استيقظت العاصمة الأوكرانية كييف فجر اليوم الخميس على أصوات قصف صاروخي روسي، في حين جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهده بحماية المناطق الحدودية لبلاده في مواجهة الهجمات المتزايدة من أوكرانيا التي ناشد رئيسها فولوديمير زيلينسكي الإدارة الأميركية التعجيل بإرسال العون لبلاده.

وقال شهود عيان إنه تمكن من سماع عشرات الانفجارات القوية، إضافة إلى نيران الدفاعات الجوية الأوكرانية بدءا من الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (الثالثة صباحا بتوقيت غرينتش).

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن الهجوم الصاروخي الروسي الذي تعرضت له فجر اليوم أدى إلى إصابة 8 أشخاص وإلحاق أضرار بمبان سكنية ومنشآت صناعية وروضة أطفال إثر سقوط حطام صاروخ روسي عليها.

وأضاف أن حطام الصواريخ يتساقط على مناطق متفرقة من المدينة، وأن النيران اشتعلت في مبنى سكني وسيارات في مناطق أخرى حيث هرعت خدمات الطوارئ إلى مواقع في مناطق مختلفة من العاصمة، وأخمدوا عدة حرائق.

ضربات متبادلة

ويأتي قصف كييف اليوم بعد أن تبادلت القوات الأوكرانية والروسية أمس الأربعاء ضربات أدت إلى مقتل مدنيين لدى الجانبين.

وقتل 3 أشخاص في الضربات الأوكرانية الجديدة على منطقة بيلغورود الحدودية أمس، في حين أدت ضربات صاروخية روسية على مدينة خاركيف الأوكرانية إلى سقوط 5 قتلى وإصابة 7 آخرين، حسبما قال حاكم المدينة أوليغ سينيغوبوف.

ومدينة خاركيف هي ثانية كبرى المدن الأوكرانية، وتقع على مقربة من الحدود الروسية، وشهدت زيادة في الهجمات في الأشهر الماضية مع دخول الحرب الروسية عامها الثالث.

أما منطقتا بيلغورود وكورسك الروسيتان عند الحدود مع أوكرانيا، فتعرضتا لقصف كثيف في الأيام الـ10 الماضية. حيث شنت كييف هجمات بأعداد كبيرة من المسيرات، ونفذت عمليات قصف صاروخي، في حين حاولت مجموعات مسلحة موالية لأوكرانيا القيام بعمليات توغل في الأراضي الروسية.

وقال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود إن بعض مدارس المنطقة ستتحول للتعليم عن بعد، غداة طلبه إجلاء 9 آلاف طفل من المناطق الأقرب من الحدود الأوكرانية.

وتعرضت المنطقة لضربات متكررة بالصواريخ والمسيرات، لكن الهجمات تكثفت في وقت سابق هذا الشهر قبيل الانتخابات الرئاسية في روسيا.

بوتين يعتبر نصره في الانتخابات الرئاسية مقدمة لانتصار روسيا في أوكرانيا (الأناضول) بوتين و"النصران"

وفي موسكو اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزه في الانتخابات الرئاسية نهاية الأسبوع الماضي "مقدمة" للنصر في أوكرانيا. وقال أمس الأربعاء "النصر في الانتخابات ليس سوى مقدمة لتلك الانتصارات التي تحتاج إليها روسيا بشدة والتي ستتحقق بالتأكيد".

وتعهد بوتين بإرساء النظام في مناطق روسيا الحدودية قائلا "سنبذل كل جهدنا لدعم الأشخاص الذين خسروا أنشطتهم التجارية ومنازلهم، سنبذل كل ما بوسعنا، لكن المسألة الأولى هي بالطبع ضمان الأمن. وهناك طرق مختلفة، وهي ليست سهلة، لكننا سنقوم بها" لكنه لم يذكر أي تفاصيل بهذا الشأن.

زيلينسكي والعون الأميركي

على الجانب الآخر حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء العالم على "جعل النظام الدولي القائم على قواعد يعمل مجددا من خلال الوقوف في وجه الاستخدام الروسي للقوة".

وقال زيلينسكي في كلمة له عبر الفيديو أمس أمام "قمة الديمقراطية" التي تستضيفها كوريا الجنوبية بمبادرة من الرئيس الأميركي جو بايدن إن "العديد من دول ومناطق العالم ستستفيد من استعادة سيادة القانون الدولي، وعلينا معا أن نجعل القوة التي أُصيبت بالجنون تعود إلى القواعد، ونجعل القواعد تعمل مجددا".

وأضاف زيلينسكي "لكي يسود السلام يجب على الكونغرس الأميركي أن ينضم إلى العالم في كونه "مشاركا في الموثوقية القوية".

يشار إلى أن الخلافات السياسية في الكونغرس الأميركي توقف تمرير مشروع قانون من شأنه أن يوفر 60 مليار دولار كمساعدات إضافية لأوكرانيا. ويدعم بايدن، وهو ديمقراطي، تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ الحرب الروسية.

ويعارض تقديم تلك المساعدات بعض أعضاء الكونغرس إلى جانب الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح  الجمهوري المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحفي في كييف إلى جانب أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، أنه لا يستطيع التكهن بموعد إفراج الكونغرس عن حزمة مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار. وقال "لقد طالت المسألة كثيرا. وأعلم ذلك، وأنتم تعلمون ذلك".

وأضاف "لن أطلق تكهنات بشأن الموعد الدقيق لإتمام الأمر، لكننا نعمل على إتمامه في أسرع وقت".

والدعم الذي تحتاج إليه أوكرانيا بشدة عالق في الكونغرس منذ العام الماضي، وتسبب بنقص في الذخيرة للجنود الأوكرانيين على خطوط الجبهات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الانتخابات الرئاسیة فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي متفائل بإمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو) "قابلة للتحقق" لكن يتعين على كييف أن تخوض معركة من أجل إقناع الأعضاء بتحقيق ذلك.
وحثت أوكرانيا حلف شمال الأطلسي مرارا على دعوة كييف للانضمام إليه. وقال الحلف العسكري الغربي إن أوكرانيا ستنضم إلى صفوفه يوما ما لكنه لم يحدد موعدا أو يدعوها لذلك.
وأشارت موسكو إلى أن احتمال انضمام أوكرانيا إلى الحلف هو أحد أسباب الأزمة الحالية التي بدأت في عام 2022.
وتقول كييف إن العضوية في ميثاق الدفاع المشترك للحلف، أو أي شكل مكافئ لذلك من أشكال الضمان الأمني، سيكون حاسما فيما يتعلق بأي خطة سلام مقبلة.
وقال زيلينسكي، في كلمة أمام دبلوماسيين أوكرانيين خلال اجتماع في كييف "ندرك جميعا أن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وعضويتها لا يمكن أن تتم سوى بقرار سياسي... عضوية أوكرانيا في الحلف أمر قابل للتحقق، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا إذا خضنا معركة على جميع المستويات الضرورية".
وأضاف زيلينسكي أن أعضاء حلف شمال الأطلسي بحاجة إلى معرفة ما يمكن أن تقدمه أوكرانيا للحلف وكيف ستؤدي عضويتها إلى استقرار العلاقات في أنحاء العالم.

أخبار ذات صلة روسيا: مستعدون للتوصل إلى حل وسط بشأن أوكرانيا أمين عام الناتو يحث على تعزيز الدعم لأوكرانيا المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يتّهم رئيس الوزراء السلوفاكي بمساعدة بوتين
  • مسئول روسي: بوتين سيلتقي الأسد قريبا
  • ضربات لا تتوقف.. هجوم روسي ليلي على أوكرانيا بأسراب المسيرات
  • أوكرانيا تستهدف قازان وبوتين يتوعد فهل هي مرحلة كسر العظم؟
  • زيلينسكي: عضوية أوكرانيا في حلف الأطلسي «قابلة للتحقق»
  • زيلينسكي: عضوية أوكرانيا في الناتو قابلة للتحقق
  • ترامب يترقب لقاءً مع بوتين لبحث حل الأزمة الأوكرانية
  • عاجل.. ترامب: انتظر عقد لقاء مع بوتين لحل الأزمة الأوكرانية
  • زيلينسكي متفائل بإمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو
  • خبير في الشؤون الروسية: لا تفاؤل بقرب إنهاء أزمة أوكرانيا.. وبوتين يتوقع حربا عالمية