وادي سيدنا أكبر قاعدة جوية عسكرية في السودان
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أكبر قاعدة جوية عسكرية سودانية، تقع شمالي مدينة أم درمان، مكّنها موقعها من لعب دور إستراتيجي في الحروب والانقلابات العسكرية، والتأثير بشكل حاسم في نتائجها.
وقد أصبحت القاعدة المنفذ الجوي الوحيد للخرطوم نحو الخارج، عقب اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، واستخدمت مركزا رئيسيا لعمليات الإجلاء الدولية.
تقع قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية شمالي مدينة أم درمان على الجانب الغربي من نهر النيل، وتبعد نحو 22 كيلومترا من مركز العاصمة السودانية الخرطوم.
وتضم القاعدة مطارا متوسط الحجم بمدرج واحد، وبالقرب منه أنشئت الكلية الحربية متعددة التخصصات ومعهد المشاة والمظلات.
وشيّد في الموقع مصنع المعدات الحربية المسمى "مجمع الصافات للتصنيع العسكري"، حيث تُصنّع وتُطوّر الطائرات المدنية والعسكرية والمسيرات، وتخضع للصيانة.
الأهميةتعد قاعدة "وادي سيدنا" أكبر قاعدة جوية في السودان، وهي بمثابة قلعة حصينة، إذ تحتل موقعا إستراتيجيا يوفر لها حاجزا طبيعيا من جهة الشرق، هو نهر النيل، ومن ناحية أخرى، يعد جسر "حلفايا"، الذي يقع إلى الجنوب من المنطقة العسكرية بوادي سيدنا الأقرب إلى القاعدة، وهو خاضع بشكل كامل لسيطرة الجيش، مما يحد من قدرة أي قوة عسكرية أخرى على اختراقه.
ونظرا لموقعها، تمثل القاعدة أهمية إستراتيجية في الاشتباكات العسكرية والمعارك التي تندلع في السودان، إذ يتمكن صاحب النفوذ عليها من فرض هيمنة جوية، والتحكم في مسار المواجهات الميدانية، وتوجيه ضربات عسكرية متفوقة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إحراز نتائج حاسمة لصالحه.
زادت الأهمية الإستراتيجية والحيوية لهذه القاعدة في أعقاب اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم 15 أبريل/نيسان 2023، إذ باتت المنفذ الجوي الوحيد للخرطوم إلى الخارج.
كما استخدمت مركزا رئيسيا لعمليات الإجلاء الدولية، وذلك بعد إغلاق مطار الخرطوم الدولي، وتعطل قاعدة هبوط المروحيات "جبل أولياء"، على إثر هجمات قوات الدعم السريع.
طائرة تركية في مطار وادي سيدنا تستعد لإجلاء مواطنين أتراك بعد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع (الأناضول) التاريخبدأ استخدام قاعدة "وادي سيدنا" محطة عسكرية للقوات البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية، فقد استخدمت في أثناء نقل الطائرات من غرب أفريقيا إلى مصر، ثم توقف استخدامها بحلول عام 1946.
أنشأت إنجلترا وحدة صيانة في "وادي سيدنا" في أبريل/نيسان 1942 استمرت في العمل حتى فبراير/شباط 1943.
وفي نكسة عام 1967، نقلت الطائرات الحربية المصرية إلى "وادي سيدنا" لحمايتها على إثر استهداف الغارات الجوية الإسرائيلية القواعد الجوية المصرية كافة.
وتيمنا بالرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر سُميت "قاعدة ناصر الجوية"، ثم تطورت وتوسعت، وأنشئت فيها كلية حربية في عهد الرئيس السوداني السابق جعفر النميري، ومنذ تلك الفترة بدأت القاعدة تحمل اسم "قاعدة وادي سيدنا".
دور محوري في المعارك والانقلاباتتشكل السيطرة على قاعدة "وادي سيدنا" مقصدا أساسيا لأي تحرك عسكري يهدف إلى السيطرة على مدينة الخرطوم، وقد كان للقاعدة دور مفصلي في الانقلابات العسكرية الناجحة، مثل انقلاب عام 1969 بقيادة العقيد جعفر النميري، وانقلاب عام 1989 بقيادة العقيد عمر البشير.
برزت القاعدة كذلك موضعا رئيسيا للاستهداف في الانقلاب الفاشل عام 1976، الذي كان وراءه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وكان يرمي للإطاحة بنظام النميري.
في عام 2008، كانت المنطقة العسكرية في "وادي سيدنا" بما فيها القاعدة الجوية، واحدة من 3 أهداف رئيسية وجه إليها زعيم حركة "العدل والمساواة" في إقليم دارفور (غرب السودان) إبراهيم خليل قواته، ضمن تحرك عسكري كان المراد منه الاستيلاء على الخرطوم، والإطاحة بالرئيس السوداني آنذاك، عمر البشير.
اشتباكات عام 2023شكلت قاعدة "وادي سيدنا" في أثناء الاشتباكات التي اندلعت بين الفرقاء السودانيين في أبريل/نيسان 2023، مصدر قوة للجيش الذي سيطر عليها، واتخذ منها مركزا لانطلاق طائراته الحربية ومسيراته وتوجيه ضربات جوية على معسكرات قوات الدعم السريع في الخرطوم، والنقاط الإستراتيجية لتمركزها، لا سيما الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
إضافة إلى ذلك، استهدفت القوات الجوية التي تنطلق من القاعدة، خطوط إمداد قوات الدعم السريع القادمة إلى الخرطوم من إقليم دارفور وولاية شمال كردفان.
ومن جانب آخر، نفذت قوات الدعم السريع عديدا من الهجمات المكثفة على القاعدة، بعد إخفاقها في الاستيلاء عليها، في محاولة منها لتدميرها أو إخراجها من الخدمة، ومنع وصول مساعدات عسكرية خارجية للجيش عبرها.
وأسهمت قاعدة "وادي سيدنا" الجوية بعد اندلاع المعارك بدور بارز في إجلاء آلاف الدبلوماسيين والرعايا الأجانب من نحو 40 جنسية، أبرزهم أتراك وأميركيون وبريطانيون ومصريون وألمان.
وشاركت في عملية الإجلاء طائرات عسكرية من دول مختلفة، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، وقد توقفت حركة الإجلاء في قاعدة "وادي سيدنا"، على إثر تعرّض طائرة إجلاء تركية لإطلاق نار، وبعد إصلاحها استؤنف الإجلاء.
أصلح فريق من مهندسي المظلات والكوماندوز التابعين للقوات البريطانية، عقب عملية الإجلاء، مدرج مطار القاعدة الذي كان في حالة سيئة، وقد تفاقم الأمر بسبب الوتيرة العالية لطائرات النقل العسكرية الثقيلة والمتعددة الجنسيات التي حطت فيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات قوات الدعم السریع أبریل نیسان وادی سیدنا
إقرأ أيضاً:
اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في بحري بالخرطوم
أفادت مصادر للجزيرة باندلاع اشتباكات عنيفة -فجر اليوم الخميس- بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بحري بالخرطوم.
وقال مصدر في الجيش السوداني إن الاشتباكات تدور حول محيط مجمع عمارات الزرقاء ببحري وسط استخدام كثيف للأسلحة الثقيلة من الطرفين.
ويسعى الجيش لفك الحصار عن معسكر سلاح الإشارة جنوبي بحري والقيادة العامة وسط الخرطوم.
في غضون ذلك، قال الجيش السوداني إنه قصف بالمدفعية الثقيلة تجمعات لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري انطلاقا من مواقعه في أم درمان.
وقالت مصادر متطابقة إن الجيش السوداني سيطر على مواقع للدعم السريع قرب مصفاة الجَيلي النفطية شمالي مدينة الخرطوم بحري.
وتداول سودانيون مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جنودا سودانيين وهم يسيطرون على بوابة بلدة الجيلي، التي تعد المدخل الشمالي لولاية الخرطوم.
دخان كثيف يغطي سماء مدينتي أم درمان وبحري صباح اليوم وسط احتدام المعارك في محيط مصفاة #الخرطوم للبترول بمنطقة الجيلي شمالي العاصمة pic.twitter.com/9kwqlYN2Xa
— سودان تربيون (@SudanTribune_AR) January 23, 2025
تقدم للجيشونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود عيان أن سحب دخان أسود غطت -اليوم الخميس- أجزاء واسعة من سماء الخرطوم جراء اشتباكات ضارية في بلدة الجيلي.
إعلانوكانت قوات الدعم السريع قالت -في بيان مقتضب مساء أمس الأربعاء- إنها صدت هجوما للجيش على مصفاة الجيلي.
وذكرت مصادر متطابقة -أمس الأربعاء- أن قوات الجيش تقدمت وسط الخرطوم بحري، وتمكنت من السيطرة على أماكن كانت تعرقل تقدمها في المدينة.
وأوضح مصدر عسكري أن هذا التقدم يعزز سيطرة الجيش على مناطق إستراتيجية في العاصمة، مما قد يسهم في تعزيز الأمن واستقرار المنطقة.
ومصفاة الجيلي أكبر محطة لتكرير النفط بالبلاد، وقد أنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتقع شمال مدينة بحري شمالي الخرطوم، وتسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نسيان الماضي.
وكان الجيش السوداني بدأ -أمس الأربعاء- هجوما واسعا على مناطق شمالي مدينة بحري، وسيطر على بلدة الجيلي ومنطقتي الكباشي والسقاي، وفق شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
سوق بمدينة الفاشر تعرض للقصف في بداية الصراع (الفرنسية) الفاشر والجزيرةوفي تطورات ميدانية أخرى، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمال وشرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقالت مصادر للجزيرة إن طائرات حربية سودانية قصفت مواقع قوات الدعم السريع باتجاهات مختلفة من مدينة الفاشر.
ويسيطر الجيش والقوات المساندة له على مركز الفاشر بينما تحاصر قوات الدعم السريع المدينة منذ أشهر، ولكن محاولاتها لاقتحامها باءت بالفشل.
والاثنين الماضي، أمهلت الدعم السريع القوات المتحصنة في الفاشر بالخروج منها بحلول ظهر أمس الأربعاء.
وفي وسط السودان، معارك متقطعة تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمحور ولاية الجزيرة وسط السودان، وقالت مصادر-أمس الأربعاء- إن 6 مدنيين قتلوا جراء هجمات الدعم السريع على قرى في محليتي الكاملين والحصاحيصا الواقعتين شمالي مدينة ود مدني.
إعلانويقول ناشطون إن قوات الدعم السريع تهاجم البلدات الواقعة شمالي وشرقي ولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم بعد أن سيطر الجيش على ود مدني عاصمة الولاية الأسبوع الماضي.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعا عسكريا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص ونزوح 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.