عبدالله بن زايد يستقبل وزير خارجية سنغافورة ويبحثان التطورات بالمنطقة والأوضاع الإنسانية في غزة
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الدكتور فيفيان بالاكرشنان وزير خارجية جمهورية سنغافورة، التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال استقبال سموه في أبوظبي، معالي الدكتور فيفيان بالاكرشنان، حيث بحث اللقاء جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار بما يسهم في حماية سلامة وأمن المدنيين وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما استعرض الجانبان تطورات مبادرة الممر المائي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودور هذه المبادرة في تعزيز الدعم الإنساني للمدنيين في القطاع.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، التزام دولة الإمارات بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف وآمن ومستدام ودون عوائق إلى المدنيين في قطاع غزة بما يلبي احتياجاتهم ويسهم في التخفيف من معاناتهم.
وجدد سموه التأكيد على أهمية إنهاء التطرف والتوتر والعنف في المنطقة وتوفير الحماية لكافة المدنيين وتعزيز الدعم الإنساني المقدم للشعب الفلسطيني الشقيق بكافة الوسائل الممكنة.
أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد وسيغريد كاج يبحثان هاتفياً سبل زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة عبدالله بن زايد ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري يبحثان تطورات المنطقةكما ثمن سموه الجهود الإغاثية البارزة التي تقوم بها جمهورية سنغافورة الصديقة في غزة، وحرصها على التعاون مع كافة الأطراف الفاعلة لمعالجة الأزمة الإنسانية الراهنة وتقديم الدعم اللازم للمدنيين في القطاع.
وفي سياق متصل، بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال لقائه، معالي الدكتور فيفيان بالاكرشنان، علاقات الصداقة والشراكة الشاملة بين البلدين وفرص تعزيزها في المجالات كافة، بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويعود بالخير على شعبيهما.
وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بالعلاقات المتطورة والمتنامية التي تربط دولة الإمارات بجمهورية سنغافورة، مؤكدا حرص البلدين الصديقين على استثمار كافة الفرص المتاحة لتعزيز شراكتهما بما يدعم جهودهما التنموية وتطلعاتهما لتحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام.
حضر اللقاء معالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، وسعادة سعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سنغافورة عبدالله بن زايد المساعدات الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية
يقول إكزوبيري صاحب رواية «الأمير الصغير»: «إن الأرض مليئة بالكثير من الناس والقليل من الإنسانية»، وقد قالها ناعياً حال البشر، حيث تعمُّ الشرور ويبدون عاجزين عن القضاء عليها، رغم كل ما لديهم من تعاليمَ دينيةٍ وقوانينَ وضعوها لضبط معاشهم البشري وعلاقاتهم، ومع هذا تضيع كل جهودهم في الشعر والفلسفة وفي نظريات الأخلاق، والسؤال الذي يلزمنا طرحه هنا هو: هل كان ممكناً أن تنقلب المعادلة أو تتساوى، بحيث تتوافق النسبة بين الشر والخير، أو تزيد الكفة لمصلحة الإنسانية مقابل كثرة البشر الذين يقعون ضحايا للشرور، أو الذين يتذمرون من الشرور؟ والواقع العملي في هذه الحياة هو أن شراً واحداً يكفي لقلب كل المعادلات، وحينما جرى إسقاط قنبلة هيروشيما، كانت بقرار من شخص واحد، لو اختار تجنبها لفعل حسب ما لديه من سلطة دستورية، لا سيما أنه قد قال من قبل إن استخدام أسلحة الدمار الشامل أمرٌ محال وغير قابل للتصور (ترومان). فهل الشر أسهل على النفس البشرية وأقرب لها من الخير والحكمة.
هذه موازنة حادة بين معنى ومعنى، فشرارة واحدة كافية لتحرق غابة، لكن كل غابات الأرض لن تتمكن من نزع الغيظ من نفوس البشر، ولذا يحقق الأشرار مرادهم، بل يتمكن الشر من تحويل الإنسان الخيّر المعروف بخيريته إلى شرير، ومثال الحارث بن عباد يكشف كيف أن رجلاً صالحاً ومسالماً كان يحرص على تجنب الحرب الكونية حينها بين القبائل العربية، التي درج اسمها بحرب البسوس، وبمجرد أن قتل المهلهلُ بجير بن الحارث، وقال له «بؤ بشسع نعل كليب»، تحوّل الحارث إلى مقاتل ثأراً لذهاب ابنه مقابل حذاء، وقد كان الأب يريد تقديم ابنه فديةً لحقن دماء العرب، وتلك نية صالحة قابلها المهلهل بإهانة الابن وقتله، وبدل حقن الدم جعل دمه بقيمة حذاء، مما فجر الغضب فتحول الحارث لمقاتلٍ ومشارك في حرب طاحنة عزل نفسه عنها لسنوات، وعرض حلها بتقديم ابنه فديةً عن رأس كليب، الذي كان مقتله سبباً لنشوب تلك الحرب، ولكن المهلهل، وهو أخو كليب وطالب ثأره، استصغر ابن الحارث فقطع رأسه، ليقول إنه لا يساوي أكثر من حذاء كليب، وهذه كلمة غيّرت مجرى الحدث من مشروع سلام إلى مشروع حرب.
والإنسان قادر على فعل الخير، ويملك الوسائل لذلك، وقادر على فعل الشر، ويملك الطرق لذلك أيضاً، بل إنه يخترع الطرق، فيقسم مثلاً بالله العظيم لكي يمرر كذبةً على أخيه الإنسان، وإغراءات المال والجاه وتوسيع الهيمنة كلها دعوات شبه غريزية لجعل الشر وسيلةً للكسب، بل إن كثيراً من العلماء الباحثين راحوا قتلى لأن زميلاً لهم قرر سرقة أبحاثهم لكي يحصل على لقب مخترع الفكرة، وهنا لن تسلم الأرض ممن يفسد فيها ويسفك الدماء، وستظل الإنسانية قليلةً، بينما الناس كثيرون، وكما في المثل العربي فإن الحرب أولها كلام، حيث تتحول اللغة نفسها إلى مادة حربية تقتل وتسفك الدماء.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض