

خصال حُسن الخلق

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

جميع خصال (حُسن الخلق) تجتمعُ وتدورُ حول أربعة أحاديث أحدها قول النبى صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيراً أو ليصمُت) رواه البخارى. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ما يتكلمُ به الإنسان إما أن يكون فيه خير، له أو لغيره أو يكون فيه شرٌّ، له أو لغيره أو أن يكون لا له ولا عليه (لغو).

فالأول مطلوب والثانى مُحرَّم والثالث الأفضل السُّكوت عنه. وقديماً قيل: (إذا كان الكلام من فضة فالسُّكوت من ذهب) فكم من كلمةٍ جلبت لصاحبها من البلاء والشقاء ما أفسد عليه دينه ودنياه وآخرته ولا تزالُ الكلمة بيد صاحبها يتحكمُ فيها ويملكها ما لم تخرج من لسانه، فإن خرجت من لسانه لم يملكها فتظلُّ تجولُ فى عقول وقلوب مَن حوله من الناس، فتُحدث فيها من الشَّر والضغينة والفساد ما لا يملك دفعه أو تغييره غالباً. قال النبى صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِى لها بالًا، يَهْوِى بها فى جَهَنَّمَ). رواه البخارى. قال ابن عثيمين رحمه الله: إذا التبس الأمر على الإنسان، لا يدرى فيه خيرٌ أو شر فدار الأمر بين أن يسكت عنه أو يتكلم به، (فالمُختار السُّكوت، لأن ذلك أسلم). وما أكثر ما يندم الإنسان على الكلام، وما أقلَّ ما يندم على السُّكوت ورُبَّ كلمةٍ قالت لصاحبها: دعنى! وفى الحديث - أيضاً - تقديمُ الكلام بالخير على السُّكوت لأن السُّكوت قد يتركُ الباب مفتوحاً للشيطان ليُدخِل فى قلوب الناس ما يشاء من تأويلات وتفسيرات سلبية قد تفتح عليهم أبواباً كبيرةً من الشَّر ومن الكلام الطيب ما يكون جبراً للقلوب.. وبلسماً ومرهماً لجروحها وزيادة للمحبة والألفة بين الناس. قال تعالى ﴿وقُلْ لِعِبادِى يَقُولُوا الَّتِى هى أحْسَنُ أن الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهم أن الشَّيْطانَ كانَ لِلْإنسان عَدُوًّا مُبِينًا﴾ فنصَّت الآية على أن المطلوب هو الكلام بالخير، وأنَّ هذا هو الذى به يندحر الشيطان. ولذلك فإن استطاع الإنسان أن يتكلم بالخير فهذا هو الأفضل.. وإلَّا فعليه بالسُّكوت!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البخاري ابن عثيمين

إقرأ أيضاً:

«فحملها الإنسان»

1 - أظنك مسؤولا تقيا يخاف الله سبحانه وتعالى في وطنه ولهذا ستختار الشركات التي ستبرم معها مؤسستك العقود بكل تجرد وموضوعية.. لن تختار التوقيع ونحن في شهر رمضان الفضيل مع شركة معينة لأن مالكها فلان الفلاني ولا لمصلحة ستعود إليك.

لن تُقدِم على استثناء شركة من المخالفات والمبالغ المترتبة عليها بسبب قرابة صاحبها منك أو صداقته.. لن تسمح لمنصبك الذي ستغادره يومًا ما بأن يكون أداة لإلغاء مخالفات ابنك الذي يستمتع متفاخرًا بكسر حاجز السرعة القانونية على الطرقات لأن لديه ظهرًا يحميه.

2 - بحكم أنك المُخوِل الأول بتزكية الشخص المُستحِق للدورة التدريبية أو مهمة العمل آمل أن يكون الشهر سببًا مقنِعًا لاختيارك الموظف «الأجدر» وأن تتجاوز أثناء ذلك هوى نفسك الأمّارة بالسوءِ وتقفز على ميلك وعاطفتك وحساباتك الخاصة فمصلحة المؤسسة مُقدَمة على مصلحتك الشخصية.

3 - كونك عضو لجنة امتحان الموظفين الجُدد ممن سيوقعون عقود العمل في المؤسسة ستمرُ وأنت صائم باختبار صعب عندما تقع عينك على الاسم الذي تلقيت البارحة مكالمة هاتفية بشأنه من بين أسماء تؤكد الاختبارات والمقابلات أحقيتها.. ستكون لحظتها بين خيارين لا ثالث لهما خوف الله ومصلحة وطنك أو تزكية ستورِدُك التهلكة.

4 - أتمنى من الله العلي القدير أن تكون صائمًا وأنت تتخذ قرار تحديد الأسماء المُرشحة لنيل التكريم حتى تتذكر أن الله يراقبك من فوق سماواته وأنك ستُسأل عن استبعاد موظف نزيه وترشيح آخر مداهن متملق اعتاد تقديم الولاء والطاعة بالحضور صباحًا إلى مكتبك بحجة التسليم وتناول القهوة.

5 ـ أتوقع أن تمتنع استحياءً من هيبة شهر رمضان عن إعطاء المراسل «الغلبان» ما تسميه ظاهريًا بإكرامية رمضان وخلفها- وأنت تدري- تختبئ أهداف أخرى ليس أقلها نقل الأحاديث التي تدور في مكاتب الموظفين ورصد حركاتهم وسكناتهم.

ستتحفظ قليلًا على مقاطع الأفلام التي أدمنت مشاهدتها على منصات التواصل لتستبدلها بأخرى اجتزئت من مسلسلات تاريخية.. ستضع مصحفًا على رأس طاولتك وإلى جانبه مسبحة ظلت طوال العام بين جنبات أدراج المكتب.

النقطة الأخيرة..

يقول الله سبحانه وتعالى في الآية ٧٢ من سورة «الأحزاب»: «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا».

عُمر العبري كاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • المجتمع البشري في عهد النبي إبراهيم عليه السلام.. (لماذا حظر الطغاة ذكر الله وسمحوا باتخاذ آلهة غيره؟)
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • موعد السحور وأذان الفجر رابع أيام رمضان.. تعرف عليه
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • الشيخ عمر عبد الكافي: هكذا يكون الفرد من أهل الرحمة في رمضان
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • كيف يكون الكون بزمانه وأحداثه أمام الله في وقت واحد؟.. علي جمعة يوضح
  • دعاء اليوم الثاني من رمضان.. تعرف عليه
  • موعد سحور ثاني يوم رمضان.. تعرف عليه
  • «فحملها الإنسان»