مدير أكبر قصر ثقافي بإشبيلية في حوار مع Rue20 : تراثنا الثقافي يشكل تاريخاً وثقافة مشتركة مع المغرب
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
زنقة 20. إشبيلية
حوار : إسماعيل الخواجة Rue20 Español – ترجمه للعربية – أنس أكتاو
يشترك المغرب وإقليم الأندلس، في علاقة ثقافية تاريخية شكّلتها قرونٌ من التبادلات والتأثيرات المشتركة، خاصةً وأن الثقافة المغربية والأندلسية تمتلكان روابط تاريخية عميقة تعود لقرون عديدة.
ومن أجل استكشاف الروابط بين الضفتين المتوسطيتين، أجرى موقع Rue20 Español (النسخة الإسبانية) مقابلة حصرية مع ريكاردو غاسكو مارتينيز، المدير الثقافي لقصر لاس دويناس في مدينة إشبيلية عاصمة الإقليم.
ويعمل هذا القصر النبلائي التاريخي في إشبيلية، الذي ينتمي لبيت “ألبا”، على تعزيز الحوار الثقافي؛ حيث يقترح غاسكو استغلال التراث المشترك من خلال التبادلات التي تعزز الفهم؛ معتقدًا بأن تعزيز السياحة الثقافية التي تربط بين الإقليمين يمكن أن يساعد في الحفاظ على التراث المرتبط بهما؛ حوار يمكن أن يمهد الطريق لتعاون دائم بين جانبي مضيق جبل طارق.
يحافظ المغرب والأندلس على علاقة فريدة، نتيجة قرون من التاريخ والتعايش. كيف يمكننا الاستفادة اليوم من هذا التراث القديم لتعزيز التعاون الثقافي بين الضفتين المتوسطيتين؟
لتعزيز التعاون الثقافي بين المغرب والأندلس من الضروري الاستفادة من التراث القديم الذي يشتركان به، ويمكن ذلك من خلال التبادلات الثقافية التي تعزز الفهم المتبادل والتقدير للثقافات المتباينة، والتاريخ المشترك، والأدب، والفن، وغيرها من التعبيرات الثقافية.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم تعزيز السياحة الثقافية بين الإقليمين، من خلال التركيز على المواقع التاريخية، والمعالم، والمهرجانات التي تعكس التراث المشترك بين المغرب والأندلس، والعمل معًا أيضًا على الحفاظ على وتعزيز التراث الثقافي المشترك.
كيف يمكن للمؤسسات الثقافية مثل قصر لاس دويناس المساهمة في فتح قنوات الحوار والفهم الثقافي بين المغاربة والإسبان؟
يساهم قصر لاس دويناس في فتح قنوات الحوار والفهم الثقافي بين المغاربة والإسبان من خلال مشاركته في مشروع Muslim Friendly، حيث تم اعتماده من قبل مؤسسة “حلال” في قرطبة، لتسليط الضوء على التاريخ المشترك والتراث الثقافي بين الطرفين.
فضلا عن ذلك، يمكن أن يسهم الترويج للتأثيرات الفنية والتعاون مع المؤسسات الثقافية في المغرب في تيسير تبادل الأفكار والتجارب؛ مما يعزز الحوار الثقافي ويعزز الروابط بين الثقافتين.
ما هي سمات قصر لاس دويناس المميزة؟
قصر لاس دويناس هو أحد أفضل أمثلة الهندسة النبلائية في إشبيلية، حيث يبرز الطراز القوطي، والمدرج، والنهضوي بشكل عميق، مما أدى إلى تصنيفه كمعلم تاريخي وفني في عام 1931.
ينتمي القصر إلى بيت عائلة ألبا منذ عام 1612، ومنذ عام 2016 يشجع الدوق الحالي للعائلة [د. كارلوس فيتز-جيمس ستيوارت] على فتحه للمعرفة والترويج وتحسين العرض الثقافي في إشبيلية وفي جميع الثقافات.
ماذا يمثل وجود التراث الثقافي المغربي في قصر لاس دويناس؟
يمثل وجود التراث الثقافي المغربي في قصر لاس دويناس ارتباطًا تاريخيًا وثقافيًا بين المغرب وإسبانيا؛ معبرًا عن الروابط الثقافية التي استمرت عبر القرون بين البلدين.
يمكن أن يتجلى هذا الوجود من خلال العناصر المعمارية، والأعمال الفنية، والأثاث، والمنسوجات، أو أي أشياء أخرى تدل على تأثير الجماليات والتقاليد المغربية في ديكور وتصميم القصر.
يمكن أيضًا أن يكون هذا الوجود بمثابة تذكير بأهمية تعزيز الحوار الثقافي والتعاون بين المنطقتين في السياق الراهن؛ مما يعزز الفهم المتبادل والاحترام للتنوع الثقافي في كل من المجتمعين.
باختصار، يمكن أن يسهم وجود التراث الثقافي المغربي في قصر لاس دويناس في تعزيز الروابط التاريخية والثقافية بينهما، وكذلك في تعزيز التقدير والتبادل الثقافي في عالم متزايد العولمة.
هل يمكننا رؤية المغرب في المستقبل كبلد شرفي في SICAB في إشبيلية؟
SICAB – الصالون الدولي للخيل – هو الحدث العالمي المشهور الذي يحتفل خلاله في إشبيلية بجمال وتميز الخيول الإسبانية النقية؛ لكنه يوفر أيضًا مساحة لاستكشاف ثقافة الفروسية بشكل عام.
نظرًا للاهتمام والأهمية التاريخية التي يحملها الحصان في الثقافة المغربية، وكذلك الروابط الثقافية والتجارية بين المغرب وإسبانيا، فإنه سيكون فرصة ممتازة لتسليط الضوء على ثراء التقليد الخيلي في المغرب وتعزيز الروابط بين البلدين. ومع ذلك، فمن الواضح أن هذا ليس بيدنا تمامًا هذا القرار.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: التراث الثقافی الثقافی بین فی إشبیلیة بین المغرب فی المغرب یمکن أن من خلال
إقرأ أيضاً:
الإمارات وأميركا.. رؤى مشتركة للسلام والاستقرار
شعبان بلال وأحمد شعبان وأحمد عاطف وعبد الله أبو ضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةترتبط الإمارات والولايات المتحدة، بعلاقات صداقة تاريخية وشراكة استراتيجية تستند إلى مواقف وسياسات مشتركة ومتقاربة وتوافق في الرؤى لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة العربية والعالم، وأكد دبلوماسيون ومحللون سياسيون وخبراء في العلاقات الدولية، قوة ومتانة علاقة الصداقة التاريخية بين البلدين، وأن هذه العلاقة استراتيجية وممتدة ومتشعبة، وتغطي المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والفضاء وقضايا المناخ والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
وأكدوا لـ «الاتحاد»، بمناسبة زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الاثنين، أهمية الزيارة؛ لأنها تشكل مرحلة في غاية الأهمية في العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين، وتأتي في توقيت مهم في ظل التطورات الإقليمية والعالمية.
وقال تشارلز باومان، المحلل السياسي الأميركي، بمناسبة زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة، إن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط هدف مشترك بين البلدين، حيث يعملان سوياً من خلال مبادرات دبلوماسية ومشاريع تنموية تسهم في تحقيق الاستقرار.
وتابع: «العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة شراكة شاملة مبنية على المصالح المشتركة، والالتزام بتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومن خلال التعاون الدائم بين البلدين، تواصل الإمارات تأكيد دورها قوة دبلوماسية فاعلة تسعى إلى بناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً للمنطقة والعالم».
من جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة السياسية، إن الإمارات شريك استراتيجي فاعل وموثوق للولايات المتحدة في المنطقة، حيث تربط البلدين علاقات دبلوماسية متينة تعود لعقود من التعاون والتنسيق المشترك، مؤكدة أن الشراكة الإماراتية الأميركية ركيزة أساسية لضمان الاستقرار والتقدم في المنطقة. وأضافت أن التعاون يظهر في تنسيق الجهود لحل العديد من القضايا الإقليمية.
الاستقرار والتسامح
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، إن التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية يمثل شراكة دائمة وناجحة، تتكيف بفاعلية مع التغيرات المستمرة في العالم، وإن التعاون الإماراتي- الأميركي يمتد إلى المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
بدوره، أكد مدير مركز بروكسل للدراسات، رمضان أبو جزر، أن العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة تميزت بالاستقرار والتطور، حيث تعد الإمارات شريكاً استراتيجياً رئيسياً في تعزيز الأمن الإقليمي، وساهمت بشكل كبير في استقرار المنطقة، من خلال تعاونها الوثيق مع الولايات المتحدة.
إحلال السلام
ذكر الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، الدكتور عمرو الديب، أن هناك علاقات قوية ومتينة بين الدولتين، مشيراً إلى أن الإمارات تعد من أهم الدول في المنطقة العربية والعالم في مجال الطاقة، وتتميز بالتأثير المعنوي والقوة الناعمة في المنطقة العربية والشرق الأوسط والتي لا يستهان بها.
وقال الديب لـ«الاتحاد»، إن الزيارة تأتي في وقت مهم جداً على المستويين الدولي والإقليمي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وتؤكد أن الإمارات تتعاون مع الجميع، ودبلوماسيتها وسياستها الخارجية منفتحة، مؤكداً أن العلاقات الإماراتية مع الولايات المتحدة مبنية على المصالح الحقيقية والاحترام المتبادل.
مصالح مشتركة
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية، ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور محمد صادق إسماعيل، إن العلاقات بين الإمارات وأميركا، ترقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مشيراً إلى أن هناك محطات تاريخية في العلاقات بينهما منذ تأسيس الاتحاد.
وشدد أستاذ العلوم السياسية لـ«الاتحاد»، على أهمية المجال الاقتصادي في العلاقات بين الإمارات وأميركا، لافتاً إلى وجود معدلات تبادل تجاري قوية بين البلدين، واستثمارات مشتركة كبيرة، باعتبار الإمارات سوقاً كبيراً جداً في منطقة الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة تريد فتح مجالات أكبر للتبادل التجاري والشراكة الاستراتيجية الكبيرة في المجال الاقتصادي مع الإمارات.
نمو متزايد
قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، إن العلاقات الإماراتية الأميركية، تشهد نمواً متزايداً، حيث تتلاقى المصالح المشتركة للدولتين الصديقتين على المستويات والقطاعات كافة الاقتصادية والسياسية المختلفة. وأشاد، في تصريح لـ«الاتحاد»، بأهمية الزيارة، مؤكداً أنها ستضيف للزخم الذي تشهده العلاقات الإماراتية الأميركية القائمة منذ أكثر من 50 عاماً، والتي اتسمت دائماً بالتفاهم والتعاون والشراكة الاستراتيجية الكفيلة بالحفاظ على حالة الاستقرار في المنطقة.
العمل المناخي
ذكر خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، أن العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين الدولتين، جعلت أميركا تنظر إلى الإمارات باعتبارها محور السلام والاستقرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم، من خلال جهد ونشاط الدولة الداعم للسلام والاستقرار، والقائم دائماً على فكرة خلق المساحات المشتركة بين الدول والأطراف المتصارعة داخلياً.
وقال سمير، لـ«الاتحاد»، إن السياسة الخارجية الأميركية تنظر إلى مجموعة من الدول، باعتبارها ركائز للاستقرار في العالم، وتعتبر الإمارات إحدى هذه الدول التي تشكل قوة للسلام والاستقرار، مضيفاً: «لذلك كثيراً ما تعتمد أميركا كدولة عظمى على الجهد والعمل والدبلوماسية الإماراتية في تثبيت قيم السلام وحل الصراعات والخلافات والحروب».
تعاون تكنولوجي
يرى رومان لو ديلي، الباحث في مجال العلاقات الدولية، أن الشراكة التكنولوجية بين الإمارات والولايات المتحدة تسهم في تطوير البنية التحتية التقنية، وتعزز النمو الرقمي في الإمارات، مرجعاً ذلك إلى كون الإمارات بيئة مواتية للاستثمار في المشاريع التكنولوجية، خاصة في مجالات تطوير البرمجيات والأمن السيبراني.
حلول ابتكارية
أكد ماركو فيلوفيتش، الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، أن التعاون بين الإمارات وأميركا في هذا المجال يمثل جزءاً رئيسياً من شراكة استراتيجية أوسع بدأت في عام 2010، وتم تعزيزها في 2017، ولا تزال تتطور باستمرار خلال السنوات الأخيرة.
وأشار فيلوفيتش إلى أن هذا التعاون يسهم في تطوير حلول ابتكارية تعود بالفائدة على المجتمعات في كلتا الدولتين، مشدداً على أهمية الاستفادة من الخبرات الأميركية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، كون الولايات المتحدة رائدة عالمياً في هذا المجال، لا سيما في استخدامه لتحسين العمليات الحكومية، الأمن السيبراني، والخدمات العامة.
وأوضح أن الحكومتين الإماراتية والأميركية تتبادلان المعرفة في استخدامات الذكاء الاصطناعي، في ظل تصاعد التنافس التكنولوجي العالمي؛ بهدف تحسين تقديم الخدمات الحكومية ورفع كفاءة القطاعات العامة، مثل أنظمة الرعاية الصحية الذكية، إجراءات الإدارة الحكومية، وتعزيز الأمن الداخلي، مما يسهم في تسهيل حياة المواطنين في كلا البلدين.