سبب الاحتفال بعيد الأم في مصر والعالم.. الفكرة بدأت بوفاة سيدة
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
في خضمّ انشغالات الحياة، يطلّ علينا عيد الأم كشعاع دافئ يملأ قلوبنا بالامتنان والتقدير لأمهاتنا، إذ يُعدّ عيد الأم احتفالًا سنويًا يختلف تاريخه من دولة إلى أخرى فهناك دول تحتفل به في مارس وأخرى خلال شهر مايو، وتتعدد مظاهر الاحتفال بهذا اليوم، من تقديم بطاقات المعايدة والزهور والهدايا، إلى الزيارات العائلية واللقاءات الودّية، في حين لا يعلم الكثيرون سبب الاحتفال بعيد الأم وتاريخه.
وعلى الرغم من أنّ الاحتفال به كل عام، فإنّ البعض لا يعرفون سبب الاحتفال بعيد الأم، إذ نشأ عيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1908، وتعود فكرة الاحتفال بعيد الأم إلى آنا جارفيس، التي نظّمت أول احتفال لتكريم والدتها عام 1908، ثم بدأت بعدها بحملة لجعل عيد الأم معترفًا به في الولايات المتحدة، بحسب «BBC».
ولدت آنا جارفيس عام 1864، وكانت والدتها، آن ريفز جارفيس، تُردّد باستمرار عبارة «في وقتٍ ما، وفي مكانٍ ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم»، وعندما تُوفيت عام 1905، شعرت «آنا» بمسؤولية كبيرة لتحقيق رغبتها في إحياء عيد الأم، فبدأت بحملة دؤوبة لنشر هذه الفكرة، وكتبت العديد من المقالات، وخطبت في الندوات، وناشدت الشخصيات المؤثرة لدعمها.
وبعد سنواتٍ من العمل الدؤوب، أثمرت جهود «آنا» عام 1914، عندما أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عيد الأم عطلة رسمية في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حقّقته، واجهت خيبة أملٍ كبيرةٍ عام 1920 عندما اتّهمها البعض بأنّها سعت وراء إحياء عيد الأم لأسبابٍ تجارية بحتة، لكنّها واصلت جهودها لنشر ثقافة الاحتفال بعيد الأم.
وبمرور الوقت، اعتمدت العديد من المدن عيد جارفيس، وانتشر الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، وأصبح هذا التقليد رمزًا للتقدير والامتنان للأمهات، حيث يُقدّم كلّ فرد هدية أو بطاقة أو ذكرى للأمهات والجدّات.
أمذا في مصر، وفي زمن كان الاحتفال بالأمهات غير شائع في العالم العربي، برز صوتٌ جريء يدعو إلى تكريمهنّ وتقديرهنّ، وهو صوت الصحفي المصري الراحل علي أمين، الذي طرح في مقاله اليومي «فكرة» عام 1927 فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلاً: «لماذا لا نتفق على يومٍ من أيام السنة نُطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق؟».
وفي أحد الأيام، زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه، وقصّت عليه قصتها المؤثرة، التي دفعت مصطفى أمين، ليكتب عنها هو وشقيقه علي أمين في عمودهما الشهير «فكرة» واقترحا تخصيص يومٍ للأم يكون بمثابة يوم لردّ الجميل والتذكير بفضلها، وانهالت الخطابات على الأخوين أمين تشجيعًا للفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، بينما رفض آخرون الفكرة بحجة أنّ كلّ أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكنّ أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، واختير يوم 21 مارس، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون عيدًا للأم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتفال بعيد الأم عيد الأم عيد الأم 2024 الاحتفال بعيد الأم 2024 عید الأم
إقرأ أيضاً:
غزة تنزف، والعالم لا يرى ولا يسمع
يمانيون../
بالأرقام، تستمر فظائع العدو الصهيوني ومجازر الإبادة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في تغوير الجروح وزيادة شدة الآلام، لاسيما في قطاع غزة، حيث تتواصل حرب الإبادة الجماعية وتتصاعد معها أصوات القصف بشكل متواصل، كل يوم يشهد نزيفًا متزايدًا من الدماء، وخرابًا يحيط بمختلف جوانب الحياة، ويتعاظم الألم في قلوب العائلات المكلومة التي فقدت أحباءها بنيران عدو الأمة.
في تصريح مؤلم للدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، تتجلى أبعاد المأساة الإنسانية المتفاقمة بأرقام تقشعر لها الأبدان. ففي كل يوم يمر على القطاع المنكوب، يحصد العدو الإسرائيلي أرواح ما يقارب 90 شهيداً ممن يصلون إلى المستشفيات، ليضافوا إلى سجل طويل من الدماء الزكية التي سالت على أرض غزة.
ولم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عند هذا الحد، بل استهدفت الطفولة البريئة بلا رحمة، حيث تشير الإحصائيات المروعة إلى استشهاد ما معدله 32 طفلاً يومياً منذ بداية الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو منذ السابع من أكتوبر عام 2023م. كما لم تسلم النساء من هذا العدوان الغاشم، إذ ترتقي ما يقارب 22 امرأة شهيدة كل يوم .
وبأرقام دامية أخرى، يوضح الدكتور الثوابتة كيف تمضي فظائع الإبادة في تعميق الجراح وزيادة الآلام، فإلى جانب القتل اليومي، يتعمد العدو الإسرائيلي إخفاء ما يقارب 20 فلسطينياً قسرياً، وإصابة ما يربو على 207 آخرين. وفي مشهد يدمي القلوب، يبيد العدو يومياً ما يعادل 4 عائلات فلسطينية بالكامل، حيث يقتل الأب والأم وجميع الأبناء، بينما لا يبقى من 9 عائلات أخرى يتم إبادتها كجرعة يومية، سوى فرد واحد فقط ليحمل معه عبء الفقد والفجيعة. ويؤكد الدكتور الثوابتة بأسى أن سكان غزة باتوا يتعايشون مع هذه الجرائم اليومية، على أنها ضريبة يومية واجبة الدفع عن صمودهم في وجه العدو.
بيانات رسمية تؤكد الإبادة الممنهجة
في تأكيد لذات الحقائق المرة، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلسلة من البيانات، تؤكد في مجملها أن العدو الإسرائيلي يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بصورة ممنهجة ومتعمدة، مستهدفاً المدنيين بشكل مباشر ومقصود.
وتشير بيانات مكتب الإعلام الحكومي إلى أن أكثر من 65% من الشهداء هم من الأطفال والنساء وكبار السن، مؤكدا أن العدو ارتكب جريمة قتل بحق ما يزيد على 18 ألف طفل، وأكثر من 12 ألفاً و400 امرأة فلسطينية. كما أباد العدو ما يزيد على ألفين و180 عائلة فلسطينية، قضى على الأب والأم وجميع أفرادها، بالإضافة إلى إبادة أكثر من خمسة آلاف و70 عائلة أخرى لم يتبق منها سوى فرد واحد على قيد الحياة.
ولم يسلم القطاع الصحي والإنساني من الإجرام الصهيوني، فقد أفادت البيانات بأن أكثر من ألف و400 طبيب وكادر صحي فقدوا أرواحهم، مما أدى إلى انهيار المنظومة الصحية. كما قُتل العدو أكثر من مائة و13 شهيداً من أفراد الدفاع المدني أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني. وفي محاولة لإسكات صوت الحقيقة، قتل العدو بدم بارد مائتين و12 صحفياً. وبلغ عدد ضحايا جرائمه المستمرة من عناصر تأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية أكثر من سبعمائة و50 شخصاً.
وفي سياق التعليم، أزهق العدو أرواح ما يزيد على ثلاثة عشر ألف طالب وطالبة، وأكثر من 800 معلم وموظف تربوي، وما يزيد على 150 عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً وباحثاً، بالإضافة إلى آلاف الموظفين والعاملين في القطاعات المدنية والحيوية. ويؤكد الإعلام الحكومي أن هذه الأرقام الموثقة تثبت أن استهداف المدنيين في غزة هو سياسة ممنهجة يتبعها العدو ضمن مخططه لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
مجاعة وانهيار للقطاعات الحيوية
وفي سياق متصل، دقت تقارير المؤسسات الغزاوية، ومعها المنظمات الإنسانية العاملة هناك، ناقوس الخطر بشأن الكارثة الإنسانية المتفاقمة، مؤكدة -التقارير- أن قطاع غزة يقف على شفا الموت الجماعي، فالمجاعة تتسع رقعتها، وأكثر من مليون طفل أصبحوا في بؤرة الخطر، بينما تنهار القطاعات الحيوية وسط حصار خانق وصمت دولي مُخزٍ.
وتشير التقارير إلى تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينهم 50 طفلاً، في واحدة من أبشع صور القتل الجماعي البطيء. ويعاني أكثر من 60 ألف طفل من سوء تغذية حاد، بينما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبب في الهزال وسوء البنية الجسمية. وقد أُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعاً بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها.
وقال المرصد الأورومتوسطي، في بيان صحافي الاثنين 28 أبريل 2025م، إنّه بينما كان المدعو برئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المجرم “بنيامين نتنياهو” ينكر أمام الإعلام استهداف المدنيين، كانت طائراته تنفذ المزيد من الغارات الجوية التي تتعمد قتل الأطفال والنساء، في نمط متكرر من الجرائم المروعة التي لم تعد استثناءً، بل أصبحت سياسة منهجية تتحدى كل القوانين والأعراف الدولية.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّه خلال سبعة أيام فقط (من 20 إلى 26 نيسان/ أبريل الجاري)، قتلت “إسرائيل” 345 فلسطينيًا وأصابت 770 آخرين، وفق معطيات ميدانية تُظهر أن 94% على الأقل من الضحايا هم من المدنيين. وأوضح أن 75% من الضحايا خلال المدة المشمولة بالتوثيق هم من الأطفال (51%) والنساء (16%) وكبار السن (8%).
أما وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فقد أعلنت الأحد الماضي عن نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة. وقالت الوكالة الأممية إن لديها “حوالي 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة”، غير أن سلطات العدو الإسرائيلي تمنع دخول شاحنات المساعدات. وفي السياق، كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في أواخر الشهر الماضي من أن “الإمدادات الطبية في غزة على وشك النفاد”.
وقد وصلت البنية التحتية في قطاع غزة إلى مرحلة الانهيار الكامل، حيث خرجت 88 مستشفى عن الخدمة بفعل قصف العدو أو تدميره المباشر. كما توقفت أكثر من 90% من محطات المياه والتحلية عن العمل بسبب انعدام الوقود والتدمير الممنهج. وأُغلقت جميع المخابز في قطاع غزة تماماً نتيجة انعدام الطحين والوقود، مع رفض العدو إدخال أي شحنات مساعدات إنسانية منذ 55 يوماً.