شيخ الأزهر: لا يصح قول أن الله تعالى له "جسم".. اعرف السبب
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن اسم "العظيم" له معان ثلاثة، أولها عظيم الشأن، والثاني يعني "الضخامة" ومنها أن يقال "رجل عظيم" أي ضخم البنيان، والمعنى الثالث هو كثير العدد، ولا ينسحب من تلك المعاني الثلاث على الذات الإلهية إلا المعنى الأول وهو "عظيم الشأن"، بمعنى العظم والعلو لله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى "وهو العلي العظيم" وقوله " إنه كان لا يؤمن بالله العظيم"، ووصف العظيم فيهما متجه للذات العلية، موضحا أن سبب ذلك أن المعنيين الآخرين "الضخامة" و"كثرة العدد"، لا تليق بالذات الإلهية، لأنه تعالى لا يمكن وصفه بأنه "عظيم الجسم"، لأن الجسم مركب من أجزاء، وأذا كان كذلك، فسيحتاج إلى من يركب هذه الأجزاء، بمعنى أن يكون له صانع، وكل هذا يتنافى مع الذات الإلهية.
وأوضح شيخ الأزهر، خلال الحلقة الحادية عشرة من برنامج "الإمام الطيب"، أن العجيب في الأمر، أنك أذا أخبرت بعض الملحدين في زمننا هذا، بأن هذا "الكرسي" على سبيل المثال قد وجد بذاته، وليس له صانع، فسيستغربون عليك ذلك وينكرونه، لكنهم وبكل بساطة يؤمنون بأن الكون ليس له خالق وقد نشأ بذاته، لافتا أنه لا يصح أن نقول أن الله تعالى له "جسم"، لأن الجسم مركب يحتاج إلى من يقوم بتركيبه، وهذا من يقوم بتركيبه لا بد أن يسبقه في الوجود، وهذا لا يصح مع الذات الإلهية التي ثبتت لها صفة "القدرة المطلقة" و"العلم المطلق"، وهو أول الموجودات، فهو الأول ولا أول قبله، والقول بذلك يتناقض مع كل هذه الصفات التي ثبتت له، وهذا مستحيل عليه تعالى.
وحول اختصاص التصديق في القرآن باسم الله العظيم في عبارة "صدق الله العظيم"، بين فضيلته أن تلك عادة اعتادها العلماء أو المسلمون، لكن هناك مناسبة بين كلمة "عظيم" وبين ما تلاه القارئ من آيات في القرآن، فالقرآن الكريم كله وكل آياته تدل على عظمة هذا القائل وعظمة من أنزله، لذلك حين يختم " بـ"صدق الله العظيم" فإنه يصدق هذا الكتاب الكريم، موضحا أن الوارد في القرآن هو أنه "إذا قرئ القرآن فاستمعوا له"، وأن نبدأ القرآن بالاستعاذة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" حتى لا يشغلنا الشيطان ولا يضلنا ولا يلقي في أفكارنا ولا في قلوبنا ما يشغلنا عن معنى التلاوة، بالإضافة إلى دليل آخر من السنة على استحباب البدء بالبسملة، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بباسم الله، فهو أبتر"، والقراءة أمر ذو بال أكثر من أي أمر آخر، فهي تحتاج إلى عقل متدبر، بالإذافة لإجماع المسلمين على هذا.
وأوضح شيخ الأزهر أن هذا الحكم قد استقي من السنة الكريمة، والتي لها دور مهم في التشريع للمسلمين، وهذا هو الجدل الدائر بين من يؤمنون بالقرآن ويشككون في الحديث، أو يقولون أن السنة لا يؤخذ منها التشريع، أو يقولون أن السنة لا يصح أن تستقل بحكم، ويحتالون في ذلك، والرد عليهم هو أن القرآن الكريم من غير السنة النبوية، لا يفهم ما يقرب من ثلثيه، فهناك أوامر بالصلاة في القرآن، وأوامر بالزكاة وأوامر بالحج، وكل أسس الإسلام التي بني عليها لو اعتمدنا على القرآن فقط، لا نعرف عنها شيء، لأن تفاصيلها وأحكامها ووجوبها وأوقاتها ومقاديرها في الزكاة، وهكذا، لذا كان للسنة النبوية دور مهم في التشريع الإسلامي، عبر دور من ثلاث إما "التوضيح"، أو "التأكيد"، أو "الإنشاء"، بمعنى إنشاء أحكام شرعية، ومن ذلك توضيح حرمة الجمع بين البنت وعمتها وخالتها، لأن ذلك تم تشريعة اعتمادا على السنة النوية، وجميع المسلمين يعملون به.
وفي نهاية الحلقة، أوضح فضيلته أن نصيب العبد من اسم الله "العظيم" هو أن يعرف أن كل عظيم هو حقير إلى جنب الله، ثانيا أن يعترف بالعظمة اللائقة بالإنسان إذا كانت من عند الله تعالى، وهي عظمة الأنبياء العلماء الأولياء أهل الخير إلى آخره، مضيفا أن العباد عليهم أن يؤمنوا أن كل عظيم معهم وبينهم حقير بالنسبة لله "العظيم"، مع احترام العظمة الإنسانية في حدودها، فلا يصح مثلا قول أن هذا ساحر "عظيم"، لأن القرآن يخبرنا بأنه ليس بعظيم، وهكذا، لكن يمكن أن ينسحب وصف العظمة على بعض البشر، مثل الأنبياء والعلماء وأولياء الله الصالحين المحسنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الإمام الاكبر أحمد الطيب برنامج الإمام الطيب الله العظیم شیخ الأزهر فی القرآن لا یصح
إقرأ أيضاً:
أيرلندا تغرم ميتا بلاتفورمس 250 مليون يورو.. اعرف السبب
قررت هيئة حماية البيانات الأيرلندية فرض غرامة قيمتها 251 مليون يورو (5ر263 مليون دولار) على شركة ميتا بلاتفورمس مالكة شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك.
جاء ذلك بسبب عملية اختراق واسعة لبيانات نحو 29 مليون مستخدم على مستوى العالم في 2018.
استغل القراصنة ثغرة فنية تسمح للأطراف الخارجية بالوصول إلى البيانات الشخصية لمستخدمي فيسبوك دون الحصول على موافقتهم.
وبحسب هيئة حماية البيانات، كان 3 ملايين من المستخدمين المتضررين من سرقة البيانات يعيشون في الاتحاد الأوروبي.
وشملت البيانات التي سُرقت الأسماء الأولى والأخيرة للمستخدمين، وعناوين بريدهم الإلكتروني، وأرقام هواتفهم، وأماكن سكنهم وعملهم، وتاريخ ميلادهم وانتمائهم الديني، ونوعهم ومشاركتهم على صفحات فيسبوك وبيانات أطفالهم.
وجرى الحصول على هذه البيانات خلال الفترة من 14 إلى 28 سبتمبر 2018 ،قبل نجاح فيسبوك في علاج الثغرة الأمنية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حماية البيانات الأيرلندية تفرض غرامة قيمتها 251 مليون يورو على شركة ميتا - وكالات
قال جراهام دويلي نائب رئيس الهيئة، إن "هذا التحرك التنفيذي يسلط الضوء على حجم الخطر والأضرار التي يتعرض لها الأفراد نتيجة الفشل في بناء أنظمة حماية البيانات، من خلال تصميم وتطوير دائرة حماية يمكن اختراقها، بما في ذلك تهديد الحقوق الأساسية وحريات الأفراد".
وأضاف: "السماح بالوصول غير المرخص لملفات المعلومات سبب الثغرات التي أدت إلى هذا الاختراق، وتمثل خطرًا كبيرًا لإساءة استخدام هذه الأنواع من البيانات".
ومن المتوقع أن تستأنف ميتا على قرار الغرامة.
وقال متحدث باسم ميتا لإذاعة آر.تي.إي الأيرلندية: "تحركنا فوراً لعلاج المشكلة بمجرد تحديدها، وأبلغنا بشكل استباقي الأشخاص الذين تأثروا من الاختراق، إلى جانب هيئة حماية البيانات الأيرلندية".