الأسبوع:
2025-04-16@12:25:56 GMT

مصر بين «فون دير لاين» و«أشتون»

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

مصر بين «فون دير لاين» و«أشتون»

قبل بعد ثورة 30 يونيو 2013، كانت «كاثرين أشتون» الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي، لشئون السياسة الخارجية والأمن، النائبة الأولى لرئيس المفوضية الأوروبية، تأتي مصر لمؤازرة قوى وجماعات وظيفية، والدفاع عنهم!

زارت «أشتون» مصر حوالي 15 مرة، خلال 5 سنوات، قضتها في منصبها، كمسئولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قبل «زيارة الوداع» التي تمت في الثالث عشر من أكتوبر عام 2013.

المفوضية الأوروبية هي «الرئاسة التنفيذية» للاتحاد، وبحكم موقعها في منظومته، تعد أعلى سلطة فيه، حيث تقوم بوضع أجندة السياسات، ومشاريع القوانين، كما أنها المرجعية في اقتراح تشريعات الاتحاد.

رئيس المفوضية الأوروبية -أورسولا فون دير لاين، حاليا- واجهة الاتحاد، خارجيًا، جنبا إلى جنب، مع رئيس المجلس الأوروبي، والممثل السامي للاتحاد للشئون الخارجية والسياسة الأمنية.

هذه الإطلالة كانت ضرورية، لتوضيح أهمية القمة المصرية- الأوروبية، التي استضافتها القاهرة، مؤخرًا، برعاية ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيسة المفوضية، تأكيدا لعلاقات «الشراكة الاستراتيجية، الشاملة».

تتعدد العناوين الكبيرة لهذه «القمة التاريخية» التي شهدها قصر «الاتحادية» بمشاركة رئيس وزراء بلجيكا، باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا واليونان والنمسا.

يسبق الحديث عن عناوين القمة، التذكير بتوجهات مصر، خلال السنوات العشر الأخيرة «دولة 30 يونيو» ليس على سبيل المزايدة، بل بهدف المكاشفة، لمن يتناسى كيف كان الحال، خلال «الثلاثية السوداء» من شتاء 2011 حتى صيف 2013.

كانت المكانة غير المكانة، واللهجة غير اللهجة، والملفات غير الملفات، قبل انتقال مصر من «النقيض المسيء» إلى «النقيض المعزز» للسيادة الوطنية، بصورة تمحو غبار التبعية التي كانت عليها في زمن الجماعات والكيانات والأدوات الوظيفية.

بحسابات الزمن، لم تطل «الفترة الرخوة» كثيرًا «2002-2013»، لكنها كانت شديدة الوطأة على بلدنا العريق، وشعبنا العظيم، ومقدراتنا التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الضياع، بفعل تقاطعات مشبوهة، وتحالفات عابرة للحدود والولاءات.

كانت «سيادة مصر» و«مصالحها» تتذيل قائمة أولويات جماعات وكيانات «الجشع التنظيمي»، ولِمَ لا وهي «فائض قوة» لأعداء مصر، منذ زمن الاحتلال البريطاني، وحتى الإطاحة بهم من السلطة، في 30 يونيو 2013.

في زمنهم، تكالب الجميع على مصر.. زادت الضغوط، تعدد المحاولات الفاشلة لإلهاء وتغييب المؤسسات الوطنية، لصالح «الوفود» و«اللجان» الشعبية، دبلوماسيًا في الخارج، وأمنيًا، في الداخل. تعمّدت الكيانات الوظيفية جر مصر للهاوية.

فجأة، هب شعبنا العظيم، الذي كان يراقب عن كثب صراعات النفوذ بين القوى والجماعات المتنافسة على السلطة، ليسترد مصر، مجددا، ويمنع، في اللحظة المناسبة، انزلاقها في آتون حرب أهلية طاحنة.

مرت 10 سنوات من التضحيات، متعددة الأشكال، وسط حالة التناغم بين المؤسسات، وتفاني السواعد الوطنية، التي تعكس إعادة الاعتبار لـ«قوى الدولة الشاملة» وإعادة اكتشاف قدرات وإمكانات الأمة المصرية.

كان الاعتماد الأساسي خلال الفترة المذكورة على مخزون المبادئ الوطنية، والقيم السامية، وعوامل نجاح وتميز وأصالة شعبنا المصري العظيم، وتنامي الجهود لحماية الحق، والكرامة، والسيادة، واحترام الثوابت الوطنية.

راحت مصر تعمل على تفعيل استراتيجيةٍ وطنيةٍ شاملة، تعالج الفقرَ والتهميش، وتمد بالتنمية، الجسورَ بين ربوع الوطن، من خلال ما يتحقق على الأرضِ من تعميرٍ وتطويرٍ ورفعِ كفاءة استفادت منها كل القطاعات والمجالات.

من الداخل إلى الخارج، الإقليمي والدولي، راحت مصر القوية، تنخرط في قضايا أمتها، عربيا وإسلاميا، ترسخ للسلام، وتدعم الحقوق المشروعة للشعوب، مع تعزيز الشراكات الدولية، شرقا وغربا، بما يعزز المصالح والمكاسب الوطنية.

عادت مصر لدوائر أمنها القومي، مرفوعة الرأس، بليغة البيان، قوية الحجة، كونها ليست محملة بـ«فواتير» لأحد، فاختلفت اللهجة، والملفات، على النحو الذي تبدى كثير بعد ثورة 30 يونيو، وكما ظهر في القمة المصرية- الأوروبية.

لا تتوقف «الأدوات الوظيفية» عن محاولات العودة للمشهد، وتعمد تشويه المسيرة والمكتسبات الوطنية، لكن هيهات، ثم هيهات، فقد أدرك «عقلاء العالم» أن مردود استقرار مصر على الأمن والسلم الإقليميين.

ويبقى، أنه في ذكرى انتصار العاشر من رمضان، عام 1393هـ، الموافق، السادس من أكتوبر عام 1973م، وذكرى استرداد «طابا» آخر كيلو متر من شبه جزيرة سيناء، نقول لـ«الواهمين»: لا يصح إلا الصحيح، في النهاية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمن القومي انتصار العاشر من رمضان القمة المصرية الأوروبية المكتسبات الوطنية

إقرأ أيضاً:

«الوطنية لحقوق الإنسان» تؤكد التزامها بحماية الطفل

أكد مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، التزام الهيئة بدعم وتعزيز حقوق الطفل وحمايته من كافة أشكال الانتهاك والاستغلال باعتباره أحد الموجهات الاستراتيجية الأربعة التي اعتمدتها الهيئة والتي تشمل حقوق المرأة والطفل، وحقوق العمال وحقوق أصحاب الهمم والحق في الصحة والصحة النفسية.
جاء ذلك خلال لقائه في مقر الهيئة بالعاصمة أبوظبي، ماما فاطمة سينغاتة، المقررة الخاصة المعنية ببيع الأطفال واستغلالهم جنسياً التابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والوفد المرافق وذلك ضمن زيارتها الميدانية الرسمية إلى الدولة.
وتم خلال اللقاء، بحث سبل تعزيز حماية حقوق الطفل والفئات المستضعفة والدور الحيوي الذي تضطلع به الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في هذا المجال، مع التركيز على أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي كوسيلة أساسية للوقاية من جميع أشكال الاستغلال والانتهاكات التي قد يتعرض لها الأطفال.
وأشار كروز إلى أهمية هذه الزيارة وقال: إن حماية حقوق الطفل تأتي في صميم أولويات عمل الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، باعتبار أن بناء مجتمع آمن للأطفال يبدأ من خلال شراكات فاعلة مع المنظمات الدولية ومن خلال تعزيز ثقافة الوعي والمسؤولية المجتمعية، كما إننا ملتزمون بمواصلة جهودنا لضمان توفير بيئة آمنة تكفل لكل طفل حقوقه في النمو والحماية والعيش الكريم. وأضاف: «نؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والعمل على تطوير السياسات والممارسات الوطنية بما يواكب أفضل المعايير الدولية، مع التركيز الخاص على حماية الفئات المستضعفة وفي مقدمتها الأطفال».(وام)

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية يبحث سبل دعم المشروعات الصغيرة وفق نموذج المؤسسات الاجتماعية
  • العُلا تستضيف أول “قمة لصنّاع المحتوى على الإنستغرام” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • وزارة الخارجية تعرب عن إشادة المملكة بالإجراءات التي اتخذتها الجهات الأمنية في الأردن لإحباط مخططات كانت تهدف إلى المساس بأمنه وإثارة الفوضى
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تؤكد التزامها بحماية الطفل
  • الأونروا: نفاد المخزونات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار
  • ما الملفات التي سيبحثها نواف سلام خلال زيارته لسوريا؟
  • أحمد موسى: الكويت من أولى الدول التي دعمت مصر منذ 30 يونيو 2013 وحتى اليوم
  • أحمد موسى: مصر كانت دائما إلى جانب الكويت في أزماتها
  • أهم الملفات المطروحة للنقاش في القمة المصرية القطرية بالدوحة
  • استعلام مخالفات المرور أون لاين مجانًا 2025.. دليل شامل