مجلس الأمن: مضبطة اتهام بحق لبنان وانتقاد عابر لإسرائيل
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في"نداء الوطن": خرج تقرير مجلس الأمن عن سياق نصّه المعتاد بتعداد انتهاكات القرار الدولي 1701. ركّز هذه المرة على «حزب الله» وأضاف إليه جهات وفصائل أخرى اتهمها بانتهاك «الخط الأزرق»، ووصفها بأنّها جهات مسلّحة تستخدم السلاح خارج نطاق الدولة، مطالباً بوضع حدّ لها. لم يُدِن إسرائيل مباشرة، بل اكتفى باتهامها بانتهاك «الخط الأزرق»، محذراً من أنّ استمرار المواجهات في الجنوب سيكون له انعكاسه السيئ على المنطقة بأسرها.
ما خرج به التقرير للمرة الأولى هو تفنيده الأطراف التي تقوم بشنّ عمليات عسكرية من الجنوب، فتحدث عن العمليات التي شنتها حركة «أمل» وسقوط 11 من عناصرها، وحركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» الفلسطيني وسقوط 25 من عناصرهما. وفي أكثر من فقرة تكرر انتقاد السلاح غير الشرعي بصورة مضاعفة عن التقارير الماضية.
والمهم في التقرير الذي هو عبارة عن انتقادات واسعة تقدّم بها مجلس الأمن في حق لبنان واتهامه بالتقصير، وما يتضمّنه من سرد مفصل لانتهاكات القرار الدولي 1701، أنّه يشكّل مرجعاً يبنى عليه في الموعد السنوي للتجديد لقوات الطوارئ العاملة في لبنان. وأن يتوقف التقرير عند ذكر الاعتداءات بتفصيلها مغلّباً كفة العمليات التي يقوم بها «حزب الله» في مواجهة إسرائيل على معدل الاعتداءات التي تشنّها إسرائيل، فهذا يعني أنّ المطلوب إحكام الطوق حول لبنان وإدانته واتهام الدولة اللبنانية بأنها لم تقم بخطوات لمعالجة السلاح غير الشرعي والذي تدرج سلاح «حزب الله» ضمنه.
يساوي التقرير بين الضحية والجلاد فلا يتحدث عن احتلال إسرائيل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بل يقول إنّ مزارع شبعا لم يُحسم أمرها بعد من قبل إسرائيل وسوريا لتقديم رديهما على التحديد الموقت لنطاق المزارع، كما ورد في تقرير الأمين العام في تشرين الأول من عام 2007.
وفي التحليل الديبلوماسي لمضمون التقرير وما أتى على ذكره، فإنّ مكمن الخطورة فيه يندرج في ناحيتين: أن يشكّل مضمونه مرتكزاً لنقاشات التمديد للطوارئ في الجنوب اللبناني، والتي صار عملها ضمن نطاق الخطر، وأن يُعدّ مرجعاً متى أرادت الدول الأعضاء تقديم اقتراحات لعقوبات يتم الاعداد لها في أميركا ودول أوروبية خاصة مع نهاية عهد الرئيس الأميركي جو بايدن واحتمال انتخاب دونالد ترامب مجدداً، ما يعزّز اتخاذ خطوات تصعيدية وفرض حزمة عقوبات على أحزاب وجهات تم الحديث عنها في التقرير إلى جانب «حزب الله».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
جوزيف عون يواصل جهوده لاستكمال انسحاب إسرائيل من الجنوب
تواصل الرئاسة اللبنانية جهودها الدبلوماسية المكثفة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة.
وفي بيان صدر يوم الأحد، أكدت الرئاسة أن الرئيس جوزيف عون مستمر في إجراء الاتصالات مع الأطراف المعنية، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
وأوضحت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس عون يتابع عن كثب تطورات الوضع الميداني ويجري تنسيقًا مباشرًا مع الجهات الدولية والإقليمية لضمان تطبيق الاتفاقات الدولية ذات الصلة.
وشدد البيان على التزام لبنان بحقوقه السيادية الكاملة، وعدم التهاون في استعادة كل شبر من أراضيه وفق القرارات الدولية.
وفي سياق متصل، نفت الرئاسة اللبنانية بشكل قاطع التقارير الإعلامية التي تحدثت عن قيام الجانب الإسرائيلي بإبلاغ لبنان نيته البقاء في خمس نقاط حدودية لمدة 15 يومًا.
وأكدت أن هذه المعلومات عارية عن الصحة تمامًا، مشددة على أن لبنان يرفض أي مسعى إسرائيلي لفرض وقائع ميدانية تخالف القانون الدولي.
واعتبرت الرئاسة أن هذه الشائعات تهدف إلى زعزعة الثقة في الجهود اللبنانية الرامية لتثبيت السيادة الوطنية، ودعت وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى توخي الدقة في نشر الأخبار المتعلقة بالقضية.
وأكدت أن لبنان سيظل متمسكًا بمواقفه الوطنية الثابتة التي تؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الجنوب دون قيد أو شرط.
ودعت الرئاسة اللبنانية الأمم المتحدة والقوى الدولية المؤثرة إلى تحمل مسؤولياتها في ضمان انسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، مؤكدة أن أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات يُعد انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة.
وفي ظل هذه التطورات، يترقب اللبنانيون النتائج التي ستسفر عنها جهود الرئيس عون والجهات المعنية لاستكمال تحرير الجنوب وتعزيز الاستقرار على الحدود، وسط تصعيد التحديات السياسية والميدانية.