أكدت أن هذه الأفعال البشعة والمتواصلة من عمليات الإعدام خارج إطار القضاء، وأعمال التعذيب، تعكس تطوراً خطيراً في مسار الحرب، يتنافى مع القيم الإنسانية وحرمة الميت وكرامة الجثة

الخرطوم: التغيير

قالت مجموعة محامو الطوارئ، إنها تلقت بأسىً فيديو جرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس.

وأوضحت المجموعة في بيان، الخميس، أن الفيديو يظهر قوات تعلق جثة اقتلعت أطرافها، ومُزقت أحشاءها ترتدي زي قوات الدعم السريع.

وأشارت إلى أنه بالنظر إلى الفيديو، لا يوجد أي دليل على تعرض الجثة للقصف الجوي أو المدفعي، مما يشير بوضوح إلى تعرضها للتعذيب والتمثيل.

واعتبر محامو الطوارئ، هذه الأفعال البشعة والمتواصلة من عمليات الإعدام خارج إطار القضاء، وأعمال التعذيب، تعكس تطوراً خطيراً في مسار الحرب، يتنافى مع القيم الإنسانية وحرمة الميت وكرامة الجثة.

كما اعتبرت أن هذا الفعل يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي.

ولفتت إلى أن الاتفاقيات والمعاهدات والسوابق القضائية تؤكد ضرورة احترام حقوق القتلى وحرمة معاملتهم بطريقة غير لائقة.

وأدان محامو الطوارئ ارتكاب مثل هذه الجرائم، وطالبت بإجراء تحقيق شامل ومحاكمة الأفراد المسؤولين عنها.

وحثت الأطراف المتحاربة الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، نذكرهم بأن تلك الأفعال تنجم عنها عواقب مجتمعية كارثية.

الوسومآثار الحرب في السودان الجرائم والانتهاكات حرب الجيش والدعم السريع مجموعة محامو الطوارئ

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الجرائم والانتهاكات حرب الجيش والدعم السريع مجموعة محامو الطوارئ محامو الطوارئ

إقرأ أيضاً:

كريم خالد عبد العزيز يكتب: فن إدارة ردود الأفعال.. بين الحق والسمو الإنساني

ردود أفعالنا ما هي إلا استجابة عصبية على أفعال الآخرين معنا، وانعكاس لمشاعرنا وتصوراتنا وتجاربنا .... رد الفعل يعتبر أمرًا طبيعيًا وصحيًا للإنسان، لأن الجمادات هي التي لا ترد ولا تعطي أي استجابة .... لكن هناك أوقات نتجاهل فيها الإساءة، ونسْمو بإنسانيتنا وأخلاقنا، ونرتقي ونترفع عن الرد، ولكن هذا لا يعني أن عدم الرد بشكل دائم شيء طبيعي .... يجب أن نعرف جيدًا متى نرد ومتى نتجاهل.

حق الرد مشروع لأي إنسان، وكيفية الرد وتوقيته أيضًا .... قد تكون ردات أفعالنا عنيفة وقاسية في بعض الأحيان، وقد نُلام من الغير على ذلك .... ولكن الغير لا يعرف ما الذي نتعرض له من فعل أولاً لنرد بهذا الرد .... وللأسف الشديد، الإنسان الهادئ قد يتخلى عن هدوئه عندما يكون المناخ المحيط به والأشخاص غير هادئين .... هذا لا يعني أنه يغير من طبيعته، وإنما قد يغير تصرفاته وردود أفعاله ليتلاءم مع المواقف التي يتعرض لها.

التجاهل سلاح ذو حدين .... قد يكون التجاهل إيجابيًا عندما يشعر المسيء إلينا بعدم قيمته، فيضغط عليه تجاهلنا ليتراجع عن فعله السلبي، وقد يكون التجاهل سلبيًا عندما يشعر الغير أننا عاجزون عن الرد، فيتمادى ويزيد من أفعاله السلبية معنا .... وهذا الأمر يتوقف على شخصية الشخص المسيء نفسه أو الشخص الذي نستخدم معه التجاهل .... هناك من يخجل ويعتبر تجاهلنا اعتراضًا، فيتراجع، وهناك من يسيء الفهم ويعتبر تجاهلنا عجزًا عن الرد، فيتمادى .... وهنا يجب أن نميز جيدًا بين الأشخاص ونعي متى نتجاهل ومتى نرد.

من الناحية الدينية، حدّد لنا القرآن الكريم ثلاث خيارات لرد الإساءة، وترك لنا حرية الاختيار بينها، وعلى حسب اختيارنا يكون الجزاء والثواب من الله:
(الخيار الأول): أن نرد الإساءة بالإحسان، وأن نحول العدو إلى صديق حميم، وهذا الخيار رغم صعوبته، إلا أنه يُعدّ الأسمى والأرقى عند الله، ويعتبر قمة السمو الروحي والإنساني: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" (فصلت: 34).
(الخيار الثاني): أن نسكت عن الإساءة وأن نتجاهل الرد، ولكن نفوض أمرنا لله، فهو يرد بدلًا عنا، وهذا الخيار أقل درجة من الأول في الثواب: "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" (غافر: 44).
(الخيار الثالث): وهذا الخيار بعيد عن التعاملات الإنسانية ويتماشى مع الدول في الحروب، وهو قائم على مبدأ رد الفعل بشرط عدم المبادرة بالإعتداء : "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (البقرة: 190).

علينا أن نزن الأمور بحكمة، وأن نحلل المواقف التي نتعرض لها من إساءة، لكي نعرف متى نرد ومتى نتجاهل حسب المواقف والظروف التي نواجهها .... وأن نضع في عين الاعتبار العدل والرحمة والسمو الإنساني والأخلاقي الذي يجعلنا نتحكم في ردات فعلنا، ويمنحنا ثوابًا عند الله كلما ارتقينا وترفعنا بإنسانيتنا.

مقالات مشابهة

  • البنك الدولي : تدمير 93% من فروع البنوك في قطاع غزة
  • السودان: 15 قتيلاً في هجوم بمسيّرة «تابعة للجيش» في أم درمان السبت
  • مجموعة العمل المعنية بالقانون الدولي الإنساني تدين الممارسات التعسفية في ليبيا
  • محامو الطوارئ: 21 قتيل وجريح جراء استهداف الجيش لعربة نقل ألبان
  • مريم أشرف زكي : قررت خوض تجربة التمثيل على المسرح
  • "المشاط" تفتتح ورشة عمل مجموعة البنك الدولي حول منصة الضمانات الموحدة لدفع الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر
  • المشاط تفتتح ورشة عمل البنك الدولي لدفع الاستثمار الأجنبي بمصر
  • المشاط تفتتح ورشة عمل مجموعة البنك الدولي حول "منصة الضمانات الموحدة لدفع الاستثمار"
  • المشاط: التوسع في ضمانات الاستثمار من البنك الدولي لزيادة مُشاركة القطاع الخاص
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: فن إدارة ردود الأفعال.. بين الحق والسمو الإنساني