منذ الحرب في اليمن اعتمدت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على سياسة تفجير المنازل والمباني السكنية، والمدارس، والمستشفيات، والمساجد، ودور القرآن، كمنهجية حوثية لإرعاب المجتمعات، وترهيبها.

 

◄ تقارير حقوقية حديثة تسلط الضوء على جرائم الحوثي


ووفق تقارير حقوقية حديثة فإن مليشيات الحوثي فجرت 713 منزلا في جميع المحافظات اليمنية، تصدرت محافظة البيضاء مقدمة المحافظات بعدد 118 منزلا تلتها تعز بعدد 110 منازل، ثم الجوف بعدد 76 منزلا، وصعدة بـ73 منزلا، وإب بـ62 منزلا، وصنعاء بـ57 منزلا، ومأرب بـ53 منزلا.

كاتب سياسي يكشف لـ "الفجر".. كيف تعاني المرأة اليمنية من صدمات إرهاب الحوثي؟ خبير عسكري بجنوب اليمن لـ "الفجر": نعاني من أسوأ الأزمات.. والحوثي يتمادى في جرائمه

كما فجرت في محافظة ذمار 37 منزلا، وحجة 31 منزلا، والضالع 23 منزلا، ولحج 22 منزلا، وعمران 21 منزلا، والحديدة 14 منزلا، وشبوة 10 منازل، وأبين 5 منازل، وعدن منزل واحد.

 

وكشف مراقبون بأن جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية في تفجير المنازل لها آثار كارثية على المجتمع وأمنه وسلامته واستقراره بشكل عام، فهي ذات أثر نفسي على المجتمع، من خلال الرعب الذي يشاهده، ويعايشه الأهالي.

 

وأكد مراقبون بأن مليشيات الحوثي لا تزال مستمرة في اعتقال عشرات اليمنيين واختطافهم، وقتلهم، دون أي أسباب.

 

وأثارت مجزرة مليشيات الحوثي الإرهابية في مدينة رداع التاريخية في محافظة البيضاء والتي خلفت 45 قتيلا وجريحا ردود فعل دولية واسعة وصفتها بـ "الهجوم الوحشي".

 

ردود فعل على جرائم الحوثي بمدينة رداع بمحافظة البيضاء

 

◄ الولايات المتحدة الأمريكية


وأدانت الولايات المتحدة الأمريكية بأشد العبارات هجوم مليشيات الحوثي ضد المدنيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، مشيرة إلى استخدام المليشيات الإرهابية المتفجرات لتدمير العديد من المنازل.

 

ووصف بيان للسفارة الأمريكية في اليمن تفجير الحوثيين للمنازل أنه "هجوم وحشي"، والذي أسفر عن سقوط عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.

 

وقال البيان إن هذا العمل الوحشي يذكرنا بالمعاناة وعدم الاستقرار المستمرين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

وإذ أشار البيان إلى أن الشعب اليمني يستحق العيش في بيئة آمنة، خالية من العنف والقمع، أكد أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بدعم السلام في اليمن.

 

◄ بريطانيا

 

من جهتها، وصفت السفارة البريطانية لدى اليمن في بيان "الصور المروعة للمنزل الذي فجره الحوثيون في رداع" بأنها تشير إلى تصرفات الحوثيين المتهورة.

 

وقالت:‏ نحن ندين هذه التصرفات بأشد العبارات، المزيد من الخسائر المأساوية في الأرواح بسبب تصرفات الحوثيين المتهورة.

 

◄ فرنسا


في السياق، أدانت فرنسا بأشد العبارات تفجير المنازل في رداع بمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال.

 

وأعربت فرنسا في بيان لسفارتها في اليمن عن شعورها بـ "الفزع إزاء هذه الجريمة التي ارتكبتها جماعة الحوثيين ضد السكان" مؤكدة أنها "تشكل انتهاكًا جديدًا لحقوق الإنسان".

 

ودعا البيان إلى "تسليط الضوء على هذه المأساة وتطبيق العدالة"، معربا عن التعاطف العميق مع الضحايا وأسرهم وأقاربهم.

◄الاتحاد الأوروبي

في الصدد، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن عن صدمتها الشديدة من التقارير التي نشرت حول تفجير منازل في رداع، بمحافظة البيضاء، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الأبرياء، بمن فيهم نساء وأطفال.

 

وأكدت أن "الجريمة المروعة تشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان"، داعية للتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.

 

◄الحكومة اليمنية


وأعربت الحكومة اليمنية، عن إدانتها بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بتفجير منازل مواطنين في مدينة رداع، وهدمها البيوت على رؤوس ساكنيها.

 

وقالت الحكومة في بيان إن هذه المجزرة والجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي في هذا الشهر الفضيل هي تجلٍ كاشف لطبيعة هذه الجماعة الإرهابية المجرمة وسلوكها البشع وامتدادا لعدوانها الذي تمارسه ضد الشعب اليمني منذ تمردها على الدولة.

 

وأضاف البيان أن الحكومة اليمنية وهي تدعو المجتمع العربي والإسلامي والدولي وكافة المنظمات الإنسانية إلى إدانة هذه الجريمة المروعة، تؤكد أن جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي لن تسقط بالتقادم وتجدد التزامها باستعادة مؤسسات الدولة وإسقاط الانقلاب وفرض الأمن والاستقرار.

 السلطة المحلية بمحافظة البيضاء

من جهتها، اعتبرت السلطة المحلية بمحافظة البيضاء، هذه الجريمة وما سبقها من استهداف للمدنيين "جرائم حرب"، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الجريمة.

أكاديمي يمني يكشف لـ "الفجر" النتائج السلبية من القرصنة الحوثية على الملاحة الدولية العميد ثابت حسين صالح لـ "الفجر": الحوثيون أثبتوا أنهم منظمة إرهابية.. والقرار الأمريكي الأخير "جيد"

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اليمن الحوثيين جرائم الحوثي صنعاء ميليشيات الحوثي الإرهابية بمحافظة البیضاء ملیشیات الحوثی تفجیر المنازل بأشد العبارات هذه الجریمة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

عيد الفطر في اليمن.. فرحة سرقتها السجون والقبور

كان الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني ينظر ببصيرة إلى الواقع المأساوي في بلده على امتداد أجيال ماضية وقادمة، وكتب قصيدة شعرية تعدّ من بين الأكثر صدقاً، صوّرت العيد وأحواله، وأورد في مطلعها: "يقولون جئت فماذا جرى؟ وماذا تجلى وماذا اعترى؟ تراك الأغاني جديد الشروق، فأي جديدٍ مفيدٍ ترى؟ تزيد البيوت، السجون، القبور/ فهل زاد شبراً أديمُ الثرى؟".

 

باتت غالبية الأسر اليمنية تعاني من وضع معيشي متدهور سرق منها جزءاً كبيراً من بهجة عيد الفطر، لكن المأساة تكمن في الأسر التي فقدت أحباءها في الحرب، والأكثر مأساوية هي لتلك التي تفتقد أبناءها الأسرى في السجون، بانتظار الإفراج عنهم ولمّ الشمل مع أسرهم، ما ينهي سنواتهم المريرة في السجون. وهذا الواقع المر تسبب في اندثار العديد من طقوس العيد وعاداته الاجتماعية التي تميّز العيد في اليمن، باعتباره مناسبةً للمّ شمل الأسر، واللقاء بعد فترات الغياب.

 

يقول وسام مبارك (16 سنة) لـ"العربي الجديد": "أفقدتني الحرب مع أفراد أسرتي معنى العيد، بعد استشهاد أبي، وهذا الوضع تعيشه مئات آلاف الأسر. حين كنت في السادسة من العمر وصلت الحرب إلى قريتي بريف تعز، وأذكر أنني ارتديت في يوم العيد ملابسي الجديدة، لكنني لم أستطع الخروج من البيت بسبب القصف الذي كانت تشنه مليشيا الحوثي على قريتنا، واليوم أصبحت شاباً ولا تزال الحرب تحصد رؤوس اليمنيين وتزرع الحزن الأبدي داخل مزيد من الأسر، وتضاعف عدد الأطفال الأيتام والنساء الثكالى".

 

وتقول سارة العباسي لـ"العربي الجديد": "زوجي عسكري في الجيش الوطني بمأرب، ولا نعرف عنه أي شيء منذ نحو خمس سنوات، ويُقال إنه أسير لدى الحوثيين. وبالتأكيد لا نعرف أي عيد في غيابه، فعيدنا الحقيقي يكون حين يعود إلى البيت".

 

وحوّلت الأوضاع الاقتصادية المتردية التي أفرزتها الحرب اليمنية المندلعة في اليمن منذ عشر سنوات العيد من موعد للفرحة إلى همّ إضافي يُضاف إلى الهموم المتزايدة لليمنيين، خصوصاً أن غالبية الأسر باتت عاجزة عن توفير أبسط التزامات العيد.

 

ويقول غسان القاضي (42 سنة)، وهو موظف، لـ"العربي الجديد": "جعلت الأوضاع المعيشية المواطن يخاف من قدوم العيد نتيجة الالتزامات المالية المصاحبة لإحياء طقوسه، إذ يستلزم توفير كسوة صارت مكلفة جداً وغالية الثمن، خصوصاً في ظل قلّة الدخل المالي، وأيضاً مبلغ مالي باسم المعاودة أو العسب من أجل تقسيمه على الأقارب والأرحام، خصوصاً النساء والأطفال، خلال زيارات العيد والسلام عليهم. إلى ذلك كان العيد يمثل فرصة لعودة الأسر من المدن إلى القرى، وهذا أمر أصبح صعباً جداً نتيجة تضاعف تكاليف السفر".

 

يتابع: "أصبح اليمني اليوم عديم الحيلة أمام التزامات العيد الكثيرة والمكلفة، لذا يحاول الحفاظ بقدر الإمكان على ما تبقى من طقوس اجتماعية، ويكتفي مثلاً أشخاص بزيارة الأرحام من دون تقديم المعاودة أو العسب، وآخرون بكسوة الأطفال الصغار فقط من دون الكبار الذين تزيد أعمارهم عن 15 سنة، وباتت أسر كثيرة تقيم في المدن والتي كانت تسافر سنوياً في الأعياد إلى القرى تكتفي بتنفيذ زيارة كل خمس سنوات، وبعضها لم تزر القرى منذ بداية الحرب تحت ضغط انعدام القدرات المالية".

 

ويجعل الواقع الجديد للعيد يمنيين يحنّون إلى أجوائه في الماضي حين كان البلد ينعم بالأمن والسلام، وكان للعيد معناه باعتباره مناسبة اجتماعية ودينية تحمل الفرحة إلى قلوب الكبار والصغار على حد سواء.

 

ويقول تيمور العزاني، وهو شاعر أيضاً، لـ"العربي الجديد": "لم تعد هناك استعدادات محددة للعيد عبر صُنع الحلويات أو وضع الزينة في البيت. نكتفي بتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء افتراضياً عبر تطبيق واتساب. كانت الأعياد مصدر فرح وسعادة لنا، وفرصة مهمة للقاء الأصدقاء الأقرباء الغائبين، لكنه يطل علينا هذا العام أيضاً في ظل دولة مخطوفة وبهجة مسلوبة لم نعد نراها، كما لا نرى حولنا شيئاً يدل على العيد سوى التوقيت الزمني".

 

وتقول سعيدة مهيوب (58 سنة)، وهي ربّة بيت، لـ"العربي الجديد": "زالت الأعياد لأن الوضع المعيشي جعل المواطنين مهمومين بتوفير لقمة العيش، حتى إننا عجزنا عن كسوة الأطفال. قبل الحرب كانت الأعياد فرحة للصغار والكبار، وكانت الحال ميسورة، وكنا نشتري كسوة العيد للصغار والكبار من نهاية شهر شعبان، وكانت النساء يشترين الملابس التقليدية والتراثية، ويجهّزن الحناء والعطور والبخور، وأيضاً جعالة العيد من زبيب ولوز وفستق وشوكولاتة، وتجهيز المعاودة للأطفال، وتبادل الزيارات مع الأهل، لكن لم يبقَ من العيد الآن إلا الاسم فقط، وكما يقول المثل الشعبي: العيد عيد العافية، والحمد لله على كل حال".

 

كذلك يتحدث عبده الجرادي، وهو سائق حافلة، لـ"العربي الجديد"، ويقول: "لم يعد يرمز العيد منذ سنوات إلى أي مظهر من مظاهر البهجة، وبقيت رمزيته الدينية فقط لا أكثر. شخصياً امتنعت عن شراء أي ملابس جديدة أو زينة العيد، في حين حاولت في هذه الأوضاع القاسية أن أوفر لأطفالي القليل من الملابس والتظاهر بالفرح كي لا يشعروا بثقل الحرب على كاهلنا، وكي نمنحهم لحظات للاحتفال بعيداً عن قسوة الواقع حولنا. لقد فقدنا العيد كرمز ومناسبة للاحتفال والفرح وتبادل الزيارات، ولم يبقَ إلا الاسم فقط".

 

وتقول زينب مكي، وهي طالبة جامعية، لـ"العربي الجديد": "نستعد للعيد كالعادة عبر تجهيز الملابس والعيديات والكعك، ونستغل طقوسه للفرحة رغم ظروف الحرب. كان العيد صعباً في السنوات الأخيرة بسبب ظروف الحرب لكننا نحاول أن نتعايش مع الواقع، ونتمسك بشعور الفرح رغم كل شي، ونأمل أن يحمل عيد الفطر هذا العام الفرح، ويشكل بداية جديدة لأننا صرنا نفتقد الشعور بالطمأنينة التامة، وأيضاً اجتماعات ولمات الأسر التي كانت تحصل في الأعياد السابقة".

 

ويقول الفنان خاطر عبد الله لـ"العربي الجديد": "لم يعد العيد كما في السابق في ظل الحرب. نفتقد في ظل الوضع الاقتصادي الصعب هذا العام الكثير من الطقوس، أبرزها العودة للقرية مع الأسرة، وشراء الهدايا للأهل خصوصاً الزبيب واللوز والعطور، والمشاركة في أداء صلاة العيد في مصلى العيد الذي يجتمع فيه أبناء القرى، ومن مختلف الأعمار بملابسهم الجديدة لأداء الصلاة في جو روحاني واجتماعي".

 

يضيف: "كان العيد في السابق بسبب عودة جميع الأسر من المدن إلى القرى يعد فرصة مناسبة لإقامة أعراس الزواج، لأن العيد فرصة للقاءات الاجتماعية، وكانت القرية الواحدة تشهد بين 5 و10 أعراس".

 

وتقول الطفلة ريتاج محبوب (12 عاماً) لـ"العربي الجديد": "أكتفي في العيد باللعب مع أخوتي وأقاربي فقط. لم نعد نستطيع الذهاب للعب في الحدائق وزيارة المتنزهات بسبب الغلاء والحرب، وأحلى ما في العيد هي أن أخوالي وأعمامي يزوروننا في البيت، ويقدمون لي مبلغاً من المال يمنحني الفرح".

 


مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي على اليمن وإفشاله
  • عيد الفطر في اليمن.. فرحة سرقتها السجون والقبور
  • الجيش: تفجير ذخائر في حومين التحتا - النبطية
  • عُمان وسياسة الحكمة والاعتدال.. اليمن نموذجًا
  • حملة مشبوهة ضد المقاومة بغزة.. من يقودها ومن المستفيد؟
  • اليمن.. 38 غارة أمريكية على مواقع حوثية في صنعاء وصعدة والجوف
  • اليمن: قتلى وجرحى في غارات أمريكية مكثفة على مواقع حوثية
  • الحوثي: أمريكا فاشلة ولن تؤثر على عمليات اليمن العسكرية في البحر أو بالقصف الصاروخي للكيان الإسرائيلي
  • واشنطن تكشف عن تنفيذ أكثر من 100 غارة في اليمن استهدفت قيادات حوثية ومراكز قيادة وورش تصنيع .. عاجل
  • اليمن .. الحوثي تعلن إصابة 7 مدنيين بقصف أمريكي على صنعاء