حين انتصرت “الكرامة” الأردنية على “الجحيم” الإسرائيلي في 15 ساعة (صور)
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
الأردن – قررت إسرائيل في عام 1968 القضاء على المقاومة الفلسطينية التي انتقل مقاتلوها إلى الأردن بعد نكسة عام 1967. حشدوا لعملية سميت “الجحيم”، قوة كبيرة معززة بالمدرعات والمظليين والطيران.
استعد الجيش الإسرائيلي في سرية تامة كما هي العادة لعملية “الجحيم”، وكانت العملية الكبيرة الأولى للفريق أول حاييم بارليف الذي كان عين مؤخرا حينها رئيسا لأركان الجيش، إلا أن الاستخبارات الأردنية رصدت التحركات العسكرية الإسرائيلية بما في ذلك استدعاء الاحتياط، واستعد الجيش الأردني لإحباط الهجوم الإسرائيلي.
كانت خطة الهجوم الإسرائيلي تفترض أن ينطلق رتلان من المدرعات ويعبران الحدود من جسري الملك حسين “اللنبي سابقا” وداميا، وأن يتم بهجوم سريع حصار مدينة الكرامة من الشمال والجنوب، فيما تتولى كتيبة المظليين من اللواء 35 المحمولة على المروحيات اقتحام المدينة والانخراط في قتال شوارع هناك.
في ذلك الوقت كانت وحدات من الجيش الأردني تتكون من حوالي مائة دبابة “إم-60” و80 قطعة مدفعية متمركزة في التلال المحيطة بالوادي بأمر من العاهل الأردني لملك حسين بن طلال، وكان الجنود الأردنيون قد حفروا الخنادق استعدادا للمعركة المرتقبة.
عبرت وحدات من ألوية المشاة الإسرائيلية المعززة بدبابات “إم – 51 شيرمان”، الحديثة في ذلك الوقت، وحاولت التوغل من ثلاثة محاور عبر جسور سويمة والملك حسين وداميا، كما تم في نفس الوقت إنزال كتيبة من المظليين الإسرائيليين بواسطة مروحيات شمال مدينة الكرامة الأردنية الواقعة شرقي نهر الأردن قرب جسر الملك حسين.
واجهت نيران الجيش الأردني على الفور القوات الإسرائيلية المتقدمة ونشبت معركة عنيفة بين الجانبين استمرت 15 ساعة استخدم فيها الإسرائيليون الدبابات والمدفعية والطائرات الحربية. تعرضت مدينة الكرامة التي لم تستطع قوات المظليين الإسرائيليين الوصول إليها إلى تدمير كامل، ولم يكن أمام القوات الإسرائيلية المهاجمة إلا الرجوع خائبة من حيث أتت.
الفرار من أرض المعركة لم يكن سهلا على الإسرائيليين ولم يتمكنوا من إخلاء آلياتهم المعطوبة، واللافت أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن حتى من سحب جثث قتلاه، وقد سُجل أن هذا الأمر لم يحدث من قبل.
الأردن أعلن عن تدمير 45 دبابة إسرائيلية و25 عربة مجنزرة، و27 ألية عسكرية أخرى من مختلف الأنواع، علاوة على إسقاط 5 طائرات إسرائيلية، في حين اعترفت إسرائيل بإسقاط طائرة واحدة من طراز “داسو”، بنيران المضادات الأرضية الأردنية، في حين خسر الجيش الأردني 10 دبابات ومدفعين و10 أليات مختلفة.
إسرائيل بدورها اعترفت بمقتل حوالي 30 جنديا إسرائيليا وإصابة 70 آخرين أثناء القتال بالقرب من مدينة الكرامة، إضافة إلى تدمير 4 دبابات لها وعربتين مدرعتين وناقلتي جند مدرعة، وإعطاب 27 ألية أخرى.
بعد انتهاء معركة الكرامة بعدة أيام، جرى الاتفاق على التبادل، وأعاد الأردن جثث الجنود الإسرائيليين مقابل أسرى أردنيين وفلسطينيين، ودوت حينها عبارة العاهل الأردني الملك حسين بن طلال الشهيرة من أرض المعركة: “كلنا فدائيون من أجل فلسطين”.
كما حقق الأردن انتصارا سياسيا بعد الانتصار العسكري في معركة الكرامة. مجلس الأمن أصدر في 25 مارس 1968 بعد أربعة أيام من المداولات المطولة القرار رقم 248 الذي أدان الهجوم الإسرائيل، واعتبر انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات وقف إطلاق النار السابقة.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجیش الأردنی مدینة الکرامة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الأردني يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هنأ رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، المسيحيين بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، وذلك خلال لقائه، مساء الأحد 2024، رؤساء كنائس المملكة، في دار مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، يرافقه عدد من الوزراء.
وقال: "هذا يوم تسود فيه مشاعر المحبة والتآخي التي ميّزت المجتمع الأردني، بقيادته الهاشمية الحكيمة"، مضيفًا: كلنا شركاء في مسيرة الأردن المباركة، وبتنوعه، وبنسيجه الاجتماعي القوي، وبقيم الوسطية والاعتدال التي تجمعنا.. وهذا مصدر اعتزاز لنا جميعًا.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء: "الأردن الذي تتجاور فيه الكنائس والمساجد، ويحتضن أضرحة الشهداء والصحابة هو أرض عماد المسيح عليه السلام، وهو درب الأنبياء الذين حملوا رسالة الخير والمحبة والسلام الممتدة فينا منذ الأزل"، مشدّدًا على أن "لا مكان في أردن الخير والنور للكراهية والتطرّف والإقصاء والفتن، ولن يكون بإذن الله".
وأشار إلى أنّنا ننهي عامًا شهدنا فيه المعاناة والظلم والوحشية بحق إخوتنا وأخواتنا في فلسطين وغزة، مؤكدًا أنه لا بدّ من رفع الظلم والقهر عنهم. ووجّه التحيّة والتقدير إلى المسيحيين في فلسطين، مؤكدًا أن ثوابت الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني راسخة، وجهوده متواصلة؛ نصرة لهم، ودعمًا لصمودهم، ولرفع الظلم عنهم، والتصدي لمحاولات المساس بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
بدوره، قال الأب نبيل حداد في كلمة ألقاها باسم مجلس رؤساء الكنائس، إنّ عيد الميلاد المجيد مناسبة نعبر فيها عن إيماننا بالله وبأرضنا وقيادتنا وحكمتها ومسيرتنا في أرض الأردن المباركة، كأسرة واحدة، تفخر بفكر قيادتنا الهاشمية ورسالة الوئام والمحبة التي تحملها.
وقال في هذه المناسبة نيمم أنظارنا إلى القدس قبلتنا وشطرها، بحب دائم وإحساس بالإنسان والمكان، في حج بالروح والقلب، ونقف موقف عمّان الوفية التي تحمل فكر صاحب الوصاية الهاشمية الملك عبدالله الثاني. وأضاف: تتميز أعياد المسيحيين الأردنيين بالتصاقهم بالوطن مع إخوتهم المسلمين فصارت هذه الحالة نموذجًا، وأن الأردنيين يوقدون أسرجة المحبة في الميلاد، كما في كل الأعياد، فتمتد معايدتنا لتصل إلى الجميع لنهنئ الجميع.
وأكد أن الأردنيين المسيحيين والمسلمين يجسدون معاني المودة والتعاضد والتكافل والتلاحم والعيش والتضامن والتوأمة والوئام، متوجهًا بالدعاء إلى الله تعالى أن ينعم على الأردن بالخير، ويباركه ويحمي ثراه، ويجزل عليه من كريم عطفه ويغمر مدننا وبوادينا وقرانا بفيض سلامه، وأن يعيد هذه المواسم المباركة المجيدة على وطننا بالخير والهناء والمسرة.