صفا في الإمارات: تطبيع الحزب مع الخليج ام قضية الموقوفين فقط؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
نسبت امس وكالة "رويترز" إلى أربعة مصادر مقربة من "حزب الله" أن المسؤول عن وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا قام بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة لتسهيل إطلاق أكثر من عشرة مواطنين لبنانيين محتجزين هناك. ولم يصدر رد من وزارة الخارجية الإماراتية على طلبات "رويترز" للتعليق .
وقالت المصادر إن صفا سافر إلى الإمارات الثلثاء وإن المحتجزين أُلقي القبض عليهم بتهم منها تقديم الدعم والتمويل إلى "حزب الله".
وأضافت المصادر الأربعة أن المحتجزين سيُفرج عنهم خلال الأيام المقبلة وسيرافقون صفا في رحلة العودة إلى لبنان. وذكر مصدر أن الزيارة تشير إلى جهود تخفيف "بعض التوترات الإقليمية"، من دون الخوض في تفاصيل.
وكتبت " نداء الوطن": لا يمكن اختزال زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا للإمارات بمهمة وحيدة وهي إبرام اتفاق لإخراج الموقوفين في سجونها. ففي الشكل كما في المضمون، للخطوة الأولى من نوعها، دلالات كثيرة تتجاوز عنوانها الأساس.
في الواقع، سبقت هذه الخطوة اتصالات حثيثة استمرت أشهراً، قادتها كلّ من إيران وسوريا مع الإمارات، وبالطبع مع «حزب الله» لإنجاز هذا الملف، خصوصاً أنّ الإمارات أبدت استعدادها لطي هذه الصفحة بطريقة ما. وسلكت الاتصالات طريقاً مسهّلاً يُنتظر أن يقود إلى الإفراج عن هؤلاء الموقوفين قبيل عيد الفطر وفق عفو يصدر عادة في دول الخليج لمناسبة العيد.
وعليه، ليس محسوماً أن تعود الطائرة التي أقلّت صفا إلى الإمارات برفقة مسؤول أمني إماراتي بالمفرج عنهم، وربما يُفترض انتظار العيد كي يعودوا إلى منازلهم. ولكن الأهم هو في ما رسمته هذه الزيارة، في بُعدها السياسي وفي توقيتها، حيث ترى مصادر متابعة أنّ تسريب إعلانها جاء برغبة من الجهتين، خصوصاً أنّها بمثابة بادرة حسن نية وتطبيع في العلاقات بين «الحزب» ودول الخليج وسط عجقة مفاوضات تشهدها المنطقة، وقد تؤدي إلى خلط الكثير من الأوراق.
وكتبت جويل بو يونس في" الديار": تصدّرت زيارة مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا للامارات العربية المتحدة اخبار الداخل اللبناني، وحتى بعض الخارج ، كيف لا والحزب الذي اتهم من قبل بعض الداخل بانه هو من تسبب بعزلة لبنان عن محيطه العربي والخليجي تحديدا ، هو نفسه يطأ ارض احد ابرز الدول الخليجية ، ينسق معها ويتفاوض معها على ملف محصور حتى الساعة، بملف الموقوفين اللبنانيين في الإمارات.
اوساط موثوقة مطلعة على الملف كشفت بان حزب الله كان يتابع المسألة منذ حوالى السنة، ولو عبر وسطاء منذ أيام اللواء عباس ابراهيم، الذي كان لعب دورا اساسيا في هذا الموضوع يوم تم الافراج عن 8 لبنانيين، كان قد تم توقيفهم في الامارات سنة 2021 بتهمة تعاملهم مع حزب الله، نتيجة اتفاق بين السلطتين اللبنانية والاماراتية، وتتابع المصادر بان الامارات هي من كانت طلبت عبر وسطاء التفاوض مع حزب الله.
معلومات خاصة بـ "الديار" تشير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد لعب دورا اساسيا في هذا الملف، اذ دخل على الخط وتوسّط بين حزب الله والامارات، بعدما تحسنت العلاقة بينهما، بحيث كانت الامارات اول من عاد واستقبل الاسد رئيسا، بعدما حطّ على اراضيها في اذار 2023 ، في زيارة فاجأت بوقتها كثر، وقد تم استقباله بحفاوة تامة من قبل رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. دور الوساطة السورية نجح واثمر زيارة ترجمها الحاج صفا لابو ظبي، بعدما تواصل مسؤولون اماراتيون مع الاسد، وابلغوه بقرار الامارات الافراج عن الموقوفين اللبنانيين.
وفي هذا السياق، تكشف المعلومات بان المرجح هو عودة صفا اليوم من الامارات ومعه الموقوفون اللبنانيون، الذي سيتم بالمبدأ الافراج عنهم كما وُعِد حزب الله، وهم 8 : علي حسن مبدر ، عبدالله هاني عبدالله ، عبد الرحمن ، طلال شومان ، أحمد فاعور ، فوزي محمد دكروب، وليد محمد إدريس وأحمد علي مكاوي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر حزب الله بعد انتهاء الحرب؟
تحدّث الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم يوم الأربعاء، عن مستقبل "حزب الله" بعد انتهاء الحرب، وشدّد على أنّ الهدف الأميركيّ والإسرائيليّ في القضاء على "المقاومة" لن يتمّ تحقيقه، بل أشار إلى أنّ "الحزب" سيخرج أقوى من المعارك، في إشارة إلى الداخل والخارج على أنّ المسّ بموضوع السلاح غير وارد، حتّى لو أفضت المفاوضات لوقف إطلاق النار إلى انسحاب قوّة "الرضوان" وأبرز الوحدات إلى شمال الليطاني، مقابل إنتشار الجيش على كافة الحدود الجنوبيّة.
وما أراد قاسم قوله في آخر إطلالة له، هو أنّ "حزب الله" لن يكون ضعيفاً بعد الحرب، وتوجّه للمراهنين وخصوصاً الولايات المتّحدة الأميركيّة والمعارضة في لبنان، وأكّد لهم أنّ "المقاومة" ستبقى قويّة عسكريّاً وسياسيّاً. وفي هذا الإطار، فإنّ نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" استأنفوا نشاطهم السياسيّ وتحرّكهم في مراكز النزوح وفي مجلس النواب، في رسالة مفادها أنّ "الحزب" لا يزال يتمسّك بثوابته السياسيّة.
في المقابل، فإنّه بعد تكليف "حزب الله" لرئيس مجلس النواب نبيه برّي بالتفاوض عنه سياسيّاً، فإنّه يبدو أنّه في المرحلة المُقبلة سيتعامل بليونة أكثر مع الإستحقاقات الدستوريّة وبشكل خاصّ في ما يتعلّق بالإنتخابات الرئاسيّة، وسيكون حاضراً للقبول بأيّ تسويّة لانتخاب رئيس وسطيّ غير مستفزّ، قادر على التعامل مع المشاكل الإقتصاديّة والماليّة، وإعادة إعمار المناطق والبلدات المُدمّرة.
ومع عودة الحراك السياسيّ لنواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، فإنّ "حزب الله" يكون قد وجّه رسالة إلى خصوم الداخل بأنّه سيكون مُشاركاً فاعلاً ومُقرّراً بارزاً في الإستحقاقات الدستوريّة، وأنّه لن يقبل بإقصائه لأنّه سيخرج منتصراً من الحرب عبر إفشال المُخطّط الإسرائيليّ بالقضاء على ترسانة "المقاومة" العسكريّة وعناصرها.
كما أنّ أولويّة "الحزب" بعد الحرب ستكون التركيز على إعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبيّة لبيروت والبقاع، لأنّه وعد مناصريه بذلك، وأكّد الشيخ قاسم لهم أنّ منازلهم الجديدة وبلداتهم ستكون أفضل من قبل، وأنّ "حزب الله" بدأ بإعداد المشاريع لإطلاق عجلة بناء البيوت التي قام العدوّ باستهدافها وتفجيرها.
أمّا في ما يتعلّق بالسلاح غير الشرعيّ، فإنّ المعارضة وعلى رأسها الكتل المسيحيّة ستضع هذا الملف على طاولة البحث، وستطلب من رئيس الجمهوريّة الجديد أنّ يتناوله في أيّ طاولة حوار قد يعقدها بعد انتخابه. وقد يُشكّل أيّ موضوع مرتبط بتطبيق القرار 1559 والتضييق على "حزب الله" مشكلة داخليّة، أو قد لا يصل المتحاورون لأيّ نتيجة كما حصل في عدّة مناسبات سابقة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ "حزب الله" يُواجه مشاكل سياسيّة مع المعارضة ومع "التيّار الوطنيّ الحرّ" بسبب إقحامه البلاد في "حرب الإسناد لغزة"، ويتوجّب عليه أنّ يُعيد التواصل مع النائب جبران باسيل وتقويّة علاقته بأفرقاء آخرين كيّ يقطع الطريق أمام أيّ مُحاولة يُراد منها مُعالجة موضوع السلاح والتضييق على "المقاومة"، فـ"الحزب" ليس من المتوقّع أنّ يقبل أنّ يقوم الداخل بنزع سلاحه، بعدما فشلت أميركا وإسرائيل في العام 2006 والآن في ذلك.
وقد حمى "حزب الله" سلاحه وحقّه في المقاومة بسبب علاقاته السياسيّة مع أطراف سنّية ومسيحيّة ودرزيّة، وهو سيُحافظ على هذا الأمر كيّ يضمن مستقبل "المقاومة"، وقد يكون موعد إقتراب الإنتخابات النيابيّة محطّة لعودة الحلفاء السابقين إليه ودخوله في تحالفات جديدة. المصدر: خاص "لبنان 24"