بلدية دبي تتعاون مع مجلس الكود الدولي في مجال السلامة للارتقاء بمشهد البناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
بعد ان نجح مجلس الكود الدولي في افتتاح أول مكتب إقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زار الفريق القيادي للمجلس شركاءه الاستراتيجيين في دبي لتأكيد التزامه بتعزيز الجهود في مجال البناء والتشييد.
خلال الرحلة القصيرة التي استمرت يومين، شارك شاهين معينيان، نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات وتطوير الأعمال في مجلس الكود الدولي، بالإضافة إلى جودي زاكريسكي، النائب الأول لرئيس العمليات والحلول العالمية، ومحمد عامر، المدير الإقليمي للعمليات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
قام الثلاثي بإجراء محادثات مع بلدية دبي، وشاركوا في الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري لعلوم البناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (BSAC)، وشاركوا في ورشة عمل فنية استضافتها بلدية دبي، حيث كان التركيز على تعزيز الابتكار والاستدامة في مجال البناء، بالإضافة إلى الاجتماع مع أصحاب المصلحة الآخرين.
تمكين الخبرات المحلية بالتعاون مع بلدية دبي
تُعَد بلدية دبي شريكًا استراتيجيًا دائمًا لمجلس الكود الدولي في المنطقة، نظرًا لكونها الجهة الحكومية الأقدم في إمارة دبي، حيث تضطلع بمهمة الإشراف على العمليات اليومية التي تؤثر بشكل مباشر على نوعية حياة السكان والزوار و اصحاب المصالح في الإمارة، ولتوطيد هذا التعاون وقع الطرفان مذكرة تفاهم لتعزيز ممارسات البناء المبتكرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مايو 2023، ؛ وقد التقى الطرفان مؤخرًا لتحديد فرص التعاون المحتملة وتلبية احتياجات السوق الموجودة في مذكرة التفاهم.
كما قامت خدمة التقييم التابعة لمجلس الكود الدولي (ICC-ES) بقيادة مناقشات حول تقارير خدمة التقييم (ESRs)، واستكشاف المبادرات الاستباقية في مجال بناء المباني، بالإضافة إلى اعتماد مواد البناء المبتكرة
تضمنت المناقشات مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك تطوير وتنفيذ قوانين البناء ومعايير القبول، بالإضافة إلى نقاشات حول تقييم المنتجات وتصميم تقييماتها وفقًا للاحتياجات المحددة، أيضًا، تم استعراض ممارسات البناء المستدامة والمبتكرة مثل حلول البناء خارج الموقع، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنشاء بنية تحتية تنظيمية لأنشطة البناء خارج الموقع.
بالإضافة إلى ذلك، كان التركيز الرئيسي للاجتماع هو معالجة الأمور التي أثارها الفريق الفني لبلدية دبي فيما يتعلق بالطلب المتزايد إلى أنظمة بناء مبتكرة و حديثة وضرورة تسهيل الوصول إلى الأسواق والمصادقة عليها مع الحفاظ على معايير السلامة، واختتم الاجتماع بمناقشات حول استخدام الأدوات الرقمية مثل نمذجة معلومات البناء (BIM) لتعزيز المواءمة مع متطلبات الامتثال في الموقع.
الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري لعلوم البناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (BSAC)
تم عقد الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري لعلوم البناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابع لمجلس الكود الدولي، في مكتبه بدبي خلال الزيارة. حيث شارك الأعضاء في المناقشات التي تهدف إلى تعزيز مبادرات سلامة البناء.
شدد الاجتماع على أهمية التعاون بين الأطراف الخاصة والأوساط الأكاديمية لتقديم النتائج المستندة إلى المشاريع البحثية التي تحدد تحليل التكلفة مقابل الفوائد لاعتماد أساليب البناء المستدامة، وتسهيل اتخاذ القرارات القائمة على البيانات، وتشجيع المشاركة من جميع أصحاب المصلحة المعنيين. كما فخر مجلس الكود الدولي باعلان انضمام بلدية دبي كعضو جديد، مما يضيف بُعدًا تنظيميًا حاسمًا ويشكل محركًا فعال في المناقشات.
ورشة عمل فنية حول قيادة الابتكار والاستدامة في مجال البناء
استضافت بلدية دبي مؤخرًا ورشة عمل فنية تضمنت عروضًا تقديمية ومناقشات تقنية حول المنهجيات البنائية الناشئة وقابليتها للتوسع وتأثيرها الاقتصادي، وأبرزت خدمة التقييم التابعة لمجلس الكود الدولي أهمية إنشاء مسارات امتثال قوية لأنظمة البناء المبتكرة، مع التركيز على الضمان التنظيمي للسلطات وتسهيل دخول المصنعين والموردين السوق.
كما تناولت الجلسات مواضيع مهمة مثل الحلول المستدامة شبه الجاهزة والطلب المتزايد على الطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد وتقنيات البناء خارج الموقع، إضافة إلى تطوير الأطر التنظيمية المتقدمة لمواكبة هذا التطور، وأكدت الورشة التزام مدينة دبي بقيادة التقدم التكنولوجي في صناعة البناء والتشييد من خلال إعطاء الأولوية للسلامة.
رؤية مشتركة للتميز المستقبلي
بهذا السياق، صرحَ محمد عامر، المدير الإقليمي للعمليات لمجلس الكود الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلاً: ” تؤكد مهمتنا العالمية في تعزيز سلامة البناء على أهمية تكييف وتخصيص حلولنا لتلبية احتياجات وتحديات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد اثمرت نتائج تبادل المعلومات والحوارات خلال هذه الرحلة عن رؤى قيمة، مما يعزز دعوتنا إلى تعزيز الابتكار والاستدامة في هذا القطاع المتقدم باستمرار. يبقى مجلس الكود الدولي ملتزمًا بتوفير الأدوات والخدمات الضرورية التي تدفع الحلول المحلية إلى الأمام، مما يعزز تجربة المستخدم ويزيد من قبولها في السوق”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟
يمانيون../
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الاحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.
فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأميركية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أميركية؟
بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.
أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.
ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.
ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.
أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.
أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أميركية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:
مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أميركياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أميركية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أميركي أكيد.
أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.
أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أميركي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.
العهد الاخباري ـ شارل أبي نادر