مراجعة وتطبيق أسس المساواة بين الجنسين.. نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة عيد الأم
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
وجه الرئيس عبــد الفتــاح السيسـي كلمة في احتفالية يوم المرأة المصرية، اليوم الخميس الموافق 21 مارس.
وجاءت كلمة السيد الرئيس كالآتي.. السيدات والسادة،
كل عام وأنتم بخير.. والشعب المصرى العظيم.. فى سلام وأمان، بمناسبة شهر رمضان الكريم وايضاً بمناسبة الصوم الكبير لأشقائنا المسيحيين.. أعـاده الله علينـا، وعلى الأمتين العربية والإسلامية.
الحضور الكريم،
اسمحوا لى ونحن نحتفى اليوم.. في تقليد سنوي متجدد.. بسيدات مصر العظيمات.. أن أوجه تحية إجلال وتقدير لكل امرأة مصرية.. تسجل كل يوم فى مختلف المجالات والميادين.. أسمى معاني العطاء والصبر والتضحية والكفاح ساعية بكل إخلاص وجهد.. للحفاظ على أسرتها ووطنها فالمرأة المصرية تظل دائما.. محورا أساسيا لأمن واستقرار المجتمع والوطن.. ومصدر إلهام لا ينقطع عطاؤه.
ولعل احتفالنا اليوم.. هو محاولة لتسليط الضوء على دور المرأة المصرية في رفعة هذا الوطن.. باعتبارها المساهم والشريك المعطاء.. باختلاف وتنوع أدوارها، فقد احتضنت وربت.. وتفوقت وأجادت.. وألهمت وقادت.. وحملت هموم هذا الوطن وقضاياه على عاتقها.. مقدمة فى سبيل رفعته وسلامته.. فلذة كبدها وزهرة عمرها .. فهي أم الشهيد الصابرة.. والزوجة الداعمة وقت الشدة.. والأخت الفاضلة.. والأبنة التي تملأ الدنيا سعادة وبهجة.. متطلعة لبناء غد مشرق لبلادنا.
عظيمات مصر.. سيداتها وفتياتها،
لقد أكدت خلال السنوات الماضية.. التزامنا الأصيل بتعزيز مكانة المرأة المصرية.. بما يعكس قيمتها.. وحجم التضحيات التى قدمتها.. بكل تجرد من كل هوى، إلا هوى الوطن .. فهي ضمير الأمة ونبضها.. والحارس الأميـــن على الهوية المصرية.. والسند ومنبع العطاء وقت المحن.. والدرع الواقية أمام محاولات النيل من عزيمة هذا الوطن.
واستكمالا لمسيرة دعم المرأة المصرية.. أوجـه الحكومـة بما يلـى:
- مراجعة وتطبيق أسس المساواة بين الجنسين.. فى الاستفادة من الخدمات المصرفية، دون تمييز.
- تنمية اقتصاد الرعاية.. باعتباره مجالا متاحا لعمل المرأة .. إذ يوفر فرص عمل جديدة لها.. ويسمح بتحقيق التوازن بين دورها الإنتاجى ودورها الاجتماعى.
- تشجيع الاقتصاد الرقمى.. باعتباره يشكل قيمة مضافة فى الاقتصاد القومى.. ويستوعب أنماطا مختلفة من العمالة المعطلة.. ويتيح فرصة للإدراك المهنى.. وتمكين المرأة من المشاركة الاقتصادية بفاعلية.. بموجب ما يتيحه من فرص للعمل المرن.. الذى يساعد على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة.
- توفير التمويل للمرأة.. بأقل الشروط والضمانات.. لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. والتوعية المالية ببرامج الشمول المالى للسيدات.. فى المناطق الريفية والنائية.. وكذا توفير الدعم الفنى للمرأة.. فى مجال ريادة الأعمال .. والتوسع فى توفير حاضنات أعمال للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
- التوسع فى برامج التدريب التحويلى لرفع مهارات المرأة فى الصناعات المطلوبة بسوق العمل.. وكذلك فى المجالات التكنولوجية والرقمنة بما يزيد من فرص حصول المرأة على وظائف المستقبل.
- استحداث محور لتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية.. فى المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية.. لضمان بناء مجتمع متماسك وفعال.
- تكليف الحكومة والمجلس القومى للمرأة.. بإنشاء متحف المرأة المصرية لحفظ تراث المرأة المصرية.. وتوثيق تطور تمكين المرأة
على مدى العصور القديمة والحديثة.
وختاما.. لك أيتها المرأة المصرية.. الصابرة.. الصامدة.. المكافحة..
المخلصة والوفية.. خالص تحيات وتقدير أبناء هذا الوطن .. فماضيك حضارة
سبقت التاريخ.. وحاضرك شموخ وصمود .. ومستقبل هذا الوطن..
تضيئه، شمس وجودك المشرقة.
شكرا لكم، وكل عام وأنتم بخير..
ودائما وأبدا بالله العظيم.. وبشعبها الكريم: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المرأة المصریة هذا الوطن
إقرأ أيضاً:
لا بيت ولا قبر للمرأة الذاهبة خطأً إلى إسرائيل
زعمت إسرائيل أن الجثة التي كان من المفترض أن تكون للأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس كانت لسيدة فلسطينية. فيما أكدت حركة حماس أن الأمر قد يتعلق بخطأ أو اختلاط أشلاء أشلاء ضحايا القصف الإسرائيلي على الموقع الذي كانت تُخبأ فيه الأسيرة.
جثة مَن وصلت إلى إسرائيل؟ المرأة المجهولة التي قد تُعاد مثل بضاعة غير صالحة للاستعمال ستكون واحدة من أكثر إدانات الحرب ثقلا على الضمير. أية إنسانية التي تقبل بمزاد على جثة يتوزع أطرافه ما بين كونها جثة أصلية وبين كونها جثة زائفة؟ لا أحد يفكر في المرأة التي غيبت روحيا وظل جسدها يشير إلى واقعة القتل.
"امرأة من غزة". ذلك هو العنوان الذي ورد في بياني الطرفين المتحاربين في جدل يفتح القوس على انهيار القيم الإنسانية. هناك عشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات ممَن قتلن في غزة أثناء حرب الخمسة عشر شهرا. هل كان هناك مَن تعنيه هوياتهن غير أسرهن التي قد تكون هي الأخرى قد دُفنت من غير أن يبحث عنها.
"إمرأة من غزة" لم يبحث عنها أحد. كما لو أنها كانت زائرة أو مرت بالخطأ بالأرض الحرام. لا وجه لها ولا علامة فارقة كانت قد كُتبت في سجلها المدني. لا عمر لها ولا طول ولا وزن ولا تملك صفات يمكن من خلالها التعرف عليها. قالت حماس إنها شيري بيباس فردت إسرائيل بأنها ليست هي فردت حماس قد يكون ذلك قد حدث بسبب خطأ وقع بسبب اختلاط إشلاء الضحايا.
قتلت إسرائيل شيري بيباس ضمن حرب الإبادة التي استمرت أكثر من سنة وثلاثة أشهر. ذلك صحيح. ولكن إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات كانت المرأة المجهولة واحدة منهن. شيري بيباس ضحية مزدوجة. لقد تم اختطافها من بيتها مع طفليها لتكون أشبه بسد بشري وإن كان المقصود غير ذلك.
أما المرأة الفلسطينية صاحبة الجسد الذي وصل إلى إسرائيل أشلاءً فإنها هي الأخرى ضحية مزدوجة. لقد وُضعت هي الأخرى من غير أن يؤخذ رأيها على جبهة حرب، كان من الممكن ألا تقع لو أن القائمين عليها فكروا بمصيرها ومصير الآلاف من البنات والأمهات اللواتي كُتب عليهن أن يُصنفن باعتبارهن بضاعة جاهزة للإتلاف.
"شيري بيباس صهيونية""مَن قال إنها كذلك؟ حتى وأن كانت صهيونية فإن طريقة اختطافها من بيتها ألحقت بالقضية الفلسطينية عارا، كان من تداعياته أن العالم كله وقف ضد حركة حماس. أما الدفاع عن أهل غزة في مواجهة حرب الإبادة التي شنها نتنياهو فذلك أمر آخر. لقد جُرحت القضية الفلسطينية بفعل لا إنساني.
ستكون جثة المرأة الفلسطينية التي ذهبت إلى إسرائيل باعتبارها جثة شيري بيباس شاهدا على ذلك العار. تصعب علي تسمية الأشياء بأسمائها خشية سوء الفهم أو سوء الظن. وإذا أعيدت تلك الجثة إلى غزة باعتبارها بضاعة زائفة فإنها لن تستعيد المرأة التي كان لها اسم وعائلة وتاريخ وذكريات وعواطف ومطبخ ووطن. ستعود المرأة غريبة إلى بلاد لا تعرفها ولن تتعرف عليها.
"إمرأة من غزة" هل تكفي تلك الجملة للتعريف؟ لم يتم تعريف شيري بيباس بإنها امرأة من إسرائيل. كانت شيري بيباس كما وُلدت وكما عاشت وكما أُختطفت وكما تم الإفراج عن جثتها الزائفة. أما تلك المرأة التي هي من غزة فإنها ستنتظر جسدها الذاهب إلى مكان غريب من غير أي أمل في أن تتعرف عليه.
ما من أمل في أن تذهب شيري بيباس إلى قبرها الذي سيحمل اسمها. أما تلك المرأة التي هي من غزة فإن جسدها لو عاد إلى غزة فإنه لن يذهب إلى قبر يحمل اسمها. مأساة على الجانبين. قبر لإمرأة لن تستعيد جسدها وجسد لإمرأة يذهب إلى قبر لا يحمل اسما.
مَن يفهم تلك المعضلة الوجودية؟
سيُقال إنها الحرب. ولكن المسألة ليست كذلك بالنسبة للمرأتين اللتين تحولتا إلى جثتين. واحدة صارت تحت النظر وأخرى ليس لها وجود. ما الذي يقوله المتحاربون؟ لا أعتقد أن ما يُقال في ذلك المجال له قيمة تُذكر في مواجهة المأساة التي يمثلها القتل الذي يتعرض له بشر من الجانبين المتحاربين وهم بشر لم يؤخذ رأيهم في أي شيء يتعلق بالحرب.
لم تصل شيري بيباس إلى قبرها وهي التي كانت تحلم بالعودة إلى بيتها أما المرأة من غزة فإنها لا بيت لها ولا قبر.