الخيار الصعب.. الديمقراطيون بين سقوط نتنياهو وخسارة بايدن
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
منذ وصوله لرئاسة الحكومة في دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 2009، يقود بنيامين نتنياهو العلاقات مع الديمقراطيين في الولايات المتحدة للتراجع، وقد بلغت تدهورا غير مسبوق مع الخطاب الأخير لزعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس تشاك شومر، الذي طالب بعقد انتخابات في إسرائيل لاستبدال نتنياهو.
يعود الخلاف مع الديمقراطيين للتباين في وجهة النظر حول الإستراتيجية المتبعة في الشرق الأوسط، إذ تسعى الإدارات الديمقراطية في الولايات المتحدة لخلق حالة من التوازن بين القوى الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط يسمح لها بتأمين مصالحها على المدى البعيد عبر دعم حلفائها واحتواء خصومها ودفع الجميع نحو الانسجام مع الرؤية الأميركية للمنطقة.
وفي سبيل ذلك، تنظر الإدارات الديمقراطية للصراع في فلسطين على أنه عامل التوتر الرئيسي في المنطقة والذي يستدعي "إدارة للصراع" تمنع تفجره، وفي نفس الوقت يعزز "أمن إسرائيل" ويمهد لانخراطها بشكل طبيعي في المنطقة، وهذا يستدعي إبقاء "عملية السلام" أو المساعي للوصول لحل الدولتين مسارا يلوح في الأفق طوال الوقت، بغض النظر عن تحقيق نتائج عملية.
حل الدولتين
يعارض نتنياهو رؤية الديمقراطيين فيما يخص إبقاء حل الدولتين إطارا للمقاربة الأميركية لإدارة الصراع. ويقود نتنياهو في ذلك الرؤية اليمينة في إسرائيل من يمين الوسط حتى اليمين الديني القومي المتطرف.
ولطالما شكل رفض حل الدولتين المادة الرئيسية لنتنياهو لتعزيز قيادته لليمين، الأمر الذي مكنه من البقاء في السلطة.
العنصر الثاني في الإستراتيجية الأميركية الديمقراطية في الشرق الأوسط، الملف النووي الإيراني، وهي القضية التي مثلت ذروة غير مسبوقة من الخلاف بين الديمقراطيين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما ونتنياهو.
ففي الوقت الذي ذهبت إدارة أوباما لعقد اتفاق وصف بالتاريخي مع إيران حول ملفها النووي، قاد نتنياهو حملة دولية ضد المسعى الأميركي آنذاك، ولم تقتصر حملة نتنياهو المناهضة لأوباما على الصعيد الدولي، بل شملت الدخول غير المرحب به من قبل الديمقراطيين لنتنياهو على السياسة الداخلية الأميركية.
وقد سجل خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي في مارس/آذار 2015 كلحظة فارقة في العلاقة بين الجانبين، حيث هاجم نتنياهو أوباما وإدارته في "عقر دارهم"، وهو ما وظفه الجمهوريون في حملة لم تتوقف ضد الديمقراطيين حتى موعد الانتخابات التي فاز بها الرئيس دونالد ترامب أواخر عام 2017.
التحالف مع التيار الديني
كما شكل تحالف نتنياهو مع التيار الديني القومي المتطرف بقيادة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش دافعا قويا لتوتر العلاقة مع إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية. والتي يتهمها نتنياهو بإسقاط حكومته في صيف عام 2021.
وقام الائتلاف الحكومي الحالي لنتنياهو على جملة من الالتزامات التي استجاب بها لمطالب التيار الديني القومي المتطرف، بينما ترى إدارة بايدن أن الاتفاق الائتلافي بقيادة نتنياهو سيعمل على تغيير هوية "إسرائيل" وسيمس بمواطن النفوذ الأميركي فيها.
كما أن المقاربة اليمينة المتطرفة للصراع في فلسطين وفي الشرق الأوسط تتعارض مع رؤية إدارة بايدن التي حملت شعار "خفض التصعيد" في المنطقة.
هذا التوتر بين الجانبين يحمل في طياته تعقيدا متعلقا بدور "اليهود الأميركيين" وموقفهم من الخلاف، فقد وضع هذا الخلاف بين رئيس الوزراء الأطول مكثا في الحكم في إسرائيل والإدارات الديمقراطية، اليهود الديمقراطيين على محك الاختيار بين مصالح الولايات المتحدة ورؤية الحزب الديمقراطي من جهة ومصالح "إسرائيل" التي طالما حظيت بدعمهم ورعايتهم.
ومع تصاعد الخلاف هذه الأيام بين إدارة بايدن ونتنياهو، جاء الصوت الأكثر علوا وحدة من أرفع شخصية سياسية يهودية في الولايات المتحدة، زعيم الأغلبية الديمقراطية، تشاك شومر، الذي بدء خطابه في إشارة لمعنى اسمه في العبرية "الوصي"، وطالب بعقد انتخابات جديدة في إسرائيل لاستبدال نتنياهو في إشارة نادرة للتباين بين نتنياهو والقيادات اليهودية الأميركية.
ولعل هذا أحد أهم أوجه الخلاف مع نتنياهو، ولكنه أقلها ظهورا للعلن، نظرا لتجنب اللوبي اليهودي عموما توجيه انتقادات لإسرائيل وسياساتها. لذا اعتبر خطاب تشاك شومر حدثا استثنائيا وغير مسبوق.
يرى التيار الأوسع في اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة أن حكومة نتنياهو الحالية تعرض هوية ومصالح "إسرائيل" للخطر بتحالفه مع التيار الديني القومي المتطرف.
"أحضان" السابع من أكتوبر
شكلت عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر لحظة مغايرة في العلاقة بين الجانبين، فبعد توتر شديد فرضته المظاهرات المناوئة لنتنياهو احتجاجا على خطته للإصلاح القضائي، وجد نتنياهو نفسه في "أحضان بايدن" عشية الضربة غير المسبوقة التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غلاف غزة.
وتحت وطأة الصدمة والشعور بالتهديد الوجودي في إسرائيل، ألقت إدارة بايدن بثقلها في رص الصفوف الداخلية ووضع المسار الإستراتيجي للحرب الإسرائيلية على غزة والتي سيقودها نتنياهو.
ورغم أن الأخير قد وافق على تشكيل مجلس للحرب صُمم وفقا للشروط الأميركية، فإن حقيقة الخلاف مع إدارة بايدن بقيت حاضرة في أجندة نتنياهو أثناء الحرب، بل شكلت عاملا مهما في قرارته المتعلقة بالحرب.
ويعد الخلاف حول ما أطلق عليه "اليوم التالي" للحرب أولى ملفات التباين بين الجانبين في إدارة الحرب، إذ تسعى إدارة بايدن ومن مدخل الحرب على غزة أن تعيد ضبط البوصلة الإقليمية في إعادة الهدوء وفرض مقاربتها في إدارة الصراع في فلسطين عبر إبقاء "حل الدولتين" في الأفق البعيد. في المقابل، يصر نتنياهو على رفض المقاربة الأميركية بعودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة.
ويرى نتنياهو أن طرح قضايا اليوم التالي للحرب وخاصة عودة السلطة الفلسطينية لغزة هي محاولة من إدارة بايدن لضرب الائتلاف الحكومي الذي يقوده نظرا لموقف حلفائه من اليمين المتطرف برفض حل الدولتين والتهديد المتواصل لنتنياهو في حال استجاب للضغوط الأميركية.
الفشل العسكري
كما شكل الفشل العسكري الإسرائيلي في سرعة حسم المعركة وتحقيق أهدافها المعلنة بالقضاء على حماس وإنهاء حكمها وإطلاق سراح الأسرى، مدخلا لعودة الخلاف مع إدارة بايدن التي سعت أن تدخل السنة الانتخابية وقد توقفت الحرب على قطاع غزة. لكن المقاربة التي انتهجها نتنياهو بإطالة أمد الحرب قد تسبب بتداعيات على مستقبل بايدن الانتخابي وصورة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي. لتعود تدريجيا قناعة الديمقراطيين بالظهور مجددا بأن نتنياهو يضحي بمصالح إسرائيل والعلاقة مع الولايات المتحدة مقابل بقائه في الحكم، وتبدأ حملة جديدة من التصعيد بين الجانبين.
وأظهر هذا الخلاف أن سياسة إدارة بايدن حول الحرب في غزة عالقة بين إصرارها على دعم نتنياهو في تحقيق أهداف حربه المعلنة ورفضها لوقف دائم لإطلاق النار وبين توظيف نتنياهو لذلك في تعزيز بقائه في الحكم ومواجهة الضغوط الأميركية عليه.
وفي الوقت ذاته، فإن حدة الخلاف بين الجانبين وخطاب شومر الأخير يشير لدخول العلاقة بين الجانبين لمرحلة حرجة قد تسفر عن تحول في مستوى وطبيعة الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إدارة بايدن للضغط على نتنياهو.
ومن سلسة هذه الإجراءات ما أشار له الكاتب الأميركي جوناه بلانك في مقاله في مجلة "الشؤون الخارجية" الأميركية. إذ يرى بلانك أن إدارة بايدن بإمكانها ممارسة ضغوط على إسرائيل عبر تعليق المساعدات وإعادة مراجعتها، وعبر رفع الغطاء عنها في المؤسسات الدولية وخاصة مجلس الأمن، وقد تذهب لحد إعلان قطع العلاقة مع نتنياهو ومطالبته بالاستقالة.
وفي مقابلة نشرتها أمس الأربعاء صحيفة نيويورك تايمز مع زعيم الأغلبية الديمقراطية، قال تشاك شومر "لقد تصارعت مع نفسي، ربما يجب أن أقول إن بيبي يجب أن يتنحى".
قد يشكل هذا المستوى من النقد العلني والمباشر المستوى الأعلى من خيارات الديمقراطيين على نتنياهو، لكن قوة الموقف التي يتمتع به نتنياهو في الكنيست وحرصه على تجنب سقوط حكومته ومواجهة قضايا الفساد ولجان التحقيق مجددا، ستدفعه لمواصلة النزال مع الديمقراطيين، الذين قد يجدون أنفسهم أمام السؤال الرئيسي، إما أن نسقط نتنياهو، أو يخسر جو بايدن الانتخابات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی الولایات المتحدة الشرق الأوسط بین الجانبین حل الدولتین إدارة بایدن فی إسرائیل نتنیاهو فی تشاک شومر الخلاف مع
إقرأ أيضاً:
يهود دمشق يردون على نتنياهو: نحن سوريون ونرفض احتلال إسرائيل
يأمل آخر من تبقى في سوريا من أفراد الطائفة الموسوية (اليهودية)، التي تشتت أفرادها على يد نظام البعث المخلوع، في لمّ شملهم مع عائلاتهم في العاصمة دمشق، كما كانوا في السابق، مؤكّدين انتماءهم الوطني لسوريا ورفضهم لأي احتلال إسرائيلي لأراض من بلدهم.
وعبر التاريخ، احتضنت سوريا العديد من الحضارات، وعاش فيها عدد كبير من اليهود. إلا أن أعدادهم بدأت بالتراجع في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، واضطر معظمهم إلى مغادرة البلاد عام 1992، فيما صودرت ممتلكات بعضهم.
قبل 30 إلى 35 عامًا، كان عدد اليهود في سوريا يُقدّر بحوالي 5 آلاف نسمة، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى أقل من 10 أفراد، معظمهم يقطنون الأحياء القديمة في دمشق.
وبعد سقوط نظام البعث في 8 كانون الثاني/ديسمبر 2024، يتطلع العديد من اليهود السوريون لزيارة وطنهم بعد عقود من الغياب، تمامًا كما فعل الحاخام يوسف حمرا، الذي عاد إلى دمشق في 18 فبراير/ شباط الماضي، بعد 33 عامًا من إجباره على مغادرة بلاده عام 1992.
ورد اليهود في دمشق على التوغل الإسرائيلي الأخير الذي وصل إلى عشرات الكيلومترات داخل سوريا، كما هدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بضرب دمشق.
"جزء من الشعب السوري"
فريق الأناضول التقى بعض اليهود السوريين الذين لا يزالون يعيشون في العاصمة دمشق، حيث أكدوا على أنهم جزء من النسيج الوطني السوري.
وقال زعيم الطائفة الموسوية (اليهودية) في سوريا، بحور شمطوب، إن أفراد عائلته هاجروا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل عام 1992، ومنذ ذلك الحين يعيش بمفرده في دمشق.
وأضاف: "هذا المكان قضيت فيه طفولتي. أحب دمشق وسوريا، نحن نعيش معًا هنا دون أي تفرقة دينية. الحمد لله، الأمور جيدة، لا أواجه أي مشكلات مع أي أقلية أو طائفة، أنا جزء من الشعب السوري، والحمد لله الجميع يحبني كثيرًا، لهذا السبب لم أغادر".
التحرر من ضغوط البعث
وعن الفترة التي عاشها في ظل نظام البعث، قال شمطوب: "في السبعينيات، خلال حكم حافظ الأسد، كانت هناك قيود شديدة على اليهود. لم يكن يُسمح لنا بالسفر أو امتلاك العقارات. في ذلك الوقت، كان يُمنع أي شخص من التحدث مع اليهود، وكانت بطاقات هويتنا تحمل كلمة ’موسوي’ بحروف حمراء كبيرة".
وفق شمطوب، "خلال الثمانينيات، "مُنع اليهود من مغادرة البلاد، أما في التسعينيات، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حافظ الأسد، سُمح بموجبه لليهود الذين يرغبون في مغادرة سوريا بالخروج".
واستطرد: "كنا مثل الطيور المحبوسة في قفص، وبمجرد فتح الباب، طار الجميع. لقد غادر العديد من اليهود تاركين منازلهم وأعمالهم، بينما تمكن آخرون من بيع ممتلكاتهم قبل الرحيل".
شمطوب أوضح أنه "بعد الهجرة الجماعية قبل 33 عامًا، بقي في سوريا حوالي 30 يهوديًا، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى 7 فقط، بينهم 3 نساء".
وعن الضغوط التي تعرضوا لها خلال حكم البعث، قال: "في شبابي، إذا تحدثت إلى فتاة، كانت تُستدعى للتحقيق في فرع الأمن المسمى فلسطين".
وأضاف: "قبل 4 سنوات، اعتُقل 3 من أصدقائي (غير اليهود) لمدة 3 أشهر، فقط لأنهم تحدثوا إلينا. كان التحدث إلى الأجانب ممنوعًا، لكن الآن يمكننا التحدث إلى من نشاء. خلال عهد النظام (البعث)، كنا نعيش تحت الضغوط، ولهذا السبب غادر شبّاننا البلاد".
وأشار شمطوب إلى أن سقوط نظام البعث غيّر حياة الجميع، بما في ذلك حياته، وقال: "لدينا الآن حرية أكبر. يمكننا التحدث بصراحة. لم يعد هناك حواجز أمنية تعترض طريقنا، ولم يعد هناك من يراقبنا من أجهزة المخابرات. باختصار، أشعر أنني أصبحت حرًا. الأمور الآن أفضل مما كانت عليه سابقًا".
حنين إلى الماضي
شمطوب، الذي يعرفه الجميع في حي باب توما، أحد الأحياء القديمة في العاصمة السورية، قال إن الحزن يملأ منزله، وإنه ينتظر عودة أفراد العائلة إلى دمشق في أقرب وقت ممكن.
واستدرك: "لكن كيف سيعودون؟ المنازل تحتاج إلى ترميم، ولا يمكنهم ترك الولايات المتحدة والعودة إلى دمشق حيث لا يوجد ماء أو كهرباء".
وأوضح أنه بعد تركه المدرسة، عمل في مجال الخياطة، ثم افتتح متجرًا، كما عمل لاحقًا في تجارة المجوهرات والعقارات.
وتابع: "في الماضي، كنا عائلة واحدة، نعيش معًا، نتبادل الأحاديث ونُعدّ الطعام. أما الآن فأنا وحدي، أطبخ لنفسي، وأغسل الصحون بنفسي، لقد اعتدت على هذه الحياة".
"إسرائيل" لا تمثلنا
وعن احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية حدودية عقب سقوط نظام البعث، قال شمطوب: "(إسرائيل) ستنسحب في النهاية، ما يفعلونه خطأ. لكنهم لا يستمعون لأحد، لأن الولايات المتحدة وأوروبا تدعمهم".
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتبر إسرائيل جهةً ممثلة له، أجاب: "لا، إطلاقًا، هم شيء، ونحن شيء آخر. هم إسرائيليون، ونحن سوريون".
توقعات بزيارة عائلات يهودية
من جانبه، قال التاجر اليهودي الدمشقي سليم دبدوب، الذي يمتلك متجرًا للقطع الأثرية في سوق الحميدية بدمشق، إنه انفصل عن عائلته عام 1992 لدى هجرتهم.
وقال دبدوب، المولود في دمشق عام 1970: "بقيت هنا لإدارة أعمالي. أسافر باستمرار بسبب العمل، وهذا يسمح لي أيضًا برؤية عائلتي في الولايات المتحدة. الحمد لله، أمورنا جيدة. لا يوجد تمييز هنا، الجميع يحب بعضهم البعض".
وأشار دبدوب إلى أن التوقعات تزايدت بزيارة العديد من العائلات اليهودية سوريا بعد سقوط النظام، وقال: "قبل عام 1992، كان هناك حوالي 4 آلاف يهودي في دمشق. كان لدينا حاخام، وكان التجار هنا، الجميع كان هنا، لكن الجميع هاجر في ذلك العام".
وأردف: "بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة. بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام، حيث زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات".
"أفتقد مجتمعي"
التاجر دبدوب أعرب عن أمله في إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية، قائلاً: "لدينا كنيس هنا، وأحيانًا يأتي رئيس الطائفة ويفتحه، فيجتمع 2-3 أشخاص، لكن لا تُقام الصلوات فيه بشكل مستمر. أفتقد مجتمعي وعائلتي وإخوتي".
وأكد دبدوب أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع فئات المجتمع، مضيفًا: "الحمد لله، لا نشعر بالغربة هنا، نحن جميعًا إخوة".
وأشار إلى أن بعض الزوار يبدون دهشتهم عندما يعلمون أنه يهودي، موضحًا: "في الماضي، كنا نواجه صعوبات أمنية، فقد كنا تحت المراقبة المستمرة من قبل قوات الأمن، وكان هناك خوف دائم. الحمد لله، لم يعد هناك خوف اليوم. إن شاء الله سيكون المستقبل أفضل، وسيعمّ السلام بين الشعوب".
كما أعرب دبدوب عن أمله في مستقبل مزدهر للتجارة، وقال: "هذا المتجر (متجر التحف) مملوك لعائلتي منذ عام 1980، وبعد هجرتهم أصبحت أنا من يديره".
وفيما يتعلق باليهود الدمشقيين الذين غادروا البلاد، ختم حديثه بالقول: "هم الآن سعداء للغاية (لانتهاء عهد التضييق)، ويتطلعون إلى زيارة دمشق واستعادة ذكرياتهم القديمة. كان مجتمعنا يقدّر الحياة الأسرية كثيرًا، وكنا نذهب إلى أماكن العبادة يوميًا".
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.
وبسطت فصائل سوريا سيطرتها على دمشق، في 8 كانون أول/ ديسمبر 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة لزمام الأمور فيها، بعد إسقاط نظام الأسد التي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم ترغب يوما بسقوطه و"كانت ترى فيه لاعبا مفيدا".
وما عزز هذا الاعتقاد بحالة "التعايش والتناغم" بين نظام الأسد وإسرائيل، إقدام الأخيرة، فور سقوط النظام، على قصف عشرات الأهداف ومخزونات الأسلحة الاستراتيجية التابعة للجيش السوري السابق خشية وصولها لقوات الإدارة الجديدة.