وقف مؤقت لخطة إسرائيلية بإعادة مرضى المستشفيات الفلسطينيين إلى غزة
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن المحكمة العليا الإسرائيلية، أوقفت مؤقتا خطة حكومية لإعادة مجموعة من المرضى الفلسطينيين الذين يعالجون في مستشفيات القدس الشرقية وتل أبيب إلى غزة.
ويأتي هذا القرار في أعقاب التماس قدمته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية غير الربحية، والتي قررت اتخاذ إجراء في أعقاب تقرير سابق لـ "سي إن إن" عن المرضى الفلسطينيين بالمستشفيات.
والأربعاء، قال المتحدث باسم المنظمة، ران يارون، يوم الأربعاء، إن "إعادة السكان إلى غزة خلال صراع عسكري وأزمة إنسانية هو أمر يتعارض مع القانون الدولي ويشكل خطرا متعمدا على حياة الأبرياء، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمرضى الذين قد يواجهون الموت بسبب الظروف غير الصحية والجوع، إلى جانب عدم توفر الرعاية الطبية".
وفي أعقاب الاستئناف الذي قدمته المجموعة، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمرا قضائيا مؤقتا لمنع الحكومة الإسرائيلية من إعادة حوالي عشرين مريضا فلسطينيا ومرافقيهم إلى غزة.
وكان من المقرر أن يتم نقل الفلسطينيين بالحافلات إلى غزة في وقت مبكر من صباح الخميس.
ومع ذلك، بعد أمر المحكمة المؤقت، أرجأت الحكومة الإسرائيلية ذلك حتى يوم الاثنين على الأقل، حسبما قال مسؤولو المستشفى لشبكة "سي إن إن".
وأكد الدكتور فادي الأطرش، الرئيس التنفيذي لمستشفى أوغوستا فيكتوريا، الذي يعالج مرضى السرطان في غزة، ومسؤول آخر في المستشفى، أنه تم إرجاء نقل الفلسطينيين.
ومن بين الفلسطينيين، الذين سمحت السلطات الإسرائيلية لمعظمهم بالوصول إلى مستشفيات القدس قبل 7 أكتوبر، هناك خمسة أطفال حديثي الولادة وأمهاتهم الذين يعيشون في مستشفى المقاصد في القدس الشرقية.
وتضم المجموعة أيضا مرضى السرطان الذين هم الآن في حالة شفاء ويتلقون العلاج في مستشفى أوغوستا فيكتوريا، وفقا لمسؤولي المستشفى ومسؤولي الإغاثة الإنسانية.
وقال المسؤولون إن مجموعة من المرضى الفلسطينيين الذين تريد الحكومة الإسرائيلية إعادتهم إلى غزة يتلقون العلاج أيضا في مستشفى تل هشومير في ضواحي تل أبيب.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 31923 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 74096، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى غزة
إقرأ أيضاً:
غارة إسرائيلية تقتل حلم اللاعبة اللبنانية سيلين حيدر
نواف السالم
تحول حلم سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، في لحظة واحدة، التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها، لترقد على أثرها بدون حراك فى سرير المستشفى.
سيلين لاعبة موهوبة رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لكن شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، عكر صفو ذلك، ليبقى فى الأصداء صوت والدتها، سناء شحرور، يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».
لكن الأمل لم يختفى وسط الألم، حيث تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، ومنظمين لحملات لتلك البطلة، التي يترقب الجميع اللحظة التي تستيقظ فيها لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.
تسرد والدتها، سناء شحرور ، في ظل ظروفٍ مأساوية، ، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل، رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد، وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.
بدأت القصة عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب، وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة، بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك»، دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.
لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف، شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى، اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».
وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس، المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».
رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة، أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».
نظم زملاء سيلين حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلي
في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».