بوابة الوفد:
2025-01-24@08:40:57 GMT

(قوارع القرآن)

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

هى الآيات المفحمات الصادعات المسكتات بالحجة البالغة والبرهان المبين الذى لا يملك الإنسان معه إلا الخضوع والانصياع والإذعان للوازمه والتسليم بمطلوبه.

وهذا الانصياع والانقياد يكون عقلا ووجدانا معا إذ إن تأثير الخطاب القرآنى فى النفس الإنسانية يكون وجدانيا: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله)، ويكون جسديا كذلك: (الله نزَّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله).

وهذا لا يتنافى مع وجود مَنْ لا يستشعر ذلك الأثر القرآنى إما بسبب أنه لا يدرك معانيه ودلالاته وإما بسبب هجر القرآن والتغافل عنه حتى غدا قلبه مصفحا مغلقا إزاء القرآن، فأصبح قلبا صخريا حجريا كما قال تعالى: (ثم قَسَتْ قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله).

أما القلب والعقل الطبيعى فلا يملك إلا أن ينصدع بتلك القوارع كما انصدع قلب جبير بن مطعم عند سماعه آية سورة الطور: (أم خُلقوا من غير شىء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض).

فقد أسلم ابن جبير عند سماعها لأنها جعلته ينصاع ويذعن للإيمان بالله الواحد الخالق الذى تُلزم به مَنْ يعقلها.

فالآية تستخدم طريقة السبر والتقسيم التى تعتمد على طرح الاحتمالات المتعددة كأسباب لخلق العالم والإنسان، ثم تستبعد تلك الاحتمالات واحدا تلو الآخر لعدم معقوليتها ولعدم اتفاقها مع الواقع وحقيقة الوجود، فلا يتبقى سوى احتمال واحد هو الصحيح، فالبشر لا يمكن أن يكونوا قد خُلقوا من غير خالق خلقهم لأن البديهة تلزم بأن كل حدث وراءه مُحْدِث وكل فعل لابد له من فاعل، وكذلك لا يمكن أن يكون الإنسان قد خلق نفسه أو خلق غيره فكلاهما مخلوق، ولا يمكن أن يكون إنسان قد خلق السموات والأرض لأنها موجودة قبل أن يُخلق هو كما أنها أكبر من كل البشر وطاقتهم، كما أنها محيطة بهم وهم جزء صغير جدا، وهى أعلى منهم.

إذن لا يتبقى سوى احتمال واحد صحيح أن يكون الله هو الذى خلق الإنسان والعالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القرآن أن یکون

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: السنة النبوية آتت بما لم يأت به القرآن الكريم في بعض الأحكام

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك تكاملاً بين القرآن الكريم والسنة النبوية في تفسير الأحكام الشرعية.

وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "القرآن الكريم يضع لنا العناوين العامة، بينما السنة النبوية تشرح لنا التفاصيل وتوضح الأحكام من خلال النصوص القرآنية".

وأضاف أن البعض يعتقد أن القرآن الكريم يكفي بمفرده دون الحاجة إلى السنة، مشيرًا إلى أن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث أن السنة ليست فقط مفسرة للقرآن، بل تأتي أحيانًا بأحكام جديدة لم تذكر في القرآن.

وأوضح أن السنة تنقسم إلى قسمين من حيث موضوعها: "السنة المبينة" التي تشرح وتوضح ما غمض من ألفاظ في القرآن، و"السنة المنشئة" التي تقدم أحكامًا لم ترد في القرآن الكريم.

وأشار إلى مثال على ذلك هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن تحريمه لزواج الرجل من امرأة وعمتها أو خالتها في نفس الوقت، وهو حكم لم يرد في القرآن لكنه جاء في السنة النبوية.

وأوضح أن هذا التوازن بين القرآن والسنة يعكس حكمة الشريعة الإسلامية في تأكيدها على أن السنة تساهم في إيضاح وتفصيل معاني القرآن الكريم، بل وتأتي أحيانًا بما لم يرد فيه، مما يجعلها مصدرًا مهمًا لفهم الشريعة وتطبيقها بشكل صحيح.

ما الفرق بين التسبيح والتقديس ؟ خالد الجندي يجيبهل ثبت أن ليلة الإسراء والمعراج يوم 27 رجب؟.. اعرف موعدها الصحيح وكيفية إحيائها

 السنة النبوية المطهرة محفوظة بحفظ الله 

ونبه أ.د. أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، على أن السنة النبوية المطهرة محفوظة بحفظ الله عز وجل، وذلك بنص القرآن الكريم، مصداقًا لقوله تعالى: {ثم إن علينا بيانه}، لافتًا إلى أنَّ الصحابة والتابعين كانوا يستذكرون الحديث كما يستذكرون القرآن، فكل ما صَدَرَ عن الرسول قولًا أو فعلًا أو تقريرًا كان محفوظًا في أذهان الصحابة ثم التابعين وتابعيهم انتهاءً إلى مرحلة التدوين.

السنة النبوية قد مرت بمراحل متعددة

وألمح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إلى أن السنة النبوية قد مرت بمراحل متعددة، وأنه يجب التفرقة بين مراحل الحفظ والكتابة والتدوين؛ حيث بدأت هذه المراحل بمرحلةِ الحفظ التي كانت عند مَن يمارسها أقوى من الكتابة في هذا العهد، لافتًا إلى أنَّ الحفظ كان هو السلاح الأمضى في حفظ السنة، فكان الحفظ تيسيرًا لا ضياعًا.

وذكر العلَّامة الشيخ أحمد معبد، أن السنة النبوية بدأت كتابتها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كلامُه للصحابة: "اكتبوا"، منبهًا في الوقت نفسه أن الكتابة وقتها لم تكن تغني عن الحفظ، فكانت الكتابة بجانب الحفظ، ثم كانت الكتابة متواصلةً في عهد التابعين وتابعيهم، موضِّحًا أن المرحلة التي تلت مرحلتي الحفظ والكتابة كانت التدوين، والتي تعني كتابة السنة النبوية منظمة على أبوابٍ وموضوعاتٍ تمثل العقيدة والشريعة الإسلامية، بما تشمله بما صدر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قولًا أو فعلًا أو تقريرًا.


 

مقالات مشابهة

  • آيات جبر الخواطر في القرآن.. عبادة عظيمة لا تغفل عنها
  • تحية واجبة للشرطة المصرية
  • هل نحن فى حاجة إلى اجتهاد فقهى جديد.؟!
  • خالد الجندي يوضح الفرق بين التسبيح والتقديس
  • خالد الجندي: السنة النبوية آتت بما لم يأت به القرآن الكريم في بعض الأحكام
  • لاستقبال شهر شعبان.. أحب الأعمال
  • تحية واجبة للشرطة المصرية
  • سبب تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس في القرآن الكريم
  • المقصود بـ"مكر الله" في القرآن الكريم
  • استشهاد الشهيد القائد السيد حسين: إرثٌ من التضحية والعزة