تمر الأيام وتمضى السنين وتبقى ذكراهم خالدة خلود الدهر لا تندثر باندثار أجسادهم التي وراه الثرى، فما قدموه من تضحية وفداء دون مقابل أو نظير تجاه هذا الوطن الغالى، يوجب علينا تقديرا وإجلالا لهم أن نحفظ هذه السيرة العطرة التي تركوها لنا لنورثها للأجيال القادمة لتكون درسا لا ينسى في الحفاظ على الوطن من المتربصين به من أهل الشر.

"وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله"، هكذا قال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات واصفا أبطال هذه الأمة العظيمة، ونحن مع كل مناسبة سواء دينية أو اجتماعية، نتذكر فيها دائما أبطالنا الأبرار الذى ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم الزكية ثمنا لأمن مصر وشعبها، ونستعرض خلال شهر رمضان المبارك قصص هؤلاء الأبطال الشهداء، حتى تظل ذكراهم خالدة وشاهدة على ما قدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات لا تقدر بثمن من أجل رفعة الوطن واستقراره.

قصتنا اليوم مع الشهيد البطل ضياء فتوح شهيد الحماية المدنية بالجيزة، الذى شاهد لحظة استشهاده الملايين من البشر على شاشة التلفاز، خلال قيامه بتفكيك عبوة ناسفة، قام بوضعها عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية أمام قسم شرطة الطالبية لاستهداف ضباط وافراد القسم، كعمل من أعمال الإرهاب الأسود الذى اعتادوا عليه طيلة تاريخهم.

بطلنا من مواليد محافظة الشرقية مركز منيا القمح بقرية التلين، من صغيره وهو عاشقا للحياة العسكرية التي ملكت تفكيره ووجدانه منذ نعومة أظافره امتثالا بوالده الضابط الذى زرع فيه روح الوطنية والحماس والفداء، حتى أصبح شابا تغمره الحيوية والنشاط، وألتحق بكلية الشرطة التي اجتاز اختباراتها وبالفعل نجح في تحقيق حمل الطفولة وسار ضابطا مثل أبيه.

تزوج الشهيد البطل وأنجب طفلته الصغيرة التي تركها في عمر السبع سنوات بعد أن شاهدت والدها وهو يقدم روحه فداء للوطن على شاشة التلفزيون ليراه الملايين من العالم، واقعة قسم العمرانية التي نال فيها لشهادة لم تكن المرة الأولى التي جازف فيها الشهيد بحياته، فهناك واقعة آخري أثناء خدمته ومقاومته لأحد الخارجين على القانون تلقى فيها عدة طلقات في ظهر كادت أن تودى بحياته، إلا أن العناية الإلهية شملته وأبقت عليه، لتكون النهاية على مرأى ومسمع من الملايين على شاشات التلفاز وهو يقوم بواجبه الوطني في تفكيك عبوة ناسفة تم وضعها من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بمحيط قسم العمرانية، فلم يتردد لحظة الشهيد بعد أن تم نقله لإدارة الحماية المدنية بالجيزة، أن يتقدم ويلبس البدلة الواقية ليفكك هذه العبوة، وهنا لعبت الأقدار دورها فلا البدلة الواقية حالت دونه ودون الشهادة التي ظل يتمناها منذ أن بدء خدمته لهذا الوطن، فكانت كلمة النهاية بانفجار العبوة الناسفة فيه التي أودت بحياته.

من جانبها، قالت والدة الشهيد ليلة استشهاد نجلها رأت رؤية أنه سينال الشهادة، وعند استيقاظها من النوم بحثت عنه فوجدته على سطح العقار جالس في غية الحمام، وعندما سالته ماذا يفعل أخبرها أنه " بودع الحمام ياماما "، مضيفة أنها عندما شاهدت لحظة انفجار العبوة الناسفة خلال تفكيك نجلها لها، تأكدت من رؤياها ومن حديثه لها أنها أخر مرة ستراه فيها.







المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: اخبار الحوادث

إقرأ أيضاً:

بعد مرور 49 عاما على وفاتها.. «أم كلثوم» تعود إلى خشبة المسرح وتبهر الملايين

صوت عذب لا تمل من سماعه مهما طال الزمان، تمسك منديلًا بين يديها وتظهر بنظارتها السوداء، لتلفت كوكب الشرق أم كلثوم الأنظار إليها فور ظهورها، وبعد مرور ما يقرب من 49 عامًا على وفاتها، إلا أن الجميع تفاجأ بظهورها على خشبة المسرح لأول مرة بعد هذه الأعوام، فكيف ذلك؟

أم كلثوم تبهر الملايين بعد 49 عامًا من وفاتها

«أنت عمري» واحدة من أشهر أغاني أم كلثوم، التي قدمها إلى جمهورها بصوتها المعتاد، لكن ما كان غريبًا هو حدوث ذلك بعد وفاتها، الأمر الذي أثار دهشة واستغراب الكثيرين، لتظهر بحركاتها وإيماءتها، وكأنها «عادت للحياة من جديد»، ليتداول رواد السوشيال ميديا مقطع فيديو لها وهي تغني على خشبة المسرح ويبهر ملايين من حضور الحفل.

يرجع ذلك الظهور إلى فضل تقنية الهولوجرام، التي جرى استخدامها مؤخرًا، باعتبارها جزءًا من التكنولوجيا الحديثة، والتي يمكن تعريفها على كونها واحدة من التقنيات التي تعمل على إعادة صورة الأجسام بأبعادها المختلفة، والذي يتيح للمستخدمين إمكانية مشاهدة الأجسام ورؤيتها من كل الاتجاهات، ما يُستخدم في التقاط ورصد أكثر من صورة، تستخدم تقنية الهولوجرام في تكوين صورة الأجسام بأبعادها المختلفة في الفضاء المطلق.

تقنية الهولوجرام

تعتمد تقنية الهولوجرام على استخدام الموجات الضوئية، والتي تعمل على تولي مسؤولية التصوير ثلاثي الأبعاد للأجسام بكفاءة عالية، ويعمل عادة باستخدام خاصية الليزر لإنتاج واقع افتراضي، توجد العديد من الأجهزة المستخدمة لعرض الهولوجرام وتتراوح أسعارها ما بين 600 إلى 2000 دولار.

مقالات مشابهة

  • مِحَن.. ترمى علينا بشرر!
  • بعد مرور 49 عاما على وفاتها.. «أم كلثوم» تعود إلى خشبة المسرح وتبهر الملايين
  • لونا الشبل.. من شاشات الإعلام إلى قصر الرئاسة فى سوريا
  • عوراء وكبش فداء
  • الأنبا ديمتريوس يكتب: 30 يونيو.. وعودة مصر لمكانتها
  • الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان.. عبدالرحيم علي يرصد إرهاب الإخوان طوال أكثر من ثمانين عامًا ضد مصر والمصريين
  • المساندة الشعبية
  • العيسوي ينقل تعازي الملك وولي العهد إلى ذوي شهيد الواجب الوكيل محمد الفوارس
  • يسرا في ذكري ميلاد وحيد حامد: «مصر أكبر حب بحياته.. وصعب يتكرر»
  • بيل غيتس يحذر من وباء فتاك يهدد العالم ويقتل الملايين خلال أشهر.. ما القصة؟