بين حزب الله وباسيل.. طلاق نافذٌ ام هجرٌ مؤقت؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
من الواضح أن دعوة رئيس "التيار الوطني الحُرّ" جبران باسيل للقوى المسيحية من أجل الوحدة لمواجهة التحديّات التي تهدّد وجود المسيحيين السياسي على الساحة اللبنانية وربّما الوجود الديمغرافي لاحقاً، لم تلقَ تجاوباً من أي من خصومه داخل المجتمع المسيحي.
ولعلّ القوى المسيحية تنظر بشكل أو بآخر الى خطاب باسيل، الذي لم يرتقِ ليُصبح مبادرة سياسية جدية تحمل في طيّاتها بنوداً وشروطاً واضحة، أنه ناتجٌ عن ضعف، حيث يرى هؤلاء أن رئيس "التيار" المعزول سياسياً بسبب خسارته لحليفه الوحيد "حزب الله" يحاول إيجاد بدائل عبر التقارب من القوى المسيحية تحت عناوين مرتبطة بالحقوق والوجود المسيحي.
لكنّ باسيل ومن معه لا يرغب عموماً، من وجهة نظر المعارضة، بأي تحالف حقيقي، إنما يسعى الى تحسين شروطه أمام حليفه السابق "حزب الله"، وذلك من خلال القول بأنّه قادر على فتح أبواب التحالف مع قوى أخرى في مرحلة الطلاق بينهُما، وهذا الامر، وفق حسابات باسيل، من شأنه أن يدفع "الحزب" الى تقديم تنازلات في عملية التفاوض معه.
وفق مصادر سياسية مطّلعة، فإن تبدّل لهجة باسيل في خطاباته الاخيرة منذ اندلاع معركة "طوفان الاقصى" وفتح جبهة الجنوب إسناداً للمقاومة في غزّة ليس إلا لعبا مكشوفا على حبال الملفّ الرئاسي، فهو لا يأبه حقاً بفكرة "وحدة الساحات" ولا يمانع إن لزم الأمر أن يصعّد خطابه دعماً لهذا المبدأ في مقابل أطماع سياسية ، وهو الذي بات مدركاً للصعوبات التي ستواجهه وتياره بعد فكّ التحالف مع "الحزب"!
لذلك فإنّ القوى المسيحية لا تريد مدّ حبل الخلاص لباسيل وتياره، إذ ترى أنها تفضّل أن يبقى معزولاً مع إدراكها بأن "الحزب" ليس في وارد تقديم أي نوع من التنازلات أمامه، ولأن باسيل بدوره يعجز عن تقديم مزيد من التنازلات لخصومه أو حلفائه، وبالتالي سيبقى معزولاً سياسياً وربّما قد يحين موعد التسوية من دون أن يكون الأخير جاهزاً لها، وبالتالي يبقى خارج السّلطة ويصبح تدريجياً خارج الحياة السياسية بشكل عام.
من هُنا يصبح طرح باسيل غير قابل للتطبيق، لأن قوى المعارضة تجده غير قادر على تقديم أي جديد لها حتى في إطار مصلحي، وأنه هو وكتلته النيابية لن يخدما المعارضة لجهة الحصول على اكثرية، كما أنه لن يتجرّأ على الذهاب الى معركة كسر عضم رئاسية في مواجهة "حزب الله".
فهل يصبح الطلاق بين باسيل و"حزب الله" نافذاً؟ أم أنّ باب المفاوضات قد يبقى مفتوحاً قبل انتهاء فترة "العدّة"؟! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية.. المعارضة تعتزم عزل الرئيس المؤقت لهذا السبب
أعلن زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي المعارض في كوريا الجنوبية، بارك تشان ديه، أن الحزب سيتخذ إجراءات لعزل رئيس الوزراء هان دوك سو، الذي يتولى حاليا منصب الرئيس المؤقت منذ إيقاف الرئيس السابق يون سيوك يول عن مهامه بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية.
وذكر "بارك" في اجتماع للحزب أن القائم بأعمال الرئيس "هان" أوضح في اجتماع لمجلس الوزراء أنه لن يصدر قانوني مشروعين لتعيين مستشار خاص للتحقيق مع الرئيس السابع وزوجته كيم كيون هي، ولا توجد طريقة لتفسير هذا سوى مواصلة التمرد من خلال تأخير الوقت.
وحسب وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية، ومع ذلك، يبدو أنه سيتم تحديد الموعد الدقيق لاقتراح إقالة "هان" بعد مراجعة داخل الحزب.
ويقال داخل الحزب إن هناك آراء حول ضرورة تحديد توقيت اقتراح عزل الرئيس المؤقت "هان" بعد تمرير طلب تعيين المرشحين لقضاة المحكمة الدستورية في الجلسة العامة في يوم 26 ديسمبر، والتأكد مما إذا كان "هان" سيؤجل تعيين هولاء المرشحين أو لا.
وطالب الحزب الديمقراطي يوم الأحد "هان" بإصدار مشروعي القانونين بحلول الثلاثاء، مهددا بمحاسبته إذا لم يمتثل لذلك.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي السابق، يون سوك يول، رفض للمرة الثانية مذكرة الاستدعاء التي أرسلتها وكالة مكافحة الفساد للتحقيق في محاولته فرض الأحكام العرفية، وفق ما أعلن الفريق المكلف التحقيق الاثنين.
وعزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر بعدما أعلن الأحكام العرفية في الثالث من الشهر نفسه وإدخال البلاد في دوامة أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.
وكان محققون من وكالة مكافحة الفساد استدعوه الأسبوع الماضي إلى مقرهم في ضاحية سيؤول لاستجوابه بتهمة التمرد وهي جريمة عقوبتها الإعدام، وإساءة استخدام السلطة، لكنه رفض المثول من دون تقديم أسباب.