شبكة اخبار العراق:
2025-01-05@12:53:02 GMT

ليس صحيحا أن العرب هربوا من غزة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

ليس صحيحا أن العرب هربوا من غزة

آخر تحديث: 21 مارس 2024 - 11:15 صبقلم: فاروق يوسف ليس المطلوب من العرب أن يساندوا حماس وهي التي أشهرت عن تبعيتها لإيران. في المقابل فإن سيل الشتائم الذي انصب عليهم منذ بدء حرب غزة ليس جديدا وهو جزء من المشروع الإيراني الرامي إلى عزل غزة عن فلسطين وتجريد القضية الفلسطينية من غطائها العربي.الموقف العربي المرتاب من حماس لا يعني بالضرورة أن عجزهم عن إنهاء العدوان جاء نتيجة لإدارة ظهورهم لمأساة أهل غزة وما يعانونه بسبب العدوان الإسرائيلي غير المسبوق بهمجيته بل لأن كل محاولاتهم في ذلك المجال اصطدمت بالجنون الإسرائيلي المدعوم بشكل مطلق من الولايات المتحدة وأوروبا، ناهيك عن موقف حماس غير المسؤول الذي نتجت عنه مغامرة السابع من أكتوبر الماضي، وهو الموقف ذاته الذي لا يزال يتحكم بمفاوضات وقف إطلاق النار التي رعتها غير دولة عربية وكانت بإشراف الولايات المتحدة.

ذلك لأن النصر الذي تفكر فيه حماس في ظل ما شهدته غزة من دمار وقتل وخراب وتشريد هو مطلب بعيد المنال وهو لا يتسق مع الواقع. ما يفكر فيه فلسطينيو حماس وهم يشتمون العرب يقع في مكان فيما تقع المعطيات الواقعية التي يتعامل معها العالم وضمنه العالم العربي في مكان آخر. ما لا تريد حماس وأنصارها الاعتراف به أن مسألة غزة لا يمكن فصلها عن المسألة الفلسطينية حتى لو رغبت إسرائيل في ذلك، ولا يمكن أيضا تجريدها من الغطاء العربي حتى لو تعارض ذلك مع المشروع الإيراني الذي وضعت حماس نفسها في خدمته.كل الحلول المطروحة تذهب إلى ضرورة وضع حد للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي من خلال إقامة دولة فلسطينية بدءا من إعادة غزة إلى حاضنتها الفلسطينية والانتهاء من مسألة احتكارها من قبل تنظيم ديني مسلّح أثبتت الوقائع بحروبها الست السابقة أنه ينفذ مفردات من الأجندة الإيرانية التي لا علاقة لها بالنضال الوطني الفلسطيني ولا بالأهداف التي كافح من أجلها الفلسطينيون عقودا، أثبتوا عبرها أنهم يمشون على الطريق الصحيح. كل ذلك لا تريد حماس الاعتراف به، ولا يهمّها أنها قد أوقعت أهل غزة في مكائدها من خلال نجاحها في استثارة الجنون الإسرائيلي. ليس نوعا من الظن القول إن هناك مَن يفخر بالقتلى الألف والمعتقلين الثلاثمئة من الإسرائيليين ولا يلتفت إلى 35 ألفا من القتلى الفلسطينيين ومئات الآلاف من المشردين. يريد فلسطينيو حماس فرض رؤيتهم التي تتطابق مع رؤية وزير الحرب الإسرائيلي الذي اعتبر الفلسطينيين مجرد حشرات. بالرغم من أن جو بايدن قد تصرف بخرف مع ما يحدث في غزة، وهو تصرف متوقع من رئيس أميركي، كل المؤشرات تؤكد أن إزاحته من البيت الأبيض باتت بحكم الواقع فإن الإدارة الأميركية حاولت أن تتفهم المبادرات العربية بعيدا عن موقفها من حماس وإيران. غير أنها فشلت حتى الآن في فرض الحل الذي من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الصراع. لقد فلت الصراع من منطقه. حتى لو لم ترتكب الولايات المتحدة حماقتها في استعمال الفيتو في مجلس الأمن فإن قرارا من ذلك المجلس لن يوقف الحرب. ذلك لأن طرفيها محشوران في زاوية لا علاقة لها بحق الفلسطينيين بالحياة. وإذا ما كانت إسرائيل غير معنية بمصير الفلسطينيين فإن حركة حماس أظهرت هي الأخرى عدم اكتراثها بذلك المصير. وبما أن حركة حماس غير منفتحة أصلا على الطرف العربي بقدر انفتاحها على إيران فإن العرب لا يملكون ضمانات تؤهلهم لتأكيد مبادراتهم. فهم يتعاملون مع حماس باعتبارها طرفا غير موثوق به. أما التنكيل بالعرب، وهو عادة تدخل في سياق الإعلام الغربي والصهيوني، فإنه وإن بدا متزامنا مع الحرب في غزة لا يخرج من دائرة محاولة فك ارتباط قضية فلسطين بالعرب واعتبارها قضية عائمة يمكن لأطراف كثيرة أن تتدخل فيها من ضمنها إيران. وليس مستبعدا أن يكون المشروع الإيراني الذي تقوم حماس بتنفيذه والقاضي بتحويل غزة إلى إمارة إسلامية هو الأقرب لتوجهات السياسة الأميركية بناء على رؤيتها لمستقبل المنطقة وهو ما كانت إسرائيل قد دعمته لولا ما حدث في السابع من أكتوبر. وقد يكون برنامج التنكيل بالعرب بمناسبة غزة هو جزء من تلك الرؤية. هناك من ينكر الحقيقة وهو يقول إن العرب قد تخلوا عن غزة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

باحث: الاحتلال الإسرائيلي يضغط على الفلسطينيين لإسقاط حماس

قال جهاد حرب، الكاتب والباحث السياسي، إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى ممارسة ضغوط أكبر على المقاومة الفلسطينية في غزة، من خلال تصعيد عمليات القتل والاستهدافات في مناطق مختلفة.


وأوضح خلال مداخلة  على قناة «القاهرة الإخبارية» أن هذا التصعيد يعكس هدفًا مزدوجًا؛ الأول هو إرسال رسالة إلى المجتمع الإسرائيلي مفادها أن العمليات العسكرية مستمرة في قطاع غزة، والثاني هو إبلاغ حركة حماس أن استمرار المفاوضات دون الوصول إلى اتفاق بما يتوافق مع المطالب الإسرائيلية يعني المزيد من القتل والدمار.

وأشار حرب،  إلى تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي، التي طالب فيها الفلسطينيين في غزة بالثورة ضد حماس أو مواجهتها، مضيفًا أن هدف الاحتلال من إطالة أمد الحرب وتدمير القطاع على مدار 15 شهرًا هو الضغط على المواطنين الفلسطينيين لإطاحة حكم حركة حماس في قطاع غزة، الحرب هي جزء من السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى إضعاف حكم حماس.

أكد حرب، أن وتيرة العنف والقتل التي تمارسها إسرائيل في بداية هذا العام تبدو وكأنها تتجه في نفس الاتجاه، أي المزيد من الضغط على غزة لتغيير المعادلة السياسية فيها، وإضعاف السلطة التي تمثلها حركة حماس.

مقالات مشابهة

  • ضبط بقالين هربوا 1341 كيلو سلع مدعمة للسوق السوداء في البحيرة
  • جابر الأنصاري.. منظر التوفيقية ومؤرخ الفكر العربي
  • الشيخ قاسم: تحية لليمن الفقير بإمكاناته الغني بشعبه وقيادته الذي يواجه الإسرائيلي والأمريكي
  • مجلس وزراء الداخليَّة العرب يحتفل بالأسبوع العربي للتوعية بمخاطر الإرهاب
  • المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه : “حكومات ديموقراطية” هذا ما تخشاه تل أبيب في سوريا والعالم العربي
  • باحث: الاحتلال الإسرائيلي يضغط على الفلسطينيين لإسقاط حماس
  • قائد الثورة: من المؤسف أن تصنف دول عربية المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وتتجاهل العدو الإسرائيلي وإجرامه الذي لا مثيل له
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: نراقب عن كثب الوضع في سوريا
  • تحذير إسرائيلي من استمرار العيش في نموذج الفيلّا في الغابة‎‎
  • حماس: تخاذل المجتمع الدولي عن وقف العدوان الإسرائيلي وصمة عار