لبنان ٢٤:
2025-01-29@17:47:36 GMT

لهذه الأسباب الجوهرية ذهب حزب الله إلى الإمارات

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

لهذه الأسباب الجوهرية ذهب حزب الله إلى الإمارات

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": الأكيد أن عند دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من سبب وداعٍ يدفعها الى فتح أبوابها لاستقبال أحد أبرز القيادات الأمنية في "حزب الله" وفيق صفا أخيراً لتستكمل معه كما صار معلناً البحث في إغلاق ملف آخر الموقوفين اللبنانيين الذين يقضون أحكاماً بالسجن أصدرتها بحقهم محاكم الدولة.


ثمة ولا ريب من يدرج توجّه الحزب الانفتاحي تجاه عواصم ناصبها القطيعة والعداء بأنه استتباع لانفراج في العلاقات بين دول الخليج قاطبة ومرجعية الحزب أي طهران، تبدّى في إعادة السفراء والبعثات الديبلوماسية من جهة وفي وقف الحملات الإعلامية المتبادلة على مدى أعوام. ولكن تلك القرءاة على بلاغتها ليست السبب الحصري الذي يقف وراء الأداء الجديد للحزب، كما ليس السبب الحصري ما قيل بأن الحزب يريد "فقط" تأمين إطلاق المسجونين اللبنانيين السبعة خصوصاً أن تهمة أغلبهم نسج علاقات بالحزب.
في مناخات الحزب من يورد أسباباً إضافية أكثر عمقاً وبعداً وفي مقدمها أن مراده من هذه الخطوة تجسيد انعطافة سياسية مفتاحها الأساس الانفتاح على عواصم خليجية يعمل بدأب وجهد على تكريسها أمراً واقعاً على جناح السرعة. فثمة مقربون من الحزب يؤكدون أنه بات في الاونة الأخيرة يستشعر جدياً حجم التداعيات الموجعة التي بدأت تلقي بأثقالها على المشهد الجنوبي خصوصاً واللبناني عموماً من جراء إطالة أمد المواجهات التي يخوض غمارها على طول الحدود الجنوبية خصوصاً أن النيران الإسرائيلية قد ألحقت الأذى والضرر البالغين بنحو 49 بلدة وقرية حدودية وأدت الى تهجير ما يقرب من مئة ألف مواطن من منازلهم مضافاً الى ذلك العدد من الضحايا الذي فاق 300 ضحية.

لذا كان مطلوباً من الحزب المبادرة الى أي خطوات وتدابير تحمل في طيّاتها وعداً بالانفراج والتبريد والتهدئة وفك حلقات المكاره التي تحيق بالجنوبيين وتترك تداعياتها على كل الوطن. وبناءً على ذلك كان الحزب مبادراً عند أول إشارة أتته فأسقط كل ما في مخزونه من تحفظات وذهب الى أبو ظبي سعياً الى تحسين علاقاته مع عواصم الخليج من جهة ولبث جرعة من الطمأنينة في بيئته وعند جمهوره القلق من جهة أخرى ولكي يظهر في مظهر الحريص على أمنهم الاجتماعي وسعيهم الاقتصادي.

وثمة من المقربين من الحزب من يكشف عن أنه سمع منه ما يؤكد أن الحزب كان يتمنى أن لا يطول أمد المواجهات التي دخلها تحت شعار إسناد غزة ودعم فصائلها المقاومة على هذا النحو لكي يكون أمد معاناة الجنوبيين أقصر وأقل كلفة.

وبهذا المعنى فإن مبادرة الحزب تجاه الإمارات المتحدة هي خطوة في سياق خطوات شاء الحزب الشروع بها للتعويض عن "صورة الجالب دوماً للمشاكل والمولّد للمآسي" خصوصاً أن الحزب عمل طويلاً على إقناع هؤلاء بأن إسرائيل لن تتجرّأ على العودة ثانية الى نهجها العدواني على الجنوب ما دام سلاحه موجوداً ومشهوراً.

وبالعموم فإن حزباً يواجه ما يواجهه الحزب خلال تجربته الميدانية والسياسية المرافقة لنشوئه وظهوره على مسرح المقاومة منذ عام 1982 لا بد من أن يكون وضع في حساباته حلول يومٍ تصاغ فيه صفقات وتسويات كبرى في هذا الإقليم المشتعل منذ نحو ستة أشهر، لذا من المنطقي أن يبدأ برحلة البحث عمّا يجعله حاضراً ولاعباً وليس مستبعداً ومعزولاً. وبالإجمال خطوة "حزب الله" الأخيرة تشي بأنه انطلق في الخطوة الأولى للبحث عن صورة مغايرة له، هي بالطبع صورة المطمئن.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": بدا أمراً بديهياً أن يستغلّ "حزب الله" امتناع الإسرائيلي عن إنجاز انسحابه كاملاً من كلّ بلدات الحافة الأمامية الجنوبية، فيقدم على ما أقدم عليه في الأيام الثلاثة الأخيرة. ولكن ما بدا غير طبيعي هو الإصرار الإسرائيلي على تمديد بقائه عسكرياً في جزء من المنطقة الحدودية اللبنانية، مما أوجد وضعاً متفجراً، مكّن الحزب من الاستفادة منه، فضلاً عن أنه خلّف انقساماً بين راعيي الاتفاق، فدعت فرنسا إسرائيل إلى التزام مندرجات الاتفاق، فيما ذهبت واشنطن إلى تغطية طلب إسرائيل تمديد مهلة انسحابها.
واقع الحال هذا أثار أيضاً تباينات في الداخل اللبناني، ولا سيما بعدما رفضت الشيعية السياسية بطرفيها "اتفاق" تمديد بقاء إسرائيل إلى الثامن عشر من الشهر المقبل، واعتبرت أنه تمّ من دون علمها.
حيال ذلك كان مبرراً أن يُطرح السؤال عن العوائد العسكرية والمكاسب السياسية التي يمكن تل أبيب أن تجنيها من وراء هذا التأخير المحدود لإتمام انسحابها، خصوصاً أنه كان أمامها فرصة الـ60 يوماً لتفعل فيها ما تشاء في إطار "إذلال بيئة المقاومة". لا يرى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس فرحات في حديث إلى "النهار" أي "مكاسب عسكرية يمكن الكيان أن يحصدها من بقائه حيث تمدّد في الجنوب، إذ إن حرب الـ66 يوماً التي خاضها في هجومه الأخير كانت كافية لتحقيق ما يريده ميدانيا".
وعليه، يميل فرحات إلى "الاستنتاج أن تمديد إسرائيل بقاءها في الجنوب يعود إلى أمرين:
الأول رغبتها في أن تثبت لجمهورها، خصوصاً مستوطني الشمال النازحين، والذين يبدون غير متحمّسين للعودة إلى مستوطناتهم، أنها ما تزال قابضة على زمام المبادرة ميدانياً، وتملك حرية الحركة.
الثاني أن مشهد غزة بعد اتفاق وقف النار الأخير وعودة الأهالي وظهور حركة "حماس" في وضع القوي، الذي لم تحطمه ضربات الـ15 شهراً، قد أرسى وضعاً أثّر سلباً على إسرائيل حكومة ورأياً عاماً. وعليه، وجدت تل أبيب ضالتها المنشودة للتعويض وتحسين الصورة في الجنوب اللبناني، فتُمدّد بقاءها، وتتصدّى بالرصاص للأهالي العائدين إلى قراهم". ورداً على سؤال، يقول فرحات: "الواضح أن إسرائيل انسحبت تماماً من القطاعين الغربي والأوسط، في ما خلا بعض المواقع، واحتفظت بمواقعها في القطاع الشرقي. وهنا نريد أن نتثبت من أنها عازمة فعلاً على الانسحاب بعد 18 الشهر المقبل، أم أنها ستظلّ تحتفظ بنقاط حاكمة وفق ما سرّبت سابقاً. وأنا أميل إلى الاعتقاد أنه بعد ما سجّل أخيراً من تطورات ميدانية، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تبقى في أيّ موقع من الجنوب لأسباب شتّى، عسكرية وسياسية، إذ لا يمكن مثلاً أن تمضي واشنطن قدماً في تغطية التوجّهات الإسرائيلية إلى النهاية".
ويخلص فرحات: "أما إذا تعنّتت إسرائيل وظلت مصمّمة على البقاء في أي نقطة تمددت إليها، فإن ذلك سيكون بمثابة شرارة لتفجير مشاكل وألغام وأحداث أمنية، خصوصاً أن انتفاضة الأهالي التائقين للعودة إلى أرضهم أثبتت أن ثمة إمكاناً لإلحاق الأذى بالإسرائيلي من خلال أمرين: المقاومة المدنية على شاكلة تجربة الأيام الأخيرة، وعمليات عسكرية موضعية ومحدودة تحاكي على نحو ما تجربة ما قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000".

مقالات مشابهة

  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً... لهذه الاسباب لم يُصعّد حزب الله
  • ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟
  • يكرهونك لهذه الأسباب
  • أشهر الأمراض التي تواجه مربي الحمام وطرق الوقاية والعلاج
  • باحث إسرائيلي: لهذه الأسباب لن توافق مصر والأردن على فكرة تهجير أهالي غزة
  • نعيم قاسم أعلنها.. حقائق عن مصير حزب الله
  • لهذه الأسباب يخفق الاحتلال في كسب الرأي العام العالمي بمعركة الوعي
  • الكتائب: لن نسمح بعودة عقارب الساعة الى الوراء
  • حزب الله يفرض التوازن.. الى ما قبل السابع من تشرين !