هل تهدد وسائل التواصل الاجتماعي بنقض الصيام في رمضان؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
مستخدمون:
• رمضان فرصة لتصحيح الأخطاء واستثمار الوقت
• يجب تحقيق التوازن أثناء استخدام وسائل التواصل
بينما ينخرط سيف في الروتين اليومي للعمل، لا تبتعد وسائل التواصل الاجتماعي عنه، يجد نفسه يقضي ساعات طويلة متصلًا بالشبكة الافتراضية، يطلّع على تجارب الآخرين في الصيام ويتبادل الأحاديث مع أصدقائه وأفراد عائلته، ويطلّع على آخر المستجدات في عالم التكنولوجيا والثقافة الشبابية، وعلى الرغم من شعوره بأنه يقضي وقته بشكل إيجابي ومفيد، إلا أن هذا الاستخدام المتكرر يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على جودة الوقت المخصص للتأمل والعبادة خلال شهر رمضان، فهل تسرق وسائل التواصل الاجتماعي من وقت الصائم الثمين؟
في شهر رمضان تنبض وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط لا يعرف حدودًا، وتشتعل الشاشات بالمشاركات والصور التي تحمل في طياتها لحظات الصيام والصلاة، وتصبح وسائل التواصل الاجتماعي مسرحًا لتبادل التهاني والدعوات والمشاركات الدينية والاجتماعية، ويتدفق الحديث عن تجارب الصوم والصلاة والتسامح، مما يجسد روح الإخاء والتواصل.
ضرورة التوازن
يقول عمر بن محمد العمري: "للأسف أن بعض الأشخاص يقضون ساعات طويلة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وفي رمضان نرى أن زيارات الأرحام والأصدقاء على وشك أن تتلاشى، وأصبح الغالبية منشغلا بالأجهزة الإلكترونية والبرامج الحديثة بهدف الاستفادة من التطوير السريع الذي يطول جميع مرافق الحياة." وحث على ضرورة التوازن في التعامل مع التكنولوجيا وألا نسمح لها بأن تسرق وقتنا في رمضان والعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومن وجهة نظري أن رمضان بداية لترشيد هذا الوقت والعمل على استغلاله فيما يفيد، سواء بالإكثار من العبادات أو التواصل مع الأصدقاء والأقرباء بالزيارات.
وأردفت نور بنت سعيد الحضرمية قائلة: "إن منصات التواصل الاجتماعي من أكثر الأمور التي تسرق الوقت، فهذه الشبكات تتزايد خصائصها ومميزاتها، وبالتالي تتمكن من جذب المستخدمين إليها أكثر فأكثر، وتلتهم الكثير من أوقاتنا الثمينة، التي يمكنها أن تغير حياتنا نحو الأفضل إن استثمرناها كما يجب، وفي شهر رمضان أدعو بتقليل الوقت وتنظيمه لقضائه في أوقات الدعاء وقراءة القرآن." موضحة أنها عملت على إيقاف التنبيهات من بعض وسائل التواصل الاجتماعي لأن التنبيهات تجذبنا إلى عالم الشبكات الاجتماعية، وبالتالي لاحظت أن استخدامي لها أصبح قليل نوعًا ما، وتفرغت للأوقات المباركة في هذا الشهر والإحساس بمتعة الصوم والجلوس مع أهلي وأصدقائي.
ويعلق علي الكندي قائلا: "إن شهر رمضان ثابت لم يتغير ولكن التطور الكبير الذي شهدته مختلف جوانب الحياة، هو دخول عالم التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها، التي خلقت طقوسًا مختلفة، حيث قلت الزيارات والتجمعات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء، وهنا أقول قلت ولم تختفِ لدى البعض، ومازالت موجودة إلى اليوم، ولكن البعض ينشغل بالهاتف المحمول لساعات طويلة، ويتجول بين وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيكم عن تحول الكثير إلى السهر والجلوس أمام الفضائيات التي تجتهد في تقديم المسلسلات والبرامج المتنوعة، وتتنافس فيما بينها لعرض كل ما هو جديد، بالإضافة للموائد التي انتشرت والإسراف، وهذا تناقض مع شهر الصيام والقيام كونه شهر عبادة، وليس شهرًا للتبذير والإسراف."
استثمار الوقت
وأضاف راشد العبري: "إن ما يميز رمضان في الماضي وقبل عدة أعوام هي جمعة الأهل والأقارب والجيران بشكل شبه يومي لتجاذب أطراف الحديث، وقضاء وقت ممتع، أما الآن فتتسيد التقنية المجالس وتجد البعض من حولك منهمكًا على جواله متصفحًا مواقع التواصل، وأرى أن التقنية تسرق الكثير من الوقت خلال جميع أيام السنة ولكن يجب الحرص على تقليل استخدامها في شهر رمضان والتركيز على العبادة والقيام بالأعمال الصالحة واستثمار الوقت في كل ما هو مفيد، وشهر رمضان فرصة لتصحيح الأخطاء ومراجعة الذات". موضحًا أن بعض الأفراد يعتزل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كلي خلال رمضان، وأرى أن لا جدوى لذلك فبعض الخير ينتشر وينتفع به الآخرون من خلال مواقع التواصل، فتحقيق التوازن هو المطلوب.
ولفتت سمية البوسعيدية إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت تسهيلات كثيرة، فلا غنى عنها في شهر رمضان إذا كان استخدامه محدود وفي أوقات مناسبة لا تلهينا عن روحانية الشهر، فهي عملت على إزالة الحواجز وتقريب المسافات بين الاسر، ولكن الاعتدال في استخدامها ضرورة لان رمضان فرصة لمضاعفة الأجور والتقرب من الله." موضحة أن تطبيقات وبرامج التواصل لها إيجابيات عديدة وجوانب سلبية أيضا في حال أسئ استخدامها، ويجب على المستخدم استغلالها بشكل جيد والسؤال عن الآخرين خاصة البعيدين مما يزيد المحبة والتآلف بين الناس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی مواقع التواصل فی شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
مسابقات النجوم للجماهير.. خدع وهمية أم دعاية فنية؟
"الفنان يسأل.. والجمهور يجيب.. والجائزة مفقودة".. هكذا تحولت العلاقة بين بعض الفنانين المصريين وجمهورهم مؤخراً، من خلال طرح مسابقات عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ودوماً ما تكون الأسئلة حول أعمالهم الفنية المقبلة.
البداية من العوضيهذه الظاهرة بدأت من صفحة الفنان أحمد العوضي على فيس بوك، إذا اعتاد طرح أسئلة حول أعماله، ثم يمنح الفائزين جوائز نقدية بنفسه، ويقوم بتوثيق لحظة تسليم الأموال ونشرها أيضاً، مؤكداً أن الأمر محبة ودعم منه لـ"إخواته"، يقصد الجماهير كما يحب أن يطلق عليهم.
أحمد العوضي يكشف تفاصيل "فهد البطل" وفيلمه المقبل.. ويرد على الانتقادات - موقع 24يخوض الفنان المصري أحمد العوضي، الماراثون الرمضاني المُقبل 2025 بمسلسل جديد، بعد النجاح الكبير الذي حققه بشخصية عرب السويركي العام الماضي بـ "حق عرب".اللافت أن العوضي رفض منح الجائزة لإحدى الفائزات مؤخراً، بعدما قامت بتخمين اسم مسلسله الجديد، المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل.
وقال العوضي في بث مباشر لاختيار الفائزين في المسابقة: "نهى حسني كسبت في مسابقة فهد البطل وقلت اسمها، بس طلعت إعلامية.. أنا آسف، أستأذنك نخليها لحد محتاج الفلوس أكثر عشان متقولوش عليا ظالم".
وتعرض العوضي لانتقادات عديدة، بسبب تلك المسابقات، باعتبارها وسيلة منه للترويج لأعماله الفنية، وليس دعماً لجمهوره كما يقول.
وعلى خطى العوضي انطلق محمد رمضان بمسابقات ذات جوائز مليونية، فتعهد لجمهوره بمنح خمسة ملايين جنيه لمن يخمن اسم أغنيته المقبلة، ورغم وجود إجابات صحيحة في التعليقات، قال إنه لم يفز أحد، وطرح سؤالاً جديداً بأربعة ملايين جنيه، وكالعادة قال إنه لم يفز أحد، واستمر إلى أن أعلن عن مسابقة جديدة بقيمة مليون جنيه. وهو ما اعتبره البعض بمثابة استخفاف وإهانة للجمهور، نظراً لعدم منحه أي جائزة للفائزين.
أموال وهميةالفنان حسن أبو الروس دخل على خط الأزمة بعدهما، معلناً عن جائزة ضخمة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يتوقع اسم المغني الذي يشاركه الديو الغنائي الجديد.
وحين جاء موعد إعلان النتيجة، ظهر مع الفائز وهو يمنحه الجائزة الضخمة، والتي تبين أنها "خدعة" أيضاً، فهي دولارات مزيفة مرسوم عليها صورته (أي أبو الروس).
وأكد أن الفائز كان لديه أمنية أخرى وهي التمثيل برفقته، لذلك سيحقق له أمنيته بخلاف الأموال.
تمت مشاركة منشور بواسطة Hassan Abouelrouss (@hassanabouelrouss)
سبب تلك الظاهرةكل هذه الوقائع المتلاحقة أدت لحالة واسعة من الاستنكار لتلك المسابقات، باعتبارها دعاية مستترة من البعض، وخدع وهمية من البعض الآخر، بينما الجمهور هو الخاسر الوحيد في كلا الحالتين.
وفي حديثه لـ "24"، أكد الناقد الفني محمد عبد الرحمن أنه لا يوجد أي تفسير لمثل هذه النشاطات من بعض الممثلين سوى أنها محاولة لضمان "الريتش" الذي تعوّدوا عليه في البداية عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة نجاح بعض أعمالهم، وعندما اختفى هذا النجاح بدأوا يفكرون في طرق أخرى، لبقاء الاهتمام بهم على تلك المنصات.
وأشار "عبد الرحمن" إلى أن ما يحدث من خداع في نهاية هذه المسابقات يتسق مع عدم احترام هؤلاء الفنانين للجمهور، وعدم وجود الملاءة المالية أصلاً التي تجعلهم يقدمون كل تلك الملايين للجمهور، موضحاً أنهم يعلنون عن تلك المبالغ الضخمة فقط، لضمان مشاركة أكبر قدر ممكن من الناس، وعندما يأتي موعد توزيع الجوائز يفاجئون المشاركين بمثل هذه التصرفات، لأنهم يعتبرون متابعي مواقع التواصل مجرد أرقام وليسوا جمهوراً حقيقياً.
من جانبه، قال الناقد الفني محمد عبد الخالق في حديثه لـ "24"، إنه لا يخفى على أحد أن -معظم- النجوم قرروا التعامل مباشرة مع الجماهير من خلال مواقع الواصل الاجتماعي، باحثين عن تواجد قوي وسريع بأقل مجهود، لكن ما يغيب عن هؤلاء النجوم أن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل الكثيف، واللجوء لإغراء المتابعين بهدايا بأرقام خرافية كما يفعل البعض فوائده قصيرة الأمد وأضراره أكبر وأثرها أقوى.
وبسؤاله عن سبب خداع بعضهم للجمهور بعدم منح جوائز، أوضح "عبد الخالق" أن عدم إدراك الكثير من الفنانين لأهمية جمهورهم يجعلهم يتعاملون باستخفاف وتهاون يصل إلى حد التلاعب والخداع في موضوع الجوائز، أو الدخول في صدام مباشر مع المتابعين يصل أحياناً إلى حد تبادل السباب.
ولفت إلى أن مثل هذه التصرفات قد تضع النجم تحت طائلة المساءلة القانونية، إذا اتهمه أحد رسمياً باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في النصب والترويج لمسابقات غير خاضعة للجهات القانونية المنوط بها الإشراف على مثل هذه المسابقات، إذا كان مسموحاً في الأساس بإقامتها بهذا الشكل على صفحات النجوم.
وفي نهاية حديثه، قال الناقد محمد عبد الخالق إن هذه التصرفات تؤثر على شعبية الفنان، وتفقده مصداقيته بين متابعيه، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها للترويج لنفسه يمكن أن تصبح سلاحاً موجهاً ضده هو شخصياً، مضيفاً: "غضب الجمهور ليس سهلاً، وشاهدنا بأنفسنا نجوماً كباراً يبكون بالدموع بسبب تعرضهم لهجوم على منصات التواصل الاجتماعي".