المعلمة والأم نيرفت المقداد: واجبي تجاه أبنائي وطلابي منحني العزيمة لمواجهة مرض السرطان ومواصلة العطاء
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
درعا-سانا
أصبحت المعلمة والأم نيرفت المقداد قدوة لأبنائها وطلابها في التحلي بالصبر وقوة الإرادة لمواجهة الصعاب، بعد أن نجت من مرض السرطان، وكانت مستمرة خلال رحلة العلاج في أداء واجبها كأم لثلاثة أبناء ومديرة ثانوية الشهيد منصور الخليل في مدينة بصرى الشام بريف درعا.
المعلمة نيرفت ذات الـ 55 عاماً خاضت معركة طويلة في مواجهة مرض السرطان لكنها لم تستلم له، ومنحتها أمومتها القوة لتتابع رحلة العلاج، كما أضفت إليها مهنة التدريس واجباً أخلاقياً واجتماعياً تجاه المدرسة والطلاب وهو ما حفزها للاستمرار بمهنتها رغم مراحل العلاج الطويلة، وجعل المستحيل واقعاً على حد تعبيرها، فكانت الأم المعطاءة والناجية من المرض والمديرة المحبوبة من طلابها وزملائها والمتفانية بعملها.
وفي حديث لمراسل سانا أوضحت المعلمة نيرفت أنها تعرضت لصدمة كبيرة عندما علمت بإصابتها بالمرض، لكن الإرادة القوية والإصرار على الشفاء حولا الإصابة إلى امتحان يجب أن تجتازه مهما كانت الصعوبات، ورفضت أخذ إجازة طويلة بل استمرت في العمل التربوي، ولم تأخذ إجازة إلا خلال الجرعات الكيماوية والجراحة.
وأشارت إلى أنها تعمل في مهنة التدريس منذ ثلاثين عاماً وتتعامل مع طلابها كأبنائها تماماً مؤكدة أن رسالة المعلم تربية وتعليم لا يمكن فصلهما، وأن تكليفها بإدارة الثانوية زاد من مسؤوليتها تجاه أعداد أكبر من الطلاب.
وترى كل من ساجدة وسامراء أن والدتهما مثال للصبر في مقاومتها للمرض وشفائها منه، ومنها تعلمتا معنى الإخلاص في العمل، تقول ساجدة: “خلال فترة مرضها كانت تواسينا وكنا نشعر أنها أقوى منا جميعاً، لقد صبرت وعانت لكنها استطاعت أن تصل بنا إلى بر الأمان، وتنجح كأم ومعلمة ورغم الصعاب”.
رضوان الراضي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
80 غارة خلال شهر.. هل حققت إسرائيل أهدافها من استباحة أجواء سوريا؟
شنت إسرائيل على المحافظات السورية في شهر مارس/آذار الماضي نحو 80 ضربة جوية، استهدفت مواقع عسكرية مختلفة في خمس محافظات سورية، في تصعيد لافت من حيث عدد الضربات وتنوع الأهداف على مناطق متفرقة من البلاد، بالأخص في حمص وريف دمشق.
ونشر مركز حرمون للدراسات المعاصرة خريطة تحليلية بعنوان "الضربات الإسرائيلية على سوريا في مارس/آذار 2025: الأهداف والتوزع والدلالات" رصد فيها مناطق الضربات الإسرائيلية وتواريخها والأهداف التي أرادت إسرائيل تحقيقها منها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تاريخ عريق وواقع متأزم.. هل تستطيع إيران "الانبعاث من تحت الرماد"؟list 2 of 2عرب أفريقيا على رأس القارة.. هل آن أوان التلاقي؟end of listوتظهر الأرقام، أن محافظة حمص، وبالأخص مطاري "تيفور" (التياس) وتدمر، كانا الهدف البارز في هذه الجولة من الغارات بنسبة 68.5% من إجماليها، تليها دمشق -الممتلئة بالألوية والفرق العسكرية- بنسبة 13.75%، ثم درعا بنسبة 11.25%، بينما شهدت اللاذقية وطرطوس ضربات محدودة استهدفت منشآت دفاعية ومستودعات تابعة للجيش.
وشهد مطارا "تيفور" (التياس) وتدمر نحو 16 و13 غارة جوية إسرائيلية على التوالي بتاريخ 21 مارس/آذار 2025 ثم 13 و11 غارة أخرى في 24 من الشهر ذاته.
وفي ريف دمشق، تعرض كل من اللواء 90 واللواء 68 إلى غارتين منفصلتين في 10 مارس/آذار 2025، واستهدفت منطقة رادار الجيش وقاعدة الدفاع الجوي ومقر حركة الجهاد الإسلامي بغارة واحدة على كل منها بين 10 و13 من الشهر نفسه.
أما في درعا فقد تعرض اللواء المدرع 12 إلى غارتين إسرائيليتين منفصلتين في 10 مارس/آذار 2025 ثم غارة أخرى في 17 من الشهر نفسه. وتعرض اللواء 89 في درعا إلى 3 غارات في 10 مارس/آذار 2025.
إعلانوفي طرطوس تعرض أحد مواقع الدفاع الجوية إلى غارتين في 3 مارس/آذار 2025، في حين تعرضت المستودعات العسكرية في ملعب القرداحة في اللاذقية إلى غارة جوية إسرائيلية في اليوم ذاته، كما تعرض اللواء 110 إلى غارتين في 26 من الشهر نفسه.
وتنوعت أهداف الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا في شهر مارس/آذار 2025 بين محاولات اغتيال واستهداف مقرات الألوية والمستودعات وغيرها، لكن المطارات العسكرية، كان لها النصيب الأكبر من الضربات بنسبة 73%، وهو ما يعكس رغبة تل أبيب في شل البنية التحتية الجوية في سوريا ومنع أي محاولة لإعادة بناء سلاح الجو السوري.
ويشير تنوع الأهداف العسكرية التي استهدفتها إسرائيل إلى تنوع نيات تل أبيب من ورائها، فقد هدفت من حملتها إلى تعطيل الدفاعات الجوية وإعاقة بناء التشكيلات البرية السورية، كما أرادت إسرائيل من وراء ضرب مقر حركة الجهاد الإسلامي إرسال رسالة استباقية إلى التنظيمات الفلسطينية التي تعتقد أنها مرتبطة بإيران.
وبلغ التصعيد الإسرائيلي أشده بعد محاولة قوات إسرائيلية خاصة التوغل برا في إحدى البلدات الحدودية في ريف درعا، ما دفع الأهالي إلى مواجهتها بأسلحة فردية واجهتها إسرائيل بقصف جوي ومدفعي، وانتهت بانسحاب القوات الإسرائيلية مخلفة ما لا يقل عن 6 قتلى وعشرات الجرحى، وهي المرة الوحيدة التي سقط فيها ضحايا من القصف الإسرائيلي، باستثناء محاولة الاغتيال التي جرت في مقر حركة الجهاد وأسفرت عن مقتل شخص.
وتشير الضربات الإسرائيلية على درعا إلى شكوك تل أبيب تجاه استقرار الجنوب السوري. وعلى الرغم من محدودية الاستهداف في الساحل، فإن الضربات على القرداحة وطرطوس بدت ذات طابع رمزي واستباقي، وتحمل رسائل ردع لضمان بقاء الهيمنة الجوية الإسرائيلية على الشريط الساحلي، ومنع نشوء أي نشاط عسكري غير محسوب في تلك المنطقة الحساسة.
إعلان[يمكنكم قراءة الورقة التحليلية كاملة عبر هذا الرابط]