يمن مونيتور:
2024-06-27@08:24:35 GMT

لماذا انهارت خريطة الطريق الأممية في اليمن؟

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

لماذا انهارت خريطة الطريق الأممية في اليمن؟

يمن مونيتور/تقرير خاص

في أحدث إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن اعترف المبعوث الأممي هانزغروندبيرغ بأن الخطة التي يعمل على صياغتها في اليمن لحل الصراع في اليمن تواجه تحديات جديدة عرقلت الخطة

وقال غروندبيرغ إنه كان يأمل أن يحل شهر رمضان وقد تم توقيع “اتفاق لوقف إطلاق النار في جميع أرجاء البلاد وتدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وكنت آمل أن أحيطكم اليوم حول تحضيرات لعملية سياسية جامعة”.

وأضاف غروندبيرغ “كان يجب أن يكون موظفو القطاع العام في جميع أنحاء البلاد قد تقاضوا رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية، وكان من المفترض أن تستأنف صادرات النفط مما كان يمكن أن يسمح بتوفير الخدمات بفاعلية أكبر وبتحسين الظروف الاقتصادية، وكان ينبغي أن نتوصل لاتفاق آخر حول إطلاق سراح المحتجزين”.

وفي اعتراف يكاد يكون صريحا بأسباب انهيار خطة الطريق قال غروندبيرغ “مع تداخل المزيد من المصالح، يزداد احتمال تغيير أطراف النزاع في اليمن لحساباتها وأجنداتها التفاوضية”.

واعترف أن الانهيار قد لا يتوقف عند حد معين “السيناريو الأسوأ، قد تقرر الأطراف الانخراط في مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر تعيد اليمن إلى حلقة جديدة من الحرب”.

غروندبيرغ قدم خطة للسلام في اليمن تعرف بخريطة الطريق في ديسمبر الماضي بعد مشاورات مكثفة في إيران والسعودية والإمارات وسلطنة عمان ودول أخرى و “ستشمل من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة. ستنشئ خارطة الطريق أيضا آليات للتنفيذ وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة”.

بالنسبة للمبعوث غروندبيرغ يظل استمراره في عمله أولوية له رغم تعثر محاولاته في الوصول إلى حل حيث قال في إحاطته أمام مجلس الأمن 14 مارس “جهودنا من أجل وضع الصيغة النهائية لخارطة الطريق الأممية وتنفيذها تظل مستمرة دون انقطاع مع الشعور بنفاد الصبر في سبيل تحقيق هذه التطلعات”.

لماذا انهارت الخطة أو لم تتقدم؟

في المؤتمر الصحفي الذي عقده غروندبيرغ بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن قال إن عدة أسباب تعقد التقدم في المفاوضات أولها أنه لا يوجد اتفاق موقع لوقف إطلاق النار، والوضع هش، وهناك تحركات عسكرية على عدة جبهات.

وأضاف التصعيد في البحر الأحمر يعقد المفاوضات “الواضح أن الوضع في البحر الأحمر هو مسألة ذات أولوية في الوقت الحالي، حيث يجب تسويته وهو يؤثر على المنطقة، بل له تأثيرا عالميا”. في اتهام غير مباشر بأن الحوثيين يعقدون المفاوضات، أو أنها لم تعد لها أولوية في الوقت الحالي لديهم، خاصة مع الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين .

المناشدات الحكومية التي أطلقتها الحكومة المعترف بها دوليا لتعزيزها مقابل ردع مليشيا الحوثي في البحر الأحمر لم تلق آذانا صاغية من أي جهة سواء الإقليمية العربية أو الدولية، بالتزامن مع ضعف حكومي هائل وغياب دائم لمجلس قيادتها عن البلاد، واستمرار النزاع السعودي الإماراتي، في تلك المناطق، مع قلة الموارد الحكومية جراء حظر تصدير النفط وحظر استيراد الغاز المنتج في مأرب إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

ومع أن كلا من الحوثي والمبعوث الأممي، والولايات المتحدة يرون أن خطة السلام في اليمن منفصلة عن الهجمات الحوثية البحرية، إلا أن تلك المزاعم غير صحيحة، وقد اعترف المبعوث الأممي بأنه ينعكس على تعقيد الأوضاع في اليمن أكثر من أي وقت مضى، وقد تتغير الحسابات لدرجة العودة إلى الحرب. بالمقابل، لم يقدم الحوثيون تفسيرا واضحا لعدم التقدم في مفاوضات خريطة الطريق، ويقولون إن الولايات المتحدة هي التي تمنع ذلك التقدم، دون أن يحددوا بالضبط ما الدور المعطل الذي قامت به الولايات المتحدة…

ارتفاع سقف المطالب الحوثية في خريطة الطريق:

في حديث مع مجلة ذي أتلانتك قال عضو الوفد الحوثي المفاوض عبد الملك العجري إن أي اتفاق مقبل مع القوى اليمينة لن يحد من صلاحية وسلطات عبد الملك الحوثي وأنه سيكون لديه السلطة العليا في اليمن باتفاق أو بدونه، وأن وضع عبد الملك الحوثي سيكون أقوى من وضع الخامنئي قائد الثورة في إيران الذي يحوز معظم صلاحيات إدارة الدولة هناك رغم أن العجري عاد لاحقا ونفى أن يكون قال ذلك الكلام بالنص، وأنه يقصد أن زعامة عبد الملك الحوثي ونفوذه شعبي أقوى من أي قوة أخرى وأن ذلك لن يكون محل نقاش وأن تأثيره لن يكون مقتصرا على اليمنيين فقط بل قائدا إقليميا على المنطقة كلها.

وعند العودة إلى خريطة الطريق بدأ الحوثيون يطرحون أن بعض بنود مفاوضات خريطة الطريق قد عفي عليها الزمن، مثل بند تخفيف القيود على حركة الموانئ في الحديدة، إذ سيحل بدلا منها معادلة حرية الملاحة إلى مواني جدة والمواني السعودية مقابل حرية الملاحة والحركة التجارية إلى موانئ الحديدة.

ويستند الحوثيون في تطلعاتهم هذه إلى أن هجماتهم الملاحية البحرية لم تلق ردا مؤلما من جانب الولايات المتحدة، وبالتالي لن تكون السعودية أيضا قادرة على إلحاق ذلك الرد، بالإضافة إلى اعتقادهم أن الانتخابات الأمريكية التي تجري نهاية العام الجاري لن تمنح واشنطن الذهاب في خيارات تصعيد أقوى ضد الحوثيين وفق ما قاله خليل العمري الصحفي الحوثي في صنعاء.

مفاوضات أمريكية مع إيران بشأن هجمات البحر الأحمر:

يؤكد الحوثيون في كل أحاديثهم أن الهجمات التي يشنونها في البحر الأحمر بتنسيق كامل ومتواصل مع إيران ومحورها الذي يسمونه محور المقاومة، وتشيد إيران بهجمات الحوثيين، وتمدهم بالأسلحة والصواريخ والخبرات اللازمة لتنفيذها بما فيها المعلومات الاستخباراتية الدقيقة للسفن وحركاتها ووجهاتها وملاكها ومشغليها.

واعترافا بهذه الحقائق كشفت صحف غربية أن الولايات المتحدة أجرت بوساطة عمانية مفاوضات مع إيران للحد من الهجمات الحوثية التي تستهدف الملاحة البحرية، لكن تلك المفاوضات لم تؤد إلى نتيجة حتى الآن.

المفاوضات الأمريكية مع إيران تؤكد استمرار الموقف الأمريكي الذي أعلنه ليندركينغ في آخر شهادة له أمام لجنة بمجلس النواب الأمريكي أن موقفهم ما زال ذات أولوية قصوى لتحقيق السلام في اليمن، بالنهج القائم. أي ذلك النهج الذي أدى وفق الحكومة اليمنية وخبراء محليين ودوليين إلى تعظيم المصالح الحوثية، على حساب الحكومة والشعب اليمني.

وأبرز تلك المكاسب التي انتزعها الحوثي في تلك المفاوضات كانت بمنع تصدير النفط اليمني إلا باشتراط اقتسامه لتمويل مقاتليه، قبل صرف تلك العائدات على الموظفين المقطوعة رواتبهم منذ سنوات، وهو الأمر الذي أعلنه صراحة مهدي المشاط في وقت سابق السنة الماضية، بالإضافة إلى رفض تقاسم الموارد التي يجنيها الحوثي من مواني الحديدة والضرائب والجمارك والموارد المالية الأخرى في مناطق سيطرته.

تعزيز العمق الاستراتيجي لإيران:

قال مستشار المرشد الإيراني وقائد الحرس الثوري السابق رحيم صفوي إن العمق الإيراني امتد ليشمل البحر الأحمر و5000 كم خارج مناطق إيران. وكان مسؤولون إيرانيون قد قالوا قبيل الغارات الأمريكية إن جنوب البحر الأحمر مقابل اليمن منطقة انتشار للقوات البحرية الإيرانية ولن يكون بمقدور أي قوة تنتشر هناك.

ويشير مراقبون إلى أن إدخال البحر الأحمر إلى العمق الاستراتيجي لإيران إلى أن طهران ستقوم بصياغة خطط استراتيجية طويلة المدى لتعزيز وجودها هناك، وسيؤدي ذلك بطهران إلى استغلال حالات عدم الاستقرار والاضطرابات، وتوسيع دعم وكفالة الفاعلين غير الحكوميين لتعزيز الدور الإقليمي، والتأثير على ديناميات الأمن للمناطق المتصلة ومواجهة المنافسين والخصوم عبر الحوثيين لترسيخ نفوذها وتوسيع سيطرتها في شبه الجزيرة العربية، شرق وشمال إفريقيا وعلى خطوط الملاحة الدولية ومعادلات الأمن الإقليمي والدولي.

انسحاب السعودية والإمارات:

بينما كانت تهدف السعودية والإمارات عبر الحرب قبل توقفها وانسحابها إلى الحفاظ على مصالحهما في اليمن، ومن ثم عبر الاتفاقات الثنائية مع إيران خاصة الاتفاق السعودي الإيراني بوساطة صينية للحفاظ على تلك المصالح مع اعتراف وتسليم كامل بنفوذ إيران في شمالي اليمن، فإن الهجمات الملاحية البحرية التي يشنها الحوثي تخلق واقعا جديدا يتخطى فيه المصالح العربية السعودية والإماراتية في اليمن، وفي جنوبه بشكل خاص.

ويشير خبراء إلى أن الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر والبحر العربي أثبتت أن لدى الحوثيين وإيران قدرة على تجاوز مصالح الدولتين في جنوبي اليمن، بدون أن تستطيع الرياض وأبو ظبي حمايتها، وأن التنازلات التي كانت تقدمها الدولتين لإيران عبر المفاوضات مع الحوثي في اليمن، لم تعد مهمة أو غير كافية منذ بدء الهجمات الحوثية .

ومع أن المملكة تعول على الاتفاق السعودي الإيراني لاستمرار الهدنة في اليمن، فمن المتوقع أن انهيار خريطة الطريق الأممية قبل أن تبدأ، أو تعثر تلك الخريطة عن التقدم، لن يشمل بالضرورة عودة الهجمات الحوثية على السعودية، واقتصارها فقط على المحافظات اليمنية تحت سيطرة الحكومة…

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن غروندبرغ الولایات المتحدة الهجمات الحوثیة فی البحر الأحمر خریطة الطریق الحوثی فی عبد الملک مع إیران فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

إرهاب مشترك.. لماذا تسعى الميليشيا الحوثية للتعاون مع حركة الشباب الصومالية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ضوء التوترات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية؛ تحاول بعض التنظيمات الإرهابية استغلالها إما بشن المزيد من الهجمات لإبراز وجود التنظيم أو تعزيز التعاون مع جماعات إرهابية أخرى لتنفيذ عمليات أكثر وفي مساحة أوسع، وصولاً إلى تبادل الأسلحة والأموال، وهو ما فعلته ميليشيا الحوثي الانقلابية، إذ اتجهت لإمداد حركة الشباب الصومالية الإرهابية بالأسلحة المتطورة في مقابل حصول الأولى على الأموال التي تمكنها من الاستمرار  في هجماتها البحرية على السفن في البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب وخليج عدن وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

 

تعاون إرهابي

يأتي ذلك في ضوء ما كشفه ثلاثة مسؤولين أمريكيين لشبكة CNN الأمريكية، في 11 يونيو 2024، بأن أجهزة المخابرات الأمريكية علمت بوجود مناقشات بين الميليشيا الحوثية لتوفير الأسلحة لجماعة الشباب الصومالية المسلحة، وقالوا بأن ذلك "تطور مثير للقلق يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل"، وأضافوا أن مسؤولي المخابرات بدأوا في البحث عن أدلة على تسليم الحوثيين أسلحة إلى الصومال التي لا يفصل بينها وبين اليمن سوى خليج عدن ذي الأهمية الاستراتيجية، محاولين معرفة ما إذا كانت إيران، التي تقدم الدعم العسكري والمالي للحوثيين، متورطة في الأمر أيضا. 

وتجدر الإشارة إلى إن صحت هذه المعلومات الاستخباراتية، فهي تشير إلى رغبة الجماعة الانقلابية لإبرام اتفاق مع حركة الشباب من أجل الحصول على أموال تمكن الجماعة الانقلابية من الاستمرار في شن أعمال تصعيدية بالمنطقة خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بمختلف الأراضي اليمنية ونقل الحكومة الشرعية عدد من المؤسسات من العاصمة الانقلابية صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، الأمر الذي شكل ضربة للجماعة المتمردة التي كانت تستولي على ثروات هذه المؤسسات، لذلك تبحث عن طرق أخرى لجلب أموال.

وعلى الصعيد الآخر، فإن حركة "الشباب" الإرهابية تسعى للحصول على أسلحة متطورة خاصة الطائرات المسيرة للتصدي لضربات المتلاحقة من قبل الجيش الصومالي والخسائر التي تلقت خلال الفترة الماضية، وبناءً عليه، فإن توقيع اتفاق كهذا سيزيد الأمور سوءاً في كل من الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن، حيث سيمكن كل جماعة إرهابية من شن  عشرات الهجمات المنتظمة.

 

رعاية إيرانية

وحول دلالات هذا التعاون وتأثيره على أوضاع المنطقة، يقول الباحث في شؤون الحركات الإسلامية «هشام النجار» أن هناك بالفعل شواهد عديدة على وجود تعاون على مستوى التسليح والتمويل بين الجماعات الموالية للقاعدة في الصومال وبين فرع القاعدة في اليمن وميليشيا الحوثي وهذا يأتي في إطار رعاية إيران لهذا النشاط الذي يجمع أذرع سنية وشيعية في المنطقة تنشط لتحقيق الاستراتيجية الإيرانية وتستهدف خصوم إيران ومصالحهم في هذه المناطق الاستراتيجية الحيوية.

ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن  العديد من قادة تنظيم القاعدة الإرهابي تحدثوا عن هذا التعاون الذي اعتبروه بمثابة الحلف الإسلامي العالمي في مواجهة الاستكبار الغربي وبعض الدول العربية،  وبدون شك يهدد هذا النشاط الإرهابي العابر للحدود أمن واستقرار المنطقة ويزيدها اضطرابا وفوضى ويهدد الملاحة البحرية ويجعل إيران تتصرف بدون خوف من عقاب أو ردع كونها تحظى بخدمة وكلاء ينشطون في مناطق استراتيجية وفي مواقع جغرافية فائقة الأهمية والخطورة.

مقالات مشابهة

  • مصر: استقرار اليمن يمثل أهمية قصوى لأمن منطقة البحر الأحمر
  • وزير النقل يؤكد حرص اليمن على سلامة الكابلات البحرية وتقديم التسهيلات لصيانتها
  • تداعيات أزمة البحر الأحمر على رأس مباحثات يمنية - مصرية
  • كساد المحاصيل الزراعية يفضح أكاذيب ذراع إيران حول خلية التجسس
  • واشنطن تكشف عن مسارات جديدة للتعامل مع هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر
  • إرهاب مشترك.. لماذا تسعى الميليشيا الحوثية للتعاون مع حركة الشباب الصومالية؟
  • تقرير أميركي: الحوثيون يمولون هجماتهم في البحر الأحمر من تجارة المخدرات
  • تحركات حوثية لتحويل جغرافية اليمن إلى قاعدة إيرانية إرهابية
  • واشنطن: جماعة الحوثي هاجمت سفينة بضائع كانت في طريقها إلى مصر
  • “البحر الأحمر ليس مكاناً للنزهة”.. الحوثي يدعو طاقم حاملة الطائرات “روزفلت” إلى ممارسة هوايتهم في شواطئ كاليفورنيا