حرائق وتفخيخ وتفجيرات.. لماذا يمعن الاحتلال في ضرب مجمع الشفاء ومحيطه؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
بالتفجير والتفخيخ والحرق والاعتقال والترويع، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الاثنين الماضي ضرب مجمع الشفاء الطبي بكل ما أوتي من أدوات يتطاول بها على القانون الدولي والضمير الإنساني.
وللمرة الثانية منذ إطلاقهم العنان لآلة الحرب على غزة وساكنيها، استمر جنود الاحتلال في استباحة عرض أبسط مفاهيم احترام الكرامة البشرية، متخذين من المجمع الطبي الأكبر في القطاع مسرحا لجرائمهم الجديدة.
ووجد آلاف الفارين من جحيم الحرب داخل أسواره وخارجها، ومئات المرضى بأجنحته المختلفة، أنفسهم مجددا تحت طائلة الرعب والهلع، مع تصاعد عمليات التقتيل العشوائي وتوسع الاعتقالات بين النازحين.
وحتى المنازل المأهولة المحيطة بالمجمع -الواقع غرب مدينة غزة- لم تسلم من البطش والانتهاكات، فقد ذكر شهود عيان أن جنود الاحتلال أحرقوا عديدا منها في المنطقة الغربية من المجمع.
وفي شهادات وثقها مراسل الجزيرة نت، منع الاحتلال سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول للمنطقة، كما هدد باستهداف كل ما يتحرك في محيط المستشفى، وسط مناشدات يائسة من السكان لإجلائهم.
اشتباكات وقنابل دخانية بمحيط مجمع الشفاء الطبي ومنطقة الاتصالات وتل الهوى غرب #غزة pic.twitter.com/upFOjIYBjN
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) March 21, 2024
تفخيخ وتفجيروبمزيد من عدم الاكتراث واللامبالاة قابل الاحتلال دعوات المنظمات الإنسانية والإغاثية لوقف الاعتداءات، ولم يكتف بمواصلة إضرام النيران، بل استمر في حملة الترويع بتفخيخ بقية المنازل بالمتفجرات.
كما لم تتوقف فوهات المدفعية منذ فجر اليوم الاثنين عن قصف محيط المجمع، بعد نسف أحد أكبر مبانيه، دون أن تتوفر معلومات عما إذا تم إخلاء المبنى الذي كان يؤوي نازحين قبل نسفه، حسب مراسل الجزيرة.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أقر الجيش الإسرائيلي بقتل 90 فلسطينيا والتحقيق مع 300 في مستشفى الشفاء، كما اعترف باعتقال 160 آخرين ونقلهم إلى إسرائيل للتحقيق.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ اقتحمته يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد حصاره لأسبوع ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، وجرى خلال الاقتحام تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
وتعليقا على هذه العملية العسكرية التي وصفتها إسرائيل بالشاملة ضد من تصفهم بفلول مقاتلي المقاومة المتحصنين في المجمع الطبي، قال أستاذ الشؤون الدولية في جامعة قطر أحمد جميل عزم إن "ما يجري نوع التطهير العرقي".
تطهير عرقيوفي حديثه للجزيرة نت، قال عزم إن ما يسهم في هذا التطهير العرقي هو استهداف المستشفيات والعاملين بمنظمات الإغاثة والصحفيين وغيرهم من الكيانات التي تتمتع بحصانة دولية وقانونية.
وبشأن تبرير الاحتلال حملته على المجمع بوجود شبكة أنفاق وبنى تحتية تستخدمها المقاومة، ذكّر المتحدث باعتراف رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك بأن جزءا من الحفريات والتحصينات والإنشاءات الموجودة تحت مستشفى الشفاء بنتها إسرائيل.
وأضاف الأستاذ الجامعي أن الادعاءات الإسرائيلية كذب مطلق، وما يحدث في مجمع الشفاء هو تماما ما يحدث في موضوع منع وصول المساعدات والتحجج بأنها تذهب لرجال المقاومة وليس لمستحقيها.
وحيات ربنا خايف وحيات ربنا !
فيش الي نفس !
بدي اروح !
،
من مجمع الشفاء قبل قليل ، لو ما حركك هيك فيديو تأكد أنك مش أنسان !
اقسم بالله فجع قلبي هالطفل ???????????? ! pic.twitter.com/5skL07ReKT
— Nooh Ayasreh ???? (@Naseem_nooh) March 18, 2024
وعن موقف القانون الدولي من استهداف المنشآت الصحية، قال إن القانون الدولي يعطي حصانة للمستشفيات والمسعفين والصحفيين، خاصة من هم بأماكن واضحة أو يلبسون ملابس الإسعاف أو الصحافة.
وتحظى المستشفيات بحماية خاصة في اتفاقية جنيف الرابعة، إذ لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية التي تقدم الرعاية للجرحى والمرضى والعجائز والنساء، حيث يوجب القانون احترام هذه المستشفيات وحمايتها.
وتشكل الهجمات المتعمدة على المستشفيات والأماكن التي يتجمع فيها المرضى والجرحى بموجب نظام روما الأساسي مخالفة جسيمة لقوانين وأعراف الحرب. وبمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يشكل تعمد توجيه هجمات ضد المستشفيات وأماكن تجمع الأفراد والجرحى جريمة حرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مجمع الشفاء
إقرأ أيضاً:
مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!
اشتهرت شخصية رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بالمراوغة الشديدة والتحايل الكبير والكذب الذي يمارسه كما يتنفس! والرجوع كذلك عن الوعود المبذولة كأنك أمام طفل مدلل قد أعيا أسرته إزاء محاولات تقويمه فباءوا بالفشل وعدم النجاح.
ولربما ساعدت الأجواء المحيطة بنتنياهو الذي لا يجد من يأخذ على يديه ليرتدع عن التدليل المموج في ظل الدعم اللامحدود من الحلفاء التقليديين في الغرب، والتواطؤ لزاعق من الجوار الرسمي العربي الرافض للمقاومة والممانعة التي تغضب السيد الراعي المقيم بالبيت الأبيض! فحمله ذلك على عدم احترام أي اتفاق، وعلى اختلاق الأكاذيب والزعم بأن المقاومة الفلسطينية قد نقضت ما تم الاتفاق عليه لمجرد الرفض الفلسطيني لعدم احترامه لما تم التوقيع عليه، وبناء عليه قام نتنياهو بتوقيع العقوبات على القطاع ومنع كل الاستحقاقات التي قامت برعايتها أمريكا..
وها هو يمارس هوايته في فرض رؤيته الأحادية من أجل تحقيق مصالحه السياسية حتى رغم أنف المعارضة بل والشارع الإسرائيلي، وهو يعمد إلى توجيه دفة الأحداث يمنة ويسرا لا يبالي بمعارضة من أحد ولا يأبه لردود الفعل حين يحرك طيران دولته ليعتدي على الدولة العضو في الجامعة العربية، سوريا، واثقا مطمئنا لحالة الموات العربية والأممية وأن الأمر لا يعدو أكثر من بيان هنا أو هناك يستنكر الاعتداء على دمشق وطرطوس والقنيطرة في الجنوب السوري، والكل يعرف أن الكلمات التي صيغ منها البيان لا تساوي الحبر الذي كُتب به!..
لكننا بحاجة لقراءةٍ متأنيةٍ لمساعي "بنيامين نتنياهو" ومآربه المتعددة في فتح الجبهة السورية من أجل كشف الأوراق التي يحاول "بيبي" اللعب بها، وهذا ما سنتعرض له فيما يلي:
1- الهروب من استحقاقات المفاوضات بالفتح المفتعل للجبهة السورية!! وهي إحدى إبداعات شخصية الرجل الذي يجيد صناعة الحدث الخادم لمصالحه ومصالح أطماع دولته، ودائما ما يجعل من بلاده فاعلا لا مفعولا به كما هو الحال في الجوار العربي المهموم بحلقات رامز الرمضانية! وبسوق انتقالات لاعبي الكرة ذات الأرقام الفلكية التي تنافس كبرى الدوريات الأوروبية، والمهموم كذلك بإقامة الحفلات الغنائية للشواذ والملحدين ممن تحملهم الطائرات الخاصة وتستقبلهم بلادنا في صالات كبار الزوار! وهذه إحدى أهم أوراق اللعب التي يجيدها "بيبي" في رمي قنبلة الدخان التي تحجب الرؤية عن حلفائه قبل أعدائه!
2- لا شك أن سقوط حكم عائلة الأسد المترعة بالخيانة حتى الثمالة من الأب إلى الابن، قد أزعج دولة الاحتلال أيما إزعاج بعد ما قدمته العائلة المشئومة من خدمات جليلة لدولة الاحتلال، حولت الجيش العربي السوري إلى أكبر حام لأمن إسرائيل في جبهة الجولان. وقد اقتضت معالجة مخاوف الاحتلال لخسارته الحليف الاستراتيجي الذي على مدار 54 سنة لم يطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل؛ ضرورة التنغيص على التجربة السورية التي كُللت بالنجاح وحملت إلى سدة الحكم إسلاميي سوريا الجهاديين! فقام جيش الاحتلال بقصف بعض كتائب الدفاع الجوي بطرطوس بالإضافة لمحاولاته إشعال نار الفتنة الطائفية بادعائه الاستجابة لنداء دروز الأرض المحتلة بضرورة التدخل لحماية الأقلية الدرزية المتمركزة في الجنوب السوري! وفي بعض المناطق مثل "جرمانا"..
3- إشغال الداخل الإسرائيلي عن ملاحقة "نتنياهو" سياسيا وقضائيا، ومحاولة فرض النغمة الممجوجة التي تغنت بها قديما وما زالت بعض الأنظمة العربية السلطوية بالقول: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! وفي ظل المعركة كانت تستبيح كل شيء، وأخطرها كرامة الشعوب وحرياتهم وثرواتهم بل وحياتهم! وهذا ما يفعله نتنياهو بإشغال دولته وجيشه ومعارضته وشعبه بالملف السوري لكن دون المساس بكرامتهم وحياتهم، فالاستنساخ ليس كاملا لتجربة الاستبداد العربية، وغير معقول أن تسمح دولة ديمقراطية مثل إسرائيل باستنساخ تجارب الأنظمة السلطوية فذلك لا يحدث إلا في بلادنا حصرا وقسرا!
4- تغذية الحالة النفسية المَرضية لشركاء نتنياهو في الحكومة الإسرائيلية ممن لا تهدأ عريكتهم ولا تصفوا سريرتهم إلا بإشعال الحروب من أجل تسريع وتيرة الخراب؛ لخدمة أهداف جماعة جبل صهيون الداعية إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة معبد داود وتخريب العمران في المحيط العربي خاصة دول الطوق، ولذلك لا عجب بأن تجد الاحتلال يسارع إلى فتح المزيد من الجبهات في ظل تركيبة الحكومة الحالية ذات الأغلبية الدينية المهووسة ببعض الخلفيات التلمودية، وإن كان من الضروري أن نذكر أن ذلك لا يحدث من قبيل الشجاعة لديهم أو الحرص على الشهادة كما هو الحال في عقيدتنا كمسلمين بحسبها إحدى الحسنيين، فهم لا يسارعون إلى المواجهات وفتح الجبهات إلا مع ضمانة التفوق العسكري الكاسح لديهم وإلا فلن يحركوا جيوشهم قيد أنملة!