تابعت الكثير ممن تحدث بصدق ونَصَحَ بصدق ومن قال وقيل له وقالوا له، ومن هرج ومرج حول ما حدث في مديرية رداع بمحافظة البيضاء، شخصيا أؤكد أن الحادثة بشعة ومؤلمة ومنفذيها نفذوها بدون مسؤولية وبدون أي رجوع للسلطات العليا، لا في المحافظة ولا في العاصمة، وهو دليل على أنه تصرف فردي من فاقدي وعي وبصيرة، كما تابعت رد وتوضيح وإجراءات قيادات السلطات الأمنية وعلى رأسها وزارة الداخلية وعبر ناطقها الرسمي حول الحادثة والتي وضحت كل ما قلناه سابقا، ثم تابعت رد وسائل إعلام الخيانة ورد فعل الناشطين المشبوهين وناشطي الارتزاق والعمالة ومن تفاعل معهم بالحمية أو بالغضب أو لأمور في نفوسهم ومحاولاتهم تفسير الفعل وتحميل المسؤولية حكومة صنعاء عامة وبالأنصار خاصة، وهنا نقول لهم أنه عندما يكذب الإنسان على نفسه لا يمكن أن يتوقع أن يصدقه الآخرون، وكذاب ومنافق وعميل من يحاول إلصاق التهمة على ذلك النحو.
وإلى من ساروا في ركب تلك الأصوات الكاذبة والمضللة، نقول أن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، كيف تكون يمنياً ومسلماً، وفي نفس الوقت تدفعك الخصومة الفكرية، أو الاختلاف المذهبي، أن تدّعي على أحد أشياء معروف عنه أنه لا يقبلها ولا يفعلها ولا هي في نهجه ولا في مسيرته ولا يتضمنها حتى السياق في عمله، و كيف تقتطع أفعال أو إجراءات شخص من سياقها لتهاجم وتتهم به مؤسسات دولة بكلها وجماعة تدافع وتضحي وتتحدى العالم كله وتغلق عليهم البحور نصرة لحق الشعب اليمني كله وحق الشعب الفلسطيني وأبناء غزة من الإجرام الصهيوني والأمريكي، فأيًا كان هدفك، فإن الادّعاء بالباطل على الدولة اليمنية وجماعة أنصارالله ليس أولا من الدين في شيء ولا من الوطنية في شيء ولا من الأخلاق اليمنية في شيء ..
يجب أن نكون كلنا على قدر المسؤولية حين نتخاصم وحين نختلف، ومن المسؤولية ألا تتحدث في شيء لا تعرفه معرفة دقيقة، خاصة حين يتعلق الأمر بالحكم العام من خلال فعل شخص على مؤسسات دولة بأكملها وعلى جزء أصيل من الشعب يدافع بدمه وروحه وماله وحياته من أجل حرية واستقلال اليمن وكرامة وعزة وشرف اليمن والأمة، اعرف أولاً، ثم قل ما للدولة وما عليها وما للعامة ما عليك قوله، لا تجعل الخصومة والتبعية والارتهان لأعداء اليمن وخصوم الأنصار هي محركك، فالأمر الإلهي واضحٌ لا لبس فيه ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، ففي الانعطافات التاريخية الحادة للأمم، وخاصة في مرحلة يقوم فيها الجيش اليمني والأمن اليمني والمخابرات اليمنية بإذلال دول العالم المستبدة التي تقتل أبناء غزة، ففي هذا المعطف تصبح كل أطراف المعادلة السياسية والأنظمة السياسية في العالم كله على المحك وليس في اليمن يا هذا، بل والشعوب بطوائفها المختلفة أيضا، وتأتي أنت بكل أسف لتهاجم النظام الوحيد في العالم والجماعة الوحيدة في العالم التي جعلت العالم المستبد والقاتل والمجرم تحت أقدام الشعب اليمني..
ختاماً: يا سلطة وحكومة صنعاء ويا أنصار الله، كلمة الحق تقول أن الشعوب التي تُلدغ من نفس جحر الأدوات الفاسدة والمفسدة والمستبدة والجاهلة عدة مرات ليست ضحية، بل أحياناً يعطون الفرصة للناعقين أن يجعلوا منهم شركاء في الجريمة، وخالص عزائنا لذوي القتلى وتمنايتنا بالشفاء للجرحى..
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی شیء
إقرأ أيضاً:
كيف تعكس تصريحات “نتنياهو” الأخيرة بشأن اليمن فشلَ العدوان الأمريكي؟
يمانيون../
كشفت التصريحاتُ الأخيرةُ لمجرم الحرب الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بشأن جبهة الإسناد اليمنية لغزة عن المزيد من دلائل فشل العدوان الأمريكي الذي تشنه إدارة ترامب على اليمن منذ منتصف مارس الماضي.
تصريحاتُ نتنياهو التي ركَّزَ فيها على طائرة “يافا” اليمنية المسيَّرة، وعبَّر عن غضبه من تسميتها، وهجماتها المتكرّرة على وسط الأراضي المحتلّة، عكست حالة انزعَـاج شديدة من استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، واستمرار الكابوس الأمني والاستراتيجي الذي تمثّله هذه العمليات، وكذلك الدلالات التي تحمّلها في مفاعيلها ورمزياتها، برغم المحاولات الحثيثة لإخفاءِ ذلك بشكل تامٍّ على المستوى الإعلامي.
بل إن هذه التصريحاتِ تتصادمُ بشكل واضح مع الانطباع المزيَّف الذي حاول نتنياهو نفسُه أن يصنعُه في مناسباتٍ سابقةٍ من خلال تصوير العدوان الأمريكي الجديد على اليمن وكأنه نهاية للتهديد الذي تشكّله جبهةُ الإسناد اليمنية، حَيثُ يبدو بوضوح أن هذا التهديدَ لا يزال يفرضُ نفسَه بشكلٍ مُلِحٍّ على الواقع الأمني والاقتصادي لكيان العدوّ، بصورة تجبر نتنياهو على تناوله ومحاولةِ مَلْءِ فراغ الأسئلة المتصاعدة بشأنه لدى قطعان المستوطنين.
ومما يؤكّـد ذلك أن تصريحاتِ نتنياهو تتناقَضُ مع الاستراتيجية الإعلامية للعدوان الأمريكي على اليمن، والتي كشفت صحيفةُ “معاريف” في وقتٍ سابق، نقلًا عن مسؤولين صهاينة، أنها تركِّزُ على إبعادِ كيان العدوّ قدرَ الإمْكَان عن المشهد، والترويج فقط لدعاية خطر العمليات اليمنية على الملاحة؛ مِن أجلِ تحشيد الدعم الإقليمي والدولي ضد صنعاء، حَيثُ نسف نتنياهو هذه الاستراتيجية وأشَارَ بوضوحٍ إلى ارتباط العمليات العدوانية الأمريكية ضد اليمن بحماية العدوّ الصهيوني.
ولا يقف الأمر عند المستوى الإعلامي، فـ تهديدُ نتنياهو بالرد على الهجمات اليمنية التي تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، يعكس بوضوح الفشل العملياتي والميداني للعدوان الأمريكي على اليمن، والذي كشفت وسائل إعلام عبرية الشهرَ الماضيَ بأنَّ إدارةَ ترامب حرصت على إبلاغِ كيانِ العدوّ بعدمِ المشاركة فيه عسكريًّا بشكل مباشر وعدم الرد على الهجمات اليمنية، وهي استراتيجيةٌ انطلقت من تقديراتٍ أمريكية خاطئة استندت على فرضية أن واشنطن قادرةٌ بالفعل على احتواءِ وردع الجبهة اليمنية، كما أنها تهدفُ أَيْـضًا لترسيخِ الهدف الدعائي المتمثل في فَكِّ الارتباط الواضح بين جبهتَي اليمن وغزة.
الاندفاع الذي أبداه نتنياهو للعودة إلى استهداف اليمن بشكل مباشر، يعكسُ بوضوح سقوط الاستراتيجية العملياتية والإعلامية للعدوان الأمريكي، ووصول كيان العدوّ إلى إدراك تام لانسداد الأفق أمام إدارة ترامب، كما يعكس تزايد حجم الضغط الذي يشكله هذا الفشل الأمريكي واستمرار وتصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة، بالشكل الذي يرى نتنياهو أنه يحتاج للتصرف بشكل مباشر؛ مِن أجلِ تخفيفِه ولو دعائيًّا.
ومما يوضح سوءَ المأزِق الأمريكي -الصهيوني الذي تعبّر عنه تصريحاتُ وتهديدات نتنياهو، أنه هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها كيان العدوّ نفسه مضطرًّا للتصرف بشكل مباشر؛ بسَببِ فشل حلفائه الأمريكيين؛ فقد حدث ذلك خلال الجولة السابقة عندما اضطر جيشُ العدوّ الصهيوني لتنفيذ اعتداءات جوية مباشرة على اليمن، تحت ضغطِ العمليات اليمنية المتصاعدة ضد العُمق الصهيوني، متجاوزًا الاستراتيجيةَ العملياتيةَ والإعلامية التي حاولت إدارةُ بايدن من خلالها إبعادَ “إسرائيل” عن المشهد، وقد كانت نتائجُ ذلك عكسيةً بشكل فاضح؛ فبدلًا عن أن تقتصرَ فضيحةُ الفشل في ردع اليمن على الولايات المتحدة وبريطانيا، تصدَّر كيانُ العدوّ واجهةَ مشهد العجز، وامتلأت وسائلُ الإعلام ومراكزُ الدراسات العبرية بالتحليلات والاعترافات الرسمية وغير الرسمية بالعجز العملياتي والاستخباراتي الكبير الذي يعاني منه جيشُ العدوّ فيما يتعلق بتنفيذ عمليات مباشر في اليمن، وهو أمرٌ حَرَمَ قيادةَ العدوّ حتى من الفائدة المحدودة للتهديدات والعنتريات الدعائية، وجعل واقعَ استحالة وقف العمليات اليمنية راسخًا وواضحًا أمام الجميع، بما في ذلك قطعان المستوطنين الذين كان يسعى نتنياهو لطمأنتِهم.
توقيتُ تصريحاتِ نتنياهو بشأن اليمن يؤكّـدُ هو أَيْـضًا إدراكَ كيان العدوّ لفشل العدوان الأمريكي على اليمن، حَيثُ تأتي هذه التصريحات في ظل عجز يواجهُه البنتاغون حتى على مستوى تسويق إنجازات وهمية، حَيثُ أصبح يرفضُ تمامًا تقديمَ أية تفاصيل بشأن العمليات ضد اليمن ويمتنع عن الإجَابَة عن أسئلة وسائل الإعلام الأمريكية، في ظل أزمة داخلية باتت تهدّد مستقبل وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث نفسه؛ بسَببِ قضيةِ تسريبات معلوماتٍ حسَّاسة عن العمليات العدوانية ضد اليمن، وذلك عقب أن اعترف مسؤولون بأن العدوانَ لا ينجح في الإضرار بالقدرات العسكرية اليمنية، وأن تكاليفَه تجاوزت مليار دولار في ثلاثة أسابيع فقط، وأنه يستنزفُ مخزوناتِ الجيش الأمريكي المخصَّصة لمنطقتَي آسيا والمحيطَين الهندي والهادئ.
ويبدو أن هذه الحالةَ قد أسهمت بشكل كبير في زيادةِ حالة اليأس والإحباط لدى قيادة كيان العدوّ الصهيوني، بالشكل الذي دفعها إلى تجاوُزِ الاستراتيجيات التي تم تنسيقُها مع واشنطن، والاندفاع إلى واجهة المشهد بفعلِ الحاجة إلى تعويضِ الفشل الأمريكي ومحاولة ملء الفراغ الذي يتركُه هذا الفشلُ في معنويات المستوطنين، وأمام وسائل الإعلام، وفي الميدان.