دريان: نؤمن بحتمية الحوار بين جميع مكونات الوطن
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أقامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت حفل إفطار، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وحضر النائب محمد خواجة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الاعلام زياد المكاري، وزير الاقتصاد أمين سلام، الوزير السابق محمد المشنوق ممثلا الرئيس تمام سلام وسفراء ونواب وسفراء وممثلي رؤساء الطوائف الإسلامية وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعسكرية والإعلامية .
والقى المفتي دريان كلمة جاء فيها: "ان للمقاصد رسالة ، بل رسالات: رسالة المحافظة على القيم الدينية، والإسلام المعتدل المنفتح على العصر والمهيأ لمواكبة المتغيرات من خلال ثوابته الإيمانية ورسالة التفاعل الإيجابي بين الإيمان والعلم، بين الإسلام والتقدم، وبين الالتزام الديني والرقي الحضاري. نشأت على العلم والتعلم، والدعوة إلى العلم، والسعي لعمل الخير، وزرع بذور العلم ورسالة التوحيد والإيمان في نفوس أبنائها، لتنمو فيهم غرسا صالحا لأنفسهم ووطنهم وأمتهم" .
أضاف: يطل علينا شهر رمضان هذا العام، ووطننا يعاني أزمات كثيرة، ما يحتم علينا تعزيز الألفة والمحبة والتضامن، وحشد كل الطاقات والجهود والإرادات الطيبة وما أكثرها ، للتبصر في شؤون البلاد والعباد لدرء مخاطر هذه الأزمات عن شعبنا وتحصين وحدتنا الوطنية من التصدع".
وأكد ان "دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، في شهر رمضان وغير شهر رمضان، تعمل على وحدة الصف الإسلامي والوطني، وتوحيد الكلمة، ولم الشمل، تجمع ولا تفرق وتزرع الخير وتنثر ثماره في كل مكان ولا تنحاز إلا للقيم والمبادئ الإسلامية والوطنية. ورغم كل الصعاب، فإن مجتمعنا لا يزال متمسكا بهذه المبادئ، لأن المقاصد والجمعيات والمؤسسات الخيرية في كل لبنان، لم تتخل عن دورها المهم في أداء مهامها التعليمية والتربوية والطبية، ليبقى مجتمعنا متماسكا متآلفا متعاونا، فهي صمام الأمان فيه والحصن الحصين للوطن، والركيزة الداعمة للدولة ومؤسساتها".
وقال: "إن مد يد العون وتقديم المساعدة لمن يحتاج من أسمى الأعمال التي حث عليها الدين الحنيف، لما لها من أجر عظيم عند الله تعالى، لمن يقوم بها مخلصا لوجهه الكريم، فليس أجلّ من العطاء ومساعدة الغير تخفيفا من وطأة الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والاستشفائية التي لم يشهد لبنان مثلها من قبل. فالدولة التي نطمح للعيش والبقاء فيها هي دولة جميع اللبنانيين، الدولة التي هي مرجعنا الوحيد، وانتماؤنا يجب أن يكون إليها وحدها دون سواها، كي ننعم جميعا بالاستقرار والأمن والأمان ، والطمأنينة ورغد العيش" .
اضاف: "لقد آن الأوان لتتضافر جهود كل القوى السياسية في بلدنا ، وتسير في الطريق الذي يوصل إلى حلول، ولا طريق للحلول المتوازنة، سوى الحوار المقترن بالعمل الصادق الدؤوب، ولا نزال نؤمن مع المخلصين بحتمية الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، أولا لانتخاب رئيس للجمهورية ، ولتحصين وحدتنا الداخلية ، لتزداد قوة ومنعة ، ولتبقى ميثاقية عيشنا المشترك عزيزة متينة ، نقية من الشوائب التي تعتريها من حين إلى آخر" .
ورأى "ان عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة ومساعدة الأشقاء والأصدقاء أمر مقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا ؟ وإذا استمر وطننا بدون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكك لبنان وفقدان كيانه" .
وقال: "لبنان أيها الأخوات والإخوة لا يبنى إلا بالتضامن وبالشراكة، وبالحوار والوحدة ، وبالتفاهم بين أبنائه، وهذه هي قوة لبنان المعرض دائما لخطر تهديدات وعدوان العدو الصهيوني الإرهابي المجرم اليومي على قرى وبلدات جنوبنا اللبناني الصامد. إنه العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، والذي يشن حرب إبادة ضد إخواننا الفلسطينيين في غزة وسائر فلسطين المحتلة، ويرتكب بحقهم المجازر الإرهابية، ضاربا عرض الحائط بكل التنديدات والقرارات التي تجرمه وتدعوه إلى وقف هذه المجازر والإبادة على أرض فلسطين المغتصبة، التي يمنع أهلها من حق الدفاع عنها وعن أنفسهم في آن . إنه لعمل إجرامي إرهابي بامتياز فاق التصور والخيال في ظل صمت دولي مريب".
وختم المفتي دريان: "فلسطين أرض العرب والمسلمين، تضم في رحابها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى أقدم الكنائس في الشرق، وفي ثراها جثامين أنبياء ورسل وصحابة كرام ، الذين حرروها من محتليها، وفتحوها بدمائهم الزكية ، فهي الأرض التي بارك الله فيها وفي ما حولها ، ليعلم العرب والمسلمين بوحدة المسار. وتحرير بيت المقدس وما حوله، آت آت لا محالة، وهذا لا يكون إلا بوحدة العرب والمسلمين وتضامنهم وجمع كلمتهم".الم
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عبدالله: تسعير نار الطائفية لا يخدم أحدا
اعتبر مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله، خلال استقباله وفودا روحية واهلية في دار الافتاء الجعفري في صور، بحضور مدير مجمع الخضرا الديني الشيخ علي عبدالله، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق، رئيس مركز امن عام صور المقدم محمد عنيسي والمسؤول الثقافي لإقليم جبل عامل في حركة امل الشيخ ربيع قبيسي، ان "تسعير نار الطائفية في لبنان لا يخدم احدا من مكونات الشعب اللبناني انما يخدم من يريد ضعف لبنان في مواجهة الازمات التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط، لان جميع اللبنانيين يجب ان يعيشوا تحت سقف الوطن وحماية هذا السقف من الانهيار لكي لا يقع فوق رؤس الجميع".
أضاف: "ان اللبنانيين متساوون في ما بينهم بالحقوق والواحبات بموجب القانون، ولا يجوز ان يكون هناك استثناءات في هذا الاطار، وان تأجيج الوضع الطائفي والمذهبي وتعزيز الامتيازات لفئة على حساب الوطن والمواطنة لا يخدم احدا على الاطلاق ولا يخدم لبنان".
ورأى ان "الضرر الناجم عن الاحتقان السياسي والطائفي واستغلاله من اجل الاصطفاف السياسي يجعل البلد في مكان خطر دائم اذا لم نغلب مصلحة لبنان على المصالح الخاصة، واننا نحترم جميع الخصوصيات شرط ان تتوافق مع مصالح الوطن".
كما أكد أن "حماية حقوق المواطن هي مسؤولية الدولة ومسؤولية الجميع، مسؤولية مشتركة في تكوين الحصانة الوطنية لهذا البلد"، مشددا على "ضرورة وحدة المعايير في الرؤية حيال القضايا الوطنية"، وعلى "مسؤولية الجميع في حفظ الوطن والسهر على سلامة اللبنانيين في امنهم واقتصادهم وسيادة وطنهم لبنان".