فى مثل هذا اليوم من كل عام، تحتفل دول العالم بعيد الأم، حيث يعبر الأبناء عن حبهم وتقديرهم لأمهاتهم من خلال تقديم الهدايا، وقضاء وقت مميز معهن. وفي هذه المناسبة، تسلط «البوابة» الضوء على قصص بعض الأمهات اللواتي تغلبن على السرطان بدافع الأمومة والخوف على أبناءهن ومرافقتهن للوصول إلى بر الأمان، وأصبحن مصدرًا للقوة والنجاح.



يعد عيد الأم من أهم المناسبات العالمية، حيث يعبر الناس عن امتنانهم وتقديرهم للأمهات، اللواتي يعتبرن عمودًا أساسيًا في المجتمع والأسرة.

ومع اقتراب عيد الأم، تنتعش مشاعر الحب والتقدير والامتنان لجميع الأمهات، خاصةً اللواتي واجهن صعوبات في تربية أبنائهن وتوفير حياة كريمة لهم، فهناك من واجه الصعاب بكل قوة وعزيمة، وهناك من واجهت المرض ولم تقصر فى تربية أبنائها أو رعايتهم ولكن كل أم تنتظر عيد الأم؛ لتشعر بأن جهودها وتضحياتها لم تذهب هباءً.
 

مريم مصطفي

مريم مصطفى: كنت أبا وأما لأولادي.. والكانسر لم يهزمني

مريم مصطفى البالغة من العمر 54 عامًا وتعمل إحصائية في مؤسسة صحفية، انفصلت عن زوجها منذ أكثر من ١٥ عامًا لتبدأ رحلة الكفاح مع أبنائها وتلعب دور الأب والأم معا ولم تكن هذه هى معاناتها الوحيدة فقد أصيبت بالمرض اللعين أيضا، ولكنها رغم ذلك استطاعت أن تصل بأبنائها إلى بر الأمان. 

تحكى مريم قصتها «للبوابة» قائلة: «تزوجت من أبو أولادى واستمر هذا الزواج ١٢ عامًا حتى تم الانفصال بيننا وتركنى وكنت قد رزقت منه بولدين وبنت وتكفلت بهم بشكل كامل فلم أستطع ترك عملى نظرا لظروف المعيشة».

وتابعت: « بعد انفصالى الحمل كان تقيل عليا جدًا لازم اشتغل عشان أصرف وأكفى احتياجات أولادى وبيتى من أكل وشرب وتعليم ولبس وبردوا أقدر أكون الأم الحنينة اللى بتراعى وبتربى وبتطبطب وبتذاكر وتلعب معاهم وتساعدهم على تحقيق أحلامهم ونجاحهم فى مستقبلهم والحمد لله قدرت بفضل ربنا إنى أوصل بيهم لبر الأمان».


وأضافت: «كنت مصممة طول الوقت إن أولادي يتعلموا تعليم عالي ويلتحقوا بكليات ويحصلوا على مؤهلات عليا، كنت بنزل شغلي الصبح بدرى وأرجع أذاكر ليهم وأشد من عزمهم وأشوف طلباتهم، والحمد لله شوفت ثمرة تعبى ومجهودى، إسلام تخرج من كلية لغات وترجمة ألسن عين شمس، ومحمد حصل على حقوق حلوان، وشهد ثانوية عامة حاليًا، وبتتمنى تكون مضيفة وأنا بدعمها وبشجعها عشان توصل للى بتحلم بيه زى إخواتها وطول ما أنا عايشة هفضل أدعمهم وأساعدهم»

واستطردت: «وأنا ماشية فى الطريق والحياة اللى رسمتها ليا ولأولادى زارنى الكانسر واكتشفت إنى مريضة بسرطان الثدى، واسودت الحياة فى وجهى، وكنت خايفة أموت وأسيب أولادى، ومكنتش عارفة أقولهم إزاى، ولكن قررت إنى لازم أتحمل مرضي وتعبي وأكون قوية؛ لأن عندي مسؤولية كبيرة ولازم أكون قدها، اتحملت كل الألم والوجع، وبعد فترة عرفتهم طبيعة مرضى، وحقيقى كانوا ونعم السند والضهر وابني محمد هو اللي كان بيخدمني كان يفضي القسطرة ويقيس السوائل ويكتب كل حاجة؛ عشان يبلغ الدكتور ويتابع حالتى»

وأضافت: «من أكثر الصعوبات التى واجهتنى هو إزاى أوفق بين إنى أكون أب وأم وإنى شغلى ميأثرش على أولادى وحتى مرضى مكنتش حبه إنه يؤثر عليهم، حقيقى الأمومة شىء مش سهل، وتربية الأولاد لوحدك معاناة كبيرة لازم تكوني قدها وتستوعبيها عشان تقدرى تعدى بيهم لبر الأمان، ووتخطى أى صعوبات وأزمات».

ووجهت نصيحة للأمهات قائلة: «خلى عندك ثقة ويقين إن كل اللى بتقدميه لأولدك ربنا بيجازيكِ خير عنه، وإنك أما بتراعى ربنا فيهم وبتكونى الأم اللى بيتمنوها ده بيخليهم ناجحين وعمرهم ما بينسوا أى تضحية أنت ضحيتى بيها عشانهم، وزى ما أنت كنتِ سند ليهم وهما صغيرين هما هيكونوا سندك فى الكبر».

 

حنان محمد 


حققت المعادلة الصعبة 

حنان محمد أم ومحاربة.. انتصرت على السرطان ومرض ابنها

التقت «البوابة» مع حنان محمد البالغة من العمر 57 عاما، وتعمل موظفة في وزارة المالية، وهى أم لولد وبنتين، ويشاء القدر أن يولد ابنها محمد وهو مصاب بعدة مشاكل صحية.

وأوضحت «حنان»: «بعد ولادة محمد اكتشفنا أنه يعانى من شفة أرنبيه وشق فى سقف الحلق، وتم إجراء أكثر من 12عملية عشان يبقى كويس ويمارس حياته بشكل طبيعى، ده غير إنه استمر لمدة ٤ سنوات يتلقى جلسات تخاطب لحل مشكله النطق والكلام، ومن هنا قررت أن أستمر فى العمل ولا أتركه لكى أستطيع مساعدة زوجى فى مصاريف البيت والأولاد لتوفير كل احتياجاتهم وأقدر أعيش ولادى وأصرف على تربيتهم ومنحتجش لحد والحمد الله وصلتهم لبر الأمان».

وأضافت: «فكرة إنى أقدر أجمع بين العمل والأمومة كان شيئا صعبا جدا ومرهقا، ولكن بفضل الله ودعم زوجى قدرت أعمل ده واستطعت أن أحقق المعادلة الصعبة إنى أشتغل وأكون موظفة ناجحة وإنى مأثرش على بيتى وأولادى ومستقبلهم وأستطيع الوصول بهم إلى بر الأمان، وبالفعل فقد حصل كل منهم على درجة عالية من التعليم، الابنة الكبرى نورهان تخرجت في كلية السن وهى الآن أم لطفلين، ومحمد حصل على بكالوريوس تجارة، وهند تدرس بكلية الحقوق.».

 

وعن أصعب اللحظات التى مرت بها، قالت: «أسوأ لحظات حياتى عندما أصبت بسرطان الثدى وعلمت أنى فى المرحلة الثالثة من المرض، وتم استئصال الثدى بالكامل و20 غدة، وفى نفس الوقت بنتى كانت فى مرحلة الثانوية العامة ومكنتش عايزة مرضى يؤثر على مستقبلها، كنت باخد الكيماوى وأرجع البيت أشجعها على المذاكرة وأوفرلها كل سبل الراحة وأحاول أحسسها إنى كويسة ومش تعبانة رغم أنى بموت من الألم وبفضل الله جابت 98%، وكانت من الأوائل ورغم أنها كانت مرحلة صعبة إلا أنى فرحت وربنا عوضنى وجبر قلبى بنجاحها». 

وتابعت:«فترة علاجى كنت بشتغل بعقد موقت وكنت باخد الكيماوى وتانى يوم أصحى أروح الشغل عشان ميتخصمش منى؛ نظرًا لاحتياجى الكبير للفلوس عشان متطلبات أولادى ومصاريف علاجى وكنت برجع من الشغل أعمل الأكل وأقف قدام البوتاجاز وده كان ممنوع على مرضى السرطان، بس مكنش عندى اختيار تانى والحمد لله تجاوزت مرحلة المرض وألمها».

 



وأنهت حديثها قائلة: «رغم كل ما مررت به من صعوبات وابتلاءات، بداية من الكانسر حتى وفاة ابنى بعد زواجه بعدة أشهر وحزنى الشديد عليه إلا أننى ما زلت أشعر بالرضا وأشكر ربنا على كرمه وفضله عليا أنه رزقنى بنعمة الأمومة، فرغم صعوبتها، لكنها تستحق كل ما بذلته من جهد فى سبيل راحة أولادى وسعادتهم».

 

بسمة أحمد


بسمة أحمد: أمى وزوجى دعمانى فى مواجهة المرض اللعين

بسمه أحمد سيدة أعمال تحب عملها وناجحة فى مجالها، وهى من محاربات السرطان البطلات، أم لولد وبنت هما كل حياتها كما أنهما السبب الرئيسى والدافع الحقيقى لمقاومتها المرض. 

تقول بسمة فى حديثها لـ«البوابة»: «أصبت بسرطان الثدى منذ عدة سنوات، أول ما عرفت اتصدمت وقررت إني مش هتعالج، مقدرتش أستوعب فكرة أن أفقد جزءا من جسدى أو إنى أشوف شعرى وهو واقع والأهم من كل ده أولادى إزاى وهما صغيرين كده ومحتاجنى مش هقدر أخدمهم أو أساعدهم ده غير إنى ممكن أموت هسيبهم لمين، كل الأفكار دى خلتنى أرفض العملية والعلاج ولكن بعد ما استوعبت، أدركت إن ولادى ملهومش غيرى أنا لازم أخف عشان أقدر أراعيهم وأقوم بتربيتهم على أكمل وجه».
 


وأضافت «بسمة»: « تزوجت منذ حوالى ١٣ عاما، وربنا رزقنى بولد وبنت هما كل حياتى وكنت أعمل فى مجال التسويق والأعمال الحرة وحياتى مستقرة مع زوجى وأولادى حتى زارنى الكانسر وتم استئصال الثدى وعملت عملية بناء من عضله الظهر، وحقيقى كانت عمليه متعبة جدًا بالنسبالي وبدأت مراحل العلاج، وأخدت أول جرعة كيماوى، ودايما كان قدام عينى حاجتين هما اللى مخلينى أستحمل وأكمل أمى وأولادى».

وتابعت: «لولا وجود أمى وزوجى ودعمهم مكنتش قدرت أعمل حاجة وأعرف أوفق بين شغلى ومستقبلى ومرضى وتربية أولادى، هما كانوا السند والدعم، واتعلمت من أمى إزاى أكون أم صح لأولادى وأن يكون ليهم الأولوية دائما وإزاى أخليهم فخورين بيه ولازم أتجاوز أى صعوبات عشان ولادى محتاجينى».
 



وأكدت، أنها بذلت جهدا كبيرا لكى تستطيع أن توازن بين رعاية أبنائها وتربيتهم وبين أن تكمل مسيرة نجاحها المهنى لكى يفتخروا بها ولكى تصبح قدوة لهم ومصدر قوة، فقد كانت تتلقى العلاج وبعد ذلك تساعد أبناءها فى دراستهم وتذهب معهم للتمرينات حتى لا تجعلهم يشعرون بعدم وجودها أو بالتقصير ولكى تشاركهم كل لحظة وبعد ذلك تذهب لتباشر مهام عملها

وأختتمت حديثها قائلة: «الأبناء دائما هم مصدر القوة، فمشاعر الأمومة هى الدافع للنجاح وتخطى الأزمات ومواجهة الصعوبات، وزيادة الشعور بالمسئولية، وحقيقى لم أر ألطف وأدفأ من حضن أولادى، بيخلينى متمسكة بالحياة أكتر وعندى قدرة أهزم أى مرض عشانهم».
 

نورا عصر 



نورا عصر: خوفت أموت وأسيب ولادى 

«أول ما عرفت مرضى خوفت أموت وأسيب أولادى»، بهذه الكلمات الحزينة والدافئة أيضا بدأت نورا عصر حديثها لـ«البوابة»، لتروي قصة صراعها مع السرطان وخوفها على أولادها من الحياة من بعدها.

تقول« نورا»:« رزقنى الله بثلاثة أولاد أحمد، يوسف، ياسين، وقررت التفرغ لرعايتهم هم وزوجى، عشان أقدر أربيهم زى ما أمى ربتنى، وكان كل همى إزاى أخليهم ناجحين وشاطرين، وأقدر أوفر لهم حياة هادية وبيت دافئ».
واستطردت:«أصبت بسرطان الثدى وعلمت أنه منتشر فى العضم والفقرات والضلوع ومفاصل الجمجمة حتى وصل إلى الرئة، وحينها شعرت بصدمة كبيرة وإحباط وأنى خلاص هموت وهنا مجاش على بالى غير أولادى إزاى هموت وأسيبهم مين هيخدمهم ويراعيهم».
وتابعت: «امتنعت عن الأكل والشرب ونفسيتى كانت وحشة جدا ودخلت فى اكتئاب شديد، صعب عليا ولادي جدا إني هسبهم وأمشى لأنهم أغلى حاجة في حياتي أغلى من نفسي وقعدت زعلانة وبفكر هيعملوا إيه من غيري لحد ما قررت أنى لازم أتعالح عشانهم وهما وزوجى دعمونى وشجعونى جدا» 
وأكدت أنها كانت تعانى كثيرا من جلسات الكيماوى وتشعر وكأن ذراعها تحترق كلما تعرضت لجلسة الكيماوى ورغم كل هذا الألم كانت تقوم برعاية أبنائها وخاصة أنهم أولاد ليس لديهم خبرة فى أعمال المنزل ولكن بعد ذلك قاموا بالتعلم ومساعدتها محاولة منهم لتخفيف آلامها وراحتها. 

وعن أسعد اللحظات التى مرت عليها قالت: «أحلي موقف لما شعري وقع وولادي حاولوا يخففوا عني بقوا يقولولي إيه الجمال ده بقينا 3 رجالة في البيت، والحقيقى أنا سعادتى كلها أما بشوف أولادى كويسين وخوفى على أولادى وإنى مش عايزة أسيبهم لوحدهم هو اللى مخلينى متمسكة بالحياة».
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احتفالات عيد الأم بسرطان الثدى

إقرأ أيضاً:

«الأمومة والطفولة» يعلن «الحق في الهُوية والثقافة الوطنية» شعاراً ليوم الطفل الإماراتي 2025

بتوجيهات من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» شعاراً ليوم الطفل الإماراتي 2025.
يؤكِّد الشعار أنَّ الحق في الهُوية والثقافة الوطنية يُعدُّ جانباً أساسياً من جوانب نمو الطفل وتشكيل هُويته، ويشمل ذلك قدرته على التفاعل مع تراثهِ الثقافي والمشاركة فيه والتعبير عنه، بما في ذلك اللغة والتقاليد والفنون، وانطلاقاً من الاعتراف بهذا الحق ورعايته يُسهم في تعزيز شعور الأطفال بالانتماء والهُوية، وهو أمر جوهري لرفاههم وتطوُّرهم المتكامل.
تعزيز التواصل بين الأجيال
ويهدف شعار يوم الطفل الإماراتي 2025 «حق الطفل في الهوية والثقافة الوطنية» إلى تعزيز التواصل بين الأجيال، من خلال إشراك كبار المواطنين والأطفال في أنشطة مشتركة، وتوثيق وتدوين الممارسات المحلية بأسلوب مبُسَّط وصديق للأطفال، لضمان الحفاظ عليها للأجيال المُقبلة، والتشجيع على القراءة باللغة العربية لتعزيز ارتباط الأطفال بلغتهم الأم، إضافةً إلى دعم التبادل الثقافي المحلي والمعرفي بين فئات المجتمع المختلفة، ما يُسهم في الحفاظ على الموروث الإماراتي، ومقوِّماته التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر، الشعر والحكم والأمثال والفنون التراثية والعيالة والحربية والتغرودة والصناعات التقليدية، وكل ما يحمل في طياته تاريخاً عريقاً من العادات والتقاليد التي تزخر بها دولة الإمارات.
ويتميَّز هذا العام بالإعلان عن أفضل المشاركات المرتبطة بدعم الحق في الثقافة والهُوية الوطنية، والتي تشمل سبع فئات، منها الفئات الدائمة وهي «احتفالنا بهم.. فرحة لهم»، وُتمنَح للجهة التي تنظِّم الاحتفال الأكثر تأثيراً وتفاعلاً بيوم الطفل الإماراتي، وفئة «صوت الطفولة.. صدى الإعلام»، لأفضل محتوى إعلامي متميز (تلفزيوني أو صحفي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي) يُبرز يوم الطفل الإماراتي وينقل رسالته بفعالية، و«لطفولتهم تتزيَّن الإمارات»، وتُمنَح لأكثر الزينات ابتكاراً وجمالاً وتعكس أجواء احتفالية شاملة تشجِّع المشاركة المجتمعية.
التراث الثقافي الإماراتي
وتشمل الفئات المرتبطة بشعار هذا العام، فئة «جيلُّ يروي تاريخه»، وتُمنّح لأفضل تطبيق أو برنامج أو لعبة أو كرتون لتعليم الأطفال التراث الثقافي الإماراتي، وفئة «هوية إماراتية - فخر أجيالنا»، وتُمنَح لأفضل برنامج لتعزيز الهُوية الوطنية لدى الأطفال، وفئة «بالعربية نبدع»، وتُمنَح لأفضل مبادرة لتعزيز اللغة العربية وترسيخها لدى الأطفال، وأخيرا فئة «جسور بين الأجيال - تراث عريق»، لأفضل مبادرة تُسهم في تعزيز التواصل بين الأطفال وكبار المواطنين للحفاظ على التراث الإماراتي. وسيُعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في نهاية عام 2025 أفضل المشاركات في كل فئة من الفئات السبع.
وتتضمَّن المشاركات أنشطة ومبادرات تمتدُّ على مدى عام 2025، تنظِّمها وتشارك فيها المؤسسات والجهات المختلفة من القطاعين الحكومي والخاص في الدولة، وجميع أفراد المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين.
ويؤكِّد المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أن احترام حق الطفل في الهُوية والثقافة الوطنية ينعكس إيجاباً على العديد من جوانب شخصيته، من بينها تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس، إذ إن الأطفال الذين يتم تشجيعهم على استكشاف تراثهم الثقافي والتعبير عنه يطورون شعوراً قوياً بالفخر بهويتهم، ويُسهم ذلك في تحسين الأداء الأكاديمي للأطفال، وتفاعلاتهم الاجتماعية وتعزيز روابطهم الأسرية.
وأوضح المجلس في «دليل يوم الطفل الإماراتي»، الذي أطلقه عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمجلس، أن التمسُّك بالتقاليد الثقافية يقوِّي الروابط الأسرية، ويضمن نقل المعرفة الثقافية عبر الأجيال، وأن تحسين المهارات الاجتماعية يساعد الأطفال على فهم ثقافتهم الخاصة وتقديرهم لها، ما يُسهم في تنمية قيم التعاطف واحترام الآخرين في نفوس الأطفال.
وأضاف المجلس أنَّ الوعي الثقافي يعزِّز لدى الطفل علاقات اجتماعية أفضل، ويقلل من الأحكام المُسبقة والصور النمطية، ويعزِّز لديه المرونة والقدرة على التكيُّف، لاسيّما أنَّ الأساس الثقافي القوي يساعد الأطفال على مواجهة التحديات والتكيُّف مع التغييرات، ويكوِّن لديهم رؤى أوسع، لأن أولئك الذين يرتكزون على ثقافتهم ويطلعون على ثقافات الآخرين يطورون منظوراً أكثر شمولاً وعالمية ما يعزِّز نجاحهم الأكاديمي، إذ أثبتت التجارب أن المدارس التي تدمج التعليم الثقافي في مناهجها الدراسية تشهد تحسُّناً في مشاركة وأداء طلابها التعليمي.
ودعا المجلس جميع الوزارات والجهات الاتحادية والمحلية، والمؤسسات غير الحكومية، والشركات الخاصة الصغيرة والكبيرة، والبلديات والجامعات والمدارس والحضانات ووسائل الإعلام والأفراد والجاليات المقيمة في الدولة، إلى المشاركة في الأنشطة التراثية، والإسهام في دعم حق الطفل في الهُوية والثقافة الوطنية، وتعميق فهم الثقافة الإماراتية وترسيخ مكانتها، مع الحفاظ على أصالة التقاليد والعادات التي تميِّز المجتمع الإماراتي.
وشجَّع المجلس على تعزيز الأنشطة التي تحتفي بالثقافة والتراث الإماراتي، مثل الموسيقى التقليدية والرقص والفنون والحرف اليدوية، وإتاحة المكتبات والمراكز الثقافية لجميع الأطفال لدورها المحوري في توفير الموارد والمساحات للتعليم الثقافي والمشاركة لدى الأطفال.
دعم البرامج المجتمعية
ودعا المجلس أيضاً إلى دعم البرامج المجتمعية التي تعزِّز التعبير الثقافي لدى الأطفال، وتوفر أنشطة تعليمية غير رسمية، وتدعم الشعور بالفخر المجتمعي والثقافي، وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية التي يشارك فيها الأطفال لمعرفة تراثهم الثقافي، وإنشاء مساحات آمنة يسهل الوصول إليها لهم، ليشاركوا في الأنشطة الثقافية ويستكشفوا هُوياتهم الثقافية.
وأكَّد المجلس أهمية تعزيز المحتوى الذي يعكس التنوُّع الثقافي والتراثي، عبر وسائل الإعلام التي تؤدي دوراً مهماً في تشكيل التصورات والمواقف تجاه التنُّوع الثقافي، وتشجيع برامج الأطفال التي ترفع الوعي وتحتفي بالتقاليد الثقافية.
وقالت الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة: «إنَّ الاحتفالات بيوم الطفل الإماراتي لهذا العام تؤكِّد جانباً مهماً جداً في مسيرة بناء شخصيته، وتكوين قناعاته ونظرته إلى مجتمعه ومحيطه، وهو الجانب الثقافي الذي يركِّز على تعزيز ارتباطه بوطنه ومجتمعه، واعتزازه بالقيم والعادات والتقاليد الأصيلة التي يتميَّز بها».
وأضافت: «إن الموروث الشعبي الإماراتي بمكوِّناته الغنية والمتنوِّعة، سواء على مستوى الفنون أو العادات أو القيم، يُعدُّ ركيزةً أساسيةً من ركائز الهُوية الوطنية، التي يسعى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع جميع المؤسسات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص إلى غرس مبادئها في نفوس الأطفال والناشئة، وتعزيز ارتباطهم بها وتشجيعهم على التمسك بها والمحافظة على أصالتها»، مشددةً على أنَّ هذا الأمر مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلب تضافر جميع الجهود للحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال المُقبلة.
ودعت الفلاسي الجهات الحكومية ذات الصلة إلى الإسهام الفاعل والمشاركة في دعم وتفعيل الحق في الثقافة والهُوية لأطفال الإمارات، والحرص على ضمان احترام الحقوق الثقافية، والمشاركة في تعزيز وتعميق الشعور بالفخر والانتماء لديهم، ما يدعم نموُّهم الشامل ويُسهم في بناء أجيال مُحبة لوطنها، منتمية لترابه، مخلصة في ولائها لقيادته الرشيدة، وقادرة على حمل رايته ومواصلة مسيرته في النهضة والتنمية والعبور نحو المستقبل الذي يتطلع إليه أبناؤه.

مقالات مشابهة

  • مي كساب ترد على وصفها بـالسنيدة: دوري دائمًا مؤثر ومهم
  • محمود فوزي: تجاوزنا التحديات بفضل الإرادة السياسية والتحالف بين القوى السياسية
  • داعم بدرجة امتياز.. شاهيناز تروي تفاصيل ارتباطها بالملحن آدم حسين
  • وفاة 8 من إخواتي .. محمد رجب: والدتي كانت تعاني مشكلة نفسية
  • «الأمومة والطفولة» يعلن «الحق في الهُوية والثقافة الوطنية» شعاراً ليوم الطفل الإماراتي 2025
  • ننشر أسماء الأطفال ضحايا الأم الجاحدة بالخانكة
  • دراسة جديدة: الأمومة والأبوة قد يحافظان على الدماغ
  • بيسيك لاعب بدرجة طبيب في منتخب ألمانيا!
  • فريدة سيف النصر تشيد بـ إش إش: مبقولش كده عشان اشتغل مع محمد سامي
  • بعد تصدرها الترند بسبب ضربها.. ملك زاهر لـ محمد سامي: أنت أبويا التاني