باحث كندي: مشروع الميناء العائم بغزة نفاق كبير والجيوش ليست منظمات إنسانية
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
عندما أمر الرئيس الأميركي جو بايدن جيشه ببناء ميناء إنساني عائم قبالة سواحل غزة، استنكر الباحث فرانسوا أوديت، مدير المرصد الكندي للأزمات وعمل المنظمات الإنسانية، ما اعتبره ستارا دخانيا، مؤكدا أن الجيوش منظمات مجهزة ومنظمة، ولكنها ليست منظمات إنسانية.
وأوضح الخبير، وهو أيضا مدير معهد مونتريال للدراسات الدولية -في مقابلة مع صحيفة ميديابارت- أن المنظمات غير الحكومية وجدت أصلا لمنع أن يدعي نفس الرجال الذين يطلقون القنابل ويهاجمون السكان المدنيين، نفاقا أنهم يرغبون في حماية السكان، لأنه لا يمكن الجمع بين الأمرين.
وعند سؤاله عن سبب انتقاده الشديد لمشروع الميناء المؤقت الذي أعلنته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والإمارات، قال فرانسوا أوديت إن عبارة "عرض بوكان" الكندية التي تعني إصدار أصوات لإخفاء ما يحدث خلفنا، تنطبق تماما على هذا المشروع الذي سيشغل وسائل الإعلام والجمهور في الغرب، وبالتالي يحول الانتباه من خلال التركيز على مبادرة تبدو جديرة بالثناء وجذابة، بعيدا عن دور الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وعجزه عن جعل إسرائيل تستمع لصوت العقل، ومطالبتها بالتوقف عن معاقبة وتجويع السكان المدنيين.
ونبه إلى أن الإنكار الغربي يتمثل في عدم الالتفات إلى مسؤولياته وقدراته الفعلية على تطويع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوقف هذه الحرب التي هي أقرب إلى الانتقام، وقال إن الغرب يقدم مشاريع جديدة للاختباء وراء عجزه السياسي.
وأكد الخبير الكندي أن هذا نفاق كبير، لأن غالبية الدول الغربية تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، وفي الوقت نفسه تعلن عن برامج إنسانية، مشيرا إلى أن هذا النفاق واضح بشكل خاص في حالة الولايات المتحدة، التي تعلن أن نتنياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها، وأن إسرائيل أصبحت معزولة، ورغم ذلك يواصل الرئيس جو بايدن تسليحها لمواصلة هذه الحرب.
وبالنظر إلى الوضع الحالي في قطاع غزة، فإن أمن السكان المدنيين -حسب الخبير- يجب أن يشمل وقف إطلاق النار وفتح المعابر للسماح بإيصال الغذاء، ولم تقل أي منظمة إنسانية غير حكومية أن هذا الميناء العائم فكرة جيدة، بل يبدو أنه مشروع سياسي أكثر مما هو عملية إنسانية.
وهذه المبادرات السياسية مع الجيش الأمريكي -كما يرى الخبير- ستتحول إلى فشل عملي، كالسيناريوهات المماثلة في أفغانستان والعراق وهايتي، لأن الجيوش ليست منظمات إنسانية، ولذلك فالأولوية هي إلزام إسرائيل بأن تضمن أمن المدنيين وحصولهم على الرعاية الصحية والغذاء.
وختم أوديت بأن ما يبدو صارخا في هذا الصراع هو عجز القوى الغربية عن فرض المعايير التي وضعتها، مثل اتفاقية جنيف، مؤكدا أننا "إذا لم نلزم حلفاءنا ومن وقعوا تلك المعايير، فإن التاريخ سيكرر نفسه، وسيظل السكان المدنيون الضحية الأولى للنزاعات المسلحة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطلب مساعدات إنسانية فورية إلى سوريا
أعلن غير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ، اليوم الأحد، أنّ البلاد بحاجة إلى مساعدات "إنسانية فورية إضافية"، في أعقاب الأحداث التي شهدتها مؤخرا.
وقال بيدرسن، لدى وصوله إلى العاصمة دمشق "يتعيّن علينا ضمان حصول سوريا على مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية، للشعب السوري ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة. هذا أمر بالغ الأهمية".
وتقدّر الأمم المتحدة أنّ أكثر من مليون شخص نزحوا منذ بدء الأحداث الأخيرة. كما بدأ اللاجئون السوريون في الدول المجاورة يخططون للعودة إلى بلدهم.