اجتماع جديد لـلجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا..ما التوقعات؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
كشفت تقارير إخبارية نشرتها وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية عن تحضيرات لعقد ثاني اجتماعات "لجنة الاتصال العربية" التي تضم وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والنظام السوري، بالإضافة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
واللجنة التي عقدت أولى اجتماعاتها في آب/أغسطس 2023 في القاهرة، مكلفة بالاتصال مع النظام السوري، ومتابعة مكافحة تهريب المخدرات، وعودة اللاجئين، ودفع مسار الحل السياسي، بعد الانفتاح العربي مع النظام السوري.
ورجحت صحيفة "الوطن" أن يكون الاجتماع في العاصمة العراقية بغداد، في شهر أيار/مايو القادم، مؤكدة أن "الحرب على غزة كانت أحد الأسباب في تأخر انعقاد اللجنة إضافة إلى عوامل أخرى".
وبحسب الصحيفة فإن الأجواء "الممتازة" التي سادت بعد زيارة وزير خارجية النظام فيصل المقداد الأخيرة للرياض، ساهمت في الدفع بهذه الجهود للأمام والتي أثمرت عن تحديد موعد انعقاد اللجنة، ووصفت زيارة المقداد للرياض بالناجحة جدا، موضحة أنه "جرى خلالها مناقشة جميع المواضيع التي تهم العمل العربي المشترك".
وتابعت بأن التوقعات تتحدث عن نتائج إيجابية ستخرج عن الاجتماع بما يشكل خطوة إلى الأمام في مسار تطبيع العلاقات العربية مع النظام.
واللافت أن الخطوة تأتي رغم الرفض الدولي للتطبيع مع النظام، وهو ما أكده البيان الرباعي الأمريكي البريطاني الفرنسي الألماني المشترك قبل أيام، بمناسبة الذكرى 13 لاندلاع الثورة السورية.
وبحسب معلومات نشرتها وكالات روسية، جرى تعليق أعمال لجنة الاتصال التابعة للجامعة العربية بضغط أمريكي، بعد الأنباء عن نتائج سلبية من الاجتماعات العربية التي عقدت مع النظام السوري، معتبرة أن "الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد النظام السوري حالت دون إعادة دمجه في العالم العربي".
حاجة للنظام السوري
وفي هذا الإطار يقول الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، بصرف النظر عن حقيقة دعوة اللجنة العربية المنبثقة عن القمة العربية للانعقاد في بغداد، فالنظام السوري أحوج ما يكون لهذه اللقاءات الإقليمية في ظل انحساره وتقوقعه بعيدا عن ملفات المنطقة، ولاسيما الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي بعد الحرب في غزة.
ويضيف لـ"عربي21"، من ناحية أخرى يريد النظام مقابل ما أسماها إصلاحات، من خلال دمج الفروع الأمنية وحصر قرارتها في جهة واحدة.
ويتساءل خليفة: "لكن هل ما قام به النظام يُغري اللجنة العربية، التي يُعد جوهر عملها هو وقف تدفق حبوب الكبتاغون المخدرة إلى دول الجوار والخليج العربي، وهل النظام مؤهل لإعادة اللاجئين السوريين والولوج بالعملية السياسية، والتي ارتضى السوريون على مضضٍ انطلاقتها من إعداد دستور جديد، واللجنة الدستورية المعدة لذلك لم تنجز وهي مجمدة بسبب تعنت النظام في العودة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف لإكمال ما بدأته اللجنة من مناقشات دستورية".
وبذلك، يعتقد الكاتب أن النظام ما يزال يماطل ويعطل، علماً أن الدول المنخرطة في لجنة الاتصال تعلم ذلك جيداً، وقال: "إن النظام يستنسخ السياسة الإيرانية الخارجية، بخطابين، أحدهما ناعم على لسان الدبلوماسية والآخر خشن تمارسه المليشيات والفرقة الرابعة بتهريب المخدرات وترهيب السوريين في الداخل، قطعاً للطريق على عودة اللاجئين".
وعلى حد تأكيد خليفة، فإن بنية النظام غير قابلة للتغير، رغم كل ما يقدم له من وعود عربية وغربية حال انخراطه بالعملية السياسية، ويستدرك بقوله: "لكن ربما المساعي العربية محاولة لإنجاز شيء قبل الانتخابات الأمريكية وتحديداً قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لأنه حينها يصبح إعادة تعويم النظام من الماضي".
ومثل خليفة، يقلل الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي من مخرجات الاجتماع مع النظام، ويصفه بـ"الروتيني"، ويقول لـ"عربي21": "سبق الانفتاح على النظام السوري مطالبات عربية من النظام، وبالتالي سيتم تقييم مدى استجابة النظام لها".
إلى ذلك، يرى أن اختيار بغداد للاجتماع "نقطة قوة" للنظام السوري، على اعتبار أن بغداد قريبة من النظام السوري وإيران، ويقول: "لكن وجود الأطراف الأخرى الأكثر تشدداً مثل السعودية، ستجعل الاجتماع بدون نتائج متوقعة على صعيد التطبيع مع النظام، أو على وجه التحديد دعم النظام مالياً".
وبهذا المعنى، يعتقد علاوي أن الاجتماع لن يخرج بنتائج ملموسة، ويقول: "حتى اللحظة لم يرشح أي أنباء عن اختراق يخص الملف السوري".
تفاهم سعودي مع النظام
في المقابل، اعتبر المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري عمر رحمون، أن زيارة فيصل المقداد إلى السعودية تؤكد أن "هناك تفاهمات سعودية سورية، وهذا قد ينعكس على الاجتماع الثاني للجنة الاتصال العربية المقبل في بغداد".
وقال لـ"عربي21": "المعروف أن السعودية كان لها دور في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وهي عضو في لجنة الاتصال العربية"، وأردف رحمون: "لكن ثمة مشكلة عالقة وهي العلاقات المتوترة مع الأردن وتهريب المخدرات، لكن ليس من مصلحة الأردن الخلاف مع سوريا، ولولا وجود طرف في الأردن يتعامل مع تجار المخدرات في سوريا لكانت حلت المشكلة، وهذا ما لا تريد الأردن أن تعترف به".
وفي أيار/مايو 2023، جرى تشكيل لجنة الاتصال بقرار من وزراء الخارجية العرب، بغرض الحوار المباشر مع النظام السوري للتوصل لحل سياسي شامل في البلاد، وأكد بيان التشكيل على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، والحوار المباشر مع النظام السوري للتوصل لحل شامل للأزمة السورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية لجنة الاتصال العربية النظام السوري السعودية سوريا سوريا السعودية النظام السوري لجنة الاتصال العربية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لجنة الاتصال العربیة مع النظام السوری للنظام السوری
إقرأ أيضاً:
صحيفة تركية: ما جرى في الساحل السوري خطط له في اجتماع “سري” بالرقة
#سواليف
كشفت #صحيفة ” #حرييت ” التركية، تفاصيل #اجتماع “سري” جرى في محافظة #الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ” #قسد “، مشيرة إلى تورط أطراف دولية بينها إيران في #هجمات #فلول_النظام_المخلوع في منطقة #الساحل_السوري.
وقالت الصحيفة في تقرير أعده الصحفي المقرب من الحكومة التركية عبد القادر سيلفي، الاثنين، إن الأحداث الأخيرة التي شهدها الساحل السوري، خاصة في #اللاذقية و #طرطوس، تم التخطيط لها خلال اجتماع سري عُقد في مدينة الرقة يوم الاثنين 3 آذار /مارس الجاري.
وبحسب الصحيفة، فقد شارك في الاجتماع ممثل عن القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، وممثل عن حزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، وممثل عن #إيران، بالإضافة إلى ضابط من جيش النظام السوري المخلوع وممثل عن محافظة السويداء.
مقالات ذات صلةولفتت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تعمل على إعادة تنظيم جنود سابقين كانوا يشغلون مناصب بارزة في جيش النظام المخلوع، في محاولة لخلق حالة من الفوضى داخل البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن الاجتماع جاء قبل أيام قليلة من اندلاع الأحداث في الساحل السوري، التي دفعت البعض إلى التساؤل حول احتمال عودة سوريا إلى دوامة الحرب الأهلية بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.
ولفت التقرير إلى أن الاجتماع في الرقة ضم جهات ذات مصالح متضاربة، لكن بدا أن هناك تنسيقا فيما بينها لزعزعة الاستقرار في سوريا وإضعاف الدولة الجديد.
ولفتت الصحيفة التركية إلى أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تأجيج الأوضاع في سوريا عبر دعم جماعات درزية، بينما تسعى إيران لخلق اضطرابات من خلال العلويين، في حين تستمر الولايات المتحدة في دعم قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على نفوذها في المنطقة.
وفي ختام التقرير، أكدت الصحيفة أن سوريا تواجه خطر الدخول في صراع جديد إذا لم تتمكن الحكومة من استعادة الأمن والاستقرار، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات سياسية عاجلة، مثل تسريع العمل على دستور جديد، وإجراء انتخابات لتشكيل حكومة منتخبة.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس الساحليتين توترات أمنية غير مسبوقة على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.
ووثقت تقارير وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت وزارة الدفاع السورية، الاثنين، عن انتهاء العملية العسكرية ضد فلول النظام المخلوع في منطقة الساحل بعد تحقيق أهداف المرحلة الثانية، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية ستعمل في المرحلة القادمة على تعزيز عملها لضمان الاستقرار وحفظ الأمن.