أفشوا المحبة بينكم/ن إحتفاءً بها
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
كلام الناس
نورالدين مدني
*لقد عودتكم في مثل هذا اليوم أعزائي القراء على الاحتفال معكم بعيد الأم التي أخبرنا رسول الرحمة أن الجنة تحت أقدامها‘ وهي الأقرب لنا منذ لحظات الخلق الأولى إلى أن نخرج من رحمها‘ وتبقى الصلة الحميمة في كل مراحل نمونا.
*لا أفعل ذلك من باب التقليد الأعمى‘ فالأمهات لسن في حاجة إلى يوم نحتفل فيه بعيدهن .
*اسمحوا لي أن أخص كلام اليوم للراحلة المقيمة الأم التي صبرت علينا ونحن صغار وتحملت حماقاتنا ونحن كبار واحتملت كل صنوف مشقة الحياة والتنقل من عطبره إلى بورتسودان قبل أن نستقر في حلفاية الملوك.
*لم نسمعها تشتكي وتتبرم مهما ضاق بها الحال ومهما قست عليها الظروف‘ فكسبت محبة الجميع وثقتهم وتقديرهم .. كانت حمامة سلام أينما حلت‘ لم تمس أحد بسوء فسلمت من كل سوء‘ إلى أن انتقلت إلى الرحمن الرحيم راضية مرضي عنها.
*بعدت المسافات المكانية وطال أمد الفراق زمانياً لكنني على يقين أن روحها مازالت تظلل حياة أولادها وبناتها وأحفادها وحفيداتها وسائر ذريتها الممتدة بحمد الله وفضله في كثير من بقاع العالم.
*كانت نعم الأم والزوجة الصالحة المطيعة المؤمنة الصابرة حتى عندما تحدث خلافات كما يجري عادة في كل الأسر‘ كانت لا تفقد الأمل في عودة المياه إلى مجاريها‘ لذلك بحمد الله وتوفيقه لم تنقطع المياة عن مجاريها إلى أن انتقلت إلى رحمة الله‘ فلم يحتمل الوالد مدني أبو الحسن عليه رحمة الله فراقها ووافاه الأجل فانتقل إلى رحمة الله ودفن جوارها بحلفاية الملوك.
*ليس هدفي من الاحتفال بالأم الحنون سنية حسن محمد الوقوف عند ذكراها العطرة وإنما قصدت التذكير بهذه الخصال التي كانت تميز "أمهاتنا" عسى أن تسترشد بها الأجيال الحالية والصاعدة من الأمهات في مقبل حياتهن الأسرية.
* رحم الله أمي وكل الأمهات اللاتي انتقلن إلى رحاب الرحمن الرحيم وبارك الله في الأمهات الأحياء ومشروعات الأمهات وسدد على طريق السكن والمودة والرحمة خطاهن.
*لايكفي في مثل هذا اليوم بل - وفي كل يوم - الدعاء لهن أو تقديم الهدايا والاحتفاء بهن‘ وإنما لابد من تعزيز أواصر المحبة لهن ولكل من حولنا حتى يعم السلام على الأرض والمحبة وسط الناس.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هل فرضت الصلاة في رحلة المعراج أم كانت موجودة قبلها؟.. السر في العدد
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصلاة فرضت بالعدد في رحلة المعراج حيث تم تخصيصها بخمس صلوات في اليوم والليلة، أما أصل الصلاة فكانت موجودة من أول البعثة؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى في مبدأ البعثة.
هل فرضت الصلاة في رحلة المعراج؟أدلة حدوث رحلة الإسراء والمعراج .. معجزة حيَّرت العقول وطمأنت قلب النبيما سبب حدوث رحلة الإسراء والمعراج؟ .. اعرف السر الإلهيففي الحديث: عن عفيف الكندي قال: "كنت امْرَأً تاجرًا، فَقَدِمْتُ الحج، فَأَتَيْتُ العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة، وكان امْرَأً تاجرًا، فوالله إني لعنده بمنى، إذ خرج رجل من خِبَاءٍ قريب منه، فنظر إلى الشمس فلما رآها مالت -يعني قام يصلي- قال: ثم خرجت امرأة من ذلك الـخِبَاء الذي خرج منه ذلك الرجل، فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين راهق الحُلُم من ذلك الـخِبَاء، فقام معه يصلي. قال: فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قال: فقلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد. قال: قلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه. قال: فقلت: فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي، وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته، وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه سَيُفْتَحُ عليه كنوز كسرى، وقيصر". قال: فكان عفيف وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول وأسلم بعد ذلك، فحسن إسلامه : "لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ، فأكون ثالثًا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه". رواه الإمام أحمد في "مسنده"،، والطبراني في "الكبير".
وقد علق الإمام ابن حجر على هذا الأمر بقوله في "فتح الباري" (7/ 203، ط. دار المعرفة]: [إن فرض الصلاة اختلف فيه؛ فقيل: كان من أول البعثة، وكان ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، وإنما الذي فرض ليلة الإسراء الصلوات الخمس...وقد تقدم في ترجمة خديجة رضي الله عنها في الكلام على حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الخلق أن عائشة رضي الله عنها جزمت بأن خديجة رضي الله عنها ماتت قبل أن تفرض الصلاة؛ فالمعتمد أن مراد من قال بعد أن فرضت الصلاة ما فرض قبل الصلوات الخمس إن ثبت ذلك، ومراد عائشة رضي الله عنها بقولها ماتت قبل أن تفرض الصلاة؛ أي: الخمس، فيجمع بين القولين بذلك، ويلزم منه أنها ماتت قبل الإسراء] اهـ.
قطع المسافة بين السماء والأرضوأوضحت دار الإفتاء أن من الشبهات في رحلة الإسراء والمعراج، هو أن امتداد المسافة من الأرض إلى نهاية السماوات مقدار عظيم يخرج تصوره عن العقل، فما هو مقدار السرعة التي بها يتمكن الإنسان من قطع هذه المسافات، والنور الذي هو أسرع الأشياء يقطع هذه المسافة في أكثر من هذه المدة.
وأجابت دار الإفتاء على هذه الشبهة بأن الأمر إذا كان برمته خارقًا للعادة وهو من صنع القوي القادر جل جلاله فلا مجال لقياس عقلي أو أمر تجريبي، وإنما التسليم والإيمان.
كما أنه يمكن تقريب الصورة في إمكانية الوقوع لمن جمد عقله على الماديات بما قاله الإمام المراغي في "تفسيره" (15/ 6، ط. مصطفى الحلبي): [إن الحركة بهذه السرعة ممكنة فى نفسها، فقد جاء في القرآن أن الرياح كانت تسير بسليمان عليه السلام إلى المواضع البعيدة في الأوقات القليلة، فقد قال تعالى في صفة سير سليمان عليه السلام: ﴿غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ [سبأ: 12]، وجاء فيه أن الذي عنده علم من الكتاب أحضر عرش بلقيس من أقصى اليمن إلى أقصى الشام في مقدار لمح البصر؛ كما قال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ [النمل: 40]، وإذا جاز هذا لدى طائفة من الناس جاز لدى جميعهم] اهـ.
فالذي أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى ما فوق الطبقات السبع، هو الذي سخر الريح لسليمان عليه السلام ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ [ص: 36]، وهو الذي أعطى من عنده علم من الكتاب القدرة على نقل عرش بلقيس من الشام إلى اليمن قبل ارتداد الطرف، وهو الذي أنزل جبريل عليه السلام بالوحي من السماء إلى الأرض في لمح البصر.