5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
#سواليف
يدور حديث عن اختفاء #كنز #ذهبي #أثري #أسطوري كان علماء آثار سوفييت وأفغان قد عثروا عليه عامي 1978 – 1979 في مقابر ملكية على تلة بالقرب من مدينة شبرغان في شمال #أفغانستان.
هذا الكنز الكبير والثمين الذي يعرف باسم “كنز بكتريا” على اسم حضارة بكتيريا التي نشأت في المنطقة في العصر البرونزي حوالي 300 عام قبل الميلاد، يتكون من 21145 قطعة فنية من الذهب على شكل مجوهرات وعملات معدنية وأسلحة وتيجان وتحف أخرى مرصعة بالأحجار الكريمة والمجوهرات.
علاوة على ذلك، عثر في هذا الكنز الذي ينتمي أيضا إلى مملكة “كوشان” التي تأسست بداية القرن الميلادي الأول، على آلاف القطع من الأزرار والخرز والحلي الصغيرة التي كانت مخيطة على الملابس، كما تبين وجود خيوط ذهبية في أنسجة الملابس ذاتها.
مقالات ذات صلة “انفجر المحرك بعد الإقلاع”.. حادثة جديدة تضرب طائرات “بوينغ” (صورة) 2024/03/20ملوك حضارة “بكتريا” بنوا منازلهم على تل قريب لا يبعد أكثر من 500 متر من منطقة تعرف محليا باسم “تيليا تيبي”، وتعني تل الذهب.
هذه المجموعة الضخمة من الحلى والتحف الذهبية والمجوهرات التي لا تقدر بثمن توصف بأنها واحدة من أكبر مجموعات الذهب الاثرية في العالم وهي تمثل وتعكس تاريخ وثقافة طريق الحرير القديمة.
قيمة هذا الاكتشاف التاريخي الذي لم يسمع به الكثيرون، دفع بعض الخبراء إلى مقارنته باكتشاف كنوز الملك الفرعوني توت عنخ أمون في عام 1922.
الحفريات في قبور ملكية يعود تاريخها إلى 2000 عام مضت، قامت بها بعثة أثرية سوفيتية أفغانية مشتركة بقيادة عالم الآثار السوفيتي والروسي فيكتور إيفانوفيتش ساريانيدي، الذي يعد اسطورة في هذا المجال. هذا العالم الكبير كان توفى ليلة 22 – 23 ديسمبر عام 2013 عن عمر ناهز 85 عاما.
توقفت أعمال التنقيب في الموقع مع اندلاع الحرب الأهلية حينها في أفغانستان، وبعد انسحاب القوات السوفيتية في عام 1989، نقل الكنز الذهبي الأثري إلى قبو في البنك المركزي الأفغاني، يوصف بأنه عبارة عن حجرة ضخمة وشديدة التحصين.
بعد ذلك، حين وصلت حركة طالبان إلى السلطة فتشت عن الكنز الذهبي. عالم الآثار السوفيتي الكبير فيكتور إيفانوفيتش ساريانيدي، صاحب الاكتشاف روى بهذا الشأن قائلا: “عندما وصلت طالبان إلى السلطة، بدأوا في البحث عن هذا الذهب. قيل لهم إنه محفوظ في بنك كابول. لكن حراس البنك اخترعوا قصة خيالية لطالبان: قالوا لهم يوجد خمسة أشخاص وخمسة مفاتيح، كل هؤلاء الأشخاص الخمسة غادروا البلاد، ولا يمكن فتح الخزائن بالذهب إلا حين يجتمع الخمسة”!
بقي هذا الكنز الذهبي الذي تقدر قيمته المادية بالمليارات فيما لا حدود لقيمته الأثرية والتاريخية مختفيا وكان يظن أنه ضاع على الأبد، إلى عام 2004 بعد انتهاء حكم طالبان واحتلال الأمريكيين لأفغانستان.
عثر على الكنز الذهبي الفريد في مخبأ بالبنك المركزي الأفغاني، وكان العالم السوفيتي الروسي فيكتور إيفانوفيتش ساريانيدي حاضرا وقت فتح القبو، وقد أكد صحة “كنز بكتريا” الذي كان وضعه في السابق بنفسه في أكياس مميزة.
ارتحل الكنز الأسطوري بين عامي 2006 – 2020 في أرجاء العالم وعرض في عدة بلدان، وتلقت أفغانستان ملايين الدولارات مقابل ذلك، لكن الكنز اختفى بعد ذلك وساد صمت مريب.
بهذا الشأن كتب موقع “livescience” في 23 سبتمبر 2021 يقول إن “طالبان تبحث بالفعل عن أحد أشهر المخابئ في البلاد؛ ما يسمى بـ “كنز بكتريا”، وهو عبارة عن مجموعة من أكثر من 20000 قطعة أثرية، العديد منها مصنوع من الذهب، تم العثور عليها في قبور عمرها 2000 عام في موقع يسمى تيليا تيبي في عام 1978. تم الاحتفاظ بالكنز في المتحف الوطني لأفغانستان وكان معروضا في القصر الرئاسي، لكن التقارير تشير إلى أن موقعه الحالي غير معروف”.
بوابة “taskandpurpose” الإلكترونية بدورها كتبت في نفس التاريخ تقريبا قائلة: “من عام 2007 إلى عام 2020، سافرت عناصر من الكنز حول العالم، وزارت 13 دولة عارضة تاريخ أفغانستان الغني. في فبراير 2021، وضعت الحكومة الأفغانية الكنز في القصر الرئاسي. وفي الشهر نفسه، توقعا لنجاحها المقبل (في العودة إلى السلطة)، أصدرت طالبان بيانا قالت فيه إن عليها “التزاما بحماية ومراقبة وحفظ” العناصر التي كانت مهمة لتراث أفغانستان.
الموقع ذاته مضى يقول إن طالبان عادت إلى السيطرة على كابل بعد “أقل من ستة أشهر، وانهارت الحكومة الأفغانية، وأصبح مصير كنز بكريا و800000 قطعة أخرى في حوزة المتحف الوطني موضع تساؤل مرة أخرى”.
الصحيفة الإلكترونية نقلت عن أحمد الله صادق، نائب رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الوزراء في طالبان قوله إن “القضية قيد التحقيق، وسنجمع المعلومات لمعرفة واقع الأمر… إذا تم نقله من أفغانستان، فتلك خيانة في حق أفغانستان. ستتخذ حكومة أفغانستان إجراءات جادة إذا تم نقل هذه الأشياء وغيرها من الأشياء القديمة إلى خارج البلاد”.
رواية أخرى تفيد بأن “كنز بكتريا” الذهبي بعد أن عرضت قطعه الفريدة في العديد من العواصم الأوروبية وفي كندا وأستراليا نقل إلى الولايات المتحدة للحفظ في البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وهناك انقطع أثره. حتى الآن لا يوجد تأكيد لهذه الرواية ولا لغيرها، لكن الأمر المحزن أن الكنز اختفى، والجميع يتساءل في يأس: “ما مصير الذهب الأفغاني الفريد يا ترى”؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف كنز ذهبي أثري أسطوري أفغانستان
إقرأ أيضاً:
الإسماعيلية في أفغانستان.. أهل الضيافة على طريق الحرير
كابل– تتألف أفغانستان من فسيفساء من القوميات والأصول كانت ولا تزال ملتقى لحضارات مختلفة ومزيج من الفارسية والمغولية والآرية. ويشكّل الإسلام السني المذهب الرئيس للدولة، إضافة لأقليات دينية مختلفة كالشيعة الجعفرية والسيخ والهندوس وأيضا "الأقلية الإسماعيلية".
فيض الله بيك، هو مدير متقاعد لإحدى المدارس الثانوية في مديرية شغنان في ولاية بدخشان ذات الأغلبية الإسماعيلية، حدثنا عن تاريخ هذه الأقلية، فقال "على الرغم من الفقر وقلة ذات اليد بين سكان شغنان من الأقلية الإسماعيلية، فإن معظمهم من المتعلمين، فهم يولون أهمية كبرى للعلم، وفي سنوات الحرب الأهلية نأى سكان هذه المنطقة بأنفسهم عن الحرب ولم يكونوا طرفا فيها، فكانت منطقتهم من أكثر المناطق أمنا".
"وقد تم بناء أكثر من 18 مدرسة ثانوية في هذه المديرية في الوقت الذي لم يكن يوجد فيه أكثر من مدرسة واحدة أو اثنتين في المديريات المجاورة لها، إضافة لذلك فإن أفراد هذه الأقلية يمتازون بإعطاء حرية أكبر للفتيات للتعلم والعمل عن غيرهم من الأفغان".
أما عن انتشار المذهب الإسماعيلي في ولاية بدخشان في العصر الحديث، فيحدثنا فيض الله بيك قائلا "لجأ ناصر خسرو، الرحالة والعالم والشاعر الإسماعيلي الشهير، إلى منطقة يمغان في بدخشان فرارا من الاضطهاد. ولجأ إلى هذه المنطقة الوعرة في أعالي جبال هندكوش بمنطقة تقع حاليا بالقرب من حدود أفغانستان وباكستان وطاجيكستان، وبدأ دعوته فانتشر المذهب في هذه المناطق، ولا يزال قبره في مديرية يمغان في بدخشان علما تاريخيا بارزا".
ويتبع إسماعيليو أفغانستان لأمير الفرقة في العالم آغا خان الرابع. وفي ولاية بغلان القريبة، وبالأخص في وادي كيان، يعيش ثاني أكبر تجمع للإسماعيليين في أفغانستان، ومنها الممثل الشخصي لأمير الإسماعيليين في العالم وهو سيد منصور نادري، وفي كل مدينة يوجَد فيها أعضاء من هذه الأقلية يتم اختيار ممثل شخصي ديني يطلق عليه محليا "الشاه".
إعلان عاداتهمينتشر أفراد الأقلية الإسماعيلية في أفغانستان في ولايات بدخشان وبغلان وباميان وكابل وقندهار وغيرها. وبخلاف الإسماعيليين في ولاية بدخشان من قومية الطاجيك فباقي أعضاء هذه الأقلية هم من "قومية الهزارة"، وبعضهم من السادات، ويشكلون قرابة 3% من سكان أفغانستان بحسب التقديرات.
أما عن عاداتهم وتقاليدهم، فيخبرنا فيض الله أن "أهم ما يميز أقليتنا، كحال باقي الأفغان، هو كرم الضيافة، وفي المناطق التي يعيش فيها الإسماعيليون فإن هناك عرفا يوجب على صاحب أي بيت يقع في طريق المسافرين بمجرد أن يصل أي مسافر إلى أعتاب بيته أن يقدم له المأوى والطعام".
ومعظم المدن التي يعيش فيها أفراد هذه الأقلية في ولاية بدخشان مثل شغنان واشكاشم وممر واخان هي محطات أساسية على طريق الحرير التاريخي. ومن هنا مرّت قوافل التجارة قديما من الصين إلى وسط آسيا ومنها إلى أوروبا، لذلك فإن سكان هذه المنطقة الذين حافظوا على أمن هذه الطرق عبر التاريخ، لا يزالون يفتخرون بأنه لا يوجد أي فندق في قراهم وأن واجبهم هو تقديم المأوى والطعام والشراب للمسافرين العابرين.
ويضيف فيض الله "في كل قرية من قرانا يتوجب على مختار القرية أن يؤمّن المسافرين، وحين يصل مسافر للقرية وبعد أن يتم تقديم واجب الضيافة له، يرسل المختار حصانين مع شخصين من المنطقة لمرافقة المسافر إلى أن يصل حدود القرية التالية، فيستلم هذه المهمة مختار القرية الأخرى وهكذا إلى أن يصل المسافر إلى وجهته".
حين تتجول في إحدى القرى التي يعيش فيها أفراد هذه الأقلية سيلفت نظرك مدى الحرية والاستقلالية التي تتمتع بها النساء، على عكس معظم المناطق الريفية في أفغانستان، فالنساء لا يغطين وجوههن ويعملن جنبا إلى جنب مع الرجال في الزراعة وتربية المواشي وغيرها من الأعمال.
إعلانقابلنا منيجة، وهي شابة تعيش في شغنان، وسألناها عن طبيعة حياة المرأة هنا، فقالت "نحن ننعم بحرية أكبر مما يتوفر لغيرنا من النساء الأفغانيات، ولا يفرض علينا الحجاب أو البقاء في البيت..".
نشأت هذه الشابة، كما قالت، حيث كانت والدتها وجدتها ومعظم نساء القرية يعملن كالرجال خارج البيت، ويُسمح للفتيات بإكمال تعليمهن وبينهن نسبة عالية من الفتيات المتعلمات.
أما عن عاداتهم في أعيادهم ومناسباتهم، فتقول إن أهم مناسبة لدينا هي "عيد النوروز"، ويصادف اليوم الأول من "شهر حمل" بحسب التوقيت الشمسي الهجري، حيث يتساوى الليل والنهار وينتهي فصل الشتاء ويبدأ فصل الربيع.
"ولدينا طقوس خاصة لهذا العيد، حيث نقوم بتنظيف البيت وتبييضه ونصنع حلوى "السمنك" وتصنع من القمح بعد إنباته لمدة 40 يوما، وكذلك نصنع طعاما خاصا يسمى (دلده) وهو عبارة عن قمح ولحم يطبخ لمدة طويلة، فيصبح شبيها بالعصيدة".
أما عن عاداتهم في الزفاف، فتخبرنا قائلة "نمتاز عن غيرنا من الأفغان بأن الفتاة لها الحق في اختيار الزوج، إضافة لذلك فإننا لا نبالغ في قيمة المهر وتتم المراسم بصورة بسيطة، ويقوم رجل الدين المحلي وهو ممثل الآغا خان شخصيا بعقد القران".
ويذهب الزوج رفقة أقاربه وأصدقائه لإحضار العروس من بيت والدها. وحينها يقف أحد أقارب العروس أمام باب البيت ويمنعهم من الدخول إلى أن يرضوه بهدية خاصة، فيسمح لهم بالدخول. وتُغطى العروس بـ7 أوشحة كرمز للعفة والحياء، وتنشد النساء بعض الأشعار الشعبية مع ضرب الدفوف.
أما عن مصدر عيش أفراد هذه الأقلية، فيقول مير مختار، وهو تاجر محلي في المنطقة، إن السكان يعتمدون على عدة موارد للعيش أهمها الزراعة وتربية الماشية. "وتشتهر منطقتنا بالصناعات اليدوية التي تقوم بها النساء كحياكة البسط والملابس والمطرزات".
إعلانوحسب مير مختار، تم في السنوات الأخيرة افتتاح سوق مشتركة مع دولة طاجيكستان، وهي سوق أسبوعية حيث يذهب التجار في اليوم المحدد من كل أسبوع ببضائعهم ويعرضونها في المنطقة الخاصة على الحدود بين البلدين.
ويشارك في هذا البازار تجار من دولة طاجيكستان وأفغانستان، حيث يقول مختار "هذه السوق ساعدتنا كثيرا في تنمية اقتصادنا المحلي، كما أنه في شهور الشتاء الباردة وحين تغلق الثلوج الطرق الموصلة إلى كابل، فإننا نحصل على ما نحتاجه من بضائع من هذه السوق الذي يشارك فيها الرجال والنساء على السواء، حيث تعرض النساء من البلدين صناعاتهن اليدوية من مطرزات وبسط وملابس وغيرها".
مؤسسات الآغا خانعلى مدى سنوات قدمت المؤسسات الخيرية التابعة لأمير الفرقة الإسماعيلية في العالم آغا خان الرابع، خدماتها في مدن وقرى أفغانستان، لا سيما المناطق التي تقطنها هذه الأقلية مثل بدخشان وتخار وبغلان وغيرها، وتشمل هذه الخدمات الرعاية الطبية والتعليمية والتنموية، وهي توفر فرص عمل للكثيرين من أبناء هذه الأقلية إضافة لخدمات مجانية للسكان.