ليس كل أم درمان ولا بحري دعك من الخرطوم
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
الصدق منج … ولو بعد حين …
شهرين قضيتهما في نزوح مؤقت في محلية كرري وتحديدا الثورة الحارة التامنة أتاحت لي معرفة جغرافيا الثورات بشكل أفضل من ذي قبل حين كنت آتي كزائر عابر لبعض الأقارب والمعارف.
تجولت كثيرا في شوارع الوادي والنص والشنقيطي ، وعرفت محطة شقلبان والمواسير ، وحين وصلت في يومي الأول وجدت نفسي في عالم مختلف تماما.
وجدت بقالات وسوبرماركتات وصيدليات ومغالق وأكثر من ذلك ركشات وسيارات خاصة لسكان تلك المناطق تتحرك داخلها. أما الخبز فمتوفر وغالب المخابز تعمل.
محلية كرري هي الحرم الأمني لقاعدة وادي سيدنا وعلاوة على ذلك اجتهد سكان الثورات ومدينة النيل في تتريس المداخل باللودرات.
في الصباح يتجمع الجيران في زوايا المربعات تحت ظلال الشجر والثورات عموما فيها تشجير جيد ، وتحت أصوات المدافع يبدأ البرلمان الشعبي اليومي في مناقشة الأزمة والأسباب والعلاج والمآلات ويختلف المجتمعون سياسيا كعادة السودانيين ولو لم يختلفوا لما كانوا سودانيين ولكن عند العاشرة صباحا تخرج الصحون من البيوت ، فول ، عدس ، فتة ، وأحيانا كانت بعض الجارات يتحفن التجمع بإبداعات مثل اللقيمات والبسبوسة والمهلبية وهلمجرا من إبدعات الأم درمانيين المتأثر مطبخهم بالمطبخ التركي ، كيف لا وقد كانوا حكامنا وعاشوا وبقى أحفادهم ونسلهم معنا.
ولذا كلما شاهدت الفيديوهات اللافة وفيها هايبرماركت اليقين أعلم انها تمثل جزءا محصورا من الصورة وليس كل أم درمان ولا بحري دعك من الخرطوم.
وكلنا أمل بأن هذه الحرب ستخمد تدريجيا من خلال كفاح وتضحيات جيشنا مضافا إليه عودة الوعي لقيادات مؤثرة من الدعم المتمرد وحواضنهم المجتمعية لأن المنطق هو أن يقود تدفق الدعم الخارجي لتساؤلهم عن المغزى والهدف والأجندة للداعمين فلا أحد في هذا العالم يدعمك مجانا ولهذا فمن الضروري فتح قنوات للتواصل مع القيادات والمراكز المؤثرة درءا لإستمرار نزيف الدماء بدلا من لغة التهديد والوعيد التي لا تؤدي إلا للمزيد من العناد وركوب الراس.
الصدق منج ولو بعد حين ، وتعميم وتنويع أماكن التوثيق مهم وضروري حتى يعلم الناس حجم تحديات ما بعد العودة.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان كله في انتظار خطاب تاريخى للرئيس عبد الفتاح برهان من داخل القصر الجمهوري بالخرطوم
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم) ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى امرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) سبق ان تفدمت بنصائح خالصة مخلصة للوطن .
الحمدلله والشكر لله استجابت القوات المسلحة عملا بنصيحة الهجوم خير وسيلة للدفاع .
وبالفعل شنت القوات المسلحة هجوما عبقريا استراتيجيا واسعا فحققت انتصارات عاليه ومنناليه في مدنى والجزيرة والخرطوم وبحرى وام درمان ولم يتبق الا سوبا وجبل اولياء ومطار الخرطوم والقصر الجمهورى ومنطقه في ام درمان .
والسوال الذي يطرح نفسه إلى متى الانتظار ورمضان على الابواب لماذا تبرد سخانة الانتصارات؟ وبيدها ذخائر واسلحه حديثه ومتطوره ومتنوعه غنمتها من الدعم السريع وليس لها مثيل في افريقيا السودان كله في انتظار خطاب تأريخى للرئيس عبد الفتاح برهان من داخل القصر الجمهورى بالخرطوم ولسان حاله:
اغدا القاك يا خوف فوادى من غد
الا شوقا واحتراقا في انتظار الموعد.
هى قصيدة الشاعر السودانى الاستاذ الهادى ادم الذى اهدته ثومه كوكبة الشرق سياره مرسيدس.
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه
باريس
28/1/2025
elmugamar11@hotmail.com