بعد موقفه من الحزب... هل تتقرّب المعارضة من باسيل؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
رغم لقاء وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" مع الرئيس ميشال عون قبل أكثر من أسبوعين، حيث جرى البحث في المواضيع الخلافيّة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، وأبدى بعدها المجتمعون إرتياحهم لنتائج النقاش، لا يزال رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل يُهاجم "حزب الله" بسبب إدخال لبنان في النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ في غزة، عبر فتح الجبهة الجنوبيّة لمُساندة حركة "حماس"، إضافة إلى تحميله مسؤوليّة الفراغ في رئاسة الجمهوريّة.
وفي مُحاولة منه لفكّ العزلة التي وضعه فيها "حزب الله"، يُطالب باسيل بإجراء حوار مسيحيّ تحت رعاية بكركي، للتقرّب من المعارضة المسيحيّة، وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، يكون مُشاركاً في تسميته ووصوله، ما رأت فيه "القوّات اللبنانيّة" و"الكتائب"، أنّ رئيس "الوطنيّ الحرّ" يستنجد بخصومه في السياسة، من أجل تحسين موقفه السياسيّ، وفي الوقت عينه، الإبقاء على تحالفه مع "الحزب"، على الرغم من كل الخلافات بينهما.
وقد حصل تلاقٍ وحيدٍ حتّى الآن بين المعارضة وباسيل، عبر دعم ترشّيح وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، غير أنّ "القوّات" كما "الكتائب" ترفضان طروحاته الداعية للذهاب إلى الحوار. وتقول أوساط نيابيّة معارضة في هذا الصدد، إنّها تشترط على رئيس "التيّار" التحرّر من "حزب الله"، كيّ يجري التقارب فعليّاً من ميرنا الشالوحي. وتُشير إلى أنّ هناك عقبات كثيرة تحول دون تحقيق الإتّفاق مع باسيل، أوّلها عدم فكّ إرتباطه بحارة حريك، إذ إنّه يجد أنّ علاقته مع محور المُمانعة تُؤمّن له المُحاصصة. وتُضيف الأوساط أنّ التباين بين "الوطنيّ الحرّ" و"حزب الله" هو على تقاسم المواقع المهمّة في المؤسسات، من رئاسة الجمهوريّة إلى قيادة الجيش والحكومة، لذلك نشأ الخصام بينهما، لكن من دون أنّ يُؤدّي هذا الأمر إلى الطلاق بينهما، لأنّ المصالح التي تجمعهما أكثر مما يُفرّقهما.
ويلفت مراقبون إلى بعض النقاط البارزة التي لا تسمح للمعارضة في التحالف مع باسيل، ولعلّ أهمّها أنّها خاضت الإنتخابات الأخيرة ضدّ "حزب الله" و"الوطنيّ الحرّ"، بعدما اتّهمتهما مع حلفائهما بأّنّهما أوصلا البلاد إلى ما هي عليه، إقصاديّاً وسياسيّاً ومعيشيّاً. ويقول المراقبون إنّ العديد من الناخبين أوصلوا نواباً إلى البرلمان بهدف التغيير، وأيّ تقارب مع باسيل، سيعتبره المواطنون أنّه إنقلاب على أصواتهم. ويسأل المراقبون: "هل أصبح الإختلاف بين "القوّات" و"الكتائب" مع "التيّار" مرتبطاً فقط بعلاقة الأخير مع "الحزب"، أمّ على طريقة إدارة البلاد؟"
ويُتابع المراقبون أنّ هناك حذراً من قبل "القوّات" في الدخول بأيّ علاقة جديّة مع "الوطنيّ الحرّ"، وخصوصاً وأنّها تتّهم باسيل بالإنقلاب على "إتّفاق معراب" . ويوضح المراقبون أنّ هناك تقاطعاً على إسم جهاد أزعور، وقد يحصل التقاء على مرشّحٍ وسطيّ آخر، ولكن من دون أنّ يعني ذلك أنّ العلاقة ستتحسّن بين المعارضة وباسيل، إذ لا تزال حتّى الساعة تتّهمه بتعطيل عمل المؤسسات، والخلاف على التمديد لقائد الجيش كان خير دليلٍ على التناقض الكبير بينها وميرنا الشالوحي.
ويرى المراقبون أنّ ما يجمع المعارضة بباسيل هو الملف الرئاسيّ، فهناك أكثريّة نيابيّة تعتبر أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" يحتجز الإنتخابات الرئاسيّة، وتعمل على إيجاد صيغة مشتركة بينها لانتخاب رئيس. ويلفت المراقبون إلى أنّ "التيّار" و"القوّات" و"الكتائب" من أكثر المعنيين بهذا الإستحقاق، لأنّه يعني المسيحيين أوّلاً، لذلك، فإنّ النقاشات بين نواب الأحزاب الثلاث لم تنقطع، وهي مُتواصلة، لكن من دون تأييد مطالب باسيل بحوار مسيحيّ.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. محمد مصطفى أبو شامة يجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّ تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن مناقشة مسألة نزع سلاح حزب الله بهدوء ومسؤولية، تعكس وجود نية حقيقية لدى الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الملف الشائك، مشيرًا، إلى أن الطريق نحو ذلك ليس ممهّدًا على الإطلاق.
وأضاف "أبو شامة"، في تصريحات مع الإعلامية داما الكردي، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ سلاح حزب الله لم يعد مسألة داخلية لبنانية فقط، بل قضية إقليمية ودولية تحظى بمتابعة دقيقة من العديد من الأطراف، وإن كان بعضها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، يتعامل معها أحيانًا بسخرية أو استخفاف، بحسب تعبيره.
وتابع، أنّ الرئيس اللبناني يسعى لإيجاد توازن دقيق في معالجة هذا الملف، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن لحزب الله يفرض تعاملاً خاصًا، لا سيما بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدها لبنان والمنطقة، خصوصًا منذ وفاة الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله في فبراير الماضي، معتبرًا، أنّ الحزب في حاجة إلى إعادة تموضع على المستويين السياسي والعسكري، وهو أمر يتطلب، بحسب قوله، وقفة مسؤولة من قيادة الحزب والمجتمع اللبناني برمّته.
وذكر، أن الأرقام المتداولة حول عدد مقاتلي الحزب – والتي تتراوح بين 25 ألفًا إلى 100 ألف – تجعل من الصعب جدًا التعامل مع هذه القوة المسلحة، خاصة إذا ما طُرحت فكرة دمجها داخل المؤسسة العسكرية اللبنانية، لافتًا، إلى أن هذا المقترح، يبدو صعبًا التحقيق في ظل الخلفية الأيديولوجية للحزب وارتباطه الفكري والديني بإيران، مما يعقّد مسألة إدماجه في كيان وطني موحد.
وأوضح، أنّ تفكيك ترسانة حزب الله أو دمجه في مؤسسات الدولة لن يكون أمرًا بسيطًا، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة عن الوضع الحالي.
وأكد، أن الرئيس اللبناني يدرك صعوبة التحدي، ولهذا يدعو إلى معالجة الملف بحذر وهدوء، دون إثارة صراعات داخلية قد تفاقم من تعقيد المشهد اللبناني.
وشدد، على أنّ التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الداخل اللبناني، بل أيضًا في الضغوط الخارجية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي، وخصوصًا إسرائيل، لن تمنح لبنان الفرصة الكافية لتفكيك حزب الله بمرونة أو وفق إيقاع لبناني داخلي.
https://www.youtube.com/watch?v=BtUxgv8Zpls