بعد تصريحات متحدث الوزراء بشأن الارتفاع غير المُبرر للأسعار.. "نواب واقتصاديون" يوضحون أسباب الزيادة وسُبل التصدي لها
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية اتخذت كافة الإجراءات لتوفير السلع في الأسواق وعدم العودة مرة أخرى إلى ارتفاعها، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار السلع غير مبرر من قِبل التجار.
أسباب ارتفاع أسعار السلع
من جانبهم أوضح أعضاء مجلس النواب، وخبراء الاقتصاد، ردًا على تصريحات المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن احتكار التجار للسلع الاستراتيجية سببًا رئيسيًا في أزمة ارتفاع الأسعار وهو ما استلزم تشديد الرقابة وإجراءات تعديلات تشريعية لمواجهة المحتكرين من خلال تعديلات "قانون حماية المستهلك"، بالإضافة إلى استيراد تكاليف الإنتاج بالأسعار القديمة للدولار قبل تحرير سعر الصرف من أسباب الزيادة الحالية لأسعار بعض السلع.
النائب عبدالفتاح يحي
وفي هذا الصدد، قال النائب عبدالفتاح يحي، عضو مجلس النواب، إن الدولة اتخذت إجراءات هامة لتوفير السلع الاستراتيجية في الأسواق، والتي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق غير الشهور القليلة الماضية، مؤكدًا أن الارتفاع الحالي للأسعار غير مُبرر والجميع يعلم أن الدولة استطاعت توفير منافذ للبيع بأسعار مخفضة للمواطنين، وخاصةً خلال شهر رمضان.
وأشار في تصريحات لـ "الفجر"، إلى أن الأسعار الحالية تتناسب إلى حد ما مع الظروف الاقتصادية على مستوى العالم وعلى المستوى الداخلي أيضًا جراء تبعات الحروب والأزمات وأثرها السلبي على الاقتصاد، لافتًا إلى وجود رقابة مشددة على التجار تصل للحبس في حال ثبوت الاحتكار للسلع الاستراتيجية الهامة التي تخص المواطنين.
سُبل التصدي لاحتكار التجار للسلع
ولفت عضو مجلس النواب، أن الدولة المصرية تصدت لارتفاع الأسعار واحتكار التجار للسلع الغذائية من خلال تشديد الرقابة من قِبل الحكومة وتعديل التشريعات المتعلقة بالقوانين وتغليظ عقوب الاحتكار ومنها قانون "حماية المستهلك"، الذي أقره مجلس النواب خلال الأيام الماضية، والذي ساهم في ردع التجار، لذا نجد توافر أغلب السلع في الأسواق قدر الإمكان.
وأكد عضو مجلس النواب، أن حجب السلع واحتكارها من قِبل التجار خلال الشهور الماضية من الأسباب الرئيسية في ارتفاع الأسعار، مضيفًا: لا توجد لدينا أزمة في السلع وإنما المشكلة الأساسية في استغلال الظروف من جانب من بعض التجار واحتكارهم للسلع وهو ما عملت عليه الحكومة والأجهزة الرقابية من خلال ضبهم وتطبيق القانون عليهم وهو ما ساهم في توافر السلع بأسعار تتناسب إلى حد ما مع دخل المواطن.
الخبير الاقتصادي وليد جاب الله
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، أن الأسعار والسوق المصري أصيب بالارتباك لفترة وصلت إلى ما يقرب من سنتين، مضيفًا: من الطبيعي أن العودة لمعدلات أبطء وخفض الأسعار يستغرق بعض الوقت يختلف من سلعة إلى أخرى.
وقال "جاب الله" في تصريحات لـ "الفجر"، إن تحرير سعر الصرف وانخفاض قيمة الدولار أدى إلى خفض الأسعار بالفعل بالنسبة لعدد من المنتجات والسلع، وقامت الدولة بتوفير السيولة الدولارية من أجل إخراج كميات كبيرة من السلع الموجودة في الموانئ المصرية، مما أدى إلى بدء تراجع الأسعار بصورة محدودة وانتشارها ببطء، وهو ما يحكمه طبيعة السوق المصري الذي يستجيب للزيادة أكثر من التراجع.
وتابع، مع استمرار أسعار الصرف عند معدلاتها الحالية سيكون هناك تراجع تدريجي خلال الفترة القادمة.
ارتفاع تكاليف الإنتاج
وأشار الخبير الاقتصادى، إلى أن من أسباب ارتفاع الأسعار على الرغم من توافر السلع يرجع إلى عدة أسباب من بينها ارتفاع تكاليف الانتاج، لافتًا إلى أن دورة الإنتاج ووصول السلعة إلى المستهلك ما زالت لم تكتمل في الكثير من السلع، وما زال استيراد عناصر الإنتاج بأسعار الدولار السابقة، وكذلك شراء التجار للسلع بالأسعار القديمة للدولار، بالإضافة إلى نسبة من الجشع لدى التجار.
وأردف قائلًا: استمرار استقرار سعر الصرف ومع وصول مستلزمات إنتاج بأسعار الصرف الجديدة ودخولها الأسواق المصرية بتكاليف أقل سيكون له دور في خفض الأسعار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أسعار السلع الاستراتيجية السلع الاستراتيجية المتحدث باسم مجلس الوزراء ارتفاع أسعار السلع المستشار محمد الحمصاني أسباب زيادة الأسعار جشع التجار
إقرأ أيضاً:
مصرفيون يوضحون أسباب تثبيت «المركزي» الفائدة للمرة السادسة والأخيرة في 2024
قرر البنك المركزي المصري، خلال اجتماعه الأخير هذا العام مساء اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024، الإبقاء على سعري العائد والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي دون تغيير عند 27.25% و28.25% و27.75%، بالترتيب، والإبقاء كذلك على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%.
وفى هذا السياق، قال ماجد فهمي، الخبير المصرفي ورئيس بنك التنمية الصناعية سابقاً، إن البنك المركزي المصري يواصل انتهاج سياسته النقدية الهادفة إلى السيطرة على مستويات التضخم، وبالتالي تدعيم الاستقرار الاقتصادي للبلاد، فى ظل نجاحها الفعلى في تخفيض التضخم وفقا لأحدث مؤشرات الاقتصاد الكلى.
وأضاف «فهمي»، في تصريحاته لـ«الوطن»، أن البنك المركزي المصري من خلال سياسته النقدية الحالية يحافظ على الودائع بالبنوك ويدعم الاستقرار النقدي، ويحقق سلامة النظام النقدي والمصرفي، وهو ما تحقق بفضل نجاح سياسته في السيطرة على معدلات التضخم منخفضة ومستقرة على المدى المتوسط.
وبدورها، قالت الدكتورة سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائب رئيس بنك مصر سابقاً، إن سعر الفائدة الحالي الذي أقره البنك المركزي المصري جاذب للمدخرات المحلية وللاستثمار الأجنبي غير المباشر، ما يوضح بشدة لماذا يواصل «المركزي» تثبيت للفائدة عند مستوياتها الحالية.
وأضافت «الدماطي»، في تصريحاتها لـ«الوطن»، أن سعر الفائدة الحالي مناسب لكبح جماح التضخم أيضاً، موضحة أنه منذ بداية العام رفع البنك المركزي الفائدة خلال اجتماعين مستهدفا السيطرة على مستويات التضخم ليصل إجمالي الزيادة على مدار العام 8% وكانت هذه هي الخطوة الأولى، وتبع خطوة زيادة الفائدة توجيه للبنوك الحكومية، الأذرع الرسمية للبنك المركزي، بإصدار شهادات العائد المرتفع الذي وصل إلى 30% والغرض من هذه الشهادات حث المواطنين على الادخار بدلا من الاستهلاك الذي يقود لزيادة الطلب ومن ثم زيادة الأسعار، وبالفعل نجحت هذه الأوعية الادخارية المصرفية في امتصاص قدر كبير من السيولة وتوجيهها للقنوات المصرفية.
واستطردت: «رغم تراجع التضخم في مصر وفقا للبيانات الرسمية لشهر نوفمبر 2024، إلا أنه لا يزال أمام البنك المركزي المصري شوط يقطعه للوصول إلى المستهدف من التضخم، وبالتالي فسعر الفائدة الحالي هو الأنسب ونتوقع أن يبدأ دورة من التيسير الكمي في 2025، خاصة وسط توجه عالمي لخفض سعر الفائدة».