المرصد الأورومتوسطي: الوضع في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة كارثي للغاية
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن الوضع بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة كارثي للغاية بعد أن حوله الاحتلال الإسرائيلي إلى “مقتلة علنية”، وسط عمليات إعدام ميداني وفرض أحكام بالموت البطيء على المرضى والجرحى بداخله، عبر منع أي رعاية طبية وأدوية عنهم أو بتجويعهم وتعطيشهم.
وأوضح المرصد في بيان له اليوم أنه تلقى إفادات مروعة عن موت بطيء يواجهه عشرات المرضى والجرحى الفلسطينيين في مجمع الشفاء الطبي الذي يتعرض لعدوان لليوم الرابع، حيث أظهرت الإفادات احتجاز قوات الاحتلال جميع الأطباء والممرضين داخل المجمع ومنعهم من ممارسة عملهم، في وقت تُرك فيه المرضى والجرحى دون أي رعاية صحية أو أدوية، ما أدى لاستشهاد ثلاثة منهم على الأقل خلال الساعات الأخيرة.
وأكد المرصد أن الجرائم الإسرائيلية المستمرة منذ أربعة أيام داخل المجمع أدت لاستشهاد نحو 200 فلسطيني، لافتاً إلى أن العديد منهم تعرضوا لعمليات قتل عن عمد ولإعدامات بعد اعتقالهم، وذلك على بوابة للفحص الإلكتروني أقامتها قوات الاحتلال وخلف مشرحة المجمع “ثلاجات الموتى”.
كما تلقى المرصد إفادات أخرى بإخلاء قوات الاحتلال عشرات المرضى من بعض المباني في مجمع الشفاء، فيما تُرك 22 مريضاً من الحالات الصعبة وكبار السن لخطر الموت وسط مخاوف من إمكانية قصف المجمع بأكمله إثر تفجير مبنى الجراحات التخصصي فيه والذي كان مكوناً من عدة طوابق وتم نسفه بالكامل، إضافة لإحراق مبان ومنازل محيطة بالمجمع.
وقالت سيدة مرافقة لمريض من داخل المجمع لفريق الأورومتوسطي: إن “الوضع يرثى له وكارثي في ظل إغلاق قوات الاحتلال الصيدلية التابعة للمجمع وحرمان المرضى والجرحى من أي أدوية، وهو ما تسبب بتعفن جروح بعضهم، في وقت لا تتوفر فيه كهرباء أو طعام وماء”.
ووثق المرصد مقطعاً مسرباً يظهر تكدس عشرات النساء والأطفال وهم محاصرون في طابق سفلي داخل مجمع الشفاء الطبي في مصير مجهول بعد أن تم اعتقال الرجال، فيما تتردد تهديدات تطلقها قوات الاحتلال بمكبرات الصوت بضرورة الاستجابة لتعليماته وإلا سيتم قصف المباني.
وكان المرصد وثق شهادات لمحتجزين سابقين تفيد بتنفيذ قوات الاحتلال جرائم قتل وإعدامات بحق مدنيين فلسطينيين نازحين داخل المجمع، لافتاً إلى توثيقه شهادة من أحد الناجين والذي أكد أن جنود الاحتلال احتجزوه بعد تعريته لساعات طويلة شاهد خلالها كيف كانوا يقتادون محتجزين خلف منطقة “ثلاجات الموتى” في المجمع قبل أن تُسمع أصوات أعيرة نارية ويعود الجنود دون المحتجزين.
وفي هذا الإطار، أشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال ما تزال تحتجز تعسفاً مئات الفلسطينيين بمن فيهم مرضى عاجزون عن الحركة وطواقم طبية دون طعام أو شراب أو كهرباء مع أجواء ترهيب وإطلاق نار مستمر وكثيف، كما اعتقلت نحو 400 شخص من النازحين والطواقم الطبية والصحافيين، وأجبرتهم على التعري الكامل وعرضتهم للتعذيب قبل أن تنقل أكثر من نصفهم تحت التهديد في شاحنات وآليات عسكرية إلى مراكز اعتقال.
وطالب المرصد بوقف العدوان فوراً وبتشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها القوات الإسرائيلية في سياق جريمتها الأشمل وهي جريمة الإبادة الجماعية، بما فيها عمليات القتل العمد والإعدامات ضد المدنيين، مؤكداً أن المرضى والعاملين الصحيين والنازحين بداخله محميون بموجب القانون الدولي الإنساني.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبی المرضى والجرحى قوات الاحتلال داخل المجمع
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان العالمي يبدأ برنامجه العلمي (شهر اللغة العربية) في إسبانيا
البلاد – جدة
يستكمل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أعمال مشروع (شهر اللغة العربية) في مملكة إسبانيا، الذي انطلق بتاريخ 03 شوال 1446ه، الموافق 01 أبريل 2025م، بافتتاح البرنامج العلمي الذي يهدف إلى دعم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي مع المؤسسات الأكاديمية والثقافية في العالم؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية ٢٠٣٠، وبرنامج تنمية القدرات البشرية.
وقد استُهِل حفل افتتاح البرنامج الذي شرفته صاحبة السمو الأميرة/ هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا بكلمة من سعادة الأمين العام للمجمع، الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن صالح الوشمي أشار فيها إلى أن المجمع يتشرف بما يجده في عموم برامجه وأعماله من الدعم الدائم من لدن سمو وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع، صاحب السمو الأمير/ بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود -حفظه الله- مثمنًا دعم سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة إسبانيا، وتأييدها لأعمال المجمع ونشاطاته.
وأوضح الأمين العام للمجمع أن البرنامج يُجسّد رسالة المجمع في دعم تعليم اللغة العربية عالميًّا، وتعزيز مكانتها في البيئات التعليمية والثقافية الدولية؛ بتقديم برامج نوعية مصمَّمة وفق احتياجات المعلمين والمتعلمين، وتُسهم في بناء علاقات معرفية راسخة بين المجمع والمؤسسات الأكاديمية والثقافية في العالم.
وأضاف أن اختيار مملكة إسبانيا يأتي نظرًا إلى حضور اللغة العربية فيها على المستويين التاريخي والتعليمي، ولتوفر بنيةً تعليميةً وثقافيةً يمكن البناء عليها في تعزيز المحتوى العربي، ونقل الخبرات في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها على نحو يخدم استدامة البرامج التعليمية التي يقدّمها المجمع.
بعد ذلك ألقت سمو سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا كلمةً أشادت فيها بالعلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا، وبالدور الذي يؤديه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في تعزيز هذه العلاقات، عبر برامج خدمة اللغة العربية والتواصل بين الثقافات، وما يقدمه من أنشطة ومشروعات متنوعة في العالم عمومًا وفي مملكة إسبانيا على وجه الخصوص، وأكدت على استمرار دعم السفارة للأنشطة العلمية والثقافية التي يقيمها المجمع وعموم المؤسسات السعودية.
وتشمل أعمال (شهر اللغة العربية) جملةً من الأنشطة الثقافية والتعليمية في عدة مدن إسبانية، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والثقافية، وتستهدف متعلمي اللغة العربية، والمختصين بتعليمها للناطقين بغيرها، وتتضمن تقديم لقاءات علمية مفتوحة مع الأكاديميين والمهتمين.
ويتضمن البرنامج العلمي العديد من المحطات الرئيسة، أبرزها: حفل الافتتاح الرسمي في مقر (البيت العربي) في مدريد، وتكريم الفائزين في مسابقات الخط العربي، والسرد القصصي، والإلقاء، وإقامة ندوة علمية متخصصة، وجلسة نقاش عن تعليم اللغة العربية في إسبانيا، إضافةً إلى لقاءات مع طلاب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس في جامعات: (خوان كارلوس)، و(مدريد المستقلة)، و(كمبلوتنسي).
وفي مدينة (غرناطة) يُنظّم المجمع فعاليات موسعة بالتعاون مع (جامعة غرناطة)، تتضمن لقاءات مع مسؤولي الجامعة، وتقديم دورات تدريبية للمعلمين والمتعلمين، وجلسات نقاش وحوار مع الطلاب، وحلقات تعريفية حول مشروعات المجمع، إضافةً إلى زيارة قصر الحمراء، وتكريم الفائزين في مسابقات الشهر.
ويُختتم البرنامج بمحطة ثالثة في مدينة (قرطبة)، تشمل محاضرةً تعريفيةً عن المجمع، وحلقة نقاش علمي مع المعلمين والمهتمين، ولقاءً مفتوحًا مع طلاب (البيت العربي).
يُذكَر هنا أن مشروع (شهور اللغة العربية) برنامجٌ ينفذه المجمع دوريًّا، وانعقدت دوراته السابقة في عدة دول، منها: جمهورية فرنسا، وجمهورية البرازيل، وجمهورية الصين الشعبية، وجمهورية الهند، وجمهورية أوزبكستان، وجمهورية إندونيسيا، ومملكة تايلند، ومملكة ماليزيا. ويأتي تنفيذه في مملكة إسبانيا امتدادًا لهذا الحضور الدولي، وتأكيدًا لالتزام المجمع بتمكين اللغة العربية، وتوسيع مجالات استخدامها وتدريسها في العالم؛ بتنفيذ مبادرات علمية وثقافية مستدامة.