بعد عام كامل عادت ثلاثة مصارف تجارية للعمل بالعاصمة السودانية، الخرطوم عقب انتصارات حققها الجيش السوداني في مدينة أم درمان شمالي الخرطوم، هذه العودة مقرونة باستقرار الأوضاع الأمنية بالمنطقة.

وتعرض الجهاز المصرفي بعد الحرب لانهيار بسبب تعرضه للنهب وحرق مباني عدد من المصارف.

وأدت الحرب إلى توقف 70% من فروع المصارف في مناطق القتال، بحسب تقرير لبنك السودان المركزي، الذي أكد “نهب ممتلكات وأصول وموجودات البنوك”.

ووفقا لبيان من بنك السودان المركزي على موقعه الرسمي؛ تعرضت المصارف لعمليات نهب وتخريب واسعة منذ بداية الحرب.

وتعهد البنك في سبتمبر الماضي، بالعمل على تقليص الأضرار التي لحقت بالقطاع ومعالجة الانخفاض في قيمة العملة الوطنية؛ إلا أن العام شهد خروج العشرات من أفرع البنوك في ولايات وسط وغرب البلاد عن الخدمة بسبب اتساع رقعة الحرب؛ كما استمر التراجع الكبير في قيمة الجنيه السوداني.

وأشعلت عودة عمل المصارف الأمل في نفوس السودانيين بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وشملت قائمة المصارف التي عادت للعمل مصرفين من جملة 39 مصرفاً يعملون بالسودان وهما بنك النيل وبنك الخرطوم الذي قام بافتتاح فرعين في أحياء الكنانة والثورة.

وقال بنك النيل في بيان له “إن افتتاح هذا الفرع يعكس التزامه بتقديم أفضل الخدمات المصرفية لعملائه في ظل هذه الظروف الاستثنائية وتعزيز علاقاته معهم، وأضاف: “ونفخر بكوننا أول بنك يحرك عجلة النظام المصرفي داخل ولاية الخرطوم”.

أما بنك الخرطوم فقد قال لدى افتتاح فرعه الأول بمنطقة الحتانة في السابع من مارس الجاري إن عودة العمل تأتي ضمن جهود بنك الخرطوم للاستمرار في تقديم الخدمات المصرفية وزيادة نوافذ خدمة الجمهور.

وأكدت إدارة البنك على عودة العمل بفرع البنك في مدينة أم درمان (الثورة بالنص)، اعتباراً من أمس الثلاثاء، وقالت في تعميم صحفي إن ذلك يأتي ضمن جهود البنك للاستمرار في تقديم الخدمات المصرفية وزيادة نوافذ خدمة الجمهور.

وتعود هذه المصارف للعمل في ظروف اقتصادية معقدة من أهمها تآكل رساميل البنوك السودانية المقدرة بنحو 45 تريليون جنيه بمقدار النصف، وإغلاق أكثر من 70 بالمئة من فروع البنوك العاملة في البلاد والبالغ عددها 39 بنكاً حكومياُ وتجارياً بالإضافة إلى الهبوط المستمر لقيمة العملة الوطنية أمام حزمة العملات الأجنبية”.

خطوة غير مأمونة
وتباينت ردود الأفعال حول خطوة عودة بعض المصارف للعمل بولاية الخرطوم ويرى التاجر محمد أحمد عبد الرحمن بسوق أم درمان أن الخطوة غير مأمونة العواقب لجهة أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بالكامل.

وقال ل (المحقق): “لا بد من التريث لاتخاذ مثل هذه القرارات وتنفيذها لأنه على الرغم من أن منطقة أمدرمان آمنة إلا أن هنالك بعض المناوشات التي تحدث من وقت لآخر تجعل من الاستقرار الأمني الحالي غير كامل”.

وأضاف: “نحتاج لبعض الوقت حتى تعود الأمور إلى طبيعتها وأن تعود الثقة مرة أخرى في النظام المصرفي”.

تحريك النشاط
بينما استحسن رجل الأعمال بابكر إبراهيم خطوة عودة عمل بعض المصارف بأم درمان مشيراً إلى أن الخطوة ستعمل على تحريك النشاط الاقتصادي الراكد.

واستبعد إبراهيم في حديثه مع “المحقق” أن يكون للخطوة سلبيات مبيناً أنها ستعمل على إعادة تعزيز الثقة في الجهاز المصرفي السوداني.

وقال لابد من اتخاذ مثل هذه الخطوات الداعمة للاستقرار الإقتصادي والاجتماعي بولاية الخرطوم”.

وأشار إلى أن هذه المصارف ستعمل على كسب ثقة عملائها على المدى البعيد.

فرقعة إعلامية
وبدوره، وصف موظف بأحد المصارف – فضل حجب هويته – عودة بعض المصارف للعمل بأنها“ فرقعة إعلامية”.
وأشار إلى أنه من الصعوبة بمكان ممارسة العمل المصرفي في مثل هذه الظروف مبيناً أن الوضع الأمني غير مستقر حتى الآن بمزاولة العمل المصرفي.

وتساءل في حديثه مع (المحقق) عن كيفية جلب النقد في ظل عدم وجود مطبعة العملة والبنك المركزي.
وأكد أن عودة المصارف للعمل مرهونة بعدد من الخطوات غير متوفرة الآن”.

خطوة ممتازة
ويقول الخبير الاقتصادي د. محمد الناير إن عودة المصارف في ولاية الخرطوم خطوة ممتازة، وظللنا نطالب بأن لا تتوقف عجلة الاقتصاد بأي حال من الأحوال.

وأضاف:” كان هنالك توقف لفروع المصارف في ولاية الخرطوم خلال الفترة الماضية، رغم أن محلية كرري تشهد استقراراً وكان يجب ألا تتوقف فيها المصارف على الإطلاق “.

وتابع:” نقول الآن بعد عودة أم درمان بكاملها فتح المصارف في كل أم درامان “.

وطالب الناير البنك المركزي بالسعي مع فروع البنوك التجارية المتواجدة في هذه المواقع، ويعمل على إعادة تأهيلها بالسرعة المطلوبة لكي تمارس عملها لأنها تعالج كثيرا من قضايا الجماهير الموجودين في ولاية الخرطوم بصورة أساسية، خاصة بعد عودة شبكة الاتصالات لأم درمان الذي يسهل إعادة فتح المصارف بالمنطقة.
وأردف:” هذا الأمر يسهل على المواطنين تلقى تحويلاتهم وخلق وفرة للكاش ، لأن الخرطوم في الفترة الماضية كانت تعاني من أزمة الكاش.

وشدد على ضرورة أن يتم دعم هذه الرؤية والإسراع في تنفيذها بشكل كبير، وعلى الدولة أن تعمل على تأهيل فروع المصارف وافتتاحها في أقرب وقت ممكن وتعمل الدولة أيضا بالتنسيق مع شركات الاتصالات على تأمين شبكة الاتصالات في أم درمان والعمل على امتدادها في كل مدن الخرطوم في المرحلة القادمة “.

وأوضح أن هذا الإجراء لديه أثر اقتصادي إيجابي ينعكس على المواطنين في إمكانية تلقى الخدمات والوصول إلى فروع البنوك والحصول على الكاش اللازم لتيسير أمورهم اليومية، كما يسهل على المواطنين الموجودين في أم درمان إجراءات تحويلاتهم من الخارج وترتيبات استلام التحاويل سواء من الداخل أو الخارج”.

وأكد أن هذا يساعد في حركة السوق باعتبار أن وجود المصارف يجعل الحركة التجارية تذهب لتوريد المبالغ في المصارف حتى لا تكون مسؤولية في الأموال في المحالّ التجارية، وبالتالي يكون صمام أمان لوجود حركة في القطاع المصرفي سواء عبر توريد الواردات اليومية للحركة في المصارف أو توريد الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

المحقق- نازك شمام

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ولایة الخرطوم المصارف فی أم درمان

إقرأ أيضاً:

بيان مهم من الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم

بيان مهم
جماهير شعبنا الأبي:
بعد اندلاع عدوان مليشيا الدعم السريع على الشعب السوداني في الخامس عشر من أبريل ودعايته الحربية الكاذبة التي تؤيدها أحزاب الحرية والتغيير بتصوير هذا العدوان أنه مجرد صراع بين جنرالين مزيّفين فيه حقيقة أن هذه الحرب ضد الشعب السوداني وتهدف إلى تهجيره و احتلال أرضه.
ومنذ صباح الغدر والخيانة يُعاني الشعب السوداني مآسي عديدة بدأت في الخرطوم حيث عمل الجنجويد على قتل و نهب واغتصاب شعبنا وتشريده و ممارسة أبشع أنواع الجرائم في حقه في كل أنحاء السودان ففي الجنينة مارست مليشيا الجنجويد جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في حق السودانيين العزل، وفي الجزيرة ارتكبوا مجازر و اقتحموا و روّعوا معظم القرى منتهكين بذلك الأعراض والأرواح. كما قامت مليشيا الجنجويد الإرهابية بقتل وتهجير المزارعين حتى أصبح الشعب السوداني يواجه خطر المجاعة بسبب مهاجمة مليشيا الجنجويد للمشاريع الزراعية في الجزيرة، سنجة، الدندر، وغيرها، ونهب ومصادرة المحاصيل والآليات الزراعية تنفيذاً لتعليمات كفيلها الإقليمي وماحدث في الجنينة والخرطوم والجزيرة وغيرها ماهو إلا عملية تغيير للتركيبة السكانية بغرض احتلال تلك الأراضي وتهجير سكانها قسرياً،كما مارست مليشيا الجنجويد سلوكها الإرهابي المعتاد منذ القِدم حيث عملت على تدمير البنية التحتية والاقتصادية باحتلالها للمؤسسات ونهبها للبنوك بل حتى منازل المواطنين بحثاً عن الديمقراطية المزعومة.
جماهير الشعب السوداني:
إن التوصيف الدقيق لهذة الحرب هي احتلال أو “استعمار كلاسيكي” تطمح به الإمارات العربية كوكيل للمشروع الصهيو أمريكي في المنطقة الذي يسعى للسيطرة على مقدرات و ثروات الشعب السوداني وتحطيم جيشه واستبداله بمليشيا أُسرية تضمن من خلالها الإمارات وحلفائها استمرار نهبهم لموارد السودان وثرواته لمئات السنين كما فعلت بريطانيا سابقاً.
تنفذ مليشيا الدعم السريع الإرهابية هذا المشروع الرامي لتكوين إمارة أُسرية و رهن مواردها لذراع الامبريالية الإقليمي الإمارات التي تهدف إلى احتلال البلاد بالمفهوم الحديث، وتهجير ملايين السودانيين قسرياً من مناطقهم.
تعاون المليشيا في مشروعها بل وتتفق معه قوى الظلام الجديدة التي سقطت كعادتها أخلاقياً، بل أنها باتت توفر غطاء سياسي للدعم السريع وحليفاً سياسياً له بموجب إعلان أديس أبابا فالحرية و التغيير أو “تقدم” بابت الذراع المدني لمليشيا الجنجويد وتمارس وظيفتها في التضليل و تزييف الحقائق وتعمل على تبرير أفعال المجموعات الإرهابية من تقتيل وتنكيل ونهب واغتصاب وتشريد للشعب السوداني.
نرى ونعمل بما وجب علينا وعلى شعبنا محاصرة عناصر الحرية والتغيير وحليفها العسكري، سياسياً وأخلاقياً وعزلهم و إفشال مؤامراتهم على الشعب السوداني.
تقف الجبهة الديمقراطية بجانب شعب السودان وقواته المسلحة وصغار جنودها وضباطها ضد مشروع مليشيا الدعم السريع وتتفق مع حلها عسكرياً و سياسياً، ومحاسبة من أسسها ودعمها في جميع مراحلها ” النظام البائد، جنرالات لجنته الأمنية، والحرية والتغيير” .
ونقولها بصوت صامد إن السودان لن يتحول إلى مزرعة أو منجم للإمارات، وفي سبيل ذلك يدفع السودانيون رفقة المؤسسة العسكرية الغالي والنفيس لإنهاء هذا العدوان الغاشم.
جماهير شعبنا الأبي:
إن مايتعرض له الشعب السوداني من انتهاكات واحتلال هو نفس الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني والعدو واحد والمقاومة واجبة بكل الطرق و الوسائل الممكنة حتى تحقيق النصر.
يقاتل السودانيين في معارك التحرير دفاعاً عن حقهم في الحياة ويقدمون أرواحهم فداءً للأرض والعرض في معارك تقصد بها المليشيا استهداف السودانيين وتشريدهم بل إبادتهم جماعياً أن استطاعت ذلك …
إن احتفالات جماهير شعبنا بتقدم قواته المسلحة تؤكد أنه لا مكان بيننا بعد الأن لمليشيا الدعم السريع وحليفها السياسي، و تعبر عن هزيمة كبيرة لمشروع الاحتلال الإماراتي للسودان .
الجبهة تُحَيّ نضال الجنود في الخرطوم والجزيرة و سنار و بابنوسة وأبطال الهجانة بالفرقة الخامسة وفي كل محاور القتال، كما تحي رفاقنا أبطال المشتركة في الفاشر وهم يبذلون كل أنواع التضحيات دفاعاً عن المدينة والمواطنين ودفاعاً عن كل أراضي السودان.
وفي ظل كل هذا التقدم والانفتاح العسكري نحي انتصارات جنود وضباط القوات المسلحة ونضالاتهم في مقاومة وإفشال المشروع الصيهو أمريكي الذي ترعاه وتنفذه الإمارات عبر مليشيا الجنجويد.
-يداً بيد مع جنود القوات المسلحة.
-النصر لأرضنا وشعبها وجنودها.
-عاش الشعب السوداني حراً أبياً.
-عاش السودان وعاشت سيادته.
‏‎لا تصالحْ
‏‎..ولو منحوك الذهب
‏‎أترى حين أفقأ عينيك
‏‎ثم أثبت جوهرتين مكانهما
‏‎هل ترى..؟
‏‎هى أشياء لا تشترى
‏‎لا تصالح على الدم.. حتى بدم
‏‎لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
‏‎إنها الحربُ
‏‎قد تثقل القلب
‏‎لكن خلفك عار العرب
‏‎لا تصالحْ
‏‎ولا تتوخَّ الهرب
الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
1 أكتوبر 2024 م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزارة التخطيط تتوقع تحسن النشاط الاقتصادي خلال الفترة المقبلة
  • بعد عمليات إعدام ميدانية.. خبير أممي يدعو إلى حماية عاجلة للمدنيين بالخرطوم
  • مرحبا باليسار علي لسان الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
  • بيان مهم من الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
  • أيها المليشي أخرج من المقرن والخرطوم هذه المعركة أكبر من قدراتك وإمكانياتك
  • الخارجية السودانية تقدم توضيحات جديدة بالصور عن إستهداف مقر سفير الإمارات بالخرطوم وتفاصيل تصفية مواطن على يد الدعم السريع
  • تركيا تدين الاعتداء على مقر السفير الإماراتي بالخرطوم
  • بيان جديد للخارجية السودانية حول اتهام الجيش باستهداف مقر سفير الإمارات بالخرطوم
  • بيانات عربية تدين قصف مقر سفير الإمارات بالخرطوم
  • ???? المقر الوحيد الذي لم تسرقه مليشيا التمرد في الخرطوم أو تنهبه هو مقر سفارة الإمارات بالسودان