موعد الليالي الوترية وليلة القدر.. دار الإفتاء تحددها وتنصح بهذه العبادات
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
حددت دار الإفتاء الليالي الوترية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن الليالي الوترية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك 1445هـ، هي كالآتي:
ليلة 21 رمضان تبدأ من مغرب يوم السبت 30-3-2024م وتنهي بفجر يوم الأحد 31-3-2024م
ليلة 23 رمضان تبدأ من مغرب يوم الاثنين 1-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الثلاثاء 2-4-2024م
ليلة 25 رمضان تبدأ من مغرب يوم الأربعاء 3-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الخميس 4-4-2024م
ليلة 27 رمضان تبدأ من مغرب يوم الجمعة 5-4-2024 وتنتهي بفجر يوم السبت 6-4-2024م
ليلة 29 رمضان تبدأ من مغرب يوم الأحد 7-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الاثنين 8-4-2024م.
١- استحضار نية قيام العشر الأواخر.
٢- التوبة الصادقة وإعادة الحقوق إلى أصحابها.
٣- التصدق ولو بالقليل، وتفقد المحتاجين.
٤- الابتعاد عن المشاحنات والاجتهاد في مساعدة الأهل والأصدقاء وزرع المحبة والتعاون.
٥- الإكثار من ذكر الله تعالى والصلاة على النبي المصطفى.
٦- الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وفهم معانيه.
٧- التهجد في الليل ولو بركعتين.
٨- الإلحاح في الدعاء والتيقن من الإجابة .
٩- الإكثار من قول :اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا.
١٠- المحافظة على أداء الصلاة المفروضة في أوقاتها والإكثار من صلاة النافلة، من السنن الرواتب والضحى والتسابيح وصلاة الأوابين بعد المغرب والتهجد والتراويح.
العشر الأواخر من رمضان
ينبغي علينا الاقتداء بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان ، حيث كان النبي- صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيى ليله وأيقظ أهله وشد مئـزره» وفي رواية عن مسلم «كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره»، وينبغي للمسلم أن يجد ويجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان بكثرة الصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار بقصد التعرض لعفو الله ورحمته ورضوانه، وأيضًا لعله يوافق ليلة القدر فلا يشقى بعدها أبدًا.
ويعد اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان فوق ما كان يجتهد في غيرها، من فضائل العشر الأزاخر، كما روى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره»، ومن ذلك أنه كان يحيي الليل فيها؛ كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله»، ويحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياء غالبه، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلةً حتى الصباح».
فضل العشر الأواخر من رمضان
من فضائل العشر الأواخر من رمضان أن فيها ليلة القدر، التي خصها الله تعالى بخصائص، منها:
1– أنه أنزل فيها القرآن، «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» (القدر: 1).
2– ووصف الله تعالى ليلة القدر بأنها خير من ألف شهر في قوله تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» (القدر: 3).
3– ووصف الله تعالى ليلة القدر بأنها مباركة في قوله: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ» (الدخان: 3).
4– وأنه في ليلة القدر تنزل فيها الملائكة والروح، أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر، والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر لشرفه.
5– ليلة القدر هي ليلة سلام، أي: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذًى، وفيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.
6– وفي ليلة القدر «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (الدخان: 4) أي: يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السَّنَةِ، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها.
7– الله تعالى يغفر لمن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه»، وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
كيفية إحياء العشر الأواخر
لإحياء العشر الأواخر : عليك أخذ قسط من الراحة بعد الظهر لتنشط ليلًا، وعدم الأكل كثيرًا حتى يستطيع المسلم القيام والطاعة، وعليك العزم على التوبة عند إحياء العشر الأواخر المباركة، والإكثار من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، والإقبال على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل.
وعليك في العشر الأواخر بالابتعاد عن المشاحنة مطالبة بالعفو عن كل مَن أخطأ في حقك، والتركيز على "الكيفية"، فليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ، وعليك الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله، وأيضًا ضرورة الحرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك.
في العشر الأواخر تيقَّن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكِّل حاجزًا، كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك، والإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد المُلِحُّ بالدعاء، واستغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك، وأكثرْ من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه، وأكثرْ من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ورددْ: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
ولابد في العشر الأواخر من الإكثار من طلب العتق من النار، والدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال، وأيضًا الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين، والدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال، وعلينا في ليلة القدر الإكثار من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وأطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم»: لا تضيع أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.
ويستحب لمن وفقه الله تعالى في ليلة القدر في العشر الأواخر ضرورة قراءة ما تيسر من القرآن، فإحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجر، والملائكة في حال صعود وهبوط، وأنه لابد من شكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة، ولا تنسَ أن تتصدق في هذه الليلة بما تستطيع فالصدقة لها أجر عظيم».
أولاً: نزول الملائكة أفواجًا في ليلة القدر، وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».
علامات ليلة القدر الصحيحة ثانيًا: اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ حيث رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».
ورد في أمارات ليلة القدر الصحيحة ثالثًا: طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ»، ثبت في علامات ليلة القدر النقاء والصفاء في ليلتها؛ فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».
والعلامة الرابعة من علامات ليلة القدر أن يحدث للإنسان سكون في النفس، خامساً: في ليلة القدر يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل في هذه الليلة، وسابعًا أنه لا ينزل في ليلة القدر النيازك والشهب، وثامنًا: أن يُوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل .
أعمال ليلة القدر
من الأعمال الصالحة في ليلة القدر الدعاء في ليلة القدر يغتنم المسلم ليلة القدر بالإكثار من الدعاء، والأذكار، والتسبيح، وسؤال الله -تعالى- العِتق من النيران، والتعوُّذ منها؛ فالدعاء فيها مُستجابٌ، والاجتهاد فيه مرغوبٌ، ولذلك يتسابق العباد، ويحرصون على التوبة، والفوز برضا الله -عزّ وجلّ-، وتوفيقه، ونَيْل المنزلة الرفيعة.
الصلاة في ليلة القدر تؤدى صلاة القيام ركعتَين ركعتَين كما ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: «أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن صَلاةِ اللَّيْلِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى».
أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم في ليلة القدر، وجعلها من أفضل الليالي، فهي ليلة مباركة، وهي خير من ألف شهر، قال تعالى : «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» وقيام هذه الليلة يكون بالذكر، والصلاة، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء وغير ذلك، وصلاة التسابيح والإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فضائل ليلة القدر
1- في ليلة القدر غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه» رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).
2- فضل ليلة القدر أنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
3- فضل ليلة القدر خصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
4- تُكتب فيها الأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ».
5- ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
6- تتنزّل الملائكة في ليلة القدر لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
7- ليلة القدر تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
وصايا لإحياء ليلة القدر
1. لا تأكل كثيرًا حتى تستطيع القيام والطاعة.
2. لا بد من العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة المباركة.
3. أَكْثِرْ من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.
4. أَقبل على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل.
5. ابتعد عن المشاحنة واعفُ عن كل مَن أخطأ في حقك.
6. ركِّز على "الكيفية"، فليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ.
7. الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله.
8. احرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك.
9. تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكِّل حاجزًا.
10. كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك.
إحياء ليلة القدر11. الإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد الُملِحٌّ بالدعاء.
12. استغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك.
13. أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه.
14. أكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وردد: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
15. الإكثار من طلب العتق من النار.
16. الدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال.
17. الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين ...
18. الدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال.
19. أكثرْ من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
20. أطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم».
21. لا تُضيِّعْ أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.
22. اقرأ ما تيسر من القرآن.
23. إحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجرِ، والملائكة في حال صعود وهبوط.
24. اشكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة.
25. لا تنسَ أن تتصدق في هذه الليلة بما تستطيع فالصدقة لها أجر عظيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العشر الأواخر رمضان العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر فی العشر الأواخر من رمضان النبی صلى الله علیه وسلم فی لیلة القدر فی هذه اللیلة رضی الله عنه الملائکة فی الله عز وجل الإکثار من الله تعالى ی الله عنه قال تعالى من الدعاء واحتساب ا ما تیسر ما یکون ال ق د ر القدر ا ز ل ن اه إیمان ا م لیلة فیها م
إقرأ أيضاً:
حكم تصرف ذوي الهمم في أموالهم وأمور الحياة مع من يرعاهم
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز شرعًا إعطاء الشخص من ذوي الهمم، وعنده إصابة تمنعه من القيام بخدمة نفسه إعطءاء بعض أملاكه أو جميعها لأحد أقاربه الذين يساعدوه على القيام ببعض الأعمال التي يحتاجها؛ لمكافأته على بره به وإحسانه إليه.
ويجوز للإنسان أن يتصرف في ماله في حال حياته وصحته، وكمال أهليته، واختياره بشتى أنواع التصرفات المشروعة كما يشاء، بشرط ألَّا يكون ذلك بنِيَّة حرمان الورثة من الميراث بعد وفاته؛ لئلا يدخل في الوعيد المذكور فيما رُوِيَ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ فَرَّ مِنْ مِيرَاثِ وَارِثِهِ، قَطَعَ اللهُ مِيرَاثَهُ مِنَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه ابن ماجه، والمقصود بذلك أن يَتَقَصَّد ويَتَعَمَّد هذا المنع.
كيفية وضوء ذوي الاحتياجات الخاصة
وقالت دار الإفتاء إن الشرع أعطى لأصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة عذرهم، ورفع الحرج عنهم، فإن استطاعوا الوضوء بأنفسهم لزمهم ذلك، وإلا جاز لهم أن يستعينوا بغيرهم ولو بأجرة قدروا عليها، وذلك إذا كان محل فرض الوضوء موجودًا، فإن وجد بعضه دون البعض الآخر غسل الموجود وسقط غسل غير الموجود، وإن عجزوا عن الوضوء تيمموا بأنفسهم أو بغيرهم ولو بأجرة قدروا عليها، فإن عجزوا عن التيمم أيضًا صلوا على حسب حالهم ولا إعادة عليهم.
التيسير ورفع الحرج عن المكلفين في الشريعة الإسلامية
وأوضحت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية يسرت ورفع الحرج عن المكلفين من المبادئ الراسخة في الشَّريعة والأحكام الشرعيَّة التي يُطالَب بها المكلفون، فقد رَفَع الشرع الشريف الحرج في العبادات والواجبات عن المكلفين، قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ الحج: 78.
وتابعت الإفتاء، قائلة: وممَّن خصَّهم الشرع الشريف بالتيسير ورفع الحرج: ذوو الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصَّة، وهؤلاء مخاطَبون بالتكاليف الشَّرعيَّة ومُطالَبون بها متى قامت بهم شروط التكليف من إسلامٍ وعقلٍ وغير ذلك من الشروط، وقيامهم بها وأداؤهم لها يكون على حسب حالهم وقدرتهم واستطاعتهم؛ رعايةً لعذرهم، ورغبةً في التخفيف ورفع الحرج عنهم؛ لقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، ولقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، ولعموم قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ الفتح: 17.
وأضافت: نَفَت الآيات الكريمات الأُوَل الحَرج مطلقًا، ونَفَت الآية الأخيرة الحَرَج عن أصحاب الأعذار الذين تخلَّفوا عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ رعايةً لعذرهم. كما جاء في السنَّة ما يدل على رَفْع الحرج عن أصحاب الأعذار في جانب التكاليف الشَّرعيَّة، فقد أخرج الإمام البخاري في "صحيحه" عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» فهذا الحديث يدلُّ على رفع الحرج عن أصحاب الأعذار، والتخفيف عنهم في التكاليف الشرعيَّة والواجبات المرعيَّة.
وعن كيفية الوضوء قالت الإفتاء: الأصل المقرر شرعًا أَنَّ الطهارة مِن الحدث الأصغر بالوضوء والأكبر بالغسل شرطٌ من شروط صحة الصلاة لا تصح الصلاة بدونها، وإعمالًا لذلك الأصل وتطبيقًا له فأداء ذي الهمة للوضوء يختلف بحسب وجود محل فرض الوضوء وقُدْرته على القيام به.
وأضافت: فإن وُجِد محلُّ فَرْض الوضوء وكان المكلف قادرًا على القيام به بنفسه قام به، وإن لم يَقْدِر بنفسه وأعانه من لا مِنَّةَ له عليه ممن تلزمه طاعته كولده، أو غيره ممن لو استعان به أعانه على وضوئه جاز له ذلك وصح وضوءه؛ إذ من المقرر شرعًا جواز الاستعانة بالغير في الوضوء عند العجز.
فإن لم يجد مَن يعينه تطوعًا ممن لا مِنَّةَ له عليه لزمه استئجار من يساعده متى كان قادرًا على دَفْع الأجرة، بامتلاك فاضل عن حاجته، قال الشيخ زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 33، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(والعاجز) عن الوضوء لقطع يده أو نحوه (يستأجر) وجوبًا (موضئًا) أي: من يوضئه (بأجرة مثل) فاضلة عن قضاء دينه، وكفايته، وكفاية مؤنة يومه وليلته] اهـ.كدت الإفتاء أن الهبة حال الحياة أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه.