الهندي: صدمة القحاتة في تصريحات “العطا”
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
~ أثار حديث الفريق أول “ياسر العطا” حول استمرار الجيش في قيادة مجلس السيادة خلال الفترة الانتقالية المقبلة، هلعاً وسط قوى الحرية والتغيير، فشنت حملة منظمة ضد الفريق “العطا” ، باعتبار أن أقواله تعبير عن رغبة العسكريين الجامحة في الاستمرار في السلطة ، ومضى بعضهم بعيداً في المزاعم ، فقال “جعفر حسن” المتحدث باسم (قحت) : (لم نفاجأ بحديث الجنرال العطا ونحمد له أنه كشف السبب الرئيسي وراء هذه الحرب) !! وفي ذات الاتجاه تحدث الوزير السابق “خالد عمر – سلك” قائلاً إن تصريحات الجنرال “ياسر” تؤكد أن من أهداف الحرب قيام (سلطة عسكرية استبدادية).
~ إذن وحسب رواية (قحت) الأخيرة ، فإن الحرب أوقد نارها الجيش ليحكم “البرهان” ويقيم سلطة عسكرية استبدادية، ولم يشعلها (الكيزان) والفلول ، كما ورد في روايتهم الأولى !!
~ في رأيي أن سبب صدمة قادة (قحت) و(تقدم) من ذلك الحديث القوي المباشر الذي أطلقه مساعد القائد العام للجيش، هو أنهم مازالوا رغم الحرب وفظاعاتها وموقفهم المخزي من الجيش ودعمهم للجنجويد ، يأملون في أن يشكلوا حكومة الفترة الانتقالية التالية للحرب !! هذا ما وعدتهم به أمريكا والإمارات والاتحاد الأوروبي وما تعاهدوا عليه مع قائد التمرد “حميدتي” وأخوانه.
~ والحقيقة أن “العطا” لم يقل إن الجيش سيحكم وحده ، وأن قائده العام الفريق أول “البرهان” سيصبح حاكم عام السودان القاهر المتجبر ، في غياب حكومة مدنية مسؤولة عن السلطة التنفيذية في البلاد ، بل قال إن قائد الجيش سيكون على رأس مجلس السيادة بعد الحرب ، وأن الجيش لن يسلم السلطة السيادية إلا لحكومة منتخبة، فما الخطأ في كلامه وما الذي يستدعي كل هذه الضجة والذعر ، لو لم يكن القحاتة قد توهموا أنهم عائدون للسلطة باسم المدنيين بعد الحرب ، ليعيدوا عهد الفوضى والعبث والسيولة الأمنية والسياسية والانهيار الاقتصادي ؟!
~ لقد تأكد للشعب السوداني بعد طامة الحرب أن الجيش هو صمام أمان الدولة وعمودها الفقري ، وبالتالي لن تستقر البلاد خلال الفترة الانتقالية المقبلة إلا بوجود الجيش في السلطة السيادية ، ولكن هذا لا يعني أن تكون الحكومة عسكرية صرفة باي حال من الأحوال.
~ وإذا لم يشكل الجيش حكومة من العسكريين على مدى عام منذ اندلاع الحرب ، وقد كان مقبولاً ومعقولاً للناس إن فعل ذلك وقتها ، فما الذي يجعله يفعلها الآن أو بعد نهاية الحرب ؟!
~ لابد من وجود الجيش على رأس الدولة في حقبة ما بعد الحرب ، كما لابد من تشكيل حكومة مدنية واختيار رئيس وزراء قبل نهاية الحرب ، والمدنية لا تمثلها (قحت) ولا تعبر عنها (تقدم) ، المدنيون شعب كامل تعداده يقترب من الخمسين مليوناً.
الهندي عزالدين
الكرامة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحمد لله، الجيش أثبت في النهاية إنّه شغّال بي خطّة
عشرات الإشاعات طلعت أثناء الحرب؛
من محاولة انقلابيّة واعتقال ضبّاط؛
لي خيانة في محور وين؛
لي تنظيرات الناس الساي المركّبين مكنة مونتغومري؛
للشغّالين أصحى يا جيش؛
الجيش ما ردّ على أيّ كلام أو انتقاص؛
إنّما كذّب الكلامات بالعمل؛
وخيّب ظن كلّ الراجينّه يفشل وينكسر من جوّة؛
الناس مجّدت شجاعة الشهيد محمّد صدّيق، ربّنا يعلّي مقامه ويتقبّل شهادته، لمن قال بمشي أستلم المصفاة؛
لكن الأيّام أثبتت إنّه استلام المصفاة أصعب بي كتير من مجرّد شجاعة مقاتلين، واحتاج لي مجهود كبير ولفّة طويلة لقطع خطوط إمداد العدو، واحتاج لي فتح جبهات كتيرة عشان تشتّت الفزع، وكلّ قوّة من الميليشيا تبقى في داب روحها؛
يعني احتاج يجرجروا الميليشيا لحدّي سنجة عشان يقدروا يفكّكوا تماسكها؛
كذلك فالناس احتفت بشجاعة الشهيد شاع الدين، ربّنا يعلّي مقامه، لمن رفض ينسحب من تمبول؛
لكن الأيّام بيّنت إنّه تحرير تمبول محتاج جولات كتيرة لحدّي ما الميليشيا تتشتّت والفزع يقيف؛
وقصاد الشهيدين البتعرفهم ديل فيه آلاف الشهداء الاستبسلوا وانت ما سمعت بيهم، فقط لأنّهم ما بخدموا الأجندة السياسيّة البتحاول تبيّش الجيش وتجرّم قيادته؛
في المقابل؛
لمن البرهان كان هادي وبهدّي في الجنود بعد سقوط حاميات، أو انسحابها على الأصح بأقلّ خسائر في الجنود، الناس اتّهمته بالفشل وكانت بتنادي بي عزله؛
لمن قال “ما تسمعوا سنجة والزوبعة دي، أنا شايف الانتصار قدّامي، والناس الدخلوا ديل ما فيهم زول برجع”، أو كما قال، الناس كانت بتشتم فيه؛
لمن العطا كان بيقول أبعدوا جدار جدارين من البيوت الفيها الميليشيا، عملوها تريقة؛
ونفس الناس البتتريق دي هي الجات دوّرت اسطوانة طيران الجيش البضرب الأبرياء؛
حصل وللا ما حصل؟!
الحمد لله، الجيش أثبت في النهاية إنّه شغّال بي خطّة؛
ما بداها مع الحرب؛
بل من السور الخرساني البناه حول القيادة، وتحطّمت عنده أحلام حميدتي وأولياؤه؛
المدرّعات صمدت سنتين تحت الحصار، وانفتحت بعدها لتحرّر المنطقة المحيطة، بالتنسيق مع المتحرّكات القادمة؛
الأبيّض صمدت سنتين، لنعرف بعدها إنّها كانت بتجهّز جيشها ومطارها في انتظار الإمداد عشان تتقدّم لتحرير دارفور؛
كادوقلي محاصرة سنتين، ما بين الجنجويد والحلو، لتنفتح في الوقت المناسب على الدلنج، وتفشل خطّة إعلان عاصمة الجنجويد البديلة في كاودا؛
الفاشر صامدة سنتين، لتبدأ في الانفتاح مؤخّراً؛
البعض يقدّر قتلى الجنجويد بخمسائة ألف؛
والبعض يتحدّث عن مليون؛
الجيش فقد الآلاف؛
أكثر من ألف في كلّ واحد من الأسلحة المحاصرة: القيادة، الإشارة، المدرّعات، المهندسين؛
لكن الواضح إنّه قصاد كلّ شهيد في الجيش “بقرُش” معاه أكثر من ١٠ هلكى من الملاقيط؛
وانت ما جايب خبر؛
دايرهم ينتهوا سريع عشان تشوف البفوز منو، وترتّب أمورك على كدا؛
بتحسب فاضل ليك كم جنيه، بتمشّيك كم شهر؛
والجيش هناك بحسب فاضل ليه كم جندي؟!
أبداً؛
بحسب فاضل في العدو كم جندي وكم مسيّرة وكم طلقة وكم معنويّات عشان ينهزم؛
لأنّه الجيش ما خاتّي أيّ احتمال لخسارة الحرب دي؛
لأنّه خسارة الحرب دي بتعني نهايته ونهاية السودان كلّه!
أكتفي بهذا القدر من التذكرة؛
وبعد كدا حاول براك تتذكّر؛
كنّا وين وبقينا وين؛
والفضل، من بعد الله، لجيشنا، والقوّات المساندة البتفاتل في صفّه؛
نجاح يستحق أن يُدرّس والله في إدارة الحرب دي؛
على كلّ المستويات؛
من الحفاظ على حياة الجنود؛
لتدريب قوّات مساندة في زمن قياسي؛
للحفاظ على الذخيرة والتموين تحت الحصار الطويل؛
لي تأمين سند من دولة عظمى في مجلس الأمن؛
لي تأمين دول مجاورة صديقة وسط محيط من الدول المتآمرة ضدّنا؛
لي توفير حد أدنى من خدمات الدولة في الظروف الصعبة دي؛
لي توفير إمداد من السلاح المطلوب ضد عدو ميزانيته مفتوحة؛
الحاجات دي ما ساهلة، أقرب للمعجزة؛
وفي الوقت دا أكيد برضو فيه آلاف الجنود المجهولين الاشتغلوا في سد الحوجات، توفير العلاج، ترحيل الأسر، تفكيك الذراع الإعلامي للميليشيا، الخ؛
بالإضافة لمئات الآلاف من المغتربين الما بخلوا بأيّ جنيه في حسابهم على أسرهم الممتدّة، واجتهدوا في توفير مأوى للقدروا يصلوهم من الأهل؛
فأنا ما داير أقول الجيش براه الحارب في الحرب دي؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
الجيش براه المبتلى بي ناس بتنكر فضله؛
ياريت الناس تسيب الجحود عشان ما ينزل عليها غضب الله؛
والله جيشنا دا بتمنّوه وما يلقوه؛
بجدّد ثقتي في الجيش السوداني وقيادته العبروا بينا في التجربة الصعبة دي؛
وبدعو الجميع لتجديد ثقتهم، والابتعاد عن كلام المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين.
عبد الله جعفر
١٠ مارس ٢٠٢٥