زنقة 20. إشبيلية

حوار : إسماعيل الخواجة Rue20 Español – ترجمه للعربية – أنس أكتاو

يشترك المغرب وإقليم الأندلس، في علاقة ثقافية تاريخية شكّلتها قرونٌ من التبادلات والتأثيرات المشتركة، خاصةً وأن الثقافة المغربية والأندلسية تمتلكان روابط تاريخية عميقة تعود لقرون عديدة.

ومن أجل استكشاف الروابط بين الضفتين المتوسطيتين، أجرى موقع Rue20 Español (النسخة الإسبانية) مقابلة حصرية مع ريكاردو غاسكو مارتينيز، المدير الثقافي لقصر لاس دويناس في مدينة إشبيلية عاصمة الإقليم.

ويعمل هذا القصر النبلائي التاريخي في إشبيلية، الذي ينتمي لبيت “ألبا”، على تعزيز الحوار الثقافي؛ حيث يقترح غاسكو استغلال التراث المشترك من خلال التبادلات التي تعزز الفهم؛ معتقدًا بأن تعزيز السياحة الثقافية التي تربط بين الإقليمين يمكن أن يساعد في الحفاظ على التراث المرتبط بهما؛ حوار يمكن أن يمهد الطريق لتعاون دائم بين جانبي مضيق جبل طارق.

يحافظ المغرب والأندلس على علاقة فريدة، نتيجة قرون من التاريخ والتعايش. كيف يمكننا الاستفادة اليوم من هذا التراث القديم لتعزيز التعاون الثقافي بين الضفتين المتوسطيتين؟

لتعزيز التعاون الثقافي بين المغرب والأندلس من الضروري الاستفادة من التراث القديم الذي يشتركان به، ويمكن ذلك من خلال التبادلات الثقافية التي تعزز الفهم المتبادل والتقدير للثقافات المتباينة، والتاريخ المشترك، والأدب، والفن، وغيرها من التعبيرات الثقافية.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم تعزيز السياحة الثقافية بين الإقليمين، من خلال التركيز على المواقع التاريخية، والمعالم، والمهرجانات التي تعكس التراث المشترك بين المغرب والأندلس، والعمل معًا أيضًا على الحفاظ على وتعزيز التراث الثقافي المشترك.

كيف يمكن للمؤسسات الثقافية مثل قصر لاس دويناس المساهمة في فتح قنوات الحوار والفهم الثقافي بين المغاربة والإسبان؟

يساهم قصر لاس دويناس في فتح قنوات الحوار والفهم الثقافي بين المغاربة والإسبان من خلال مشاركته في مشروع Muslim Friendly، حيث تم اعتماده من قبل مؤسسة “حلال” في قرطبة، لتسليط الضوء على التاريخ المشترك والتراث الثقافي بين الطرفين.

فضلا عن ذلك، يمكن أن يسهم الترويج للتأثيرات الفنية والتعاون مع المؤسسات الثقافية في المغرب في تيسير تبادل الأفكار والتجارب؛ مما يعزز الحوار الثقافي ويعزز الروابط بين الثقافتين.

ما هي سمات قصر لاس دويناس المميزة؟

قصر لاس دويناس هو أحد أفضل أمثلة الهندسة النبلائية في إشبيلية، حيث يبرز الطراز القوطي، والمدرج، والنهضوي بشكل عميق، مما أدى إلى تصنيفه كمعلم تاريخي وفني في عام 1931.

ينتمي القصر إلى بيت عائلة ألبا منذ عام 1612، ومنذ عام 2016 يشجع الدوق الحالي للعائلة [د. كارلوس فيتز-جيمس ستيوارت] على فتحه للمعرفة والترويج وتحسين العرض الثقافي في إشبيلية وفي جميع الثقافات.

ماذا يمثل وجود التراث الثقافي المغربي في قصر لاس دويناس؟

يمثل وجود التراث الثقافي المغربي في قصر لاس دويناس ارتباطًا تاريخيًا وثقافيًا بين المغرب وإسبانيا؛ معبرًا عن الروابط الثقافية التي استمرت عبر القرون بين البلدين.

يمكن أن يتجلى هذا الوجود من خلال العناصر المعمارية، والأعمال الفنية، والأثاث، والمنسوجات، أو أي أشياء أخرى تدل على تأثير الجماليات والتقاليد المغربية في ديكور وتصميم القصر.

يمكن أيضًا أن يكون هذا الوجود بمثابة تذكير بأهمية تعزيز الحوار الثقافي والتعاون بين المنطقتين في السياق الراهن؛ مما يعزز الفهم المتبادل والاحترام للتنوع الثقافي في كل من المجتمعين.

باختصار، يمكن أن يسهم وجود التراث الثقافي المغربي في قصر لاس دويناس في تعزيز الروابط التاريخية والثقافية بينهما، وكذلك في تعزيز التقدير والتبادل الثقافي في عالم متزايد العولمة.

هل يمكننا رؤية المغرب في المستقبل كبلد شرفي في SICAB في إشبيلية؟

SICAB – الصالون الدولي للخيل – هو الحدث العالمي المشهور الذي يحتفل خلاله في إشبيلية بجمال وتميز الخيول الإسبانية النقية؛ لكنه يوفر أيضًا مساحة لاستكشاف ثقافة الفروسية بشكل عام.

نظرًا للاهتمام والأهمية التاريخية التي يحملها الحصان في الثقافة المغربية، وكذلك الروابط الثقافية والتجارية بين المغرب وإسبانيا، فإنه سيكون فرصة ممتازة لتسليط الضوء على ثراء التقليد الخيلي في المغرب وتعزيز الروابط بين البلدين. ومع ذلك، فمن الواضح أن هذا ليس بيدنا تمامًا هذا القرار.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: التراث الثقافی الثقافی بین فی إشبیلیة بین المغرب فی المغرب یمکن أن من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرة الثقافة تفتتح ورشة العمل الدولية حول حماية وصون تقاليد الطعام

كتب- محمد شاكر:

قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التراث الثقافي غير المادي، في ظل حملة ممنهجة لمحو التراث العربي، وأكدت أن اللجنة الوطنية المصرية نجحت في تسجيل عدد من العناصر وتعمل على تسجيل عدد آخر في أقرب وقت ممكن.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لورش العمل الدولية، التي نظمتها اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان "حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه وتوظيفه في التنمية المستدامة في الدول العربية… تقاليد الطعام نموذجًا"، وأدارتها الدكتورة نهلة إمام- مستشار وزير الثقافة لشئون التراث الثقافي غير المادي.

وقال الدكتور حميد بن سيف النوفلي، مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو"لم ينل مجال صون التراث الثقافي غير المادي من خلال تقاليد الطعام، ما يكفي من العناية بالمقارنة مع الأصناف الأخرى من التراث الحيّ، رغم ما ينطوي عنه من قيمة تراثية عميقة وأبعاد اقتصادية في سياق التنمية المستدامة على غرار ما تكشف عنه التجارب المقارنة في عالم اليوم.".

وأوضح أن الطعام يُظهر للعالم بوصفه إحدى التعبيرات الخاصة جدًّا عن الهوية الثقافية والذاكرة الجماعية، فهو يعكس الخصوصيات التاريخية والجغرافية والاجتماعية، وخلف هذا التنوع والاختلاف تكمن مظاهر عديدة من التشابه إلى حدّ التماثل أحيانًا، بما يجعل تقاليد الطعام هي بحقّ ملتقى للتواصل والتفاعل يكرّس بعفوية ضربا من الوحدة الثقافية.

وأضاف: تكتسب تقاليد الطعام اليوم أهمية بالغة لقيمتها الوظيفية من حيث هي مصدر ديناميكية تنموية، وتتميّز هذه الورشة، من خلال برنامجها، باعتمادها مقاربة شاملة تحاول أن تأخذ بعين الاعتبار مختلف جوانب الموضوع، وهو ما سيساهم دون شكّ في تعزيز قدرات الخبراء المشاركين، بحيث سيكتسبون مهارات وتقنيات جديدة تساعدهم على التعامل الجيد مع مجال التراث الغذائي، بما يعود بالمنفعة على الممارسين له وحملته من الأفراد والجماعات والمجموعات المعنية.

من جانبه قال الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، " أن لكل أمة إرثها الثقافي، فالتراث هو السبيل الأمثل لمعرفة المكون الثقافي لحضارات تلك الأمم، ويمثل الرابط الأهم للتسلسل التاريخي الذي يشكل حلقة متصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، لذلك يعد التراث جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وتجسيداً مادياً ومعنوياً لهذه الهوية، فهو يجمع بين الأماكن والمعالم، وبين القيم والتقاليد وأنماط التعبير البشري سواء كانت فردية أو جماعية، فتتشكل أمامنا لوحة تراثية نتعرف من خلالها على ماضينا وهويتنا الثقافية المتجذرة عبر العصور في التاريخ الإنساني.

وأضاف: يمثل التراث غير المادي جانباً هاماً من التراث الحضاري للأمم، فيعبر عن الهوية الثقافية لكل مجتمع ويعكس الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسات التي مرت بها المجتمعات المحلية في المراحل الزمنية المختلفة لكونه يتمثل في التقاليد وأشكال التعبير، والمعارف، والمهارات الموروثة كالتقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والمعارف الاجتماعية والمناسبات، والاحتفالات، والممارسات، فالتراث معين لا ينضب من المعرفة، ومصدرا للهوية الإنسانية التي تكتمل بالتراث.

وأشار إلى أن مصر تزخر بإرثها وتراثها الثقافي غير المادي والذي يعد في مجمله كنزا حضاريا يعكس الدور الذي قام به المصري القديم في بناء الحضارات التي تعاقبت على أرض الكنانة، وأصبحت الآن جزءاً مهماً من التراث الإنساني المسجل بعضه على قائمة التراث العالمي، وشهدت السنوات الأخيرة اهتمام الجهات المعنية بتراثنا الوطني، فتسابقت العديد من الجهات والمؤسسات والمراكز والمبادرات ومنظمات المجتمع المدني للعمل على حفظ وتوثيق التراث، وعملت الدولة على تشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى التراثي، فقامت بتنظيم العديد من الدورات التدريبية في المجالات التراثية المختلفة، كما عملت الجهات المختصة على بناء البرامج التراثية التعليمية حيث يجري الآن العمل على إنتاج برامج يتم تدريسها في المدارس للتعريف بالتراث الثقافي غير المادي ومن ثم رفع مستوى الاهتمام والوعي به وحمايته من الاندثار، بل وتنميته ليساهم في خطة التنمية المستدامة.

وأوضح أن مصر نجحت في إدراج العديد من عناصر التراث الثقافي على قائمة التراث العالمي، وأصبح الآن ملف "الأغذية الشعبية والأطعمة التقليدية" من الملفات الملحة التي يجب العمل عليها بشكل عاجل ومكثف والتقاليد والعادات المتعلقة بها، حيث نادي الكثير من خبراء التراث والغذاء بأهمية البدء في تحقيق ذلك لافتين النظر إلى أنها خطوة تأخرت كثيراً باعتبار أن المطبخ المصري بل والعربي من أعرق مطابخ العالم وأن عدم توثيقه بشكل دولي، أو رسمي حتى الآن قد يؤدي إلى إدعاء بعض البلدان الأخرى نسب عدد من الأكلات المعروفة لنفسها.

يذكر أن الورشة التي تعقد على مدار يومين بالمجلس الأعلى للثقافة، تناقش مفهوم التراث الثقافي غير المادي وتطبيقاته في تقاليد الطعام، بالإضافة إلى دور تقاليد الطعام في التنمية المستدامة.

وتُشارك بها كل من: "المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة المغربية، السودان، المملكة العربية السعودية، ليبيا، الكويت، الجمهورية التونسية"، تجاربها في توثيق الأطعمة التقليدية وصونها.

وتهدف لنشر الوعي حول أهمية التراث الثقافي غير المادي، خاصة تقاليد الطعام، ودوره في التنمية المستدامة، ومناقشة سبل حماية وصون تقاليد الطعام العربية، واستكشاف آليات توثيقه.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: ورشة عمل إقليمية حول "حماية التراث الثقافي غير المادي"
  • وزيرة الثقافة تفتتح ورشة العمل الدولية حول حماية وصون تقاليد الطعام
  • مديرة الأمن الإسباني: المغرب لا يشكل أي تهديد لإسبانيا
  • «الثقافة»: نعمل على إدراج الأطعمة الشعبية في قائمة التراث العالمي
  • ما إنجازات ثورة 30 يونيو في القطاع الثقافي؟
  • فن شعبي يتناقله المجتمع جيلاً بعد آخر.. «حداء الإبل».. لغة تواصل ضمن التراث الثقافي
  • «بازار البلد»..تراث سعودي عريق
  • الملحقية الثقافية بالسفارة الأمريكية.. أنشطة تدميرية للواقع الثقافي باليمن
  • «الجناح الإماراتي».. أيقونة تراثية بـ«موسم طانطان الثقافي 2024»
  • «الثقافة» تستضيف ورشة عمل دولية حول حماية وصون التراث غير المادي