أكد الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أن رئاسة COP28 تحرص على تعزيز التعاون الدولي مع كافة الشركاء للبناء على نجاحات المؤتمر بما يساهم في دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة عالمياً بشكل متزامن مع العمل المناخي الفعال، وبشكل يتماشي مع رؤية القيادة في دولة الإمارات.

جاء ذلك ضمن كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري بشأن تغير المناخ الذي تقام فعالياته في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن اليوم وغداً، بحضور عدد من الوزراء وقادة العمل المناخي من جميع أنحاء العالم. وسلط الجابر الضوء في كلمته على جهود ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف، التي أقر "اتفاق الإمارات" التاريخي إنشاءها لتوحيد الجهود وضمان استمرارية العمل بين الرئاسة الحالية والرئاسات المستقبلية لمؤتمر الأطراف، ودعم تنفيذ "اتفاق الإمارات".

وفي جانب من الاجتماع بعنوان "عرض رؤية الترويكا" تحدث كلٌ من الدكتور سلطان الجابر، ومختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في جمهورية أذربيجان الرئيس المعين لـ COP29، وأندريه كورّيا دو لاغو نائب وزير الخارجية لشؤون المناخ والبيئة والطاقة في جمهورية البرازيل الاتحادية التي تستضيف COP30.

وقال الدكتور سلطان الجابر في كلمته إن الترويكا ستسعى إلى دعم الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً لضمان تحقيق الهدف المنشود منها، وهو رفع سقف الطموح للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وأوضح أن إقرار "اتفاق الإمارات" شكَّل نجاحاً مميزاً لمنظومة العمل الدولي متعدد الأطراف ونهج احتواء الجميع، وأثبت إمكانية تغليب المصلحة المشتركة والتكاتف على المصالح الذاتية والاستقطاب، حيث وحَّدت كافة الدول جهودها حول هدف مشترك هو الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وأشار إلى أن الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً تمثل أداة حاسمة لتصحيح مسار العمل المناخي، مؤكِّداً ضرورة أن تبدأ الأطراف العمل في مرحلة مبكرة لتقديم مساهماتها المحددة وطنياً قبل تسعة أشهر على الأقل من انعقاد COP30.

وشدد الجابر على أهمية أن تشمل المساهمات المحددة وطنياً كافة جوانب الاقتصادات، وجميع أنواع غازات الدفيئة، بما فيها الميثان، ولفت إلى أهمية أن تضع الدول سياسات لخفض الانبعاثات بحلول عام 2035 بنسبة 60 في المئة مقارنة بمستويات عام 2019، داعياً الأطراف إلى اتباع الحقائق العلمية، والتأكد من العمل لتحقيق الانتقال المنشود في قطاع الطاقة من خلال مسارات منظَّمة ومسؤولة وعادلة ومنطقية.

وأوضح أن COP28 نجح في تبني ذهنية إيجابية تنظر إلى العمل المناخي بصفته فرصة لتحفيز خلق صناعات ووظائف جديدة، والاستفادة من التقنيات الجديدة بما في ذلك القدرات الاستثنائية للذكاء الاصطناعي، وتشجيع النمو الاقتصادي المستدام.

ودعا الجابر إلى تكثيف الجهود المبذولة عبر جميع ركائز أعمال العمل المناخي، موضحاً أن جهود "التخفيف" والحد من الانبعاثات يجب أن ترافقها إجراءات مماثلة بشأن "التكيّف"، كما دعا الأطراف إلى إعداد خطط وطنية شاملة للتكيّف تغطي النظم الغذائية، والأمن المائي، والطبيعة، والصحة، وحماية الحياة وتطوير سبل العيش، وتوفير التمويل الكافي لتنفيذ هذه الخطط.

وأكد أن التمويل هو العامل الحاسم لتمكين التقدم في العمل المناخي، وإعادة بناء الثقة، خاصةً مع دول الجنوب العالمي، وأن COP28 حقق تقدماً جذرياً في هذا المجال من خلال إنشاء وتفعيل وبدء تمويل الصندوق العالمي المختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، وطالب جميع الأطراف القادرة بتقديم مساهمات مؤثرة لتمويل الصندوق.

وقال الدكتور سلطان الجابر إن COP28 عزز الحوار حول التطوير الشامل للنظام المالي العالمي بهدف توجيه التدفقات المالية إلى دعم أهداف العمل المناخي، مشيراً إلى حاجة العالم إلى الانتقال من مرحلة التعهدات إلى تنفيذها، وضرورة إتاحة مزيد من التمويل بتكلفة مناسبة وشروط ميسّـرة على كل المستويات.

وقدم دعوة مفتوحة إلى جميع الأطراف لحضور "منتدى الإمارات للتمويل المناخي" المخطط عقده في أبوظبي خلال شهر يونيو القادم، والذي يهدف إلى تسريع جهود الاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية التي يتيحها العمل المناخي، من خلال إيجاد هيكل التمويل المناخي القادر على توفير تريليونات الدولارات اللازمة لتحقيق نقلة نوعية في النمو الأخضر.

جدير بالذكر أن ترويكا رئاسات مؤتمرات الأطراف أصدرت قبل الاجتماع رسالة إلى الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سلطت فيها الضوء على التزام أعضائها الثلاثة بتشجيع كافة الأطراف إلى تقديم مساهمات محددة وطنياً عالية الطموح في مرحلة مبكرة، للمساهمة في تحويل تعهدات "اتفاق الإمارات" إلى إنجازات ملموسة، كما أكدت الرسالة التزام دول الرئاسات الثلاث لمؤتمرات الأطراف - COP28 الذي استضافته دولة الإمارات العام الماضي وCOP29 الذي تستضيفه أذربيجان العام الجاري وCOP30 الذي يقام في البرازيل العام القادم - بتقديم مساهماتها المحددة وطنياً المتوافقة مع هدف 1.5 درجة مئوية والمسترشدة ببنود اتفاق الإمارات، مع أوائل عام 2025.

وكذلك قدمت الترويكا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تدعو فيها إلى إنشاء إطار فني موحَّد ومتماسك وفعَّال يدعم الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وخاصةً الدول النامية منها، في إعداد وتنفيذ النسخ القادمة من مساهماتها المحددة وطنياً.

وفيما يلي أهم النقاط الرئيسية لكلمة الدكتور سلطان الجابر:

• تماشياً مع رؤية القيادة في الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على تعزيز التعاون الدولي للبناء على نجاحات المؤتمر ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة بشكل متزامن مع العمل المناخي
• COP28 نجح في تبني ذهنية إيجابية تنظر إلى العمل المناخي بصفته فرصة مناخية وتنموية، والتقدم الفعلي يقاس بالتنفيذ العملي وليس بالتعهدات والأقوال
• الإنجاز التاريخي الذي حققه COP28 يتطلب التكاتف للاستفادة من الإمكانيات الواعدة للعمل المناخي في كافة القطاعات وتحفيز خلق صناعات وفرص عمل جديدة والاستفادة من التقنيات الجديدة بما في ذلك القدرات الاستثنائية للذكاء الاصطناعي
• المساهمات المحددة وطنياً يجب أن تشمل كافة جوانب الاقتصاد وجميع أنواع غازات الدفيئة بما فيها الميثان وتتضمن سياسات لخفض الانبعاثات بحلول عام 2035 بنسبة 60 في المئة مقارنة بمستويات عام 2019
• نجاح العمل المناخي يتطلب اتّباع الحقائق العلمية والتأكد من تحقيق الانتقال المنشود في قطاع الطاقة من خلال مسارات منظمة ومسؤولة وعادلة ومنطقية
• يجب على كافة الأطراف دعم "اتفاق الإمارات" بإجراءات غير مسبوقة عبر جميع ركائز أعمال العمل المناخي بما فيها "التخفيف" و"التكيف" و"التمويل" إلى جانب تسريع العمل وجدية التنفيذ واحتواء الجميع
• "اتفاق الإمارات" كان نجاحاً مميزاً للعمل متعدد الأطراف ونهج احتواء الجميع وأثبت قدرة العالم على التكاتف وتغليب المصلحة المشتركة على الاستقطاب والمصالح الفردية
• نوجِّه دعوة مفتوحة إلى جميع الأطراف لحضور "منتدى الإمارات للتمويل المناخي" المخطط عقده في أبوظبي خلال شهر يونيو القادم، والذي يهدف إلى تسريع الاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية التي يتيحها العمل المناخي

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات تغير المناخ كوبنهاغن الدكتور سلطان الجابر دول الجنوب العالمي الدكتور سلطان الجابر التدفقات المالية الترويكا رئيس COP28 مؤتمر COP28 المناخ دعم المناخ قضية المناخ تغير المناخ كوبنهاغن الدكتور سلطان الجابر دول الجنوب العالمي الدكتور سلطان الجابر التدفقات المالية الترويكا اقتصاد الدکتور سلطان الجابر اتفاق الإمارات العمل المناخی من خلال بما فی

إقرأ أيضاً:

كاتب مسلسل معاوية يكشف الهدف من العمل الدرامي المثير للجدل.. ماذا قال؟

شدد كاتب مسلسل "معاوية"، خالد صلاح، على أن هدفهم من كتابة العمل الدرامي الذي يعرض ضمن الموسم الرمضاني 2025 أن "نرى الإنسان خلف السياسة"، مشيرا إلى أنهم لم يقدموا على كتابة "التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم".

وجاء تعليق صلاح الذي نشره الاثنين عبر حسابه الشخصي على منصة "فيسبوك" بعد سلسلة من الجدل التي أثارها المسلسل عبر منصات التواصل الاجتماعي.



وقال صلاح إن "معاوية، لم يكن مجرد رجل دولة، أو قائد عسكري يخوض معاركه على أسنة الرماح، بل كان إنسانا، صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيًا حين تستدعي الحاجة، ولينًا حيث ينبغي التروي والتدبر".

وأضاف "حين بدأنا هذا المشروع مع MBC Studios، لم تكن غايتنا أن نصوغ حكاية تُضاف إلى سجل الروايات المتضاربة، ولم يكن قصدنا أن ننتصر لرؤية على أخرى، أردنا أن نقترب من معاوية، لا كخليفة نقش اسمه على دواوين الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال لا يهدأ، وأجبرته الحياة على أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه".


وأشار الكاتب إلى أن "معاوية لم يكن رجل سيف كخالد بن الوليد، ولا ناسكا زاهدا كعلي بن أبي طالب، ولا قارئا حافظا كعبد الله بن مسعود ، ولا أقرب للنبي مثل حذيفة بن اليمان أو عمار بن ياسر، لكنه كان رجل التدبر الطويل والانتظار الصامت".

وشدد على أن "حكايتنا في هذا المسلسل ليست عن رجل يبحث عن السلطة لمجرد السلطة، ولم تكن قصة رجل خُلق لينتصر أو يُهزم، بل كانت مسيرة رجل تعلم كيف يتحايل على الريح، كيف لا يواجه العاصفة بعناد المغامرين، بل بحكمة من يعرف أن البحر لا يخضع إلا لمن يتقن فن الإبحار. لهذا كان معاوية شخصية درامية بامتياز، لأنه لم يكن ذلك القائد الذي يحسم الأمور بحد السيف وحده ، بل كان ذلك العقل الذي يحسب كل خطوة، ويدرك أن الزمن، في النهاية، هو أذكى اللاعبين".

وتابع الكاتب بالقول "في معاوية، لم نكتب التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم ، لم نبحث عن الحقيقة في صياغاتها الجامدة، بل حاولنا أن نرى الإنسان خلف السياسة، وأن نعيد قراءة القصة بعيدًا عن صخب الروايات المتضادة. لم ننظر إليه كحاكم نقش اسمه في كتب التاريخ، بعض الكتب مجدت سيرته، وبعضها لعنته بلا هوادة، بل رأيناه كروح عاشت، وتألمت، وانتصرت، روح ساقتها الضرورة إلى الهدى أحيانا، وإلى الخطايا أحيانا أخرى، ثم سارت إلى قدرها مثل كل من سبقوها".

ولفت صلاح إلى أن "المسلسل ليس عن صراع صحابة تقاتلوا، لكنه عن إنسان خاض صراعه الأول مع نفسه، ثم دارت به طاحونة الصراعات مخيرا أو مجبرا حتى نهاية العمر".

وقبل أيام، أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، عن منع بث مسلسل "معاوية" على قناة "إم بي سي" العراق، وذلك لـ"ضمان انسجام المحتوى الإعلامي مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق".

وكان قرار عرض مسلسل "معاوية" أثار بعض الجدل على وسائل التواصل، خاصة مع تجسيد العمل التاريخي ثلاثة من العشرة المبشرين بالجنة، واثنين من آل بيت النبي، وهما إلى جانب أمهات المؤمنين، وبنات الرسول، فئات أربعة يرفض الأزهر الشريف تجسيدها بشكل قاطع في السينما والدراما.


العمل الذي يجري تقديمه باللغة العربية الفصحى، كان مقررا عرضه في الموسم الرمضاني 2023، وتكلف نحو 100 مليون دولار وفق بعض التقديرات، وتم تصوير أغلب مشاهده باستوديوهات "كارتاغو فيلم" بمدينة الحمامات في تونس، ومدن المهدية، والمنستير، والنفيضة، يجمع ثلة من الفنانين العرب، حيث يجسد شخصيتي "معاوية" و"علي بن أبي طالب"، السوري لجين إسماعيل والأردني إياد نصار.

ويشخص دوري الخليفة الثاني والثالث للمسلمين "عمر بن الخطاب" و"عثمان بن عفان"، و"عمرو بن العاص" و"أبو سفيان بن حرب"، السوريون: سامر المصري، وأيمن زيدان، ووائل شرف، وفادي صبيح، بجانب السعودي نايف الظفيري بدور "الحسن بن علي"، مع التونسية سهير بن عمارة بدور "هند بنت عتبة"، والمصرية أسماء جلال زوجة معاوية.

هناك أيضا، الأردنية صبا مبارك، والمصري أحمد بدير، والسوري يزن خليل، والتونسيون: عائشة بن أحمد، وجميلة الشيحي، ومحمد قريع، وحكيم بلكحلة، وياسين بن قمرة، وغانم الزرلي.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يتبادل التهاني بشهر رمضان مع حكام الإمارات .. ويعلن مزرعة الشيخ زايد التاريخية في الخوانيج موقعاً وطنياً
  • منصور بن زايد: إعلان مزرعة الشيخ زايد موقعاً وطنياً يجسد حرص القيادة على توثيق الإرث التاريخي للإمارات
  • رئيس الدولة يتبادل التهاني بشهر رمضان مع حكام الإمارات ويعلن مزرعة الشيخ زايد التاريخية في الخوانيج موقعاً وطنياً
  • سامي الجابر: أين استشعار المسؤولية من اللاعبين .. فيديو
  • الإمارات والسنغال تفتتحان الجلسة التنظيمية متعددة الأطراف لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026
  • الإمارات والسنغال تدعوان لتسريع العمل العالمي للمياه
  • الإمارات تؤكد أهمية تعزيز الحلول المبتكرة في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه
  • كاتب مسلسل معاوية يكشف الهدف من العمل الدرامي المثير للجدل.. ماذا قال؟
  • الإمارات.. 5 نصائح مهمة لتعزيز إنتاجية الموظف خلال رمضان
  • مدبولي يستعرض مع وزيري الكهرباء والاستثمار عددا من ملفات العمل المشتركة